الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصرية على ما سيأتي ذكره في الكلام على المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى.
الإقليم الرابع بلاد الجبل
بفتح الجيم والباء الموحدة ولام في الآخر، وصاحب «مسالك الأبصار» يسمّيها بلاد الجبال على الجمع، والعامة تسميها عراق العجم. قال في «تقويم البلدان» : ويحيط بها من جهة الغرب أذربيجان، ومن جهة الجنوب شيء من بلاد العراق وخوزستان، ومن جهة الشرق مفازة خراسان وفارس، ومن جهة الشّمال بلاد الدّيلم وقزوين والرّيّ عند من يخرجهما عن بلاد الجبل ويضمهما إلى الدّيلم من حيث إن جبال الديلم تحفّ بهما.
وقاعدتها فيما ذكره المؤيد صاحب حماة في «تاريخه» (أصبهان) . قال في «اللباب» : بكسر الألف وفتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة والهاء وألف ثم نون في الآخر. قال في «تقويم البلدان» : وقد تبدل الباء فاء.
قال السمعانيّ: وسمعت من بعضهم أنها تسمّى بالعجمية سباهان. قال وسبا العسكر، وهان الجمع. وذلك أن عساكر الأكاسرة كانوا إذا وقع لهم بيكار يجتمعون بها فعربت فقيل أصفهان- وموقعها في الإقليم الثالث. قال في «القانون» حيث الطول سبع وسبعون درجة وخمسون دقيقة. والعرض ثلاث وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال ابن حوقل: وهي في نهاية الجبال من جهة الجنوب. قال: وهي مدينتان وإحداهما تعرف باليهوديّة، وهي من أخصب البلاد وأوسعها خطّة، وبها معدن الكحل الذي لا يسامى مصاقبا لفارس، وإلى أصبهان ينسب الليث بن سعد الإمام الكبير.
قلت: وقد تقدّم في الكلام على أعمال الديار المصرية من أوّل هذه المقالة عند ذكر الأعمال القليوبية أنه ينسب إلى بلدتنا قلقشندة أيضا وأنه كان له دار بها، فيحتمل أنه كان أوّلا بأصبهان، ثم لما رحل عنها إلى مصر نزل قلقشندة
فنسب إليها على عادة من ينتقل من بلد إلى آخر.
ولها عدّة مدن:
(منها) إربل. قال في «المشترك» : بكسر الهمزة وسكون الراء المهملة وكسر الباء الموحدة ولام في الآخر. قال في «تقويم البلدان» : وهي قاعدة بلاد شهرزور «1» ، وموقعها في الإقليم الرابع. قال ابن سعيد حيث الطول سبعون درجة وعشرون دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال: وهي مدينة محدثة «2» . قال في «المشترك» : بين الزّابين، فيما بين المشرق والجنوب عن الموصل، على مسيرة يومين خفيفين. قال في «تقويم البلدان» : وعن بعض أهلها أنها مدينة كبيرة قد خرب غالبها، ولها قلعة على تلّ عال داخل السور مع جانب المدينة في مستو من الأرض، والجبال منها على أكثر من مسيرة يوم، ولها قنيّ تدخل منها اثنتان إلى المدينة للجامع ودار السلطان؛ وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
(ومنها) شهرزور. قال في «اللباب» : بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وضم الراء «3» المهملة والزاي المعجمة وسكون الواو وفي الآخر راء مهملة- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «رسم المعمور» حيث الطول سبعون درجة وعشرون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة. قال في «اللباب» : وهي بلدة بين الموصل وبين همذان بناها زور بن الضّحّاك فقيل شهر زور، يعني مدينة شهر «4» ، قال ابن حوقل: وهي مدينة صغيرة. قال في «العزيزيّ» : وهي خصبة كثيرة المتاجر في عزلة إلا أن في أهلها غلظة وجفاء. قال: وبينها وبين المراغة ست مراحل.
(ومنها) الدّينور. قال في «اللباب» : بفتح الدار المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح النون والواو ثم راء مهملة في الآخر- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول ست وسبعون درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة. قال ابن حوقل: وهي غربيّ همذان بميلة إلى الشّمال، وهي مدينة كثيرة المياه والمنازه كثيرة الثمار خصبة. قال في «العزيزيّ» : وبينها وبين الموصل أربعون فرسخا، وبينها وبين مراغة كذلك.
(ومنها) : ماسبذان- بفتح الميم وبعد الألف سين مهملة وباء موحدة وذال معجمة بفتح الجميع وبعد الألف نون. وهي مدينة من سيروان- بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحتها وفتح الراء المهملة وواو وألف ونون. كورة من كور عراق العجم. قال أحمد بن يعقوب الكاتب: وهي مدينة قديمة بين جبال وشعاب. قال: وهي في ذلك تشبه مكة شرفها الله تعالى وعظّمها وفيها عيون ماء تجري في وسطها. قال ابن خلّكان: وكان المهديّ العباسيّ يسكنها وبها مات ودفن.
(ومنها) قصر شيرين- بإضافة قصر إلى شيرين- بكسر الشين المعجمة ثم ياء آخر الحروف وراء مهملة ثم ياء ثانية بعدها ونون في الآخر- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاث وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. قال في «المشترك» : وهو قصر شيرين حظيّة كسرى أبرويز. وقال الإدريسيّ: شيرين امرأة كسرى. قال: وبهذا الموضع آثار لملوك الفرس عجيبة، ومنه إلى شهرزور عشرون فرسخا، ومنه إلى حلوان من بلاد العراق خمسة فراسخ.
(ومنها) الصّيمرة. قال في «المشترك» : بفتح الصاد المهملة وسكون المثناة من تحتها وفتح الميم والراء المهملة وهاء في الآخر- وموقعها في الإقليم الرابع، قال في «القانون» : حيث الطول إحدى وسبعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. قال ابن حوقل: وهي مدينة صغيرة
نزهة ذات زروع وأشجار، والمياه تجري في دورها ومحالّها. قال أحمد بن يعقوب: وهي في مرج أفيح، فيه عيون وأنهار.
(ومنها) قرميسين. قال في «اللباب» : بكسر «1» القاف وسكون الراء المهملة وكسر الميم وسكون المثناة من تحتها وكسر السين المهملة ومثناة تحتية ثانية ونون في الآخر. قال في «تقويم البلدان» : ووجدناها في كثير من الكتب بإبدال الياء الأولى ألفا «2» . قال في «اللباب» : وهي مدينة بجبال العراق- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ثلاث وسبعون درجة، والعرض أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال في «اللباب» : ويقال لها كرمانشاه. قال في «العزيزي» : وهي من أجلّ مدن الجبل وأعظمها خطرا، وهي عامرة غاصّة بالناس. قال: وينبت بها الزعفران.
(ومنها) سهرورد. قال في «اللباب» : بضم السين المهملة وسكون الهاء وفتح الواو وسكون الراء الثانية وفي آخرها دال مهملة. قال في «تقويم البلدان» : كذا ضبطها ولم يذكر الراء الأولى- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وعشرون دقيقة، والعرض ست وثلاثون درجة، قال ابن حوقل: وهي مدينة صغيرة، والغالب عليها الأكراد.
(ومنها) زنجان. قال في «اللباب» : بفتح الزاي المعجمة وسكون النون وفتح الجيم وألف ونون- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وأربعون دقيقة، والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال ابن حوقل: وهي أقصى مدن الجبال في الشمال. قال في «اللباب» : وهي على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، ينسب إليها جماعة من أهل العلم.
(ومنها) نهاوند. قال في «اللباب» : بضم «1» النون وفتح الهاء وسكون الألف وفتح الواو وسكون النون وبعدها دال مهملة- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. قال ابن حوقل:
وهي مدينة على جبل ولها أنهار وبساتين، وهي كثيرة الفواكه وفواكهها تحمل إلى العراق لجودتها. قال في «اللباب» : ويقال إنها من بناء نوح عليه السلام، وإنه كان اسمها نوح أوند، فأبدلوا الحاء هاء.
(ومنها) همذان. قال في «الأنساب» : بفتح الهاء والميم والذال المعجمة وبعد الألف نون- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول أربع وسبعون درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة.
قال ابن حوقل: وهي وسط بلاد الجبال، ومنها إلى حلوان أوّل بلاد العراق سبعة وستون فرسخا. قال: وهي مدينة كبيرة، ولها أربعة أبواب، ولها مياه وبساتين وزروع كثيرة. قال في «الأنساب» : وهي على طريق الحاجّ والقوافل.
(ومنها) أبهر. قال في «المشترك» : بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء ثم راء مهملة- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول أربع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ست وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة. قال في «المشترك» : وهي مدينة بين قزوين وزنجان قال ابن خرداذبه: ومنها إلى زنجان خمسة عشر فرسخا.
(ومنها) ساوة. قال في «اللباب» : بفتح السين المهملة وبعدها ألف ثم واو وهاء- وموقعها في الإقليم الرابع. قال في «الأطوال» حيث الطول خمس وسبعون درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة. قال «المهلّبيّ» : وهي مدينة جليلة على جادّة حجّاج خراسان وبها الأسواق الحسنة، وبها المنازل الحسنة.
(ومنها) قزوين. قال في «اللباب» : بفتح القاف وسكون الزاي المعجمة وكسر الواو وسكون المثناة من تحت وفي آخرها نون- وموقعها في الإقليم الرابع. قال في «القانون» و «رسم المعمور» حيث الطول خمس وسبعون درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة، قال ابن حوقل: وهي مدينة لها حصن وماؤها من السماء والآبار، ولها قناة صغيرة للشرب فقط، وهي مدينة حصينة وبها أشجار وكروم كلّها عذي «1» لا تسقى وليس بها ماء جار سوى ما يشرب ويجري إلى المسجد. قال ابن حوقل: وماء قناتها وبيء.
(ومنها) آبة. قال في «المشترك» : بفتح الهمزة وسكون الألف ثم باء موحدة وهاء- وموقعها في الإقليم الرابع. قال: والعامّة تسميها آوة. قال في «الأطوال» حيث الطول خمس وسبعون درجة وعشر دقائق، والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. قال المهلّبي: وهي مدينة في الشرق بانحراف إلى الشمال عن همذان وبينهما سبعة وعشرون فرسخا. قال في «المشترك» : وبينها وبين ساوة خمسة أميال.
(ومنها) قمّ. قال في «اللباب» : بضم القاف وتشديد الميم- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «رسم المعمور» حيث الطول أربع وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. قال في «اللباب» : وكان بناؤها في سنة ثلاث وثمانين للهجرة، بناها عبد الله بن سعد والأحوص وإسحاق ونعيم وعبد الرحمن بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعريّ من أصحاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث عند انهزامهم من الحجّاج وكان مكانها سبع قرى فأهلكوا أهلها وبنوها مدينة، كل قرية محلة من محلات المدينة، قال ابن حوقل: وهي مدينة غير مسوّرة حصينة البناء، وماؤها من الآبار، وبها البساتين على السّواني «2» وبها شجر الفستق والبندق، وأهلها شيعة. قال المهلّبي: وهي في مرج تقدير سعته عشرة فراسخ في مثلها ثم تفضي
إلى جبالها، وبها من الفستق ما ليس بغيرها.
(ومنها) الطّالقان. قال في «المشترك» : بفتح الطاء المهملة واللام والقاف ثم ألف ونون. وقال في «اللباب» : بتسكين اللام- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «المشترك» : وهو مدينة وكورة بين توريز «1» وأبهر. قال ابن حوقل: وهي أقرب إلى الدّيلم من قزوين. وقد أوردها في «كتاب الأطوال» المنسوب للفرس مع بلاد الدّيلم. قال أحمد الكاتب: وهي بين جبلين عظيمين، وهي تمس الطالقان بلاد خراسان.
