الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يليه، ثم الذي يليه إلى آخر صفه. فإذا فرغ ذلك الصف من القراءة، قرأ من هو أوّل الصف الذي في جانب الوزير، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه إلى آخر الصف. فإذا انتهت القراءة، قام القضاة ومن في صفهم وكاتب السر والوزير وناظر الجيش وسائر أرباب الأقلام فينصرفون، فإذا انقضى المجلس وانصرف القضاة ومن معهم، مدّ السّماط، ويجلس النائب على رأس السماط والأمراء ومقدّمو الحلقة على ترتيب منازلهم فيأكلون، ثم يرفع السماط ويتحوّل النائب إلى طرف الإيوان فيجلس فيه، ويجلس قدّامه كاتب السر وناظر الجيش وتأتي المحاكمات فيفصلها، ويقرأ عليه كاتب السر ما يرفع في ذلك المجلس من القصص؛ ويتكلم مع ناظر الجيش فيما يتعلق بأمر الجيش والإقطاعات، ثم يقوم من مجلسه ذلك وينصرف كاتب السر وناظر الجيش.
قال في «مسالك الأبصار» : وتزيد عساكر الشام على غيرها ركوب يوم السبت.
قلت: وهو ركوب مجرّد ليس فيه دار عدل ولا سماط. على أنه ربما أهمل حضور دار العدل ومدّ السماط في يومي الاثنين والخميس أيضا كما في الديار المصرية.
المقصد الثاني في ترتيب ما هو خارج عن حاضرة دمشق وهو على ضربين
الضرب الأوّل ما هو خارج عن حاضرتها من النّيابات والولايات
قد تقدّم أن لدمشق أربع صفقات: غربية (وهي الساحلية) . وقبلية وشمالية. وشرقية. ففي الصفقة الأولى وهي الغربية نيابتان وخمس ولايات.
فأما النيابتان:
فالأولى- (نيابة غزّة) أو تقدمة العسكر بها على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ومعاملاتها بالدنانير وبالدراهم النّقرة، وصنجتها في الذهب والفضة كصنجة الديار المصرية. وكان بها فلوس كل ثمانين منها بدرهم، ويعبّر عن كل أربعة منها بحبّة، ثم راجت بها الفلوس الجدد في أوائل الدولة الناصرية «فرج بن برقوق» ولكن كل ستة وثلاثين فلسا منها بدرهم، ورطلها سبعمائة وعشرون درهما بالدرهم المصريّ، وأواقيّة اثنتا عشرة أوقية، كل أوقية ستون درهما. ومكيلاتها معتبرة بالغرارة. وكل غرارة من غرائرها ثلاثة أرادبّ بالمصريّ؛ وقياس قماشها بالذراع المصريّ؛ وأرضها معتبرة بالفدّان الإسلاميّ والفدّان الروميّ على ما تقدم في دمشق؛ وجيوشها مجتمعة من الترك ومن في معناهم ومن العرب والتّركمان؛ وبها من الوظائف النيابة ثم تارة يصرح لنائبها بنيابة السلطنة.
وبكل حال فنائبها أو مقدّم العسكر بها لا يكون إلا مقدّم ألف؛ وبها أمراء الطبلخاناه والعشرات والخمسات ومن في معناهم، وفيها من وظائف أرباب السيوف الحجوبية وحاجبها أمير طبلخاناه، وولاية المدينة وولاية البر، وشدّ الدواوين، والمهمندارية، ونقابة النقباء وغير ذلك.
وبها من الوظائف الديوانية كاتب درج، وناظر جيش، وناظر مال، وولايتهم من الأبواب السلطانية.
ومن الوظائف الدينية قاض شافعيّ، وولايته من قبل قاضي دمشق إذا كانت غزة تقدمة عسكر وإلا فهي من الأبواب السلطانية، وقاض حنفيّ قد استحدث، وولايته من الأبواب السلطانية، وبها المحتسب، ووكيل بيت المال ومن في معناهم وكلهم نوّاب لأرباب هذه الوظائف بدمشق كما في القاضي الشافعيّ.
