الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أول من ملكها وأضيفت إليه وعرفت به. قال في «التعريف» : وهي مملكة الأكاسرة. ثم قال: وهي من الفرات إلى نهر جيحون حيث بلخ، ومن البحر الفارسيّ وما صاقبه من البحر الهنديّ إلى البحر المسمى بالقلزم بحر طبرستان، وهي المملكة الصائرة إلى بيت هولاكو. قال: وقد دخل فيها مملكة الهياطلة، وهي مملكة مازندران وما يليها إلى آخر كيلان، وطبرستان واقعة بين مازندران وكيلان، ومازندران الآخذة شرقا، وكيلان الآخذة غربا.
وقال في «مسالك الأبصار» : هذه المملكة طولا من نهر جيحون المحيط بآخر خراسان إلى الفرات القاطع بينها وبين الشام، وعرضها من كرمان المتصل بالبحر الفارسيّ المنقسم من البحر الهنديّ إلى نهاية ما كان بيد بقايا الملوك السّلجوقية بالروم على نهاية حدود العلايا وأنطاليا من البحر الروميّ. قال: ويفصل في الجانب الشّماليّ بين هذه المملكة وبين بلاد القبجاق النهر المجاور لباب الحديد المسمى باللغة التركية دقرقبو، وبحر طبرستان المسمّى بحر الخزر. ثم قال: وأخبرني الفاضل نظام الدين أبو الفضل يحيى بن الحكيم الطياريّ أن هذه المملكة تكاد تكون مربّعة، فيكون طولها بالسير المعتاد أربعة أشهر، وعرضها أربعة أشهر. وهي من أجلّ ممالك الأرض، وأوسطها في الطول والعرض، متوسطة في الطول والعرض. وإذا أنصفت كانت هي قلب الدنيا على الحقيقة، ذات أقاليم كثيرة ومدن كبيرة، مشتملة على رساتيق وأعمال وخطط وجهات، وهي ممتدة من بلاد الشأم وما على سمتها إلى بلاد السّند والهند وما والاهما.
ولها جانبان: جنوبيّ وشماليّ.
الجانب الأول الجنوبي
ويشتمل على ستة أقاليم:
الإقليم الأول الجزيرة الفراتية
وهي أقرب أقطار هذه المملكة لمملكة الديار المصرية والشامية لمجاورتها
بلاد الشام. قال في «تقويم البلدان» : ويحيط بها الفرات من حدود بلاد الروم، وهو طرف الحد الغربيّ الجنوبيّ للجزيرة. فيمتدّ الحدّ الجنوبيّ الغربيّ مع الفرات إلى ملطية، إلى شمشاط، إلى قلعة الروم، إلى البيرة، إلى قبالة منبج، إلى السّنّ، إلى الرّقّة، إلى قرقيسيا، إلى الرّحبة، إلى هيت، إلى الأنبار. ثم يخرج الفرات عن تحديد الجزيرة ويعطف الحدّ من الأنبار إلى تكريت، وهي على نهر دجلة، إلى بالس، إلى الحديثة على دجلة إلى الموصل. ثم يعطف من الموصل إلى جزيرة ابن عمر، إلى آمد. ثم يصير الحدّ غربيّا ممتدّا بعد أن يتجاوز آمد على حدود إرمينية، إلى حدود بلاد الروم، إلى الفرات عند ملطية من حيث وقع الابتداء. قال: فعلى هذا يكون بعض إرمينية وبعض الروم غربيّ الجزيرة، وبعض الشام وبعض البادية جنوبيّها، والعراق شرقيّها، وبعض إرمينية شماليها.
قال في «تقويم البلدان» : وتشتمل الجزيرة على ديار ربيعة وديار مضر (يعني بالضاد المعجمة) وبعض ديار بكر، وهم القبائل الذين كانوا ينزلونها في القديم على ما تقدّم ذكره في الكلام على أحوال العرب في المقالة الأولى.