(ومنها) قاشان. قال في «اللباب» : بفتح القاف وسكون الألف وبالشين المعجمة وبعد الألف نون. قال: ويقال: بالسين المهملة أيضا- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ست وسبعون درجة، والعرض أربع وثلاثون درجة، قال المهلبيّ: وهي مدينة لطيفة، قال ابن حوقل: هي أصغر من قمّ وغالب بنائها بالطين، وهي خصبة وقد خرج منها جماعة من العلماء. قال في «اللباب» : وأهلها شيعة.
(ومنها) الرّيّ. قال في «اللباب» : بفتح الراء وتشديد الياء آخر الحروف. قال في «القانون» حيث الطول ثمان وسبعون درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. قال ابن حوقل: وهي مدينة كبيرة قدر عمارتها فرسخ ونصف في مثله، وفيها نهران يجريان، وبها قنيّ تجري غير ذلك.
وعدّها في «اللباب» من الدّيلم، ويخرج منها قطن كثير للعراق. وبها قبر محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة، والكسائيّ أحد القرّاء السبعة، والنسبة إليها رازيّ على غير قياس، وإليها ينسب الإمام فخر الدين الرازيّ الإمام المشهور.
(ومنها) الكرج. قال في «المشترك» : بفتح الكاف والراء المهملة وفي
آخرها جيم- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول ست وسبعون درجة وأربعون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة.
قال ابن حوقل: وهي مدينة متفرّقة البناء ليس لها اجتماع المدن، وتعرف بكرج أبي دلف، قال في «المشترك» : لأن أوّل من مصرّها أبو دلف القاسم بن عيسى العجليّ وقصده الشعراء. قال ابن حوقل: ولها زروع ومواش، ولكن ليس لها بساتين ولا متنزّهات، والفواكه تجلب إليها.
(ومنها) خوار. قال في «المشترك» : بضم الخاء المعجمة وتخفيف الواو وسكون الألف وراء مهملة في الآخر- وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول ثمان وسبعون درجة وأربعون دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. قال في «المشترك» :
وهي مدينة من نواحي الرّيّ تخترقها القوافل. قال في «القانون» وقلّما يذكر إلّا منسوبا إلى الريّ فيقال خوار الرّيّ.
(ومنها) جبال الأكراد. قال في «مسالك الأبصار» : والمراد بهذه الجبال الجبال الحاجزة بين ديار العرب وديار العجم، دون أماكن من توغل من الأكراد في بلاد العجم قال: وابتداؤها جبال همذان وشهرزور، وانتهاؤها صياصي الكفرة من بلاد التكفور، وهي مملكة سيس وما هو مضاف إليها مما بأيدي بيت لاون، ثم ذكر منها عشرين مكانا في كل مكان منها طائفة من الأكراد.
الأوّل- (دياوشت) من جبال همذان وشهرزور، وهو مقام طائفة من الأكراد ولهم أمير يخصهم.
الثاني- (درانتك) . وهو مقام طائفة ثانية من الكورانية أيضا ولهم أمير يخصّهم، قال في «مسالك الأبصار» : والطائفتان جميعا لا تزيد عدّتهم على خمسة آلاف رجل.
الثالث- دانترك ونهاوند إلى قرب شهرزور. وهي مقام طائفة منهم تعرف بالكلالية يعرفون بجماعة سيف عدتهم ألف رجل مقاتلة، ولهم أمير يخصهم،
وهو يحكم على من جاورهم من الأكراد.
الرابع- مكان بجوار ديار الكلالية المقدّم ذكرهم بجبال همذان. وهو مقام طائفة من الأكراد يقال لهم زنكلية. وعدّتهم نحو ألفين ذوو شجاعة وحيلة، ولهم أمير يخصهم يحكم على بلاد كيكور وما جاورها من البقاع والكور.
الخامس- نواحي شهر زور. قال في «مسالك الأبصار» : كان يسكنها طوائف «1» من الأكراد طائفتان إحداهما يقال لها اللوسة والأخرى يقال لها الباسرية، رجال حرب، وأقيال طعن وضرب؛ نزحوا عنها بعد واقعة بغداد ووفدوا إلى مصر والشام، وسكن في أماكنهم قوم يقال لهم الحوسة ليسوا من صميم الأكراد.
السادس- مكان بين شهرزور وبين أشنه من أذربيجان، به طائفة من الأكراد يقال لهم السولية، يبلغ عددهم نحو ألفي رجل؛ وهم ذوو شجاعة وحميّة، وهم طائفتان لكل طائفة منهم أمير يخصّهم.
السابع- بلاد بسقاد- وهي مقام طائفة من الأكراد يقال لهم القرياوية وبيدهم من بلاد أزبك أماكن أخر، قال: وعددهم يزيد على أربعة آلاف، ولهم أمير يخصّهم.
الثامن- بلاد الكركار- وهي مقام طائفة منهم يقال لها الحسنانية، وهم على ثلاثة أبطن: أحدها طائفة عيسى بن شهاب الدين، ولهم خفر قلعة بري والحامي، وثانيها طائفة تعرف بالتلية، وثالثها طائفة تعرف بالجاكية، وجميعهم نحو الألف رجل، ولكل طائفة منهم أمير يخصّهم.
التاسع- دربند قراير- وهو مقام الطائفة القرياوية ولهم خفارة الدّربند المذكور، وصاحبه يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية. وقد ذكر في «التثقيف» أن صاحبه كان سيف الدين بن سير الحسناني.
العاشر- بلاد الكرحين ودقوق الناقة- وبه طائفة منهم عدتهم تزيد على سبعمائة ولهم أمير يخصهم.
الحادي عشر- بين الجبلين، من أعمال إربل. قال في «مسالك الأبصار» : وبها قوم كانوا يدارون التتر وملوك الديار المصرية، ففي الشتاء يعاملون التتر بالمجاملة، وفي الصيف يعينون سرايا الشام في المجاملة، قال:
وعددهم كعدد الكلالية، ولهم أمير يخصّهم. وذكر أنه كان لهم في الدولة المنصورية قلاوون أمير يسمّى الخضر بن سليمان، كاتب شجاع، وأنه وفد إلى الديار المصرية فاخترمته المنية قبل عوده، وكان معه أربعة أولاد فعادوا بعد موته في الدولة الزينية كتبغا.
الثاني عشر- مازنجان، وبيروه، وسحمة، والبلاد البرانية- وهي مقام طائفة منهم يقال لها المازنجانية لا تزيد عدّتهم على خمسمائة، وهم طائفة ينتسبون إلى المحمدية، والمازنجانية هم طائفة المبارزكك الموجود اسمه ورسم المكاتبة إليه في دساتير المكاتبات القديمة، وقد أضيف إليهم الحميدية، وهم طائفة من الأكراد لا تنقص عدّتهم عن ألف مقاتل، لأن أميرهم مبارز الدين كك، كان من أمراء الخلافة في الدولة العباسية، ومن ديوان الخلافة لقّب بمبارز الدين، وكك اسمه، قال: وكان يدّعي الصلاح وتنذر له النذور، فإذا حملت إليه قبلها وأضاف إليها مثلها من عنده وتصدّق بهما معا، وذكر نحوه في «التعريف» ثم كان له في الدولة الهولاكويّة المكانة العلية، واستنابوه في إربل وأعمالها، وأقطعوه عقرشوش بكمالها وأضافوا إليه هراة وتل حفتون وقدّموه على خمسمائة فارس، وتولّى الإمرة وقوانين «1» نحو عشرين سنة، وبقي حتّى جاوز التسعين وهمته همة الشّبان ثم مات وخلفه ولده عز الدين فكان من أبيه نعم الخلف، وجرى على نهج أبيه في ترتيب المملكة وعلت رتبته عند ملوك التتر وملوك الديار المصرية ثم خلفه أخوه نجم الدين خضر فجرى على سمت أبيه وأخيه. ثم قال: وكانت ترد على الأبواب
السلطانية بمصر ونوّاب الشام كتب تتهلّل بماء الفصاحة كالسّحب وتسرح من أجنابها الأبكار العرب. ثم خلفه ولده فجرى على سننه وبقيت الإمارة في بنيه، والأمير القائم منهم هو المعبر عنه في الدساتير بصاحب عقرشوش، وله مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
الثالث عشر- بلاد شعلاباد إلى خفتيان وما بين ذلك من الدشت والدّربند الكبير- وهو مقام طائفة منهم تعرف بالشهرية معروفون باللصوصية، وهم قوم لا يبلغ عددهم ألفا وجبالهم عاصية، ودربدنهم بين جبلين شاهقين يسقيهما الزاب الكبير. قال في «مسالك الأبصار» : وعليه ثلاث قناطر: اثنتان منها بالحجر والطين، والوسطى مضفورة من الخشب كالحصير، علوّها عن وجه الماء مائة ذراع في الهواء، وطولها بين الجبلين خمسون ذراعا في عرض ذراعين، تمرّ عليها الدوابّ بأحمالها، والخيل برجالها. وهي ترتفع وتنخفض، يخاطر المجتاز عليها بنفسه؛ وهم يأخذون الخفارة عندها؛ وهم أهل غدر وخديعة لا يستطيع المسافر مدافعتهم، ولهم أمير يخصّهم؛ ولصاحبها مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
الرابع عشر- ما ذكرد والرستاق، ومرت، وجبل جنجرين المشرف على أشنه من ذات اليمين- وهو مقام طائفة منهم يقال لهم الزرزارية، ويقال إنهم ممن تكرّد من العجم، ولهم عدد جمّ، يكاد يبلغ خمسة آلاف ما بين أمراء وأغنياء وفقراء وأكّارين وغيرهم، وجبلهم في غاية العلوّ والشّهوق في الهواء، شديد البرد، بأعلاه ثلاثة أحجار طول كل حجر منها عشرة أشبار في عرض دون الثلاثة، متخذة من الحجر الأخضر الماتع، وعلى كل منها كتابة قد اضمحلت لطول السنين، يقال إنها نصبت لمعنى الإنذار والإخبار عمن أهلكه الثلج والبرد هناك في الصيف، وهم يأخذون الخفارة تحته. قال في «مسالك الأبصار» : وكان لهم أمير جامع لكلمتهم اسمه نجم الدين باشاك، ثم تولاهم من بعده ابنه جيدة، ثم ابنه عبد الله. قال: وكان لهم أمراء آخرون منهم الحسام شير الصغير، وابنه باشاك وغيرهم، قال: وينضم إلى الزرزارية شرذمة قليلة تسمّى باسم قريتها بالكان نحو
ثلاثمائة رجل منفردين بمكان مشرف على عقبة الحان يأخذون عليها الخفارة، ولصاحب ما ذكرد مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية، ثم قال في «التثقيف» : وهو حنش بن إسماعيل.
الخامس عشر- جولمرك- وهو مقام طائفة تسمّى الجولمركية، وهم قوم نسبوا إلى مكانهم ذلك فعرفوا به، ويقال: إنهم طائفة من العرب من بني أميّة اعتصموا بهذه الجبال عند غلبة بني العبّاس عليهم، وأقاموا بها بين الأكراد فانخرطوا في سلكهم، قال في «مسالك الأبصار» : وهم الآن في عدد كثير، يزيدون على ثلاثة آلاف، كان ملكهم في أوائل دولة التتر أسد بن مكلان، ثم خلفه ابنه عماد الدين، ثم ابنه أسد الدين، وببلاده معدن الزّرنيخين: الأحمر والأصفر، ومنها ينقل إلى سائر الأقطار، قال: وكان قد ظهر عنده معدن لا زورد فأخفاه لئلا يسمع به ملوك التتر فيطلبونه، ومعقله من أمنع المعاقل، على جبل مقطوع بذاته، والزاب الكبير محدق به لا محطّ للجيش عليه، ولا وصول للسهام إليه، وسطحه متسع للزراعة، وفي كل ضلع من أضلاعه كهف مرتفع يأوي إليه من أراد الامتناع، وأعلاه مغمور بالثّلج والصعود إليه في بعض الطريق يستدعي العبور على أوتاد مضروبة. ومن لا يستطيع التسلق جرّ بالحبال، وكذلك بغال الطواحين، وملكهم معتمد عند الأكراد، وهو يأخذ الخفارة من جميع الطرقات، من تبريز إلى خويّ ونقجوان وهذا هو المعبر عنه في «التعريف» وغيره من الدساتير في المكاتبات بصاحب جولمرك، وهو يكاتب من الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
السادس عشر- بلاد مركوان على القرب من الجولمركية كثيرة الثلوج والأمطار، بلاد زرع وضرع- وهي متاخمة لأرمية من بلاد أذربيجان وبها طائفة من الأكراد تبلغ عدّتهم ثلاثة آلاف، وهم أحلاف للجولمركية.
السابع عشر- بلاد كواردات- وهي بلاد مجاورة لبلاد الجولمركية من جهة بلاد الروم، وهي بلاد خصبة، وبها طائفة من الأكراد ينتسبون إليها لا إلى قبيلة،
وعدّتهم نحو ثلاثة آلاف، ولهم أمير يخصّهم.
الثامن عشر- بلاد الدّينار- وهي بلاد تلي بلاد الجولمركية، وبها طائفة من الأكراد يقال لهم الدينارية نسبة إلى بلدتهم، وعددهم نحو خمسمائة ولهم سوق وبلد، وكان لهم أميران، أحدهما الأمير إبراهيم ابن الأمير محمد، كان له وجه عند الخلفاء، والثاني الشهاب بن بدر الدين، توفي أبوه وخلّفه كبيرا فخلفه في إمرته، وكان بينهم وبين المازنجانية حروب.
التاسع عشر- بلاد العمادية وقلعة هارون. وهي بالقرب من بلاد الجولمركية، وبها طائفة منهم يقال لهم الهكّارية يزيد عددهم على أربعة آلاف مقاتل، ولهم إمارة تخصهم، قال في «مسالك الأبصار» : وهم يأخذون الخفارة في أماكن كثيرة من بخارا إلى بلد الجزيرة، وصاحب هارون يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
العشرون- القمرانية وكهف داود- وبها طائفة منهم يقال لهم التنبكية. قال في «مسالك الأبصار» : وقليل ما هم لكنهم حماة رماة وطعامهم مبذول على خصاصة.
واعلم أنه بعد أن ذكر في «مسالك الأبصار» ما تقدّم ذكره عقّب ذلك بذكر جماعة من الأكراد تفرّقوا في الأقطار بعد اجتماع منهم التحتية، وهم قوم كانوا يضاهون الحميدية كان لهم أعيان وأمراء وأكابر، فهلك أمراؤهم ونسيت كبراؤهم، ولم يبق منهم إلا شرذمة قليلة تفرّقت بين القبائل والشعوب، ثم قال:
وشعبهم كثيرة: منهم السندية وهم أكثر شعبهم عددا، وأوفرهم مددا، كانوا يبلغون ثلاثين ألف مقاتل ومنهم المحمدية، وكان لهم أمير لا يزيد جمعه على ستمائة رجل. ومنهم الراسنية، كانوا أوفى عدد وعدد وجمع ومدد ثم تشتت شملهم، وتفرّق جمعهم؛ وعادت عدّتهم في بلد الموصل لا تزيد على ألف رجل وكان لهم أمير يقال له علاء الدين كورك بن إبراهيم في بلد العقر، ولا ينقص عن خمسمائة؛ ومنهم الدنيكية وهم متفرّقون في البلاد لا يزيد عددهم على ألف رجل.