الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - هـ. المفعولية:
وتكون في تركيب يقوم على إسناد الفعل أو ما في معناه الى المفعول به في الأصل. ويسند فيها الفعل الى صيغة اسم الفاعل والمراد اسم المفعول نحو: مكان آمن، طريق سالك، غرفة مضيئة.
والمقصود: مكان مأمون، وطريق مسلوك، وغرفة مضاءة. فاستعملنا صيغة اسم الفاعل (آمن، سالك، مضيئة) ونحن نريد معنى المفعولية (مأمون، مسلوك، مضاءة) ففي العبارات الثلاث مجاز عقلي أسند فيه المبني للفاعل الى المفعول، والقرينة حالية، فالعلاقة مفعولية.
ومنه قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ القارعة: 6 - 7.
ومنه قول الاعشى:
حتى يقول الناس ممّا رأوا
…
يا عجبا للميّت الناشر.
اي المنشور.
ومنه قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
…
واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي.
أي المطعوم المكسّو. فالحطيئة نسب الى المهجو فعل الإطعام والإكساء ويريد أنه يطعم ويكسى.
3 - و. السّببية:
ويكون المسند اليه في التركيب القائم على المجاز العقلي سببا في إحداث المسند.
ويسند فيها الفعل الى السبب الذي أدّى اليه:
نحو: نبت الغيث، فتح القائد المدينة، بنت الحكومة جامعة.
والمعروف أن الذي نبت هو العشب والغيث هو سبب نباته.
وان الذي فتح المدينة هم الجنود والقائد هو السبب وان البنائين هم الذين بنوا الجامعة والحكومة هي السبب في البناء. ولقد أسندت الأفعال في الجمل الثلاث الى أسبابها بدلا من إسنادها إلى الفاعلين الحقيقيين (العشب، الجنود، البنائين).
ومنه قوله تعالى: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ غافر: 36.
لقد أسندت الآية فعل (ابن) الى فاعل هو ضمير مستتر عائد الى هامان، وهامان ليس الفاعل الحقيقي بل الفاعل الحقيقي هو العمال لكن هامان هو السبب فالعلاقة سبّبية.
ومنه قول المتنبّي في ملك الروم بعدما هزمه سيف الدولة.
ويمشي به العكّاز في الدير تائبا
…
وقد كان يأبي مشي أشقر أجردا
والعكاز هنا هو سبب المشي أو آلته على وجه الدقّة، والمجاز يتمثل في إسناد فعل المشي الى العكاز، والحال أنه وسيلة في إحداث المشي.
وقول الشاعر:
وإنّا لمن معشر أفنى أوائلهم
…
قيل الكماة ألا أين المحامونا؟
الأصل أن يسند فعل الإفناء الى الحرب، لكن الشاعر طرح ذلك وأسند فعل القتل الى النداء الذي يحمل قومه على دخول الحرب. فالقيل