قال في «مسالك الأبصار» : وقد كانت هذه الجزيرة مجموعها مملكة جليلة باقية بذاتها في الدولة الأتابكية يعني دولة الأتابك زنكي صاحب الموصل والد نور الدين الشهيد صاحب دمشق، وقاعدتها (الموصل) . قال في «اللباب» : بفتح الميم وسكون الواو وكسر الصاد المهملة ولام في الآخر- وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» :
حيث الطول سبع وثلاثون درجة، والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة.
وهي على دجلة من الجانب الغربيّ، ويقابلها من الجانب الشرقيّ مدينة نينوى التي بعث يونس عليه السلام إلى أهلها. وهي الآن خراب. وفي جنوبيّ الموصل مصبّ الزّاب الأصغر في دجلة، وهي في مستو من الأرض؛ ولها سوران قد خرب بعضهما، وسورها أكبر من سور دمشق. قال المؤيد صاحب حماة: والعامر منها في زماننا نحو ثلثيها، ولها قلعة قد صارت في جملة الخراب. قال قاضي القضاة
وليّ الدين بن خلدون «1» : وهي قاعدة ملك قديم يعرف قديما بمملكة الجرامقة، وكانت قد صارت إلى عماد الدين زنكي: والد نور الدين الشهيد، ثم اتفق بها الحال إلى أن دخلت في مملكة التتر من بني هولاكو. قال ابن خرداذبه في كتابه في المسالك والممالك: ومن أقام بها سنة ثم...... «2» عقله وجده قد نقص «3» ، وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية. وذكرها في «التثقيف» وذكر أنه كان بها الأمير أردبغا قبل أن يحصل عليها من بيرم خواجا ثم أبو القان أويس.
ثم بها عدّة مدن وقلاع مشهورة.
(منها) ماردين. قال في «اللباب» : بفتح الميم وسكون الألف وكسر الراء والدال المهملتين ثم ياء مثناة من تحتها ونون- وهي قلعة بديار ربيعة من هذه الجزيرة المذكورة من الإقليم الرابع. قال في «الأطوال» : حيث الطول أربع وستون درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي على جبل عال، من الأرض إلى ذروته نحو فرسخين.
قال ابن حوقل: وهي قلعة منيعة لا يستطاع فتحها عنوة، وبجبلها جواهر الزجاج، وبه حيّات تفوق غيرها بسرعة القتل.
واعلم أن ماردين هذه بيد ملوكها من بني أرتق، لها بيدهم الأمد الطويل، لم تزل أيديهم عنها مذ ملكوها. قال القاضي وليّ الدين بن خلدون في «تاريخه» :
وأول من ملكها منهم ياقوتي بن أرتق بعد السبع والأربعمائة؛ تملكها من يد مغنّ كان ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي أقطعها له، ثم ملكها بعد ياقوتيّ المذكور أخوه عليّ، ثم عمه سقمان، ثم أخوه إيلغازي، ثم ابنه حسام الدين تمرتاش، ثم
ابنه قطب الدين البي، ثم ابنه نظام الدين إيلغازي، ثم ابنه حسام الدين بولق أرسلان، ثم أخوه ناصر الدين أرتق أرسلان بن إيلغازي، ثم ابنه نجم الدين غازي، ثم أخوه قرا أرسلان، ثم ابنه شمس الدين داود، ثم أخوه نجم الدين غازي، وتلقب بالمنصور وهو أول من تلقب بألقاب السلطنة منهم، ثم ابنه شمس الدين صالح وتلقب بالصالح، ثم ابنه أحمد وتلقب بالمنصور، ثم ابنه محمود وتلقب بالصالح، ثم ابنه فخر الدين داود، وتلقب بالمظفر، ثم ابنه نور الدين عيسى، وتلقب بالظاهر، وهو القائم بملكها إلى الآن، وهو الظاهر عيسى، بن المظفّر داود، بن الصالح [محمود، بن المنصور أحمد، بن الصالح]«1» صالح ابن المنصور غازي، بن المظفر قرا أرسلان، بن المنصور أرتق أرسلان [بن بولق أرسلان]«2» بن إيلغازي، بن ألبي، بن تمرتاش، بن إيلغازي، بن أرتق.