وليس بها قضاء عسكر ولا إفتاء دار عدل.
الثانية- (نيابة القدس) - وقد تقدّم أنها كانت في الزمن المتقدّم ولاية صغيرة وأن النيابة استحدثت فيها في سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ونيابتها إمرة طبلخاناه، وقد جرت العادة أن يضاف إليها نظر القدس ومقام الخليل عليه السلام؛
ومعاملتها بالذهب والفضة والفلوس على ما تقدّم في معاملة دمشق؛ ورطلها «1» وكيلها يعتبر بالغرارة، وغرارتها «2» وقياس قماشها بذراع «3» ، وبها من الوظائف غير النيابة ولاية قلعة القدس، وواليها جنديّ وكذلك ولاية المدينة، وكانت توليتها أوّلا من جهة نائب السلطنة بدمشق، ثم أخبرني بعض أهل المملكة الشامية أن ولاية والي القلعة وولاية البلد صارتا إلى نائب القدس من حين استقرّ نيابة، وكذلك ولاية بلد الخليل عليه السلام. وبها قاض شافعيّ ومحتسب نائبان عن قاضي دمشق ومحتسبها، وكذلك جميع الوظائف بها نيابات عن أرباب الوظائف بدمشق.
وأما الولايات:
فالأولى- (ولاية الرّملة) - وكانت في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون من الولايات الصّغار بها جنديّ، ثم استقرّ بها في دولة الظاهر برقوق كاشف أمير طبلخاناه، ثم حدثت مكاتبته عن الأبواب السلطانية بعد ذلك.
الثانية- (ولاية لدّ) - وقد كانت في الأيام الناصرية ابن قلاوون ولاية صغيرة بها جنديّ، ثم أضيفت إلى الرملة حين استقر بها الكاشف المقدّم ذكره.
الثالثة- (ولاية قاقون) - وكان بها في الأيام الناصرية جنديّ، ثم أضيفت إلى كاشف الرملة عند استقراره.
الرابعة- (ولاية بلد الخليل عليه السلام - وكان في الأيام الناصرية بها جنديّ، ثم أضيفت إلى القدس حين استقرّ النائب به.
الخامسة- (ولاية نابلس) - وهي باقية على حالها في الانفراد بالولاية، وواليها تارة يكون أمير طبلخاناه، وتارة أمير عشرين، وتارة أمير عشرة.
وأما الصفقة الثانية وهي القبلية، فبها نيابتان وثمان «4» ولايات.
فأما النيابتان:
فالأولى منهما (نيابة قلعة صرخد) - قال في «التعريف» : قد يجعل فيها من ينحطّ عن رتبة السلطنة أو تكون نيابة معظمة، وذكر نحوه في «مسالك الأبصار» وكأنه يشير إلى ما كانت عليه في زمانه، فإنه من جملة من كان نائبا بها العادل كتبغا بعد خلعه من السلطنة، ثم انتقل منها إلى نيابة حماة. واعلم أن بصرخد المذكورة قلعة لها وال خاصّ. قال في «التثقيف» : وهي من القلاع التي يستقل نائب الشأم بالتولية فيها.
الثانية- (نيابة عجلون) - وقد أشار في «التثقيف» إلى أنها نيابة حيث قال: وعجلون إن كانت نيابة فإن نائب الشأم يستقل بالتولية فيها ولم تجر له عادة بمكاتبة من الأبواب الشريفة.
وأما الولايات:
فالأولى- (ولاية بيسان) - وواليها جنديّ.
الثانية- (ولاية بانياس) - وواليها جنديّ تارة، وتارة إمرة عشرة.
الثالثة- (ولاية قلعة الصّبيبة) - وكانت ولاية صغيرة وبها جنديّ ثم أضيفت إلى بانياس.
