الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بغراس وما يليها؛ وحدّها من الشرق جبال الدّربندات؛ وحدّها من الشمال بلاد ابن قرمان؛ وحدّها من الغرب سواحل الروم المفضية إلى العلايا وأنطاليا «1» .
وسيأتي الكلام على أصل استيلاء الأرمن على هذه البلاد وانتزاعها منهم وعودها إلى الإسلام في الكلام على مكاتبة متملك سيس، على ما كان عليه الأمر قبل عودتها إلى الإسلام في مكاتبات ملوك الكفر إن شاء الله تعالى.
ويشتمل على عدّة نيابات، بعضها ذكره في «التعريف» وبعضها استجدّ بعد ذلك، وهي على ضربين أيضا:
الضرب الأول الأعمال الكبار؛ وهي صفقتان: ساحلية وجبلية
فأما الجبلية، فثلاثة أعمال:
الأول- (عمل ملطيّة) - بفتح الميم «2» واللام وكسر الطاء المهملة وبعدها ياء مثناة تحت مشدّدة مفتوحة وهاء في الآخر. وهي مدينة شماليّ حلب بميلة إلى الشرق على نحو سبع مراحل منها. قال ابن سعيد: وهي قاعدة بلاد الثّغور، وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» : وطولها إحدى وستون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، ووافقه في «القانون» على الطول وجعل العرض ثمانيا وثلاثين درجة؛ وقد عدّها ابن حوقل من جملة بلاد الشام وقال إنها من قرى بلاد الروم على مرحلة. قال صاحب حماة: والأليق عدّها من بلاد الروم. ثم قال: وعدّها بعضهم من الثّغور الجزرية. قال في «الروض المعطار» : وكانت قديمة فخربتها الروم، فبناها أبو جعفر المنصور يعني ثاني
خلفاء بين العبّاس في سنة تسع وثمانين «1» ومائة، وجعل عليها سورا محكما- وهي بلدة ذات أشجار وفواكه وأنهار، وهي مسوّرة في بسيط من الأرض والجبال محتفة بها من بعد، ولها نهر صغير يمرّ بسورها، ولها قنيّ تدخلها وتجري في دورها إلا أنها شديدة البرد- وهي في شماليّ الجبل الدائر الذي بسيس في غربيّه في الجنوب عن سيواس، وبينهما نحو ثلاث مراحل، وفي الغرب عن كختا وبينهما نحو مرحلتين. وقد ذكر في «تقويم البلدان» : أنها فتحت في سنة خمس عشرة وسبعمائة.
الثاني- (عمل درندة) - بفتح الدال والراء المهملتين وسكون النون وفتح الدال الثانية وهاء في الآخر- وهي مدينة في جهة الغرب عن ملطيّة على نحو مرحلة، ذات بساتين وأنهار وعيون ماء تجري، وبينها وبين حلب نحو عشرة أيام.
الثالث- (عمل دبركي) - بفتح الدال المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء المهملة وكسر الكاف وياء مثناة تحت في الآخر. وقد يقال دوركي بإبدال الباء واوا. وهي مدينة في جهة الشمال والغرب من حلب، على نحو عشر مراحل منها، بها بساتين وأشجار، وبينها وبين حلب نحو اثني عشر يوما.
وأما الساحلية، فإن بها خمسة أعمال:
الأول- (آياس) - بفتح الهمزة الممدودة والياء المثناة تحت ثم ألف وسين مهملة في الآخر. وهي مدينة من بلاد الأرمن على ساحل البحر، وموقعها في الإقليم الرابع. قال في «الزيج» «2» : طولها تسع وخمسون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، وهي فرضة تلك البلاد، وبينها وبين بغراس المتقدّم ذكرها مرحلتان. قال في «التعريف» : وقد جعلت نيابة جليلة نحو حمص، وجعل أمرها إلى نائب الشام، ثم جعلت إلى نائب حلب، وهي المعبر عنها بالفتوحات الجاهانية إضافة إلى نهر جاهان المجاور لها، وهو جيحان المتقدّم ذكره؛ وكانت
استعادتها من الأرمن في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، ولذلك قال في «التعريف» : والعهد بفتحها قريب.
