الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنِ الْمُطَّلِبِ -يَعْنِي: ابْنَ أَبِي وَدَاعَةَ-
===
أول خلافة عمر، وقيل: في آخرها سنة ثلاث وعشرين (23 هـ). روى عن: ابن عمه الفضل بن العباس. يروي عنه: (ت س ق)، وعبد الله بن نافع بن أبي العمياء على خلاف فيه.
وقوله: (عن المطلب -يعني: ابن أبي وداعة-) تحريف، والصواب:(عن الفضل) ابن العباس بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي عبد الله المدني الهاشمي رضي الله تعالى عنه، أمه لبابة بنت الحارث الهلالية، أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، استشهد في خلافة عمر، ويروي عنه:(ع)، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وعمير مولى أم الفضل، وغيرهم.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا مجهولًا؛ وهو عبد الله بن نافع بن أبي العمياء.
تنبيه
قال الخطابي: أصحاب الحديث يُغلطون شعبة في رواية هذا الحديث، قال محمد بن إسماعيل البخاري: أخطأ شعبة في هذا الحديث في مواضع، قال:(عن أنس بن أبي أنس)، وهو عمران بن أبي أنس، وقال أيضًا:(عن عبد الله بن الحارث)، وإنما هو (عن عبد الله بن نافع بن أبي العمياء عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب)، وقال أيضًا:(عن المطلب؛ يعني: ابن أبي وداعة)، وهو (عن الفضل) بن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهما، والحديث عن الفضل بن عباس، قلت: ولم يذكر فيه الفضل، ورواه الليث بن سعد (عن عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ وَتَمَسْكَنُ وَتُقْنِعُ وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِي، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ .. فَهِيَ خِدَاجٌ".
===
عبد الله بن نافع عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصحيح، وقال يعقوب بن سفيان في هذا الحديث مثل قول البخاري، وخطأ شعبة وصَوَّب الليث بن سعد، وكذلك قال محمد بن إسحاق بن خزيمة. انتهى، انتهى من "العون".
(قال) الفضل بن العباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صلاة الليل: (صلاة الليل مثنى مثنى) أي: ركعتان ركعتان، قال العراقي: يحتمل أن يكون المراد أنه يسلم في كل ركعتين، ويحتمل أن المراد أن يتشهد في كل ركعتين، وإن جمع ركعات بتسليم واحد، فيكون قولُه عقبَهُ:(وتَشَهَدُ في كل ركعتين) تفسيرًا لمعنى مثنى مثنى (وتَبَاءَسُ) -بالباء الموحدة من باب تفاعل- أي: وتُظهِرُ البُؤسَ والفقرَ والفاقةَ في صلاتك، (وتَمَسْكَنُ) من باب تَمَفْعَلُ؛ أي: وتُظهر السكينة والوقار في صلاتك، (وتُقْنِعُ) من الإقناع؛ أي: وتَرفعُ يديك رفعًا كرفعهما في قنوت الصبح والوتر، (وتقول) في دعائك:(اللهم؛ اغفر لي) جميع ذنوبي، (فمن لم يفعل ذلك) المذكور من التباؤس والتمسكن والإقناع، والقول .. (فهي) أي: صلاته (خداج) أي: ناقصة في الأجر والفضيلة.
قوله: (صلاة الليل) مبتدأ، خبره (مثنى مثنى)، وقوله:(وتَشَهَّدُ في كل ركعتين) معطوف على الخبر على تقدير أن المصدرية، وفي رواية أبي داوود:(وأن تشهد) بإثبات أن المصدرية، وقوله:(وتباءس) وما بعده من الأفعال معطوفات على تشهد على كونها خبر المبتدأ، قال الخطابي: معناه إظهار
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
البؤس والفاقة، وقال أبو موسى المديني: أي: تُظهِر خضوعًا وفقرًا، قوله:(وتمسكن) من المسكنة، وقيل: من السكون والوقار والميم مزيدة فيها، قاله الخطابي؛ أي: تُظهِر سكينة ووقارًا، فميمه زائدة، وقال العراقي: مضارع حذف منه إحدى التائين، (وتقنع بيديك) قال الخطابي: إقناع اليدين رفعهما في الدعاء للمسألة. انتهى، وجعل ابن العربي هذا الرفع بعد الصلاة لا فيها، قال العراقي: لا يتعين، بل يجوز أن يراد الرفع في قنوت الصلاة في الصبح والوتر، (وتقول: اللهم) نداء معناه يا الله؛ أي: أعطني كذا كذا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب صلاة النهار، رقم (1292)، والنسائي.
ودرجته: أنه ضعيف (5)(143)؛ لضعف سنده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والأخيران للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم