الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحارث بن العبّاس) .
ثم عزله أبو جعفر المنصور سنة ست وأربعين ومائة وولّى مكانه عمه (عبد الصمد بن عليّ) ثم عزله عنها سنة تسع وأربعين ومائة وولّى مكانه (محمد بن إبراهيم الإمام) ثم عزله وولّى مكانه (إبراهيم ابن أخيه) ثم ولّى على مكة وسائر الحجاز واليمامة (جعفر بن سليمان) ؛ ثم توالت عليها العمال إلى أن ولّى الرشيد في خلافته على مكة واليمن (حمادا اليزيدي)«1» سنة أربع وثمانين ومائة.
ثم وليها في زمان الأمين (داود بن عيسى) .
ثم وليها (محمد بن عيسى) ثم عزله المتوكل سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وولّى مكانه ابنه (المنتصر) بن المتوكل.
ثم وليها (عليّ بن عيسى بن جعفر بن المنصور) ثم عزله المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين وولّى مكانه (عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى) ثم عزله المتوكل سنة ثنتين وأربعين ومائتين وولّى مكانه (عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام) ثم توالت عليها العمال من قبل خلفاء بني العبّاس إلى أن غلب عليها السّليمانيّون الآتي ذكرهم آنفا.
الطبقة السادسة السليمانيون من بني الحسن
نسبة إلى سليمان بن داود بن الحسن المثنّى بن الحسن السّبط.
وكان سليمان هذا في أيام المأمون بالمدينة وحدثت الرياسة فيها لبنيه بعد أيام، وكان كبيرهم آخر المائة الثالثة محمد بن سليمان الربذيّ.
قال البيهقيّ «2» : خلع طاعة العبّاسيين وخطب لنفسه بالإمامة في سنة إحدى وثلاثمائة في خلافة المقتدر؛ ثم اعترضه أبو طاهر القرمطيّ في سنة ثنتي عشرة
وثلاثمائة، فانقطع حجيج العراق بسبب ذلك.
ثم أنفذ المقتدر الحجيج من العراق في سنة سبع عشرة وثلاثمائة فوافاهم القرمطيّ بمكة فنهبهم، وخطب لعبيد الله المهديّ صاحب إفريقية وقلع الحجر الأسود وباب الكعبة وحملهما إلى الأحساء، وتعطل الحج من العراق إلى أن ولي الخلافة القاهر في سنة عشرين وثلاثمائة فحجّ بالناس أميره في تلك السنة.
ثم انقطع الحج من العراق بعدها إلى أن صولحت القرامطة على مال يؤدّيه الحجيج إليهم، فحجوا في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وخطب بمكة للراضي بن المقتدر، وفي سنة تسع وعشرين لأخيه المتّقي من بعده.
ثم انقطع الحج من العراق بسبب القرامطة إلى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة؛ فخرج ركب العراق بمهادنة القرامطة في خلافة المستكفي؛ ثم خطب بمكة لمعز الدولة بن بويه مع المقتدر في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة؛ ثم تعطل الحج بسبب القرامطة؛ ثم برز أمر المنصور الفاطميّ صاحب إفريقيّة لأحمد بن أبي سعيد أمير القرامطة بعد موت أبي طاهر بإعادة الحجر الأسود إلى مكانه فأعاده في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وفي سنة ثنتين وأربعين وثلاثمائة حاول أمير الركب المصريّ الخطبة لابن الأخشيد صاحب مصر فلم يتأتّ له ذلك وخطب لابن بويه، واتصلت وفود الحج من يومئذ.
وفي سنة ثلاث وخمسين خطب للقرمطيّ بمكة مع المطيع.
وفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة خطب بمكة لبختيار بن معزّ الدولة بعد موت أبيه.
ثم في سنة ستين وثلاثمائة جهز المعزّ الفاطميّ عسكرا من إفريقيّة لإقامة الخطبة له بمكة وعاضدهم بنو الحسين أهل المدينة فمنعهم بنو الحسن أهل مكة من ذلك واستولوا على مكة.
فلما ملك مصر المعزّ كان الحسن بن جعفر بن الحسن بن سليمان بالمدينة فبادر فملك مكة ودعا للمعزّ وكتب له المعزّ بالولاية؛ ثم مات الحسن فولّي مكانه أخوه عيسى.
ثم ولّي بعده أبو الفتوح الحسن بن جعفر بن أبي هاشم، ثم الحسن بن محمد بن سليمان بن داود سنة أربع وثمانين وثلاثمائة؛ ثم جاءت عساكر عضد الدولة بن بويه ففرّ الحسن وترك مكة. ولما مات المعز وولي ابنه العزيز، بعث إلى مكة أميرا علويّا فخطب له بالحرمين واستمرّت الخطبة بمكة للعلويين إلى سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وفي سنة ثمان وستين خطب لعضد الدولة بن بويه، ثم عادت الخطبة بمكة إلى الخلفاء الفاطميين بمصر؛ ثم كتب الحاكم سنة ثنتين وأربعين وأربعمائة إلى عمّاله بالبراءة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فأنكر ذلك أبو الفتوح أمير مكة وحمله ذلك على أن استبدّ بالأمر في مكة وخطب لنفسه وتلقب بالراشد بالله، وقطع الحاكم الميرة عن الحرمين فرجع أبو الفتوح إلى طاعته فأعاده إلى إمارته بمكة.
وفي سنة ثنتي عشرة وأربعمائة خطب بمكة للظاهر بن الحاكم؛ ثم خطب بمكة سنة سبع وعشرين وأربعمائة للمستنصر بن الظاهر؛ ثم توفي أبو الفتوح أمير مكة المتقدّم ذكره سنة ثلاثين وأربعمائة لستّ وأربعين سنة من إمارته.
وولي بعده إمارة مكة ابنه شكر وملك معها المدينة واستضافها لمكة، وجمع بين الحرمين كله «1» ثلاثا وعشرين سنة ومات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. قال ابن حزم «2» : وكانت وفاته عن غير ولد وانقرضت بموته دولة بني سليمان بمكة.