الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موجود فيها دون مصر، وأكثر حلواها من العسل والمنّ «1» .
الطّرف الرابع في ذكر جهاته وكوره القديمة وقواعده المستقرّة وأعمالها، وفيه مقصدان
المقصد الأول في ذكر جهاته وكوره القديمة
قد قسّم المتقدّمون الشام إلى خمسة أجناد- جمع جند بضم الجيم وإسكان النون ودال مهملة في الآخر كما ضبطه الجوهريّ وغيره.
الأول- (جند فلسطين) وفلسطين بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين وكسر الطاء المهملتين وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر. قال الزجاجيّ:
سميت بفلسطين بن كلثوم من ولد فلان بن نوح، بلدة كانت قديما نسبت الكورة إليها. قال ابن حوقل: وهو أول الأجناد الخمسة من جهة الغرب من رفح إلى حدّ اللّجّون، وعرضه من يافا إلى أريحا نحو يومين. قال ابن الأثير: هي كورة كبيرة تشتمل على بلاد المقدس وغزّة وعسقلان. قال ابن حوقل: وهي أرخى بلاد الشام.
الثاني- (جند الأردنّ) والأردنّ بلدة قديمة من بلاد الغور نسبت الكورة إليها، وقد مرّ ضبطها في الكلام على نهر الأردنّ عند ذكر الأنهار، وقد نسبت الكورة إليها كما نسب إليها النهر المتقدّم ذكره. قال ابن حوقل: وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وزغر إلى بيسان وإلى طبريّة تسمّى الغور: لأنه بين جبلين، وسائر بلاد الشام مرتفعة عليه. قال: وبعضها من الأردنّ وبعضها من فلسطين.
الثالث- (جند دمشق) وسيأتي الكلام عليها في قواعد الشام المستقرّة.
الرابع- (جند حمص) وسيأتي الكلام عليها في الصفقة الشرقية من
صفقات دمشق.
الخامس- (جند قنّسرين) . قال في «اللّباب» : بكسر القاف وفتح النون المشددة وسكون السين وكسر الراء المهملتين ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ونون في الآخر. قال الزجاجيّ: وقد روي أنها سميت برجل من قيس «1» يقال له ميسرة، نزلها فمرّ به رجل فقال له: ما أشبه هذا الموضع بقنّ سيرين «2» ! فبني منه اسم للمكان فقيل: قنّسرين. وقيل: دعا أبو عبيدة ميسرة بن مسروق القيسيّ «3» فوجهه في ألف فارس في أثر العدوّ فمرّ على قنّسرين فجعل ينظر إليها فقال: ما هذه؟
فسمّيت له بالرومية. فقال: والله كأنها قنّسرين. قال: وهذا يدل على أن قنّسرين اسم مكان آخر عرفه ميسرة فشبّه به هذا فسميت به.
قال ابن الأنباريّ: وفي إعرابها قولان:
أحدهما- أنها تجري مجرى قولك الزيدون فتجعلها في الرفع بالواو فيقول هذه قنّسرون وفي الخفض والنصب بالياء فتقول مررت بقنّسرين ودخلت قنسرين.
القول الثاني- أن تجعلها بالياء على كل حال وتجعل الإعراب في النون ولا تصرفها.
وهي قاعدة من قواعد الشأم القديمة على القرب من حلب؛ كان الجند ينزلها في ابتداء الإسلام، ثم ضعفت بحلب وخربت وصارت قرية على ما سيأتي ذكره في الكلام على حلب إن شاء الله تعالى.
قال ابن الأثير: وكل جند منها عرضه من ناحية الفرات إلى ناحية فلسطين، وطوله من الشرق إلى البحر، وحكاه في «التعريف» على وجه آخر فقال: للناس