المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(26) - (378) - باب: في حسن الصوت بالقرآن - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٨

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كِتابُ الأذان (3)

- ‌(1) - (353) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ

- ‌(2) - (354) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ

- ‌(3) - (355) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌تنبيه

- ‌(4) - (356) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الاسْتِسْقَاءِ

- ‌(5) - (357) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(6) - (358) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَمْ يُكَبِّرُ الْإِمَامُ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(7) - (359) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(8) - (360) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدَيْنِ

- ‌(9) - (361) - بَابُ مَا جَاءَ فِي انْتِظَارِ الْخُطْبَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

- ‌(10) - (362) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا

- ‌(11) - (363) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا

- ‌فائدة

- ‌‌‌فائدة أخرى

- ‌فائدة أخرى

- ‌(12) - (364) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُرُوجِ يَوْمَ الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ وَالرُّجُوعِ مِنْ غَيْرِهِ

- ‌فائدة

- ‌(13) - (365) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقْلِيسِ يَوْمَ الْعِيدِ

- ‌(14) - (366) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَرْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ

- ‌(15) - (367) - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ النِّسَاءِ فِي الْعِيدَيْنِ

- ‌(16) - (368) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا إِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدَانِ فِي يَوْمٍ

- ‌(17) - (369) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ مَطَرٌ

- ‌(18) - (370) - بَابُ مَا جَاءَ فِي لُبْسِ السِّلَاحِ فِي يَوْمِ الْعِيدِ

- ‌(19) - (371) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الاغْتِسَالِ فِي الْعِيدَيْنِ

- ‌(20) - (372) - بَابٌ: فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(21) - (373) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ رَكعَتَانِ

- ‌(22) - (374) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌تنبيه

- ‌(23) - (375) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ

- ‌(24) - (376) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ

- ‌(25) - (377) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَيْقَظَ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(26) - (378) - بَابٌ: فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرآنِ

- ‌(27) - (379) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(28) - (380) - بَابٌ: فِي كَمْ يُسْتَحَبُّ يُخْتَمُ الْقُرْآنُ

- ‌(29) - (381) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌(30) - (382) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(31) - (383) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كمْ يُصَلِّي بِالَّيْلِ

- ‌(32) - (384) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ

- ‌فائدة مهمة في النزول

- ‌(33) - (385) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُرْجَى أَنْ يَكْفِيَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ

- ‌(34) - (386) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُصَلِّي إِذَا نَعَسَ

- ‌(35) - (387) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ

- ‌(36) - (388) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ

- ‌(37) - (389) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى

- ‌(38) - (390) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الاسْتِخَارَةِ

- ‌(39) - (391) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْحَاجَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(40) - (392) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ التَّسْبِيحِ

- ‌(41) - (393) - بَابُ مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ

- ‌(42) - (394) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّجْدَةِ عِنْدَ الشُّكْرِ

- ‌(43) - (395) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَن الصَّلَاةَ كَفَّارَةٌ

- ‌(44) - (396) - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا

- ‌(45) - (397) - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(46) - (398) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

- ‌(47) - (399) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ

- ‌(48) - (400) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ

- ‌(49) - (401) - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَدْءِ شَأْنِ الْمِنْبَرِ

- ‌(50) - (402) - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُولِ الْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(51) - (403) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ

- ‌(52) - (404) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوَّلِ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ

- ‌(53) - (405) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ حَيْثُ تُصَلَّى الْمَكْتُوبَةُ

- ‌(54) - (406) - باب مَا جَاءَ فِي تَوْطِينِ الْمَكَانِ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ

- ‌(55) - (407) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ تُوضَعُ النَّعْلُ إِذَا خُلِعَتْ فِي الصَّلَاةِ

الفصل: ‌(26) - (378) - باب: في حسن الصوت بالقرآن

(26) - (378) - بَابٌ: فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرآنِ

(81)

- 1311 - (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ،

===

(26)

- (378) - (باب: في حُسْنِ الصوت بالقرآن)

(81)

- 1311 - (1)(حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان) البَهْرَانِيُّ (الدمشقي) المقرئ إمام المسجد الجامع بدمشق، صدوق متقدم في القراءة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(د ق).

