الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- بعيد،
الثريا: بنت علي بن عبد الله بن الحارث، وهو المعنى المراد المورّى عنه.
سهيل: بن عبد الرحمن، وهو المعنى المورّى عنه، وهو المراد.
ولولا ذكر (الثريا) لم يتنبّه لسهيل، وكل منهما صالح للتورية.
لقد تبيّن ممّا سبق من شرح وتفصيل أنّ التورية ضرب من التخييل، وفيها شيء من الإلغاز، وهي من الغموض الفنّي المستحبّ لأن المتلقّي المتمتّع بثقافة شعرية أو فنية يدرك أنها تخاطب عقله وذكاءه وفطنته، وأنها تبعده عن المعاني المباشرة؛ لأن الأداء المباشر يبعد عن الشعر إشعاع الإيحاءات المختلفة. فالفنّ تأمّل، والمتذوّق يجب أن يتحلّى بذائقة قادرة على كشف ما يضيفه الشاعر والمبدع إلى الطبيعة الجمالية التي يرسمها الشاعر. إنها من الصور الخادعة التي تترك للمتلقي أن يذهب إلى تفسيرات مختلفة باختلاف قدرته على الكشف والتذوق وتفكيك عناصر الصورة المتخيّلة.
تمرينات:
1 -
تمرين مساعد، قال سراج الدين الورّاق (الوافر):
أصون أديم وجهي عن أناس
…
لقاء الموت عندهم الأديب
وربّ الشعر عندهم (بغيض)
…
ولو وافى به لهم (حبيب)
تكمن التورية في لفظ (حبيب) إذ لها معنيان محتملان:
أحدهما: حبيب، بمعنى محبوب، وهو المعنى القريب المورى به. ويتبادر هذا المعنى إلى الذهن بسبب التمهيد له بلفظ (بغيض) وهو شاعر جاهلي.
ثانيهما: حبيب، هو الاسم الحقيقي للشاعر العباسي المشهور بأبي تمّام، واسمه الكامل حبيب بن أوس. وهذا المعنى البعيد مورّى عنه، وقد أراده الشاعر.
لهذا كانت التورية مرشّحة لأنه ذكر فيها ما يلائم المورى به قبل لفظ التورية (بغيض).
وقال طبيب العيون، ابن دانيال (السريع):
يا سائلي عن حرفتي في الورى
…
واضيعتي فيهم وإفلاسي
ما حال من درهم إنفاقه
…
يأخذه من أعين الناس؟
تكمن التورية في عبارة ابن دانيال (يأخذه من أعين الناس) إذ للجملة معنيان:
1 -
المعنى الأول المورّى به وهو المعنى القريب غير المقصود، أخذ الدرهم أجر علاج عيون الناس لأن القائل طبيب يداوي الأعين، لهذا تبادر إلى الذهن هذا المعنى بسبب ما سبق من كلام على حرفة الشاعر.
2 -
المعنى الثاني المورّى عنه وهو المعنى البعيد الذي قصده الشاعر، أخذ الدرهم من الناس مكرهين مرغمين لأنّ أعينهم تسافر خلف ما يدفعونه من دراهم لشفائها.
فالتورية مرشّحة إذا لذكر ما يلائم المعنى المورّى به.
2 -
قس على ما جاء في التمرين السابق واشرح التورية في الأبيات الآتية:
قال نصير الدين الحمّامي (الكامل):
أبيات شعرك كالقصو
…
ر ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها
…
حرّ ومعناها رقيق
وقال سراج الدين الورّاق (مخلّع البسيط):
فها أنا شاعر سراج
…
فاقطع لساني أزدك نورا
وقال بدر الدين الذّهبي (م الكامل):
رفقا بخلّ ناصح
…
أبليته صدّا وهجرا
وافاك سائل دمعه
…
فرددته في الحال نهرا
وقال بدر الدين الذّهبي أيضا (المجتثّ):
يا عاذلي فيه قل لي
…
إذا بدا كيف أسلو؟
يمرّ بي كلّ وقت
…
وكلّما مرّ يحلو
وقال سراج الدين الورّاق (الطويل):
وقفت بأطلال الأحبّة سائلا
…
ودمعي يسقي ثمّ عهدا ومعهدا
ومن عجب أنيّ أروّي ديارهم
…
وحظّي منها حين أسألها الصّدى
وقال ابن الظاهر (الكامل):
شكرا لنسمة أرضكم
…
كم بلّغت عني تحيّه
لا غرو إن حفظت أحا
…
ديث الهوى فهي الذّكيّه
وقال ابن نباته المصري (الكامل):
والنهر يشبه مبردا
…
فلأجل ذا يجلو الصّدى
وقال الشابّ الظريف (م. الكامل):
قامت حروب الدّهر ما بين الرياض السندسيّة
…
وأتت بأجمعها لتغزو روضة الورد الجنيّة
لكنّها انكسرت لأنّ الورد شوكته قويّة