الرابعة- (ولاية الشّعرا) - وكانت في الأيام الناصرية مضافة إلى بانياس، وهي الآن ولاية مفردة، وواليها جنديّ.
الخامسة- (ولاية أذرعات)«1» - قال في «التعريف» : وبها مقرّ ولاية الحاكم على جميع الصفقة؛ ثم الحاكم على جميع الصفقة تارة يكون طبلخاناه وتكون ولايته عن نائب الشأم، وتارة يكون مقدّم ألف فتكون ولايته من الأبواب السلطانية. أخبرني بعض كتّاب دست دمشق أنه إن كان مقدّم ألف، سمّي كاشف الكشّاف وإن كان طبلخاناه سمّي والي الولاة وهو الغالب.
السادسة- (ولاية حسبان والصّلت) - من البلقاء. أخبرني القاضي ناصر الدين بن أبي الطيب كاتب السر بدمشق أنهما إن جمعا لوال واحد كان أمير طبلخاناه أو أمير عشرة، وإن أفرد كل منهما لوال كان جنديّا.
السابعة- (ولاية بصرى) - وواليها جنديّ أيضا.
الصفقة الثانية الشمالية. وفيها نيابة واحدة وثلاث ولايات:
فأما النيابة (فنيابة بعلبكّ) - وقد كانت في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون إمرة عشرة، ثم صارت الآن إمرة طبلخاناه، وبكل حال فنائب الشأم هو الذي يستقل بولايتها، وربما وليت من الأبواب السلطانية. قال في «التعريف» :
ولها ولاية خاصة يعني غير ولاية المدينة؛ وقد كانت في الدولة الأيوبية مفردة في الغالب بملك بمفردها.
وأما الولايات:
فالأولى- منها (ولاية البقاع البعلبكيّ) - قال في «التعريف» : وهاتان الولايتان «1» الآن منفصلتان عن بعلبكّ وهما مجموعتان لوال واحد جليل مفرد بذاته؛ وهما على ما ذكره من جمعهما لوال واحد إلى الآن، إلا أنه تارة يليهما مقدّم حلقة وتارة جنديّ.
الثانية- (ولاية بيروت) »
- وولايتها الآن إمرة طبلخاناه.
الثالثة- (ولاية صيدا)«3» - قال في «مسالك الأبصار» : وهي ولاية جليلة؛ وهي على ما ذكره إلى زماننا، تارة يليها أمير طبلخاناه، وتارة أمير عشرة.
الصفقة الرابعة الشرقية. وبها ثلاث نيابات وأربع ولايات.
فأما النيابات:
فالأولى- (نيابة حمص) - وهي نيابة جليلة، وقد كانت في الأيام الناصرية فما بعدها تقدمة ألف. قال في «التثقيف» : ثم استقرت طبلخاناه بعد ذلك.
قال: ونائب قلعتها من المماليك السلطانية. وقد تقدّم أن الذّكر في الزمن القديم كان لها دون حماة، وقد كانت في الدولة الأيوبية مملكة منفردة تارة، وتضاف إلى غيرها أخرى.
الثانية- (نيابة مصياف) - وقد تقدّم أنها كانت أوّلا من مضافات أطرابلس في جملة قلاع الدعوة، ثم أضيفت بعد ذلك إلى دمشق واستمرّت على ذلك إلى الآن. ونيابتها تارة تكون إمرة طبلخاناه، وتارة تكون إمرة عشرة، وبكل حال فتوليتها من الأبواب السلطانية، ونائبها لا يكتب له إلا في المهمّات دون خلاص الحقوق أيضا.
الثالثة- (ولاية صيدا)«1» - والغالب في نيابتها أن تكون تقدمة ألف، وأشار في «التثقيف» إلى أنها قد تكون طبلخاناه، قال في «التعريف» :
وبقلعتها بحرية وخيّالة وكشّافة وطوائف من المستخدمين.