(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الأموي مولاهم، ثقة، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو رافع) إسماعيل بن رافع بن عُوَيْمِر، أو ابن أبي عُويمر الأنصاري، ويقال: المزني القاصُّ المدني، نزيل البصرة. روى عن: ابن أبي مليكة، وسعيد المقبري، وزيد بن أسلم، ويروي عنه:(ت ق)، والوليد بن مسلم، وأبو عاصم، ووكيع، وغيرهم.

قال عمرو بن علي: منكر الحديث، في حديثه ضعف، وقال أحمد: ضعيف، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الترمذي: ضعَّفه بعض أهل العلم، وسمعت محمدًا يقول: هو ثقة مقارب الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة: ضعيف، ومرة: ليس بشيء، ومرة: ليس بثقة، وقال الساجي: صدوق يهم في الحديث، وقال ابن حبان: كان رجلًا صالحًا إلا أنه كان يقلب الأخبار، وقال في "التقريب": ضعيف الحفظ، من السابعة، مات في حدود الخمسين ومئة (150 هـ). يروي عنه:(ت ق).

ص: 213

عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ

===

(عن) عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله (بن أبي مليكة) زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي أبي بكر المكي، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الرحمن بن السائب) بن أبي نهيك -بفتح النون- المخزومي، ويقال: اسمه عبد الله، ويقال: عبيد الله بن أبي نهيك، مقبول، من الثالثة.

يروي عنه: (ق)، وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في "الثقات"، والاختلافُ في المتنِ والإسنادِ على ابن أبي مليكة، وإسماعيل هو أبو رافع ضعيف، وقد تابعه المُلَيكي عن ابن أبي مليكة. انتهى "تهذيب".

(قال) عبد الرحمن: (قدم علينا) في مكة (سعد بن أبي وقاص) مالك بن أُهَيْب بن عبد مناف الزهري المدني رضي الله تعالى عنه (وقد كُفَّ) وعَمِيَ (بصره) -بضم الكاف وتشديد الفاء- على صيغة المبني للمجهول.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا رافع إسماعيل بن رافع، فهو ضعيف متروك.

قال عبد الرحمن بن السائب: (فسلمت عليه) أي: على سعد بن أبي وقاص، (فقال) لي سعد:(من أنت) أيها المسَلِّمُ عليَّ، (فـ) قال عبد الرحمن:(أخبرته) أي: أخبرت لسعد بأني عبد الرحمن بن السائب، (فقال) لي سعد:(مرحبًا بابن أخي) والمراد أخوة الدين؛ أي: رحبنا بابن أخي مرحبًا؛ أي: أنزلنا ابن أخي مكانًا رحبًا واسعًا لا ضيق فيه، وهي كلمة تقال لبشارةِ القادمِ.

ثم قال سعد: (بلغني) من بعض الناس (أنك) يا بن أخي (حسن

ص: 214

الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ .. فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا .. فَتَبَاكَوْا وَتَغَنَّوْا بِهِ؛ فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ .. فَلَيْسَ مِنَّا".

===

الصوت) وجميله (بـ) قراءة (القرآن) فطوبى لك؛ لأني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا القرآن) الكريم (نزل بحزن) -بفتحتين أو بضم فسكون- أي: نزل مصحوبًا بما يجعل القلب محزونًا والعين باكية إذا تأمل القارئ فيه وتَدبَّر، (فإذا قرأتموه .. فابكوا) بتدبر معانيه بُكَاء إجباريًّا بلا تكلف، (فإن لم تبكوا) كذلك (فتباكوا) أي: كلفوا أنفسكم البكاء.

