الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه البحريّ المتقدّم ذكرها في الكلام على أعمال الديار المصرية المستقرة خلا الإسكندريّة، وليست على قاعدة النيابات في ركوب المواكب وما في معناها؛ بل نائبها في الحقيقة كاشف كبير «1» ، وليس فيها من رسوم النيابة سوى لبس التشريف وكتابة التقليد والمكاتبة بما يكاتب به مثل نائبها من النوّاب، وقد كان القائم بها في الزمن الأول قبل استقرارها نيابة يعبر عنه بوالي الولاة.
الثالثة- نيابة الوجه القبليّ. وهي مما استحدث في الدولة الظاهرية برقوق أيضا، وكان مقرّ نائبها مدينة أسيوط، وحكمه على جميع بلاد الوجه القبليّ، وهي في الترتيب والرتبة على ما تقدّم من نيابة الوجه البحريّ، غير أنها أعظم خطرا في النفوس وكان القائم بها قبل ذلك يسمّى والي الولاة كما تقدّم في الوجه البحريّ.
الطبقة الثانية الكشّاف
قد تقدّم أنه قبل استحداث النيابة بالوجهين القبليّ والبحريّ كان بهما كاشفان يعبّر عن كل منهما بوالي الولاة، ولما استقرّا نيابتين جعل للوجه البحريّ كاشف من أمراء الطبلخاناه على العادة المتقدّمة، وهو في الحقيقة تحت أمر نائب الوجه البحريّ، ومقرّته منية غمر من الشرقية، وجعل كاشف آخر للبهنساوية والفيّوم، وعطّل الفيّوم من الوالي، وباقي الوجه القبليّ أمره راجع إلى نائبه؛ وللجيزية كاشف يتحدث في جسورها وسائر متعلّقاتها، ولا يتعدّى أمره إلى غيرها من النواحي.
الطبقة الثالثة الولاة بالوجهين القبليّ والبحريّ
وقد تقدّم ذكر أعمالها؛ ومراتب الولاة بهما لا تخرج عن مرتبتين:
المرتبة الأولى- الولاة من أمراء الطبلخاناه. وهي سبع «1» ولايات بالوجهين القبليّ والبحريّ على ما استقرّ عليه الحال.
فأما الوجه القبليّ ففيه أربع ولايات من هذه الرتبة: وهي ولاية البهنسى، وولاية الأشمونين، وولاية قوص، وهي أعظمها حتّى إن واليها كان يركب بالشبّابة أسوة النوّاب بالممالك، وولاية أسوان: وهي مستحدثة في الدولة الظاهرية برقوق، وكانت قبل ذلك مضافة إلى والي قوص يجعل فيها نائبا من تحت يده، وكانت ولاية الفيّوم طبلخاناه، ثم استقرّت كشفا على ما تقدّم.
أما أسيوط، فلم يكن بها وال لكونها مقرّ نائب الوجه القبليّ ومقرّ والي الولاة من قبله، وسيأتي ما كان ولاية طبلخاناه من الوجه القبليّ ثم نقل.
وأما الوجه البحريّ ففيه أربع ولايات من هذه الرتبة، وهي ولاية الشرقية، ومقرّ واليها بلبيس؛ وولاية المنوفية ومقرّ واليها مدينة منوف؛ وولاية الغربية، ومقرّ واليها المحلة الكبرى؛ وهي تضاهي ولاية قوص من الوجه القبليّ إلا أن واليها لم يركب بالشبابة قط؛ وولاية البحيرة، ومقرّ واليها مدينة دمنهور، وربما عطلت ولايتها لكونها مقرّة النائب، وقد تقدّم أن ولاية النائب قبل أن تستقرّ نيابة كانت ولاية طبلخاناه.
المرتبة الثانية- من الولاة أمراء العشرات. وهي سبع ولايات بالوجهين:
فأما القبليّ ففيه من هذه الرتبة ثلاث ولايات: ولاية الجيزة، وكانت قبل ذلك طبلخاناه؛ وولاية إطفيح ولم تزل عشرة؛ وولاية منفلوط وولايتها عشرون، وكانت قبل ذلك ولاية طبلخاناه، وقد كان بعيذاب في الأيام الناصرية ابن قلاوون وما بعدها وال أمير عشرة يولّى من قبل السلطان ويراجع والي قوص في الأمور المهمة.
وأما الوجه البحريّ، ففيه أربع ولايات من هذه الرتبة، ولاية منوف، وولاية