ولما ملك هولاكو بغداد وأعمالها كان القائم بملك ماردين يومئذ المظفّر قرا أرسلان فأعطاه الطاعة وخطب له في جميع أعماله، وتبعه على ذلك من بعده من ملوكها إلى حين موت القان أبي سعيد من بقايا الملوك الهولاكوية، فقطع الخطبة لصاحب بغداد وما معها وخطب لنفسه، والأمر على ذلك إلى الآن، وملوكها موادّون لملوك الديار المصرية والمكاتبات بينهم متواصلة.
(ومنها) حصن كيفا. قال في «تقويم البلدان» : بحاء وصاد مهملتين ثم نون ثم كاف وياء مثناة من تحت وفاء وألف- وهي مدينة من الجزيرة المذكورة من الإقليم الرابع. قال في «الأطوال» : حيث الطول أربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. قال في «اللباب» :
وهي من ديار بكر. قال في «المشترك» : وهي على دجلة بين جزيرة ابن عمر وبين ميّا فارقين. قال في «اللباب» : والنسبة إليها حصكفيّ- بفتح الحاء وسكون الصاد وفتح الكاف وفاء ثم ياء النسب. قال في «التعريف» : وملكها من بقايا الملوك الأيوبية وممن ينظر إليه ملوك مصر بعين الإجلال، لمكان ولائهم
القديم لهم، واستمرار الوداد الآن. قال في «التثقيف» : وأخبرني المقرّ السيفيّ منجك كافل الممالك الشريفة أن الملك الناصر محمد بن قلاوون كان يعظم سلفه فإنه كان أستاذ قلاوون والده. قال في «التعريف» : وكان آخر وقت منهم الملك الصالح قصد الأبواب السلطانية. فلما أتى دمشق عقبته الأخبار بأن أخاه قد ساور سريره، وقصد بسلطته سلطانه. فكر راجعا ولم يعقّب، فما لبثت الأخبار أن جاءت بأنه حين صعد قلعته، وكرّ نحو سريره رجعته، وثب عليه أخوه المتوثب فقتله وسفك دمه، ثم أظهر عليه ندمه. وكتب إلى السلطان فأجيب بأجوبة دالة على عدم القبول لأعذاره والسرائر مكدّرة، والخواطر بعضها من بعض منفّرة.
وذكر في «التثقيف» أن الذي اتّضح له آخرا في رمضان سنة ست وسبعين وسبعمائة أن صاحبها الملك الصالح سيف الدين أبو بكر، ابن الملك العادل شهاب الدين غازي، ابن الملك العادل مجد الدين محمد، ابن الملك الكامل سيف الدين أبي بكر، ابن الملك الموحد تقيّ الدين عبد الله، ابن الملك المعظم سيف الدين توران شاه، ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب، ابن الملك الكامل ناصر الدين محمد، بن العادل أبي بكر بن أيوب. ثم قال: وما يبعد أن الصالح المذكور هو ابن عم العادل مجد الدين محمد، وأن العادل غازي لا حقيقة له. ثم قال: وهو غلط لأن المستقرّ إلى آخر سنة ثنتين وستين وسبعمائة وما بعدها بمدّة هو العادل مجد الدين، وكتبت إليه في هذه المدة بهذا الاسم واللقب، ولم يبلغنا أنه استقر بعده سوى ولده، ثم نقل أنه الصالح ونقل الناقل أنه ابن العادل وهو صحيح لكنه قال: إن اسمه شهاب الدين غازي بن العادل مجد الدين وفيه بعد: كون الولد يلقب بلقب والده الملوكي. انتهى كلامه.
قلت: والذي أخبرني به بعض قصّاد صاحبها في سنة تسع وتسعين وسبعمائة أن الملك القائم بها يومئذ اسمه سليمان بن داود، وذكر لي لقبه الملوكيّ فنسيته، وذكر أنه يقول الشعر، وأحضر معه بيتا مفردا من نظمه وهو:
وجارية تعير البدر نورا
…
ولولا نورها عاد الظّلام
فنظمت له أبياتا وبعثت بها إليه صحبة قاصده أولها:
سليمان الزّمان بحصن كيفا
…
له في الملك آثار كرام
زكا أصلا فطاب الفرع منه
…
وطاب الغصن إذ طاب الكمام
بنو أيّوب أبقوا منه ذخرا
…
ونعم الذّخر والقيل الهمام
وأثبت البيت الذي قاله في آخر هذه.
