الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- إيهام التضاد:
وهو ما جمع فيه بين معنيين غير متقابلين عبّر عنهما بلفظين يتقابل معناهما الحقيقيان. ومنه قول دعبل الخزاعي. (الكامل):
لا تعجبي يا سلم من رجل
…
ضحك المشيب برأسه فبكى
وأراد دعبل ب (ضحك المشيب برأسه ظهور الشيب ظهورا تاما ولا تقابل بين البكاء وظهور الشيب (المجازي). لكن الضحك بمعناه الحقيقي مضاد للبكاء.
*
أهمية الطباق ودوره:
ليس الطباق بالضرورة ترفا لفظيا فحسب، بل هو تعبير في أكثر الأحيان عن حركة نفسية متوهجة، وصراع بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، بين الراهن والمتوقع. والمبدع يلجأ إليه لتصوير الهوة القائمة بين واقع مرفوض ومستقبل مأمول. والقصد منه العمل على بناء عالم مخالف لما هو قائم حالم بالأفضل. فكثرة المتعارضات تشف عن غليان داخلي ورفض للأمر الواقع.
تمرينات:
1 -
بيّن مواضع الطباق في الأمثلة الآتية، ووضح نوعه في كل مثال: قال تعالى:
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ آل عمران: 26.
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ البقرة: 286.
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً البقرة: 22.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ البقرة: 8 و 9.
وقال الشاعر:
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
…
ولا ينكرون القول حين نقول
على أنني راض بأن أحمل الهوى
…
وأخرج منه لا عليّ ولا ليا
لهم جلّ ما لي إن تتابع لي غنى
…
وإن قلّ مالي لم أكلّفهم رفدا
سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
…
فليس سواء عالم وجهول
أما والذي أبكى وأضحك والذي
…
أمات وأحيا والذي أمره الأمر
خلقوا وما خلقوا لمكرمة
…
فكأنهم خلقوا وما خلقوا
وقد أطفأوا شمس النهار وأوقدوا
…
نجوم العوالي في سماء عجاج
ولقد عرفت، وما عرفت حقيقة
…
ولقد جهلت وما جهلت خمولا
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا
…
كجلمود صخر حطّه السيل من عل
2 -
قال المتنبي وهو يغادر مصر باكيا على فاتك (ديوان المتنبي، شرح العكبري 4/ 155 وما بعدها):
1.
حتّام نحن نساري النجم في الظّلم
…
وما سراه على خفّ ولا قدم
2.
تسوّد الشمس منا بيض أوجهنا
…
ولا تسوّد بيض العذر واللّمم
3.
لا أبغض العيس لكني وقيت بها
…
قلبي من الحزن أو جسمي من السّقم
4.
طردت من مصر أيديها بأرجلها
…
حتى مرقن بنا من جوش والعلم
5.
قد بلّغوا بقناهم فوق طاقته
…
وليس يبلغ ما فيهم من الهمم
6.
من لا تشابهه الأحياء في شيم
…
أمسى تشابهه الأموات في الرّمم
7.
ما زلت أضحك إبلي كلّما نظرت
…
إلى من اختضبت أخفافها بدم
8.
أسيرها بين أصنام أشاهدها
…
ولا أشاهد فيها عفّة الصنّم
9.
حتى رجعت وأقلامي قوائل لي
…
المجد للسّيف ليس المجد للقلم
10.
من اقتضى بسوى الهنديّ حاجته
…
أجاب كلّ سؤال عن هل بلم
11.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
…
بين الرّجال ولو كانوا ذوي رحم
12.
سبحان خالق نفسي كيف لذّتها
…
فيما النفوس تراه غاية الألم
13.
وقت يضيع، وعمر ليت مدّته
…
في غير أمّته من سالف الأمم
14.
أتى الزمان بنوه في شبيبته
…
فسرّهم، وأتيناه على الهرم
…
1.
أدرس الطباق وأنواعه، ومدى قدرته على تصوير الغليان الداخلي الذي يتحكّم بنفس الشاعر.