الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأدوية والأشربة والعقاقير وما يجري مجرى ذلك، يصرف ذلك لمن يعرض له مرض بالطريق.
الهيئة السابعة النوم
وقد جرت العادة أنه يبيت عنده خواصّ مماليكه من الأمراء وأرباب الوظائف من الجمدارية وغيرهم، يسهرون بالنّوبة بقسمة بينهم على بناكيم الرمل «1» ، كلما انقضت نوبة قوم أيقظوا أصحاب النوبة الذين يلونهم، ويتعانى كل منهم ما يشاغله عن النوم فقوم يقرأون في المصاحف، وقوم يلعبون بالشّطرنج والأكل «2» وغير ذلك.
المقصد السادس في عادته في إجراء الأرزاق؛ وهو على ضربين
الضرب الأوّل الجاري المستمرّ؛ وهو على نوعين
النوع الأوّل الإقطاعات
والإقطاعات في هذه المملكة تجري على الأمراء والجند، وعامّة إقطاعاتهم بلاد وأراض يستغلّها مقطعها ويتصرف فيها كيف شاء، وربما كان فيها نقد يتناوله من جهات وهو القليل، وتختلف باختلاف حال أربابها.
فأما الأمراء بالديار المصرية فقد ذكر في «مسالك الأبصار» أنّ أكابر الأمراء
يبلغ إقطاع الواحد منهم مائتي ألف دينار جيشية «1» ، وربما زاد على ذلك.
ويتناقص باعتبار انحطاط الرتبة إلى ثمانين ألف دينار وما حولها، ويبلغ إقطاع الواحد من أمراء الطبلخاناه ثلاثين ألف دينار فأكثر، وينقص إلى ثلاثة وعشرين ألف دينار؛ ويبلغ إقطاع الواحد من أمراء العشرات تسعة آلاف دينار إلى ما دون ذلك؛ ويبلغ إقطاع الواحد من مقدّمي الحلقة إلى ألف وخمسمائة دينار، وكذلك أعيان جند الحلقة إلى مائتين وخمسين دينارا.
وأما إقطاعات الشام فلا تقارب هذا المقدار بل تكون بقدر الثلثين في جميع ما تقدم، خلا أكابر المقدّمين بالديار المصرية، فليس بالشام من يبلغ شأوهم إلا نائب الشام فإنه يقاربهم في ذلك. قال في «مسالك الأبصار» : وليس للنوّاب في الممالك مدخل في تأمير أمير عوض أمير بل إذا مات أمير صغير أو كبير طولع به السلطان فأمّر مكانه من أراد ممن في خدمته، ويخرجه إلى مكان الخدمة، وأما من كان في مكان الخدمة أو ينقل إليه من بلد آخر فعلى ما يراه في ذلك.
أما جند الحلقة، فمن مات منهم استخدم النائب عوضه، وكتب بذلك رقعة في ديوان جيش تلك المملكة، ويجهّز مع بريديّ إلى الأبواب السلطانية فيقابل عليها من ديوان الجيش بالحضرة، ثم إن أمضاها السلطان كتب عليها (يكتب) ويكتب بها مربعة «2» من ديوان الجيش، ويكتب عليها منشور.
ولجميع الأمراء بحضرة السلطان الرواتب الجارية في كل يوم: من اللحم، والتّوابل، والخبز، والعليق، والزيت؛ ولأعيانهم الكسوة والشّمع؛ وكذلك