الثاني- (عمل طرسوس) - بفتح الطاء والراء المهملتين جميعا وضم السين المهملة وسكون الواو ثم سين ثانية- هكذا ضبطه في «اللباب» والجاري على الألسنة سكون «1» رائها، وهي مدينة من بلاد الأرمن على ساحل بحر الروم شمالا بغرب عن حلب، وموقعها في الإقليم الرابع. قال في «تقويم البلدان» :
القياس أن طولها ثمان وخمسون درجة وأربعون «2» دقيقة، وعرضها ستّ وثلاثون درجة وخمسون «3» دقيقة. قال في «الروض المعطار» : وهي مدينة مسوّرة، بناها الرشيد في سنة سبعين ومائة وأكملها في سنة اثنتين وسبعين؛ ولها خمسة أبواب:
باب الجهاد، وباب الصّفصاف، وباب الشام، وباب البحر، والباب المسدود.
والنهر يشق في وسطها وعليه قنطرتان داخل البلد. قال ابن حوقل: وهي في غاية الخصب، وبينها وبين حدّ الروم جبال هي الحاجز بين الروم والمسلمين، وبها دفن المأمون بن الرشيد، وكانت استعادتها من الأرمن في الدولة الناصرية حسن بن محمد بن قلاوون.
الثالث- (عمل أدنة) - بهمزة ودال مهملة «4» ونون مفتوحات وهاء في الآخر. وهي مدينة من بلاد الأرمن واقعة في الإقليم الرابع. قال في بعض الأزياج: طولها تسع وخمسون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. قال أحمد بن يعقوب «5» الكاتب في كتابه «المسالك والممالك» : وهي
من بناء الرشيد. قال ابن حوقل: وهي مدينة حصينة عامرة، وبينها وبين طرسوس ثمانية عشر ميلا.
الرابع- (عمل سرفند كار) - بكسر السين وسكون الراء المهملتين وفتح الفاء وسكون النون وفتح الدال المهملة والكاف ثم ألف وراء مهملة- هكذا ضبطه صاحب حماة، ثم قال: وقد يجعل موضع الفاء واوا فيقال سروندكار والموجود في الدساتير إسفندكار بهمزة في الأول وسقوط الراء الأوّلة؛ وهي قلعة من بلاد الأرمن واقعة في الإقليم الرابع. قال في «الزيج» : طولها ستون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي قلعة حصينة في واد على صخر، وبعض جوانبها ليس له سور للاستغناء عنه بالصخر، وهي على القرب من نهر جيحان من البر الجنوبيّ، في الشرق عن تل حمدون على نحو أربعة أميال.
الخامس- (عمل سيس) بكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة تحت ثم سين مهملة ثانية- هذا هو المعروف في زماننا، ووقع في كلام الصاحب كمال الدين بن العديم «1» أن اسمها سيسة باثبات هاء في آخرها، وكلامه في «العزيزيّ» يوافقه. وهي قاعدة بلاد الأرمن وموقعها في الإقليم الرابع. قال في «الزيج» : طولها ستون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة. وهي بلدة كبيرة ذات بساتين وأشجار، ولها قلعة حصينة عليها ثلاثة أسوار على جبل مستطيل، بناها بعض خدّام الرشيد وهو الذي سماها. قال ابن سعيد: وكانت قاعدة الثغور الشّمالية. قال في «العزيزيّ» : وبينها وبين المصّيصة أربعة وعشرون ميلا، وكانت استعادتها من الأرمن في الدولة الأشرفية شعبان بن حسين. قلت: وقد كانت سيس في أعقاب الفتح نيابة مستقلة، ثم صارت تقدمة عسكر مضافة إلى حلب كما يقع في غزّة في كونها تارة تكون نيابة مستقلة، وتارة تقدمة عسكر مضافة
إلى دمشق على ما تقدّم ذكره.
