الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن ترمذ أكثر أهلا. ثم قال: وهي كورة كبيرة كثيرة الماء والشجر، والنسبة إليها صغانيّ وصاغانيّ.
الإقليم الثاني تركستان
بضم التاء المثناة من فوق وسكون الراء المهملة وضم الكاف وسكون السين المهملة وألف بعدها نون، ومعناه ناحية الترك. قال في «مسالك الأبصار» : وهي مملكة لو انفردت لكانت ملكا كبيرا وسلطنة جليلة (زهرة الدّنيا، وطراز الأرض بلاد التّرك) وحقيقة من كناسها رتعت غزلانها، ومن غابها أصحرت «1» ليوثهم. وهي إقليم فسيح المدى، قديم الذكر، منشأ حماه؛ ومنسب كماه. قال: وهو المراد بقولهم بلاد الأتراك؛ ولم تزل الملوك تلحظها لاتقاء بوادرها، والتقاء ذواخرها؛ فأشدّ ما نكّرت الأيام معالمها، وغيرت الغير أحوالها.
قال: ولقد صادفت حدّة التتار، في أوّل التّيّار؛ فجاءت قدّامهم في سورة غضبهم، ونفحة نارهم؛ فأمالت السيوف حصائد أحبالهم، ولم يبق إلا من قلّ عديده. ثم قال: حكى لي من جال في رساتيقها، وجاز في قراها، أنه لم يبق من معالمها إلا رسوم داثرة، وأطلال ناتئة، يرى على البعد القرية مشيّدة البناء مخضرّة الأكناف، فيأنس لعله يجد بها أنيسا ساكنا، فإذا جاءها وجدها عالية البنيان، خالية من الأهل والسّكّان؛ إلا أهل العمل وأصحاب السائمة. ليست بذات حرث ولا زرع، وإنما خضرتها مروج أطلعها باريها بها من النباتات البرّية لا بذرها باذر ولا زرعها زارع.
ويوجد بها خلف من بقايا العلماء، ويجزى التيمم فيها بالتراب بعد الماء.
ومن نواحيها (فاراب) . قال في «المشترك» : بفتح الفاء والراء المهملة بين ألفين وفي آخرها باء موحدة. وقال في «مسالك الأبصار» : الصواب إبدال الفاء باء موحدة؛ لأنه ليس في اللغة التركية فاء. قال ابن حوقل: وهي ناحية لها
غياض ولهم مزارع، ومقدارها في الطول والعرض أقلّ من يوم. قال في «تقويم البلدان» : وتسمّى أطرار.
وقاعدتها (قاشغر) . قال في «اللباب» : بفتح القاف وسكون الألف ثم سكون الشين المعجمة أيضا وفتح الغين المعجمة وفي آخرها راء مهملة. قال في «تقويم البلدان» : ويقال لها كاشغر بإبدال القاف كافا- وموقعها في الإقليم السادس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ست وتسعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة. قال المهلبيّ: وهي مدينة عظيمة آهلة عليها سور وأهلها مسلمون. قال في «القانون» وتسمّى أزدوكند.
قال في «مسالك الأبصار» : أما الآن فقاعدتها (قرشي) بقاف وراء مهملة وشين معجمة ثم ياء مثناة من تحت في الآخر. قال في «مسالك الأبصار» : وهي على نهر قراخوجا في نهاية الحدّ. قال: وهي وإن لم تكن شيئا مذكورا، ولا لها على اختلاف حالات الزمان شهرة تذكر، لكن قد شملها في دولة ملوكها الآن «1» من نظر السعادة لنسبتها إلى أنها سكن لهم، وإن كانوا ليسوا بسكّان جدار، ولا متديّرين في ديار، ولكن لاسم وسمت به. وبها عدّة مدن أيضا:
(منها) كدر. قال في «الأطوال» : وهي قصبة فاراب. قال في «مسالك الأبصار» : وإليها ينسب فيلسوف الإسلام أبو نصر الفارابيّ.
(ومنها) ختن. قال في «اللباب» : بضم الخاء المعجمة وفتح المثناة من فوق ونون في الآخر- وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ست وثمانون درجة، والعرض ثنتان وأربعون درجة.
قال في «تقويم البلدان» : وهي أقصى تركستان. قال في «العزيزي» : وهي مدينة خصبة آهلة عامرة، بها أنهار كثيرة.
(ومنها) جند. قال في «اللباب» : بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها
دال مهملة- وهي بلدة واقعة في الإقليم السادس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول سبع وثمانون درجة وخمس وأربعون دقيقة. والعرض سبع وأربعون درجة. قال في «اللباب» : وهي في حدود التّرك على طرف سيحون، خرج منها جماعة من الفضلاء.
(ومنها) إسفيجاب. قال في «اللباب» : بكسر الألف «1» وسكون السين المهملة وكسر الفاء وسكون المثناة من تحت وفتح الجيم وفي آخرها باء موحدة بعد الألف- ووقع في «مسالك الأبصار» إبدال الفاء باء موحدة- وموقعها في الإقليم السادس «2» من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول تسع وثمانون «3» درجة وخمسون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون «4» درجة. قال في «اللباب» : وهي بلدة كبيرة. قال في «تقويم البلدان» : وهي من ثغور الترك.
(ومنها) طراز. قال في «اللباب» : بفتح الطاء «5» والراء المهملتين وألف وزاي معجمة- وهي مدينة على حدّ بلاد التّرك واقعة في الإقليم السادس من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول تسع وثمانون «6» درجة وخمسون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون «7» درجة وخمس وثلاثون دقيقة، قال ابن حوقل:
وحولها حصون منسوبة إليها.
(ومنها) نيلي. قال في «مسالك الأبصار» : وهي أربعة مدن بين كل مدينة والأخرى فرسخ واحد، ولكل واحدة منها اسم يخصها: فالأولى نيلي، والثانية نيلي مالق، والثالثة كجك، والرابعة تلان. قال: وبينها وبين سمرقند عشرون يوما.