قوله: (فإذا قرأتموه .. فابكوا) أي: تأملوا فيما فيه، وابكوا على مقتضى ذلك (فإن لم تبكوا) كذلك .. (فتباكوا) -بفتح الكاف وسكون الواو- أصله تباكيوا استثقلت الضمة على الياء، فحذفت فالتقى ساكنان الواو والياء، ثم حذفت الياء؛ لالتقاء الساكنين فصار تباكوا؛ أي: تكلفوا البكاء.

وكذا قوله: (وتغنوا به) أصله تغنيوا؛ أي: وحسنوا أصواتكم بقراءته؛ (فمن لم يتغن به) أي: من لم يحسن صوته بقراءته من غير إفراط ولا تفريط .. (فليس منا) أي: فليست قراءته كقراءتنا، فلا يثاب عليها مثل ثوابنا لإفراطه أو تفريطه.

قوله: (وتغنوا به) قيل: المراد بالتغنِّي به هو تحسين الصوت وتزيينه، والاستغناء به عن غير الله وعن سؤاله وعن سائر الكتب وإكثار قراءته كما تكثر العرب التغنِّي عند الركوب على الإبل وعند النزول وحال المشي أو رفع الصوت به والإعلان أو التحزن به، وليس التحزنُ طيبَ الصوت بأنواع النغم، ولكن هو

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أن يقرأ القرآن متأسفًا على ما وقع من التقصير متلهفًا على ما يؤمل من التوقير، فإذا تألم القلب وتوجع .. حزن الصوت وسالت العين بالدموع، فيستلذ القارئ ويقرب من الخلق إلى جانب الرَّبِّ تبارك وتعالى، وقيل: الوجه تفسير التغنِّي به في الحديث بالاستغناء به؛ لأن قوله: "فمن لم يتغنَّ به .. فليس منَّا" أي: ليس من الذين قراءتهم كقراءة الأنبياء، فهو بيان أنه محروم من هذا الفضل، وليس هو من باب الوعيد. انتهى "سندي".

واتفق الشافعية على أن تحسين الصوت بالقرآن مستحب ما لم يخرج عن حدِّ القراءة بالتمطيط، فإن أفرط حتى زاد حرفًا أو أخفاه .. حَرُمَ، وتحسين الصوت به أن يقرأه على غير قراءة الألحان، وهو تزيينه بالترتيل والجهر والتحزين والترقيق، وقراءته بالألحان هي قراءته بطريقة أهل علم الموسيقا في الألحان؛ أي: في النغم والأوزان حسب ما رتبوه في صنعة الغناء، وقال بعضهم: إن أفرط في المد وإشباع الحركة حتى تولَّد عن الفتحة ألف وعن الضمة واو وعن الكسرة ياء، أو أدغم في غير موضع الإدغام .. كُره، وإلا .. جاز، وقال بعضهم: إن انتهى إلى ذلك .. فهو حرام يَفْسُقُ فاعلهُ ويُعزر. انتهى من "الأبي" بتصرف، انتهى من "الكوكب".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، كما مر إلا قوله:"وتغنوا به" فإنه صحيح؛ لأنه في "الصحيحين"، فالحديث ضعيف متنًا وسندًا (9)(147)، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها، فقال:

ص: 216

(82)

- 1312 - (2) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ الْجُمَحِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَبْطَأْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بَعْدَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ فَقَالَ:"أَيْنَ كُنْتِ؟ "،

===

(82)

- 1312 - (2)(حدثنا العباس بن عثمان) بن محمد البجلي أبو الفضل (الدمشقي) المعلِّمُ، صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الشامي، ثقة، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا حنظلة بن أبي سفيان) الأسود بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي، ثقة حجة، من السادسة، مات سنة إحدى وخمسين ومئة (151 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنه سمع عبد الرحمن بن سابط الجمحي) المكي، ثقة كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ). يروي عنه:(م عم).