الضرب الثاني من «1» الأعمال الصّغار بلاد الأرمن
وهي ثلاثة عشر عملا لثلاث عشرة قلعة، لم تجر العادة بمكاتبة أحد من نوّابها عن الأبواب السلطانية، ذكر بعضها في «التعريف» وبعضها في «التثقيف» وبعضها في غيرهما من الدساتير.
الأول- (عمل قلعة باري كروك) بفتح الباء الموحدة وألف بعدها راء مهملة مكسورة ثم ياء ساكنة ثم كاف مفتوحة وراء مهملة وواو ساكنة ثم كاف في الآخر. وهي قلعة على رأس جبل بالقرب من طرسوس في الشّمال، على نحو نصف مرحلة قال في «التثقيف» : استجدّت في سنة ستين وسبعمائة. قلت:
افتتحها بيدمر الخوارزميّ نائب سيس في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون.
الثاني- (عمل كاورّا) بفتح الكاف وبعدها ألف وواو وراء مفتوحة مشدّدة وألف في الآخر. وهي قلعة في الشمال عن آياس على جبل مطلّ على البحر الروميّ على نحو ساعة. قال في «التثقيف» : استجدّت سنة تسع وستين وسبعمائة.
الثالث- (عمل كولاك) بفتح الكاف وسكون الواو ولام ألف بعدها كاف ثانية. وهي قلعة مدوّرة على رأس جبل في الشمال عن طرسوس على نحو مرحلة يسكنها طائفة من التّركمان.
الرابع- (عمل كرزال) بكاف مكسورة وراء مهملة ساكنة وزاي معجمة مفتوحة وبعدها ألف ثم لام. وهي قلعة صغيرة على رأس جبل بالقرب من كولاك المتقدّم ذكرها على نحو مرحلة. قال في «التثقيف» : استجدّت في سنة نيّف وسبعين وسبعمائة.
الخامس- (عمل كومي)«1» بضم الكاف وسكون الواو وكسر الميم وياء مثناة تحت في الآخر.
السادس- (عمل تلّ حمدون) بفتح التاء المثناة فوق وتشديد اللام وفتح الحاء المهملة وإسكان الميم وضم الدال المهملة وسكون الواو ونون في الآخر.
وهي قلعة ببلاد الأرمن، وموقعها في الإقليم الرابع. قال ابن سعيد: طولها تسع وخمسون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة. قال صاحب حماة: كانت قبل أن يخرّبها المسلمون قلعة حصينة حسنة البناء على تلّ عال، ولها سور مانع وربض وبساتين ونهر يجري، وعلى القرب من جيحان في جهة الجنوب على نصف مرحلة، وبينها وبين آياس نحو مرحلة، وبينها وبين سيس نحو مرحلتين.
السابع- (عمل الهارونيّتين) - بفتح الهاء وألف بعدها ثم راء مهملة مضمومة ونون مكسورة بعدها ياء مثناة تحت مشدّدة مفتوحة ثم تاء مثناة فوق بعدها ألف «2» ونون. قال في «التعريف» : وهما حصنان بناهما هارون الرشيد. وقال في «المشترك» : الهارونيّة مدينة صغيرة اختطها هارون الرشيد بالثّغور في طرف جبل اللّكام. وقال في «العزيزيّ» : الهارونية آخر حدود الثغور الشامية مما يتصل بالحدود الجزرية، وبينها وبين الكنيسة السّوداء «3» اثنا عشر ميلا. قال في «كتاب الأطوال» : وطولها ستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة.
الثامن- (عمل قلعة نجمة) بفتح النون وسكون الجيم وفتح الميم وهاء «4»