الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فملك بعده (أري «1» بكا) ، ثم قبلي خان، ثم دمرياق، ثم قرماي، ثم ترقاي كيزي، ثم قيان قان، ثم سند مرقان «2» بن طولي بن جنكز خان، وهو الذي كان في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون صاحب الديار المصرية، ثم انقطع خبرهم فلم يعلم من ملك منهم. وملوك هذه المملكة من بني جنكز خان كفّار يدينون بتعظيم الشمس، واقفون في الأحكام مع ياسة جدّهم جنكز خان المقدّم ذكرها في الفصل الأوّل. قال في «مسالك الأبصار» : ذكر لي الفاضل نظام الدين ابن الحكيم الطياريّ الكاتب البوسعيديّ أنهم على ما هم عليه من الجاهلية على السيرة الفاضلة الشاملة لأهل مملكتهم ومن يرد إليها. قال الشريف السّمرقنديّ:
ومن عجائب ما رأيت في مملكة هذا القان أنه مع كفره في رعاياه من المسلمين أمم كثيرة وهم عنده مكرمون محترمون، ومتى قتل أحد من الكفار مسلما، قتل القاتل الكافر هو وأهل بيته ونهبت أموالهم، وإن قتل مسلم كافرا لا يقتل به، بل يطلب بديته، ودية الكافر عندهم حمار لا يطلب بغيره.
الجملة الخامسة في عسكره
قال بدر الدين حسن الإسعرديّ التاجر: وهذا القان ذو عسكر مديد. قال:
والذي أعلم من حاله أن له اثني عشر ألف باز دار «3» يركبون الخيل، وعساكره من المغل عشرون تومانا، وهي مائتا ألف فارس، أما من الخطا فمما لا يحصى.
الجملة السادسة في ترتيب هذه المملكة
قال الشريف تاج الدين السّمرقنديّ: وترتيب هذه المملكة أن لهذا القان أميرين كبيرين هما الوزراء، يسمّى كل من يكون في هذه الرتبة جنكصان،
ودونهما أميران آخران يسمّى كل منهما بنجار، ودونهما أميران آخران يسمّى كل منهما زوجين، ودونهما أميران آخران يسمّى كل منهما بوجين. قال: وله كاتب هو رأس كتّابه يسمّى لنجون، وهو بمنزلة كاتب السر في بلادنا؛ والقان يجلس في كل يوم في صدر دار فسيحة تسمّى شن، بمثابة دار العدل عندنا، ويقف الأمراء المذكورون حوله عن اليمين وعن الشمال على مقادير رتبهم، ورأس الكتّاب المسمّى لنجون، فإذا شكا أحد شكوى أو سأل حاجة، أعطى قصته رأس الكتّاب المذكور فيقف عليها، ثم يوصلها إلى أحد الأميرين اللذين يليانه وهما أصغر الكل فيقف عليها هو ومن معه، ثم يوصلانها إلى من يليهما في الرتبة، وهكذا إلى أن تصير إلى القان، فيأمر فيها بما يراه. وذكر عن الشريف أبي الحسن الكربلاي وكان ممن اجتمع بالقان في هذه البلاد أن لهذا القان أربعة وزراء يصدرون الأمر في مملكته كلها، ولا يراجع القان إلا في القليل النادر. قال: وإذا أراد القان أن يركب ركب في محفّة ولا يظهر للناس إلا في يوم واحد، وهو مثل يوم مولده في كل سنة، فإنه يركب فرسا ويخرج إلى الصحراء ويعمل بها من الأطعمة والسّماطات ما يغمر الناس، ويكون مثل يوم العيد عندهم.
تم الجزء الرابع. يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الخامس وأوّله المقصد الثاني في ممالك جزيرة العرب الخارجة عن مضافات الديار المصرية والحمد لله رب العالمين. وصلاته على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه والتابعين وسلامه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل