الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمعا أيضا بفتح الجيم وسكون الميم وعين مهملة- لأنه يجمع بها بين المغرب والعشاء؛ وبها مسجد متسع. قال في «الروض المعطار» : طوله ثلاثة وستون ذراعا، وعرضه خمسون ذراعا، وارتفاع جداره عشرة أذرع.
الثالث- (عرفة) - بفتح العين والراء المهملتين والفاء وهاء في الآخر- ويقال فيه أيضا عرفات على الجمع، وبه جاء القرآن في قوله تعالى: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
«1» وهو موقف الحج، وسمي عرفات لتعارف آدم عليه السلام وحوّاء به. قال كعب الاحبار «2» : أهبط آدم عليه السلام بالهند، وحواء بعرفة، وإبليس بجدّة، والحيّة بأصبهان، وأمر الله تعالى آدم بحج البيت فحج، فكان حيث وضع قدمه تتفجر الأنهار وتبنى المساجد. فلما وصل إلى عرفة، وجد بها حواء فتعارفا بها.
الضرب الثاني قراها ومخاليفها
واعلم أن أكثر جبال مكة وأوديتها مسكونة معمورة إلا أنه ليس بها قرية مقرّاة إلا حيث المياه والعيون الجارية والحدائق المحدّقة، والمشهور من ذلك عشرة أماكن:
الأول- (جدّة) - بضم الجيم وتشديد الدال المهملة ثم هاء- وهي فرضة مكة على ساحل بحر القلزم، وموقعها في أول الاقليم الثاني من الأقاليم السبعة، وهي في الغرب عن مكة بميلة إلى الشمال. قال في «الأطوال» : طولها ست وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها إحدى وعشرون درجة وخمس وأربعون دقيقة. ووافقه على ذلك في «القانون» . وقال في «رسم المعمور» : طولها خمس وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها على ما تقدم. وهي مينا عظيمة محلّ
حطّ وإقلاع، إليها تنتهي المراكب من مصر واليمن وغيرهما، وعنها تصدر من مكة. قال في «تقويم البلدان» : وهي من مكة على مرحلتين. وقال الإدريسي:
بينهما أربعون ميلا، وهي ميقات من قطع البحر من جهة عيذاب إليها.
الثاني- (بطن نخل) - وضبطه معروف، ويقال فيه أيضا وادي نخلة على التوحيد ونخلة بإسقاط لفظ وادي. قال الجوهريّ: وبه كانت العزّى التي هي أحد طواغيت قريش، وبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم إليها خالد بن الوليد فهدمها، وهي الآن بيد هذيل، وهي قرى مجتمعة ذات عيون وحدائق ومزدرع. أخبرني بعض أهل الحجاز أن بها نحو أربعة عشر نهرا على كل نهر قرية، وغالب فواكه مكة وقطانيّها وبقولها منها، ومنها يصب الماء إلى بطن مرّ الآتي ذكره.
الثالث- (الطّائف) - بألف ولام لازمتين فطاء مهملة مشدّدة مفتوحة بعدها ألف وياء مثناة تحت مكسورة ثم فاء- وهو بلد شرقيّ بطن نخل المتقدّم ذكرها، وبطن نخل بينه وبين مكة. قيل سميت الطائف لأنها في طوفان نوح انقطعت من الشام وحملها الماء وطافت بالأرض حتّى أرست في هذا الموضع. وقال في «الروض المعطار» : اسمها القديم وجّ يعني بواو مفتوحة وجيم مشدّدة- سميت برجل من العمالقة، ثم سكنها ثقيف فبنوا عليها حائطا مطيفا بها فسميت الطائف قال: وهي إحدى القريتين المذكورتين في قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
«1» . قال في «تقويم البلدان» : وهي من الحجاز تقريبا، وموقعها في أوائل الإقليم الثاني. وقال ابن سعيد: طولها ثمان وستون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، وعرضها إحدى وعشرون درجة وأربعون دقيقة، وهو بلد خصيب كثير الفواكه المختلفة مما يشابه فواكه الشام وغيرها، وهي طيّبة الهواء إلا أنها شديدة البرد حتّى إنه ربما جمد الماء بها لشدّة بردها.
الرابع- (بطن مرّ) - بفتح الباء الموحدة وسكون الطاء المهملة ونون بعدها ثم ميم مفتوحة وراء مهملة مشدّدة- وهو واد من أودية الحجاز في الشّمال
عن مكة على مرحلة منها على طريق حجّاج مصر والشام. قال في «الأطوال» :
طولها سبع وستون درجة وعرضها إحدى وعشرون درجة وخمس وأربعون دقيقة.
قال في «تقويم البلدان» : وهي بقعة بها عدّة عيون ومياه تجري ونخيل كثير، والنخل والمزدرع متصل من وادي نخلة إليها. وذكر غيره أن بها نحو أربعة وعشرين نهرا على كل نهر قرية، ومنها تحمل الفواكه والبقولات إلى مكة كما تحمل من نخلة والطائف، وهي بيد بني حسن أمراء مكة.
الخامس- (الهده) - بألف ولام ثم هاء ودال مهملة مفتوحتين وهاء ساكنة في الآخر- وهو واد على القرب من بطن مرّ، على مرحلة ونصف من مكة، به أربعة عشر نهرا على كل نهر قرية، وهي بيد بني جابر.
السادس- (عسفان) - بضم العين وسكون السين المهملتين وفتح الفاء ثم ألف ونون- وهو واد معروف على طريق حجّاج مصر، على ثلاث مراحل من مكة، كان بها حدائق ومياه تنصب إليها من الهده المذكورة، وهي الآن خراب ليس بها عمارة.
السابع- (البرزة) - بألف ولام ثم باء موحدة مفتوحة وراء مهملة ساكنة وزاي معجمة مفتوحة وهاء في الآخر- وهي واد بالقرب من عسفان على مرحلتين من مكة؛ به أربعة عشر نهرا على كل نهر قرية؛ وهي الآن بيد بني سلول وبني معبّد بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة المفتوحة.
الثامن- (خليص) - بضم الخاء المعجمة وفتح اللام وإسكان الياء المثناة تحت والصاد المهملة- وهو واد على طريق حجّاج مصر على أربع مراحل من مكة؛ به نحو تسعة أنهر على كل نهر قرية.
التاسع- (وادي كليّة) - بضم الكاف وفتح اللام وتشديد الياء المثناة تحت المفتوحة وهاء في الآخر- وهو واد بالقرب من خليص به نحو سبعة أنهر على كل نهر قرية، وكان بيد سليم، وقد خرب من مدّة قريبة بعد الثمانين والسبعمائة.
العاشر- (مرّ الظّهران) - بفتح الميم وتشديد الراء المهملة ثم ألف ولام