الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الثالثة ملوكها من بني جنكز خان
وأوّل من ملكها منهم (هولاكو) بن طولي «1» بن جنكز خان المقدّم ذكره، قصدها بأمر أخيه منكوقان «2» بن طولي صاحب التخت في سنة خمسين وستمائة، وقتل المستعصم آخر الخلفاء ببغداد، واستولى على جميع المملكة. قال في «مسالك الأبصار» : قال شيخنا العلامة شمس الدين الأصفهانيّ: إلا أن هولاكو لم يملك ملكا مستقلا بل كان نائبا عن أخيه منكوقان، ولم يضرب باسمه سكة درهم ولا دينار، وإنما كانت تضرب باسم أخيه منكوقان. قال: وكان يكون لصاحب التخت أمير لا يزال مقيما في مملكة إيران مع هولاكو، ومات في تاسع عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وستمائة؛ وملك بعده (ابنه أبغا) . قال الشيخ شمس الدين الأصفهانيّ: ولما ملك أضاف اسمه في السكة إلى اسم صاحب التّخت، وكان قد وجه أخاه منكوتمر إلى الشام والتقى مع الجيوش الإسلامية على حمص، وانكسر عليها؛ ومات سنة إحدى وثمانين وستمائة؛ وملك بعده أخوه (بوكدار بن هولاكو) وأسلم وحسن إسلامه وتلقب أحمد سلطان، وحمل العسكر على الإسلام فقتلوه؛ وملك بعده ابن أخيه (أرغون) بن أبغا بن هولاكو في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وتوفي في ربيع الأوّل سنة تسعين وستمائة؛ وملك بعده أخوه (كيختو) فخرج عن الياسة وأفحش في الفسق بنساء المغل وأبنائهم، فوثب عليه بنو عمه فقتلوه في ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وستمائة؛ وملك بعده (بيدو بن طرغاي) بن هولاكو، وبقي حتّى قتل في ذي الحجة من السنة المذكورة؛ وملك بعده (محمود غازان) بن أرغون بن أبغا بن هولاكو، ودخل إلى الشام، وكان بينه وبين الملك الناصر محمد بن قلاوون
وقعات بحمص وغيرها آخرها على شقحب «1» ، كسر فيها كسرة فاحشة، هلك فيها معظم عسكره في سنة اثنتين وسبعمائة، وبقي حتّى توفي في ثالث عشر شوّال سنة ثلاث وسبعمائة؛ وملك بعده أخوه (خدا بندا) والعامة تقول خر بندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعمائة؛ ثم ملك بعده (أبو سعيد بن خدا بندا) وهو آخر من ملك من بني هولاكو، وكان بينه وبين الناصر محمد بن قلاوون مكاتبات ومراسلات وتودّد بعد وحشة، وبموته تفرّقت المملكة بأيدي أقوام، وصارت شبيهة بملوك الطوائف من الفرس.
قال في «مسالك الأبصار» بعد ذكر أبي سعيد: ثم هم بعده في دهماء مظلمه، وعمياء مقتمه؛ لا يفضي ليلهم إلى صباح، ولا فرقتهم إلى اجتماع، ولا فسادهم إلى صلاح؛ في كل ناحية هاتف، يدعى باسمه، وخائف، أخذ جانبا إلى قسمه؛ وكل طائفة تتغلب وتقيم قائما تقول هو من أبناء القان، وتنسبه إلى فلان؛ ثم يضمحلّ أمره عن قريب، ولا تلحق دعوته حتّى يدعى فلا يجيب، وما ذلك من الدهر بعجيب. وذكر نحوه في «التعريف» وزاد عليه فقال: «وكان العهد بهذه المملكة لرجل واحد وسلطان فرد مطاع، وعلى هذا مضت الأيام إلى حين وفاة أبي سعيد، فصاح في جنباتها كلّ ناعق وقطع رداءها كل جاذب، وتفرّد كل متغلب منها بجانب؛ فهي الآن نهبى بأيديهم.
فأما عراق العرب وهو بغداد وبلادها وما يليها من ديار بكر، وربيعة ومضر، فبيد الشيخ حسن الكبير، وهو الحسن بن الحسين بن أقبغا من طائفة النّورانيين، كان جدّه نوكرا لهولاكو بن طولي بن جنكز خان، والنوكر هو الرفيق.
وأما بقيّة ديار بكر، فبيد إبراهيم شاه بن بارنباي بن سوناي.
وأما مملكة أذربيجان وهي قطب مملكة إيران، ومقرّ كرسيّ ملوكها من بني جنكز خان؛ فهي الآن بيد أولاد جوبان، وبها القان القائم بها (سليمان شاه) .