الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجملة السابعة في ذكر ملوك هذه المملكة
قد تقدّم أنها قسم من مملكة توران، ومملكة توران كانت في القديم بيد افراسياب ملك التّرك وتداولها ملوك الترك بعده إلى الفتوح الإسلامية وأسلم من أسلم من ملوكهم.
أما خوارزم فتوالت عليها الأيدي حتّى صارت إلى (محمود بن سبكتكين) المقدّم ذكره في ملوك غزنة من القسم الأول من هذه المملكة؛ ثم صارت (لمسعود) ابنه، واستناب فيها خوارزم شاه هارون بن الطّيطاش؛ ثم قتله غلمانه عند خروجه إلى الصيد، واستولى عليها رجل يقال له (عبد الجبّار) ثم وثب غلمان هارون بعبد الجبّار فقتلوه، وولّوا مكانه (إسماعيل بن الطيطاش) أخا هارون، ثم غلبه عليها (شاه ملك) بن عليّ، ثم غلبه عليها (طغرلبك) بن ميكائيل بن سلجوق، وبقيت بيد السلجوقية المقدّم ذكرهم في مملكة إيران، إلى أن صارت منهم إلى (بركيارق) بن ملكشاه بن أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق، فاستناب فيها علاء الدين محمد أنوشتكين في أيام بركيارق بن ملكشاه بن ميكائيل بن سلجوق السلجوقي، ولقّب خوارزم شاه في سنة تسعين وأربعمائة.
ثم ولي بعده ابنه (أطسز) بن محمد؛ ثم غلبه على ذلك (سنجر) بن ملكشاه أخو علاء الدين محمد، وأقام بها من يحفظها في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، [ثم غلبه عليها أطسز بن محمد المقدّم ذكره]«1» ، وبقي بها حتّى توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وملك بعده ابنه (أرسلان بن أطسز) وتوفي سنة ثمان وستين وخمسمائة.
وملك بعده ابنه (سلطان شاه محمود) صغيرا، وقامت أمه بتدبير دولته؛ ثم
غلب على الملك أخوه (علاء الدين تكش) ثم غلبه أخوه (سلطان شاه) وطرده، ثم مات سلطان شاه وانفرد (تكش بالملك) ثم مات في سنة ست وتسعين وخمسمائة.
وولي بعده ابنه (محمد بن تكش) وكان لقبه قطب الدين فتلقب علاء الدين، وبقي حتّى غلبه جنكز خان وهزمه في سنة تسع عشرة وستمائة، ثم مات بعد ذلك. ولما ملك جنكز خان أوصى بدشت القبجاق، وما معه لابنه طوجي، ويقال له دوجي أيضا، فمات طوجي في حياه أبيه جنكز خان. فلما مات جنكز خان استقرّ في مملكة ما وراء النهر وما معه با تو بن طوجي بن جنكز خان، ثم مات با تو.
وملك بعده أخوه (بركة بن طوجي) وهو الذي تنسب هذه المملكة إليه، فيقال فيها بيت بركة، بمعنى هذه مملكة بيت بركة، كما يقال في مملكة إيران هي مملكة بيت هولاكو، قال صاحب «الذيل على الكامل» «1» وكانت المكاتبة بينه وبين الظاهر بيبرس لا تنقطع، وبقي حتّى توفي سنة خمس وستين وستمائة عن غير ولد.
وملك بعده ابن أخيه (منكوتمر بن طغان) بن باطو بن دوجي خان، بن جنكز خان، وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة.
وملك بعده أخوه (تدان منكوتمر) بن طغان بن باطو بن دوجي خان، ابن جنكز خان وقيل سنة اثنتين «2» وثمانين وستمائة، وكان صاحب مصر قد جهز إلى منكوتمر هديّة فلم تصل إليه حتّى مات، واستقرّ (تدان منكو) فقدّمت إليه فابتهج بها، وعادت الرّسل بجوابه بذلك، وبقي إلى سنة ست وثمانين وستمائة فأظهر الوله وتخلّى عن المملكة وانتمى إلى المشايخ والفقراء.
وملك بعده (تلابغا) باشارته [ابن منكوتمر بن طغان بن باطو]«1» بن دوجي خان بن جنكز خان، وبقي حتّى قتل في سنة تسعين وستمائة.
وملك بعده (طقطغا) بن منكوتمر بن طغان بن باطوخان بن جنكز خان.
والذي ذكره قاضي القضاة وليّ الدين بن خلدون في «تاريخه» أنه ملك بعد باطوخان أخوه طرطو، ثم أخوه بركة، ثم منكوتمر بن طغان خان بن باطوخان ابن دوشي خان، ثم ابنه تدان منكو، ثم أخوه تلابغا، ثم أخوه جفطاي، ثم ابن أخيه أزبك، وهو الذي كان في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون صاحب الديار المصرية. قال في «التعريف» : وخطب إليه السلطان فزوّجه بنتا تقرب إليه ثم ابنه جاني بك، ثم ابنه بردي بك، ثم ابنه طقتمش، ثم نائبه ماماي، ثم عبد الله بن أزبك، ثم قطلقتمر، ثم ماماي ثانيا، ثم حاجي جركس، ثم أيبك خان، ثم ابنه قاني بك خان، ثم أرص خان، ثم طقتمش خان بن بردي بك خان. قال:
ومنه انتزعها تمر لنك وقتله.
قلت: والمعروف أن تمر لنك لم يملك هذه المملكة أصلا ولا قتل طقتمش، وما ذكره وهم فيه.
وأوّل من أسلم من ملوك هذه المملكة من بني جنكز خان بركة بن طوجي ابن جنكز خان، وكان إسلامه قبل تملّكه حين أرسله أخوه باطوخان لإجلاس منكوخان على كرسيّ جدّه جنكز خان، فأجلسه، وعاد فمرّ في طريقه على الباخرزيّ شيخ الطريقة، فأسلم على يديه وحسن إسلامه، ولم يملك بعد أخيه باطوخان إلا وهو مسلم، وتلاه من تلاه من ملوكهم بهذه المملكة في الإسلام حتّى كان أزبك خان منهم، فأخلص في الإسلام غاية الإخلاص، وتظاهر بالدّيانة والتمسك بالشريعة، وحافظ على الصلاة وداوم على الصيام.
وقد حكى في «مسالك الأبصار» عن زين الدين عمر بن مسافر أن ملوك