(ومنها) حرّان. قال في «المشترك» : بفتح الحاء وتشديد الراء المهملتين وفي آخرها نون بعد الألف- وهي مدينة من ديار مضر من الجزيرة المذكورة من الإقليم الرابع. قال في «تقويم البلدان» : والقياس أنها حيث الطول ثلاث وستون درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. وكانت حرّان مدينة عظيمة أما اليوم فخراب. قال ابن حوقل: وهي مدينة الصابئين، وبها سدنتهم السبعة عشر، وبها تلّ عليه مصلّى للصابئين يعظّمونه وينسبونه إلى إبراهيم عليه السلام، وهي قليلة الماء والشجر. قال في «العزيزيّ» : والجبل منها في سمت الجنوب والشرق على فرسخين، وتربتها حمراء، وشرب أهلها من قناة تجري من العيون خارج المدينة ومن الآبار، وحاكمها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما سيأتي في المكاتبات إن شاء الله تعالى.
(ومنها) شمشاط. قال في «اللباب» : بكسر الشين المعجمة وسكون الميم وفتح الشين الثانية ثم ألف فطاء مهملة- وهي بلدة من ديار مضر، وقيل من ديار بكر من بلاد الجزيرة من الإقليم الرابع. قال في «رسم المعمور» حيث الطول اثنتان وستون «1» درجة وأربعون دقيقة، والعرض ثمان «2» وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة. قال في «اللباب» : وهي بلدة الثّغور الجزيرية بين آمد وبين خرت برت. وقال ابن حوقل: هي بنحر «3» الجزيرة، وبها حاكم يكاتب عن
الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
(ومنها) حيزان. قال في «اللباب» : بكسر الحاء المهملة وسكون المثناة من تحتها وفتح الزاي المعجمة وألف ونون- وهي مدينة من ديار بكر من الجزيرة من الإقليم الرابع. قال في «تقويم البلدان» : والقياس أن طولها خمس وستون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. قال في «اللباب» : وهي كثيرة الأشجار خصوصا شجر البندق. قال: وهي بين جبال، ولها مياه سارحة، وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية. وذكر في «التثقيف» أنه كان اسمه في زمانه عز الدين، ثم استقر بعده ابنه أسد الدين.
(ومنها) رأس عين. قال في «تقويم البلدان» : بفتح الراء المهملة ثم سين وعين مفتوحة مهملتان ومثناة تحت ونون في الآخر- وتسمّى عين وردة أيضا، وهي مدينة من ديار ربيعة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة في مستو من الأرض. قال ابن حوقل: يخرج منها فوق ثلاثمائة عين كلّها صافية، ويصير من هذه الأعين نهر الخابور، ووهم السمعانيّ فجعلها منبع دجلة. قال في «العزيزيّ» : وهي أوّل مدن ديار ربيعة من جهة ديار مضر، وذكر السمعانيّ أنها من ديار بكر، وأنكره ابن الأثير وقال: ليست من ديار بكر [بل هي] من الجزيرة. قال في «اللباب» : وهي على يومين من حرّان. النسبة إليها رسعنيّ، وإليها ينسب الرّسعنيّ «1» المفسّر.
