الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهم إن كان مقدّما نظير النائب بالرّحبة، يعني «صدرت» و «العالي» وإن كان طبلخاناه فالاسم «والسامي» بالياء.
القاعدة الثانية من قواعد البلاد الشامية حلب، وفيها جملتان
الجملة الاولى في حاضرتها
قال في «اللّباب» : هي بفتح الحاء المهملة واللام وباء موحدة في الآخر- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» : وطولها اثنتان وستون درجة وعشر دقائق، وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمسون دقيقة.
واختلف في سبب تسميتها حلب على قولين حكاهما صاحب «الروض المعطار» : أحدهما أنه كان مكان قلعتها ربوة، وكان إبراهيم الخليل عليه السلام يأوي إليها ويحلب غنمه ويتصدّق بلبنها فسميت حلب بذلك. والثاني أنها سميت برجل من العماليق اسمه حلب. قال الزجاجيّ: حلب بن المهر من ولد جان «1» بن مكنّف.
قال في «مسالك الأبصار» : وهي مدينة عظيمة من قواعد الشام القديمة؛ وهي في وطاءة حمراء ممتدّة، مبنية بالحجر الأصفر الذي ليس له نظير في الآفاق؛ وبها المساكن الفائقة، والمنازل الأنيقة، والأسواق الواسعة، والقياسر الحسنة، والحمامات البهجة، ذات جوامع ومساجد ومدارس وخوانق وزوايا وغير ذلك من سائر وجوه البر، وبها بيمارستان حسن لعلاج المرضى. قال في «مسالك الأبصار» : ولها نهران: أحدهما يعرف بنهر قويق، وهو نهرها القديم، والثاني يعرف بنهر الساجور، وهو نهر مستحدث، ساقه إليها السلطان الملك الناصر «محمد بن قلاوون» في سلطنته وحكمه عليها.
وقد ذكر السلطان عماد الدين صاحب حماة: أن الملك الظاهر غازي بن العادل «أبي بكر بن أيوب» ساق إليها نهرا في سنة خمس وستمائة، ولعله نهر قويق المذكور. قال في «مسالك الأبصار» : ويجري إلى داخلها فرع ماء يتشعّب في دورها ومساكنها ولكنه لا يبلّ صداها ولا يشفي غلّتها، وبها الصهاريج المملوءة من ماء المطر، ومنها شرب أهلها؛ ويدخل إليها الثلج من بلادها، وليس لأهلها إليه كثير التفات لبرد هوائهم وقرب اعتدال صيفهم وشتائهم؛ وبها الفواكه الكثيرة وأكثرها مجلوب إليها من نواحيها لقلّة البساتين بها؛ وبظاهرها المروج الفيح والبرّ الممتدّ حاضرة وبادية؛ وبها عسكر كثيف وأمم من طوائف العرب والأكراد والتّركمان.
قال في «اللباب» : وكان الجند في ابتداء الاسلام ينزلون قنّسرين، وهي المدينة التي تنسب الكورة إليها على ما تقدّم ذكره ولم يكن لحلب معها ذكر.
قال ابن سعيد: ثم ضعفت بقوة حلب عليها، وهي الآن قرية صغيرة.
قال في «مسالك الأبصار» : وكانت حلب قد عظمت في أيام بني حمدان، وتاهت بهم شرفا على كيوان. جاءت الدولة الأتابكية فزادت فخارا، واتخذت لها من بروج السماء منطقة وأسوارا؛ ولم تزل على هذا يشار إليها بالتعظيم، ويأبى أهلها في الفضل عليها لدمشق التسليم؛ حتّى نزل هولاكو بحوافر خيله فهدمت أسوارها وخربت حواضرها، ولم تزل خالية من الأسوار، عريّة من الأبواب، إلى أن كانت فتنة منطاش «1» في سلطنة الظاهر برقوق والنائب بها من قبله الأمير كمشبغا، فجدّد أسوارها، ورتب أبوابها، وهي سبعة أبواب: باب قنّسرين من
القبلة، وباب المقام «1» من القبلة أيضا، وباب النّيرب «2» من الشرق، وباب الأربعين من الشرق أيضا، وباب النصر «3» من بحريّها، وباب الجنان من غربيها، وباب أنطاكية من غربيها أيضا؛ وهي الآن في غاية ما يكون من العمارة وحسن الرونق والبهجة، ولعلها قد فاقت أيام بني حمدان؛ ولم يزل نائبها من أكابر الأمراء المتقدّمين من الدولة الناصرية فما قبلها إلى الآن، وقد زادت رتبته عما كان عليه في الأيام الناصرية؛ وهي ثانية دمشق في الرتبة؛ ومعاملاتها على ما تقدّم في دمشق من الدراهم والدنانير والفلوس وصنجة الذهب والفضة. غير أن الفلوس الجدد «4» لم ترج بها بعد، ورطلها سبعمائة وعشرون درهما بالصّنجة الشامية «5» ، كلّ أوقية ستون درهما، ومعاملاتها معتبرة بالمكّوك «6» ، ولا تعرف فيها الغرارة «7» ، ولا في شيء من أعمالها؛ وتختلف بلادها في المكّوك اختلافا متباينا في الزيادة والنقص.
قال في «مسالك الأبصار» : والمعدّل فيها أن يكون كل مكّوكين ونصف غرارة وما بين ذلك وكل ذلك تقريبا.
قلت: وأخبرني بعض أهلها أن المكّوك بنفس مدينة حلب معتبر بسبع