الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فليمعن النظر في مباشرة أوقاف هذه البقعة المباركة مظهرا ثمرة تفويضها إليه، مبيّنا نتيجة تعرّضها له وعرضها عليه، منّبها على سرّ التوفيق فيما وضع أمرنا من مقاليد أمرها في يديه، مجتهدا في تمييز أموال الوقف من كل كاتب [حديث]«1» ، موضّحا من شفقة الولد [على]«2» ما نسب إلى الوالد ما شهدت به في حقّها الأحاديث، سالكا من خدمة ذلك المشهد ما يشهد له به غدا عند جدّه، ناشرا من [عنايته به]«3» لواء فضل رفعه في الحقيقة رفع لمجده؛ وليلحظ تلك المصالح بنظره الذي يزيد أموالها تثميرا، ورباعها تعميرا، وحواصلها تمييزا وتوفيرا، وارج أيّها السيد الشريف عند الله تعالى بذلك عن كل حسنة عشرا إن ذلك كان على الله يسيرا، وصن ما بيدك عن شوائب الأدناس: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
«4» وقد خبرنا من سيرتك وسريرتك ما لا نحتاج أن نزداد به خبرا، ولا أن نبلوه بعد ما سلف مرّة أخرى؛ ولكن نذكّرك بتقوى الله التي أنت بها متّصف، وبوجودها فيك معروف وبوجوبها عليك تعترف؛ فقدّمها بين يديك؛ واجعلها العمدة فيما اعتمدنا فيه عليك، إن شاء الله تعالى.
المرتبة الثالثة
(من الوظائف الدينية ما يكتب في قطع العادة الصغير، مفتتحا ب «رسم بالأمر الشريف» ) وهو لمن كانت رتبته مجلس القاضي، وربّما كتب فيه بالسامي بغير ياء لمن قصد تعظيمه وهو قليل، وبه يكتب لأرباب الوظائف الصّغار من الخطباء، والمدرّسين، ونظّار الأوقاف، وغيرهم ممن لا ينحصر كثرة.
وهذه نسخة توقيع بنظر البيمارستان «5» العتيق الذي رتّبه السلطان صلاح
الدين «يوسف بن أيّوب» في بعض قاعات قصر الفاطميّين، وهي:
رسم بالأمر الشريف- لا زالت أيّامه تفيد علاء، وتستخدم أكفاء، وتضفي ملابس النّعماء على كلّ عليّ فتكسوه بهجة وبهاء- أن يستقرّ فلان في نظر البيمارستان الصّلاحيّ بالقاهرة المحروسة، بالمعلوم الشاهد به الدّيوان المعمور إلى آخر وقت، لكفاءته التي اشتهر ذكرها، وأمانته التي صدّق خبرها خبرها، ونزاهته التي أضحى بها عليّ النفس فغدا بكل ثناء مليّا، ورياسته التي أحلّت قدره أسمى رتبة فلا غرو أن يكون «عليّا» .
فليباشر نظر البيمارستان المذكور مباشرة يظهر بها انتفاعه، وتتميّز بها أوضاعه، ويضحى عامر الأرجاء والنّواحي، ويقول لسان حاله عند حسن نظره وجميل تصرّفه: الآن كما بدا صلاحي، وليجعل همّته مصروفة إلى ضبط مقبوضه ومصروفه، ويظهر نهضته المعروفة بتثمير ريعه حتى تتضاعف موادّ معروفه، ويلاحظ أحوال من فيه ملاحظة تذهب عنهم الباس، ويراع مصالح حاله في تنميته وتزكيته حتّى لا يزال منه شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، وليتناول المعلوم الشاهد به الدّيوان المعمور من استقبال تاريخه بعد الخط الشريف أعلاه.
واعلم أنّ من تواقيع أرباب الوظائف الدينية ما يكتب في هيئة أوراق الطريق، أو على ظهور القصص، وقد تقدّم.
وهذه نسخة توقيع بالتحدّث في وقف:
رسم بالأمر الشريف العاليّ المولويّ السلطانيّ الملكيّ الفلانيّ- أعلاه الله تعالى وشرّفه، وأنفذه وصرّفه- أن يستقرّ القاضي فلان الدين فلان في التحدث في الوقف الفلانيّ، بما لذلك من المعلوم الشاهد به كتاب الوقف.