الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - في تعريف المسند إليه:
الأصل في المسند إليه أن يكون معرفة، لأنّ المحكوم عليه لا بد أن يكون معروفا. ويتمّ تعريفه ب: الإضمار، والعلميّة، والإشارة، والموصوليّة، وأل التعريف، والاضافة، والنداء.
1 - تعريف المسند إليه بالإضمار:
يؤتى بالمسند إليه ضميرا في أحد المقامات الثلاثة: التكلّم، والغيبة، والخطاب.
أ. في مقام التكلّم:
مثاله قوله تعالى متحدثا عن نفسه مناديا موسى عليه السلام:
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً* وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي* إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى طه: 12 - 15.
ب. في مقام الخطاب:
إذا كان المتكلّم يخاطب إنسانا أمامه كقوله تعالى مخاطبا نبيّه الكريم. فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ الضحى: 9 - 11.
ج. في مقام الغيبة:
إذا كان المتكلّم يتحدّث عن غائب فلا بدّ من تقدم ذكره لفظا، كقوله تعالى فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ الأعراف:87.
1.
والأصل في الخطاب ان يكون لمعيّن، غير أنّه قد يخرج عن وضعه، فيخاطب به غير المشاهد والمعيّن.
أ. إذا كان غير المشاهد مستحضرا في القلب. كقوله تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة: 5.
ب. إذا قصد تعميم الخطاب لكل من يمكن خطابه على سبيل البدل، لا التّناول دفعة واحدة. ومثاله قول المتنبي (الطويل):
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
…
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.
2.
والأصل في وضع الضمير عدم ذكره إلّا بعد تقدّم ما يفسّره، وقد يعدل عن هذا الأصل فيقدّم الضمير على مرجعه لأغراض منها:
أ. تمكين ما بعد الضمير في نفس السامع لتشّوقه إليه:
ومثاله قوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ الحج: 46.
وكقوله: هي النّفس ما حمّلتها تتحمل:
ونعم رجلا علي، فالفاعل هنا ضمير يفسّره التمييز ويطّرد ذلك في أفعال المدح والذم.
وكقوله تعالى هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الإخلاص: 1. ويطرّد ذلك في ضمير الشأن.
2.
ادّعاء أن مرجع الضمير دائم الحضور في الذهن.
ومثاله قوله: أقبل وعليه الهيبة والوقار.
وقول الشاعر (الكامل):
أبت الوصال مخافة الرّقباء
…
وأتتك تحت مدارع الظّلماء.