الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - بين الكناية والمجاز
.
المجاز- كما ورد سابقا- هو أن يقصد باللفظ معناه المجازي دون جواز تفسيره على المعنى الحقيقي.
أما الكناية فهي أن يقصد بها المعنى المجازي مع جواز أن يقصد بها المعنى الحقيقي كما رأينا.
مثال: 1. نبت الربيع. هنا لا يمكن ان يكون المقصود المعنى الحقيقي للربيع. فالمعنى المقصود هنا هو المعنى المجازي للربيع (العشب) ففي الجملة إذا مجاز.
مثال: 2. فلان طويل الحزام. الاشارة هنا الى عظم بطن فلان واضحة. وفي المثال نوع من المجاز لأن المعنى تجاوز المعنى الحقيقي (طول الحزام) الى المعنى المجازي (عظم البطن). فالعبارة هنا تحمل معناها الحقيقي
أيضا لأنّ عظيم البطن لا بدّ أن يكون طويل الحزام. وفي هذا القول كناية.
فالكناية إذا تخالف المجاز من جهة إمكان ارادة المعنى الحقيقي مع إرادة لازمة. أما المجاز فلا يجوز فيه إرادة المعنى الحقيقي لوجود القرينة المانعة من إرادته.
3 - أقسام الكناية:
تقسم الكناية تبعا لما تدل عليه الى ثلاثة أقسام هي:
3 - أ. كناية عن صفة:
هي الكناية التي يستلزم لفظها صفة.
يرد هذا النوع من الكناية كثيرا على ألسنة الناس في أحاديثهم اليومية. ففي مصر يقولون: هو ربيب أبي الهول. كناية عن شدّة الكتمان.
وفي لبنان يقولون: فلان يشكو قلة الجرذان في بيته كناية عن فقره. كما يقولون: فلان عضّ إصبعه: كناية عن الندم. وهكذا.
وقد وردت الكناية كثيرا في الشعر القديم والحديث، ومنها قول أبي ريشة (الرّمل).
كم نبت أسيافنا في ملعب
…
وكبت أجيادنا في ملعب.
ففي كلّ من الصدر والعجز كناية لطيفة عن الخيبة والانتكاسة وهي كناية عن صفة.
وكقول المتنبي (الطويل):
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه.
ففي الشطر الثاني كناية عن طول الوقوف وهي كناية عن صفة.
كما أن في البيت تشبيها بليغا بين المصدر (وقوف) الذي اشتق منه الفعل أقف (في الشطر الأول وبين المصدر وقوف في الشطر الثاني).
ومنها أيضا قول الشاعر (الطويل):
أكلت دما إن لم أرعك بضرّة
…
بعيدة مهوى القرط طيبّة النشر.
ففي الشطر الثاني (بعيدة مهوى القرط) كناية عن صفة هي طول عنق الضرّة.
وينقسم هذا النوع من الكناية عند البلاغيين الى قسمين: