الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجهة الأولى الساحلية؛ وهي التي بساحل بحر الروم المتقدّم ذكره، وتشتمل على أربعة أعمال
الأول- (عمل غزّة) - بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي المعجمة أيضا وفي آخرها هاء- وهي مدينة من جند فلسطين، في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» «1» : طولها ست وخمسون درجة وعشر دقائق، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة. وقال ابن سعيد «2» : طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، وهي على طرف الرمل بين مصر والشأم؛ آخذة بين البر والبحر بجانبيها، مبنية على نشز عال على نحو ميل من البحر الروميّ، متوسطة في العظم، ذات جوامع، ومدارس، وزوايا، وبيمارستان، وأسواق؛ صحيحة الهواء؛ وشرب أهلها من الآبار؛ وبها أمكنة يجتمع بها المطر إلا أنه يستثقل في الشرب فيعدل منه إلى الآبار لخفّة مائها؛ وبساحلها البساتين الكثيرة، وأجلّ فاكهتها العنب والتّين؛ وبها بعض النخيل، وبرّها ممتد إلى تيه بني إسرائيل من قبليها، وهو موضع زرع وماشية إلا أن أهل برّها عشران «3» بعضهم أعداء بعض، ولولا خوف سطوة السلطنة لما أغمد سيف الفتنة بينهم ولا جتاحوا المدينة ومن فيها.
قلت: والحال فيها مختلف: فأكثر الأحيان هي تقدمة عسكر مضافة إلى دمشق، يأتمر مقدّم العسكر فيها بأمر نائب السلطنة القائم بدمشق، ولا يمضي أمرا دون مراجعته وإن كانت ولايته من الأبواب السلطانية، وتارة تكون نيابة مستقلّة
وتضاف إليها الصفقة الساحلية بكمالها فيكون لها حكم النيابات.
الثاني- (عمل الرّملة) . بفتح الراء المهملة وسكون الميم وفتح اللام وفي آخرها هاء- وهي مدينة من جند الأردنّ، موقعها في الإقليم الثالث. قال في «الأطوال» : طولها ست وخمسون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وعشر دقائق. وقال في «القانون» : طولها ست وخمسون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وقال في «تقويم البلدان» : القياس أن طولها ست وخمسون درجة وست وعشرون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلاث وعشرون دقيقة.
وهي مدينة إسلامية بناها سليمان بن عبد الملك في خلافة أبيه عبد الملك.
قال في «الروض المعطار» : وسميت الرّملة لغلبة الرمل عليها. وقال في «مسالك الأبصار» : سميت بامرأة اسمها رملة، وجدها سليمان بن عبد الملك هناك في بيت شعر حين نزل مكانها يرتاد بناءها، فأكرمته وأحسنت نزله، فسألها عن اسمها فقالت رملة، فبنى البلد وسماها باسمها. قال في «العزيزي» «1» :
وهي قصبة فلسطين، وهي في سهل من الأرض، وبينها وبين القدس مسيرة يوم.
قال في «الروض المعطار» : وبينها وبين نابلس يوم، وبينها وبين قيساريّة مرحلة، وكان عبد الملك قد أجرى إليها قناة ضعيفة للشرب منها، وأكثر شربهم الآن من الآبار ومن صهاريج يجتمع فيها ماء المطر، وهي مقرّة الكاشف بتلك الناحية.
وميناها مدينة يافا- بفتح المثناة من تحت وألف وفاء ثم ألف في الآخر- وهي مدينة صغيرة بالساحل، وهي في الغرب عن الرملة وبينهما ستة أميال.
الثالث- (عمل لدّ) - بضم اللام وتشديد الدال المهملة- وهي بلدة من