الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ومنها) جبال اللّور. قال في «اللباب» : بضم اللام وسكون الواو وفي آخرها راء مهملة. قال: وبها جبال يقال لها لورستان من بلاد خوزستان. وقال ابن حوقل: غالب بلاد اللّور جبال وكانت قديما من خوزستان. قال في «تقويم البلدان» : وهي بلاد خصبة والغالب عليها الجبال، وهي متصلة بخوزستان ولكن أفردت عنها. قال في «الأطوال» : وهي بين تستر وأصبهان، وامتدادها طولا نحو ستة أيام، وفيها خلق عظيم من الأكراد. قال: وهي حيث الطول أربع وسبعون درجة، والعرض اثنتان وثلاثون درجة. قال في «مسالك الأبصار» : وهم طائفة كثيرة العدد ومنهم فرق مفرّقة في البلاد؛ وفيهم ملك وإمارة، ولهم خفّة في الحركات يقف الرجل منهم إلى جانب البناء المرتفع ويلصق بطنه باحدى زواياه القائمة ثم يصعد فيه إلى أن يرتقي صهوته العليا.
ومما يحكى أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حضره رجل منهم وصعد في جدار كذلك، فأنعم عليه الإنعام الجزيل وأمره أن يحضر كل من قدر عليه من أصحابه فأحضر منهم جماعة، وهو يحسن إليهم إلى أن لم يبق منهم أحد فقتلهم عن آخرهم خشية مما لهم من قوة التسوّر؛ ومن هؤلاء طوائف بمصر والشأم يعرفون بالنّورة، يجالس أحدهم الرجل فيسرق ماله وهو لا يدري، ويمشون على الحبال المرتفعة ولنسائهم في ركوب الخيل الفروسية العظيمة.
الإقليم الرابع فارس
بفاء مفتوحة بعدها ألف ثم راء مهملة مكسورة وسين مهملة في الآخر. قال في «تقويم البلدان» : ويحيط ببلاد فارس من جهة الغرب حدود خوزستان، وتمام الحدّ الغربي إلى جهة الشّمال حدود أصفهان والجبال؛ ويحيط بها من جهة الجنوب بحر فارس، ومن جهة الشرق حدود كرمان، ومن جهة الشّمال المفازة التي بين فارس وخراسان، وتمام الحدّ الشّماليّ حدود أصفهان وبلاد الجبال؛ قال في «العزيزيّ» : وعلى نهاية فارس الشرقية ناحية يزد، وعلى نهايتها من الجنوب
سيراف والبحر؛ وحدّها من الشمال الرّي. قال ابن حوقل: وقاعدتها فيما ذكره صاحب حماة في تاريخه: (شيراز) . قال في «اللباب» : بكسر الشين المعجمة وسكون المثناة من تحت وفتح الراء المهملة وفي آخرها زاي معجمة بعد الألف- وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ثمان وسبعون درجة، والعرض ثمان وعشرون درجة وست وثلاثون دقيقة.
قال ابن حوقل: وهي مدينة إسلامية محدثة، بناها محمد بن القاسم بن أبي «1» عقيل الثّقفي، وهو ابن عم الحجاج بن يوسف. قال: وسميت بشيراز تشبيها بجوف الأسد لأن عامّة الميرة بتلك النواحي تحمل إلى شيراز ولا يحمل منها شيء إلى غيرها. قال المهلّبي: وهي مدينة واسعة سرية «2» كثيرة المياه؛ وشربهم من عيون تتخرّق البلد وتجري في دورهم، وليس تكاد تخلو دار بها من بستان حسن ومياه تجري، وأسواقها عامرة جليلة؛ وإليها ينسب الشيخ أبو إسحاق الشيرازيّ صاحب «التنبيه» «3» رحمه الله؛ وبها قبر سيبويه النحويّ، وبينها وبين أصبهان اثنان وسبعون فرسخا، وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية.
(ومنها) جور. قال في «اللباب» : بضم الجيم ثم واو وراء مهملة- وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد حيث الطول ثمان وسبعون درجة، والعرض إحدى وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» وهي من قواعد فارس. قال ابن حوقل: وعليها سور من طين وخندق؛ ولها أربعة أبواب وفيها المياه جارية- وهي مدينة نزهة كثيرة البساتين جدّا ويرتفع منها ماء ورد يعمّ البلاد، وهي في ذلك كدمشق. قال «العزيزيّ» : ومنها إلى شيراز أربعة وعشرون فرسخا، وقال في موضع آخر عشرون فرسخا.
