الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كبار مدن كرمان، وهي مصر من الأمصار. قال ابن حوقل: وهي أكبر من جيرفت «1» ، وبها ثلاثة جوامع.
(ومنها) هرمز. قال في «المشترك» : بضم الهاء وسكون الراء المهملة وضم الميم وفي آخرها زاي معجمة- وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول خمس وثمانون درجة، والعرض اثنتان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي فرضة كرمان. قال في «المشترك» : تدخل إليها المراكب من بحر الهند في خليج. قال صاحب حماة: وهي مدينة كثيرة النخل شديدة الحر. ثم قال: أخبرني من رآها في زماننا يعني في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون أن هرمز العتيقة خربت من غارات التّتر وأن أهلها انتقلوا عنها إلى جزيرة في البحر تسمّى زرون- بفتح الزاي المعجمة وضم الراء المهملة ثم واو وفي الآخر نون- وهي جزيرة قريبة من البر غربيّ هرمز العتيقة، ولم يبق بهرمز العتيقة إلا قليل من أطراف الناس؛ ومنها إلى أول حدود فارس نحو سبع مراحل.
قلت: وفي سنة ثلاث عشرة وثمانمائة كتب إلى صاحبها عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية في الدولة الناصرية أبي السعادات فرج بن السلطان الشهيد الظاهر برقوق، وسيأتي الكلام على صورة المكاتبة إليه في المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى.
الإقليم السادس سجستان والرّخّج
أما سجستان فقال في «المشترك» : بكسر السين المهملة وكسر الجيم وسكون السين الثانية ثم مثناة من فوقها وألف ونون. قال: وسجستان إقليم عظيم بين خراسان وبين مكران والسند وبين كرمان. قال ابن حوقل: ويحيط بسجستان
من جهة الغرب خراسان، ومن جهة الجنوب المفازة التي بين سجستان وفارس وكرمان، ومن جهة الشرق مفازة بين سجستان وبين مكران، وهي المفازة الواصلة بين مكران والهند «1» ، وتمام الحدّ الشرقيّ في شيء من عمل الملتان من الهند، ومن جهة الشّمال أرض الهند، وفيما يلي خراسان والغور والهند تقويس.
وقال في «العزيزيّ» : سجستان شرقيّ كرمان إلى الشمال. قال ابن حوقل:
وأراضي سجستان بها الرمال والنخيل، وهي أرض سهلة لا يرى فيها جبل، وتشتدّ بها الريح وتدوم، وبها أرحية تطحن بالريح، والرياح تنقل رمالهم من مكان إلى مكان، وإذا أرادوا نقل الرمل عن مكان، عملوا هناك حائطا من خشب أو غيره وجعلوا في أسفله طوقا وأبوابا فتدخل فيها الريح من تلك الأبواب وتطيّر الرمل وترميه بعيدا؛ وسجستان خصبة كثيرة الطعام والتمر والأعناب وأهلها ظاهر واليسار. وقال في «اللباب» : والنسبة إلى سجستان سجزيّ بكسر السين المهملة وسكون الجيم ثم زاي معجمة على غير قياس. قال: وينسب إليها سجستانيّ أيضا يعني على الأصل.
وقاعدتها (زرنج) . قال في «اللباب» : بفتح الزاي المعجمة والراء المهملة وسكون النون وجيم في الآخر- وهي مدينة كبيرة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول سبع وثمانون درجة، والعرض اثنتان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال ابن حوقل: وقد يطلق على زرنج نفسها سجستان. قال في «المشترك» : بل أنسي اسم زرنج وأطلق اسم الإقليم وهو سجستان على المدينة. وجعل في «اللباب» زرنج ناحية بسجستان. قال ابن حوقل: ولها سور وخندق ينبع فيه الماء، وأبنيتها عقود لأن الخشب فيها يسوّس ولا يثبت. وفيها مياه تجري في البيوت والأزقّة وأرضها سبخة.
قال في «اللباب» : وخرج منها جماعة من العلماء منهم محمد بن كرّام
الزّرنجيّ «1» صاحب المذهب المشهور.
ولها مدن:
(منها) حصن الطاق- وضبطه معروف. قال ابن سعيد: وهو حصن واقع في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول ثمان وثمانون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، على جبل عند التواء النهر في غاية المنعة لا يرام بحصار. قال وبه يعتصم ملوك هذه البلاد ويجعلون فيه خزائنهم. أما الطاق المضاف إليها فمدينة صغيرة لها رستاق، وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان.
(ومنها) سروان. قال في «تقويم البلدان» : قال بعض الثّقات- بفتح السين وسكون الراء المهملتين وفتح الواو ثم ألف ونون- وهي مدينة من آخر الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول تسعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثمان وعشرون درجة وخمس وعشرون دقيقة. قال ابن حوقل: وهي مدينة صغيرة بها فواكه كثيرة ونخيل وأعناب.
(ومنها) بست. قال في «اللباب» : بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها تاء مثناة من فوقها- وهي مدينة على شط نهر الهندمند. قال في «القانون» حيث الطول إحدى وتسعون درجة وثمان وثلاثون دقيقة، والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس دقيقة. قال ابن حوقل: وهي مدينة كبيرة خصبة كثيرة النخل والأعناب. وقال في «اللباب» : هي مدينة حسنة كثيرة المياه والخضرة. وقال في «العزيزيّ» : مدينة جليلة بها عدّة منابر ورباطات كثيرة عظيمة. وذكر في «اللباب» : أنها من بلاد كابل بين هراة وغزنة. قال ابن حوقل:
وبينها وبين غزنة نحو أربع عشرة مرحلة.