حالة كون ابن سابط (يُحدِّث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قالت) عائشة: (أَبْطَأْتُ) أي: أخَّرتُ الإقبال (على) رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحضور عنده في (عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي زمن حياته (ليلة) من الليالي (بعد) صلاة (العشاء، ثم) بعد تأخري عنه (جئت) إليه، (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أين كنتِ)

ص: 217

قُلْتُ: كُنْتُ أَسْتَمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ مِنْ أَحَدٍ، قَالَتْ: فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى استَمَعَ لَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ:"هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ هَذَا".

===

وتأخرتِ فيه؟ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: سبب تأخري عنك أني (كُنتُ أستمع) وأُصغي (قراءة رجل من أصحابك لم أسمع) قط (مثل قراءته) وشبهها (و) مثل (صوته من أحد) منهم.

(قالت) عائشة: (فقام) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لينظر ذلك الرجل (وقمت معه) صلى الله عليه وسلم (حتى استمع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (له) أي: لقراءة ذلك الرجل، (ثم) بعد استماعه له (التفت إليَّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فقال) لي:(هذا) الرجل القارئ (سالم مولى أبي حذيفة) رضي الله تعالى عنه، ثم قال:(الحمد لله الذي جعل في أُمتي مثل هذا) الرجل القارئ.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الحاكم في "المستدرك" عن عبد الصمد بن علي بن مكرم، عن جعفر بن محمد بن شاكر، عن موسى بن هارون، عن الوليد به، والحاكم أيضًا في كتاب "معرفة الصحابة" عن عائشة، وقال الزبيدي: هذا حديث حسن أخرجه محمد بن نصر في "قيام الليل"، ورجاله رجال "الصحيحين"، وأخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب "الجهاد"، وكذا العراقي في "إتحاف السادة المتقين".

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ص: 218

(83)

- 1313 - (3) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ

===

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا للترجمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فقال:

(83)

- 1313 - (3)(حدثنا بشر بن معاذ) العقدي -بفتحتين- أبو سهل البصري (الضرير) صدوق، من العاشرة، مات سنة بضع وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(ت س ق).

(حدثنا عبد الله بن جعفر) بن نجيح السعدي مولاهم أبو جعفر (المدني) والد على ابن المديني البصري أصله من المدينة. روى عن: إبراهيم بن إسماعيل بن مُجمِّع، وزيد بن أسلم، ويروي عنه:(ت ق)، وبشر بن معاذ العقدي، ضعيف، من الثامنة، مات سنة ثمان وسبعين ومئة (178 هـ).

(حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع) -بكسر الميم المشددة- الأنصاري المدني، ضعيف، من السابعة. يروي عنه:(ق).

(عن أبي الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبد الله بن جعفر المدني وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهما ضعيفان.

(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أحسن الناس

ص: 219

صَوْتًا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ .. حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللهَ".

(84)

- 1314 - (4) حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدِ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ،

===

صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ) القرآن .. (حسبتموه) أي: ظننتموه (يخشى الله) تعالى لقراءته بسكون وخضوع ووقار، والمراد: أن المطلوب من تحسين الصوت بالقرآن أن تُنْتَجَ قراءتُه خشيةَ الله، فمن رأيتم فيه الخشية .. فقد حسن الصوت بالقرآن المطلوب شرعًا، فيُعدُّ من أحسن الناس صوتًا بالقرآن.

فهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف متنًا؛ لضعف سنده، ولعدم المشاركة فيه، فهو ضعيف متنًا وسندًا (10)(148)، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة الذي استدل به على الترجمة بحديث فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(84)

- 1314 - (4)(حدثنا راشد بن سعيد) بن راشد القرشي أبو بكر (الرملي) صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الأموي مولاهم، ثقة، من الثامنة، مات في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو الشامي، ثقة فقيه حجة، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا إسماعيل بن عبيد الله) بن أبي المهاجر أقرم المخزومي مولاهم الدمشقي أبو عبد الحميد. روى عن: ميسرة مولى فضالة، وفضالة بن عبيد، وفي

ص: 220

عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ".

===

سماعه منه نظر، ثقة، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، ويروي عنه:(خ م د س ق)، والأوزاعي.