(ومنها) ميّا فارقين. قال في «اللباب» : بفتح الميم وتشديد المثناة من تحتها وسكون الألفين بينهما فاء مفتوحة وبعدهما راء مهملة ثم قاف وياء آخر الحروف ونون. وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «رسم المعمور» : حيث الطول خمس وستون درجة وأربعون دقيقة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة. قال ابن سعيد: وهي قاعدة
ديار بكر. وقال ابن حوقل: هي بين الجزيرة وبين إرمينية: قال في «اللباب» :
وعليها سور حجر دائر، وهي دون حماة في القدر، وهي في ذيل جبل، في شماليّها وهي في ذيله. قال في «اللباب» : والمياه والبساتين محدقة بها، ولها نهر صغير على شوط فرس منها، من عين تسمّى عين حنبوص بين الغرب والشمال، تتخرق دورها وتسقي بساتينها، وبينها وبين الموصل على حصن كيفا نحو ستة أيام وعلى ماردين نحو ثمانية أيام، والنسبة إليها فارقيّ. قال في «اللباب» «1» : أسقطوا بعضها لكثرة حروفها، وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
(ومنها) قرقيسيا. قال في «تقويم البلدان» : المشهور بفتح القاف الأولى وكسر الثانية وبينهما راء مهملة ساكنة ثم ياء آخر الحروف ساكنة ثم سين مهملة ثم ياء ثانية وألف- وهي مدينة من ديار مضر من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «تقويم البلدان» : والقياس أنها حيث الطول أربع وستون درجة وأربعون دقيقة، والعرض ست وثلاثون درجة. قال في «اللباب» :
وهي على الفرات والخابور، على القرب من الرّقّة. قال في «العزيزي» : وهي شرقيّ الفرات والخابور الخارج من رأس عين فيصب في الفرات على القرب منها. قال: وهي مدينة الزّبّاء صاحبة جذيمة الأبرش، يعني التي قتلته. قال في «اللباب» : وبها مات جرير بن عبد الله البجليّ الصحابيّ رضي الله عنه. قال:
والنسبة إليها قرقيسيانيّ وقد تحذف النون وتجعل الياء عوضها.
(ومنها) ماكسين. قال في «اللباب» : بفتح الميم وسكون الألف وكسر الكاف والسين المهملة وسكون المثناة من تحت ونون في الآخر- وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «اللباب» : وهي على الخابور. قال في «العزيزيّ» : وبينها وبين قرقيسيا سبعة فراسخ، وبينها وبين سنجار اثنان وعشرون فرسخا.
(ومنها) نصيبين. قال في «اللباب» : بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون المثناة من تحتها ثم باء موحدة وياء ثانية ونون- وهي مدينة من ديار ربيعة من الجزيرة من الإقليم الرابع. قال ابن سعيد: وهي قاعدة ديار ربيعة. قال: وهي مخصوصة بالورد الأبيض لا يوجد فيها وردة حمراء، وفي شماليها جبل عظيم يقال إنه الجوديّ الذي استقرّت عليه سفينة نوح عليه السلام، ومنه ينزل نهرها حتّى يمرّ على سورها وعليه بساتينها، ونهرها يسمّى الهرماس، وبها عقارب قتّالة.
(ومنها) جزيرة ابن عمر- وضبطها معروف- وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» : حيث الطول ست وستون درجة وعشر دقائق، والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي مدينة صغيرة على دجلة من غربيها ذات بساتين كثيرة. وقال في «المشترك» : هي في شماليّ الموصل ودجلة محيطة بها مثل الهلال، وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
(ومنها) سنجار. قال في «اللباب» : بكسر السين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وألف وراء مهملة- وهي مدينة من ديار ربيعة من الجزيرة، من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «تقويم البلدان» : والقياس أنها حيث الطول ست وستون درجة، والعرض ست وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. قال ابن سعيد: وهي في جنوبيّ نصيبين- وهي من أحسن المدن وجبلها من أخصب الجبال. قال ابن حوقل: وهي في وسط برّيّة ديار ربيعة بالقرب من الجبل والجبل من عاليها، وليس بالجزيرة بلد فيه نخيل سواها. وهي في جهة الغرب عن الموصل على ثلاث مراحل عنها؛ وهي على قدر المعرّة من البلاد الشامية؛ ولها قلعة وبساتين كثيرة؛ وشربها من القنيّ؛ وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
(ومنها) تلّ أعفر- وضبط التل معروف، وأعفر بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الفاء وراء مهملة في الآخر- وهي من الجزيرة من الإقليم الرابع من