(ومنها) كازرون. قال في «اللباب» : بفتح الكاف وسكون الألف وفتح
الزاي المعجمة وضم الراء المهملة وواو ساكنة وفي آخرها نون- وهي مدينة من كورة سابور واقعة في الإقليم الثالث. قال في «القانون» حيث الطول سبع وسبعون درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. قال ابن حوقل:
وهي أعظم مدينة في كورة سابور. وقال المهلّبيّ: هي مدينة لطيفة صالحة العمارة. قال ابن حوقل: وهي صحيحة التّربة والهواء وماؤها من الآبار. قال في «اللباب» : وخرج منها جماعة من العلماء.
(ومنها) فيروز اباذ. قال في «المشترك» : بفتح الفاء وكسرها وسكون المثناة من تحت وضم الراء المهملة ثم واو ساكنة وزاي معجمة ثم ألف وباء موحدة وألف ثانية وذال «1» - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول سبع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثمان وعشرون درجة وعشر دقائق. قال في «المشترك» : وكانت تسمّى في القديم جور ثم غيّر اسمها، وهي بلدة مشهورة على القرب من شيراز، وهي أصل بلد الشيخ أبي إسحاق الشيرازيّ المقدّم ذكره في شيراز.
(ومنها) سيراف. قال في «اللباب» : بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح الراء المهملة وفاء في الآخر- وهي بلدة على البحر واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «الأطوال» حيث الطول ثمان وسبعون درجة، والعرض ست وعشرون درجة. قال في «تقويم البلدان» : وهي أعظم فرضة لفارس، وليس لها زرع ولا ضرع بل هي مدينة حطّ وإقلاع للمراكب؛ وهي مدينة آهلة، ولهم عناية بالبنيان حتّى إن الرجل من التجار ينفق في عمارة داره ثلاثين ألف دينار؛ وليس حولها بساتين ولا أشجار؛ وبناؤهم بالساج «2» والخشب، يحمل إليهم من بلاد الزّنج؛ وهي شديدة الحرّ.
(ومنها) البيضاء- بفتح الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح
الضاد المعجمة وألف في الآخر. وهي مدينة من عمل إصطخر واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» : حيث الطول ثمان وسبعون درجة وأربعون دقيقة، والعرض ثلاثون درجة. قال ابن حوقل: وهي من أكبر مدن كورة إصطخر. قال: وسميت البيضاء لأن لها قلعة بيضاء ترى من بعد، واسمها بالفارسية نشانك، ويقال إن الحسين الحلّاج «1» منها، وإليها ينسب القاضي ناصر الدين البيضاويّ «2» صاحب «المنهاج» في أصول الفقه، و «الطوالع» في علم الكلام وغير ذلك. قال المهلبيّ: وبينها وبين شيراز ثمانية فراسخ.
(ومنها) إصطخر. قال في «اللباب» : بكسر الألف وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها راء مهملة قبلها خاء معجمة- وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد حيث الطول تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاثون درجة واثنتان وثلاثون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : وهي من أقدم مدن فارس، وبها كان سرير الملك في القديم؛ وبها آثار عظيمة من الأبنية حتّى يقال إنها من عمل الجنّ كما يقال عن تدمر وبعلبكّ من بلاد الشام. قال في «العزيزيّ» : وبينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخا. قال [وينسب إليها]«3» أبو سعيد الإصطخريّ «4» أحد أصحابنا الشافعية.
(ومنها) بسا. قال في «اللباب» : بفتح الباء الموحدة والسين المهملة ثم ألف- وهي مدينة من كورة دارا بجرد واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة.
قال في «الأطوال» حيث الطول ثمان وسبعون درجة وخمس وخمسون دقيقة، والعرض تسع وعشرون درجة. قال ابن حوقل: وهي تقارب شيراز في الكبر وأكثر خشب أبنيتها السّرو، ويجتمع فيها الثّلج (؟) والرّطب والجوز والأترجّ، وإليها ينسب البساسيريّ الذي خطب لخلفاء مصر في بغداد.