(عن ميسرة مولى فضالة) بن عبيد دمشقي، مقبول، من الثانية. يروي عنه:(ق).

(عن فضالة بن عبيد) بن نافذ بن قيس الأنصاري الأوسي، أول مشاهده أُحد، ثم نزل دمشق وولي قضاءها، ومات سنة ثمان وخمسين (58 هـ)، وقيل قبلها رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(م عم).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لقصور راشد بن سعيد وميسرة مولى فضالة عن درجة أهل الحفظ والضبط.

(قال) فضالة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَلّهُ) اللام فيه حرف ابتداء مفتوح، ولفظ الجلالة مبتدأ مرفوع خبره (أشد) وقوله:(أذنًا) -بفتحتين- تمييز محول عن المبتدأ؛ أي: لله أشد استماعًا (إلى) صوت (الرجل الحسن الصوت) القارئ (بالقرآن) حالة كونه (يجهر) ويرفع صوته (به) أي: بالقرآن، والجار والمجرور في قوله:(من صاحب القينة) متعلق بأشد، والقينة -بفتح القاف وسكون التحتية وفتح النون- الجارية المغنية؛ أي: أشدُّ استماعًا لصوتِ القارئ الحسنِ الصوت من استماع صاحب الجارية المغنية (إلى) غناء (قَينته) أي: جاريته.

قال السندي: قوله: (لله) بفتح اللام للابتداء، ولفظ الجلالة مبتدأ، خبره (أشد) أي: أكثر و (أذنًا) -بفتحتين- بمعنى استماعًا، ولما كان الاستماع

ص: 221

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

على الله محالًا؛ لأنه صفة من ينقطع استماعه بكثرة التوجه وقِلته، وسماعه تعالى لا ينقطع، قالوا: هو كناية عن تقريب القارئ وإجزال ثوابه، هذا التأويل طريقة الخلف، وطريقة السلف وهي الأسلم الأعلم: معنى استماع الله لعبده هي صفة ثابتة له تعالى نثبتها ونعتقدها، لا نمثِّلُها ولا نُكيفها ولا نعطلها ولا نؤولها، أثرها الرضا عنه وإثابته له.

وجملة قوله: (يجهر به) حال من المحذوف المعلوم من المقام، كأنه قيل: يقرأ يجهر به، ويحتمل أنها نعت؛ بناء على أن الرجل في معنى النكرة إذا لم يقصد به رجل معين، قوله:(القينة) -بفتح القاف وسكون الياء التحتانية بعدها نون مفتوحة- قال في "الصحاح": هي الجارية مغنية كانت أو غير مغنية، وبعض الناس يظن أن القينة هي المغنية خاصة، وليس هو كذلك.

قلت: والحديث يساعد ظنهم، ففيه نوع تأييد لهم، فليتأمل. انتهى منه بتصرف.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن حبان في "صحيحه" في كتاب الجنائز، باب قراءة القرآن عن عبد الله بن محمد بن سالم، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الأوزاعي به، ورواه البيهقي في "الكبرى" في كتاب الشهادات، باب تحسين الصوت بالقرآن والذكر من طريق محمد بن عقبة بن كثير عن الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي

فذكره، ورواه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "مستدركه" وقال: صحيح على شرط الشيخين، والحاكم أيضًا في كتاب فضائل القرآن عن فضالة بن عبيد الأنصاري، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه الطبراني، والبخاري في "تاريخه الكبير".

ص: 222

(85)

- 1315 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ فَقَالَ:

===

فدرجة الحديث: أنه صحيح وإن كان سنده حسنًا؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(85)

- 1315 - (5)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة أربع ومئة. يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد) النبوي (فسمع قراءة رجل) من المسلمين، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ص: 223

"مَنْ هَذَا؟ "، فَقِيلَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ:"لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُودَ".

