الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قاسم، بن جماز، بن قاسم، بن مهنا، بن الحسين، بن مهنا، بن داود، بن القاسم، بن عبيد الله، بن طاهر، بن يحيى، بن الحسن، بن جعفر حجة الله، بن عبد الله بن الحسين الأصغر، بن عليّ زين العابدين، بن الحسين السّبط، بن عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وإمرتها الآن متداولة بين بني عطية وبين بني جمّاز، وهم جميعا على مذهب الإمامية الرافضة يقولون بإمامة الاثني عشر إماما وغير ذلك من معتقدات الإمامية، وأمراء مكة الزيدية أخف في هذا الباب شأنا منهم.
الجملة الرابعة في ترتيب المدينة النبوية
أما معاملاتها فعلى ما تقدّم في الديار المصرية من المعاملة بالدنانير والدراهم، والأمر في الفلوس على ما تقدّم في مكة؛ ويعتبر وزنها في المبيعات بالمنّ وهو مائتان وستون درهما على ما تقدّم في مكة؛ ويعتبر كيلها بالمدّ، وقياس قماشها بالذراع الشاميّ؛ وأسعارها نحو أسعار مكة، بل ربما كانت مكة أرخى سعرا منها لقربها من ساحل البحر بجدّة.
وأما إمارتها فإمارة أعرابية كما في مكة من غير فرق.
وأما وفود الحجيج عليها، فقد جرت العادة أن كل من قصد السبق في العود إلى الديار المصرية من الجند وغيرهم يزور النبيّ صلى الله عليه وسلم عند ذهاب الركب إلى مكة ثم يعود بعد الحج إلى مصر من غير تعريج على المدينة، وباقي الحجيج وأمير الركب لا يأتونها للزيارة إلا بعد انقضاء الحج.
واعلم أن كسوة الحجرة الشريفة ليست مما يجدّد في كل سنة كما في كسوة الكعبة، بل كلّما بليت كسوة جدّدت أخرى، ويقع ذلك في كل نحو سبع سنين أو ما قاربها، وذلك أنها مصونة عن الشمس، بخلاف كسوة الكعبة فإنها بارزة للشمس فيسرع بلاؤها.
وقد حكى ابن النجار في «تاريخ المدينة» «1» أن أوّل من كسا الحجرة الشريفة الثياب الحسين بن أبي الهيجاء صهر الصالح طلائع بن رزيك وزير العاضد، والعاضد آخر الخلفاء الفاطميين، عمل لها ستارة من الدبيقيّ «2» الأبيض عليها الطرز والجامات «3» المرقومة بالإبريسم «4» الأصفر والأحمر، مكتوب عليها سورة يس بأسرها؛ والخليفة العباسيّ يومئذ المستضيء بأمر الله.
ولما جهزها إلى المدينة، امتنع قاسم بن مهنا أمير المدينة يومئذ من تعليقها حتّى يأذن فيه المستضيء فنفّذ الحسين بن أبي الهيجاء قاصدا إلى بغداد في استئذانه في ذلك فأذن فيه، فعلقت الستارة على الحجرة الشريفة نحو سنتين. ثم بعث المستضيء ستارة من الإبريسم البنفسجيّ عليها الطرز والجامات البيض المرقومة، وعلى دور جاماتها مرقوم «أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ» وعلى طرازها اسم الإمام المستضيء بالله، فقلعت الأولى ونفذت إلى مشهد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه بالكوفة، وعلقت ستارة المستضيء مكانها. ثم عمل الناصر لدين الله في خلافته ستارة أخرى من الإبريسم الأسود فعلّقت فوق تلك. ثم عملت أمّ الخليفة الناصر بعد حجها ستارة على شكل ستارة ابنها المتقدّمة الذكر فعلقت فوق الستارتين السابق ذكرهما.
قال ابن النجار: ولم يزل الخلفاء في كل سنة يرسلون ثوبا من الحرير الأسود عليه علم ذهب يكسى به المنبر. قال: ولما كثرت الكسوة عندهم أخذوها فجعلوها ستورا على أبواب الحرم، ولم يزل الأمر على ذلك إلى حين انقراض الخلافة من بغداد، فتولى ملوك الديار المصرية ذلك كما تولّوا كسوة الكعبة على ما تقدّم ذكره.
قلت: والستارة الآن من حرير أسود عليها طرز مرقوم بحرير أبيض، وآخر من عملها في العشر الأوّل من الثمانمائة السلطان الملك الظاهر برقوق.
وقد ذكر ابن النجار في «تاريخ المدينة» أيضا أن الناصر لدين الله العباسيّ كان يرسل في كل سنة أربعة آلاف دينار للصدقة وألفا وخمسمائة ذراع قطن لتكفين من يموت من الفقراء، خارجا عما يجهزه للعمارة، وما يعدّه من القناديل والشيرج «1» والشّمع والندّ والغالية المركّبة والعود: لأجل تبخير المسجد.
وذكر عن يوسف بن مسلم أن زيت قناديل مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يحمل من الشام حتّى انقطع في ولاية جعفر بن سليمان الأخيرة على المدينة فجعله على سوق المدينة. ثم لما ولي داود بن عيسى في سنة ثمان وسبعين ومائة، أخرجه من بيت المال، ثم ذكر أنه كان في زمانه في خلافة الناصر لدين الله يصل الزيت من مصر من أوقاف بها سبعة وعشرين قنطارا، كل قنطار مائة وثلاثون رطلا بالمصريّ، ومائة وستون شمعة ما بين كبيرة وصغيرة، وعلبة فيها مائة مثقال ندّ.