===

(من هذا) القارئ؟ (فقيل) له: هو (عبد الله بن قيس) أبو موسى الأشعري، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله؛ (لقد أُوتي) وأعطي (هذا) الرجل القارئ (من مزامير آل داوود) أي: من أصوات داوود عليه السلام، فلفظ آل مقحم.

قوله: (من مزامير آل داوود) جمع مزمار -بكسر الميم- وهو آلة اللهو معروف، ويطلق على الصوت الحسن، وهو المراد هنا، ولفظة (آل) مقحم، والمعنى: أُعطِيَ صوتًا حسنًا في قراءة القرآن، من أنواع الأصوات والنغمات الحسنة التي كانت لداوود عليه السلام في قراءة الزبور، وكان إليه المنتهى في حُسن الصوت بالقراءة. انتهى "سندي".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وفي "الزوائد": إسناده صحيح رجاله ثقات، وأصله في "الصحيحين" من حديث أبي موسى الأشعري، وفي "مسلم" من حديث بريدة، وفي "النسائي" من حديث عائشة، والنسائي أيضًا في كتاب الصلاة، باب تزيين الصوت بالقرآن، وابن حبان في كتاب إخباره عن مناقب الصحابة، رقم (7196) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم، وابن أبي شيبة (10/ 463).

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد كما بيَّنَّاها، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عائشة بحديث البراء بن عازب رضي الله عنهم، فقال:

ص: 224

(86)

- 1316 - (6) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْيَامِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ

===

(86)

- 1316 - (6)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا يحيى بن سعيد) القطان التميمي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).

(ومحمد بن جعفر) الهذلي البصري، غندر، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

كلاهما (قالا: حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

(قال) شعبة: (سمعت طلحة) بن مُصرِّف بن عمرو بن كعب (اليامِي) -بالتحتانية- الكوفي، ثقة قارئ فاضل، من الخامسة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(قال: سمعت عبد الرحمن بن عَوسجة) الهمداني الكوفي، ثقة، من الثالثة، قتل بالزاوية مع ابن الأشعث. يروي عنه:(عم).

(قال) ابن عَوسجة: (سمعت البراء بن عازب) بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي الصحابي ابن الصحابي رضي الله تعالى عنهما، نزل الكوفة اسْتُصغِر يوم بدر، وكان هو وابن عمر لِدَةً، مات سنة اثنتين وسبعين (72 هـ).

يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

ص: 225

يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا ألْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ".

===

أي: سمعت البراء حالة كونه (يُحدِّثُ) الناس (قال) البراء: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم) الحسن؛ أي: بتحسين أصواتكم عند القراءةِ؛ فإن الكلام الحسن يزيد حُسنًا وزينةً بالصوت الحسن، وهذا مشاهد، وقد روى الدارمي عن البراء بن عازب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حسنوا القرآن بأصواتكم؛ فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسنًا"، ولما رأى بعضهم أن القرآن أعظم وأجل من أن يحسن بالصوت، بل الصوت أحق أن يحسن بالقرآن .. قال معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، زعموا أنه من باب القلب، وقال شعبة: نهاني أيوب أن أُحدِّث: "زينوا القرآن بأصواتكم"، ورواه معمر عن منصور عن طلحة:"زينوا أصواتكم بالقرآن"، وهو الصحيح، والله أعلم. انتهى "سندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"الماهر بالقرآن مع الكرام البررة"، "وزينوا القرآن بأصواتكم"، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي في كتاب افتتاح الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، والحاكم في كتاب فضائل القرآن، والدارمي وابن أبي شيبة وأحمد.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد كما بيناها، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ص: 226

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:

الأول: حديث سعد بن أبي وقاص، ذكره للاستئناس.

والثاني: حديث عائشة، ذكره للاستدلال.

والثالث: حديث جابر بن عبد الله، ذكره للاستئناس.

والرابع: حديث فضالة بن عبيد، ذكره للاستشهاد.

والخامس: حديث أبي هريرة، ذكره للاستشهاد.

والسادس: حديث البراء بن عازب، ذكره للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 227