الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس:
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سِلْم لمَن سالمَها وزوجَها
…
وولدَيْها، وحَربٌ لمَن حارَبَهُم
.
86.
[1] قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: حدثنا تَلِيد بن سليمان، قال: حدثنا أبو الجحَّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نظَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم فقال: «أنا حَرْبٌ لمنْ حاربَكُم، وسِلْم لمن سَالَمَكُم» .
[«المسند» لأحمد (15/ 436)، حديث رقم (9698)]
دراسة الإسناد:
ــ تليد بن سليمان المحاربي، أبو إدريس، ويقال له أيضاً: أبو سليمان، الكوفي الأعرج.
ضعيف، رافضي، وكذَّبَه جماعة.
(1)
ــ داود بن أبي عوف: سويد، التميمي البُرْجُمي مولاهم، أبو الجَحَّاف الكوفي، مشهور بكنيته.
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (31).
صدوق، شيعي.
(1)
ــ سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي، مولى عزة الأشجعية.
ثقة.
وثقه: ابن سعد، الإمام أحمد، وابن معين، وأبو داوود، وغيرهم، وذكره ابن حبان في «الثقات»
قال ابن حجر في «التقريب» : ثقة.
روى له الجماعة. مات على رأس المئة.
(2)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» ــ كما سبق ــ، وفي «فضائل الصحابة» (2/ 767) رقم (1350) ومن طريقه: [الآجري في «الشريعة» (4/ 2054) رقم (1529)، والطبراني في «المعجم الكبير» (3/ 40) رقم (2621)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 161) رقم (4713)، وابن عساكر
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (31).
(2)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 219)، «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة
…
(2/ 291) رقم (2983)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (4/ 297)، «الثقات» لابن حبان (4/ 333)، «تهذيب الكمال» (11/ 259)، «سير أعلام النبلاء» (5/ 7)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (5/ 441)، «تهذيب التهذيب» (4/ 140)، «تقريب التهذيب» (ص 280).
في «تاريخ دمشق» (13/ 218)].
ــ وأخرجه: ابن عدي في «الكامل» (2/ 86)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 65) رقم (65) من طريق إسماعيل بن موسى السدي.
ــ والحاكم أيضاً في «فضائل فاطمة» (ص 65) رقم (64) من طريق محمد بن علي العطار.
ــ والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (8/ 5) رقم (2294)، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/ 266) رقم (431)] من طريق أحمد بن حاتم الطويل.
ــ وابن المغازلي في «مناقب علي» (ص 116) رقم (90) من طريق فضيل بن عبدالوهاب.
ــ وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 158) من طريق إبراهيم بن عيسى السرخسي.
ستتهم: (الإمام أحمد، وإسماعيل بن موسى، ومحمد بن علي العطار،
…
وأحمد بن حاتم الطويل، وفضيل بن عبدالوهاب، وإبراهيم بن عيسى السرخسي) عن تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال الحاكم عقب الحديث: (هذا حديث حسن من حديث
…
أبي عبداللَّه أحمد بن حنبل، عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها،
وله شاهد عن زيد بن أرقم).
وقال ابن عدي: (وهذا الحديث يرويه أبو الجحاف عن أبي حازم، يرويه عنه: تليد، وقد رواه غيرُ تليد، وقد روي من غير حديث أبي الجحاف عن أبي حازم).
وقال ابن الجوزي عقبه: (وهذا حديث لا يصح، تليد بن سليمان كان رافضياً يشتم عثمان. قال أحمد ويحيى: كان كذاب).
قلت: تحسين الحاكم تساهل منه رحمه الله، وسيأتي ذكر الشاهد من حديث زيد بن أرقم، ولايفيده شيئاً.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً، لضعف تليد، وهو رافضي، وشيخه شيعي، والحديث في تأييد بدعته، وقد رُوي من حديث: زيد بن أرقم، وصُبيح، وأبي سعيد الخدري ـ وهي ضعيفة جداً ـ وسيأتي تخريجها كلها في الحديث التالي برقم (87).
غريب الحديث:
ــ (سِلْم لمن سالمكم
…
) قال ابن الأثير: (السِّلْم: ضد الحرب، تقول أنا سِلْم لفلان، إذا كنت مهادنه وصديقه، ولم يكن بينك وبينه حرب ولا عداوة).
وقال في «المفاتيح» : (أي: أنا مُحارب لمن حاربَ أهل بيتي، وسِلم؛ أي: مُسالم لمن سالمهم؛ يعني: مَنْ أحبَّهم فقد أحبني، ومَنْ أبغضهم فقد أبغضني).
(1)
* * *
(1)
«جامع الأصول» لابن الأثير (9/ 158)، «المفاتيح في شرح المصابيح» للزيداني الشيرازي (ت 727 هـ)(6/ 325)، و «شرح المصابيح» لابن الملَك (ت 854 هـ)
…
(6/ 464).
87.
[2] قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله: حدثنا مالك بن إسماعيل، عن أسباط بن نصر، عن السدي، عن صُبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة، وعلي، وحسن، وحسين رضي الله عنهم:«أنا حربٌ لمن حاربكم، وسِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُم» .
[«المصنف» لابن أبي شيبة (17/ 163) رقم (32845)]
دراسة الإسناد:
ــ مالك بن إسماعيل بن دِرْهم، أبو غسان النهدي مولاهم، الكوفي.
ثقة، متقن.
(1)
ــ أسباط بن نصْر الهَمْدَاني، أبو يوسف، ويقال: أبو نصر الكوفي.
صدوقٌ، كثيرُ الخَطأ، وهُوَ يُغْرِبُ.
وثَّقَهُ: ابن معين في رواية الدوري والدارمي وابن الجنيد وابن أبي خثيمة عنه، وذكره ابن حبان، وابن خلفون في «الثقات» .
وتَوَسَّطَ فيه: أبو نعيم في رواية قال: لم يكن به بأس، غير أنه أهوج. وقال وموسى بن هارون: لم يكن به بأس. وقال البخاري في «التاريخ
(1)
سبقت ترجمته في الحديث رقم (41).
الأوسط»
(1)
: صدوق. وقال أبو زرعة الرازي: أما حديثه فيُعرف ويُنكر، وأما في نفسه فلا بأس به.
وضَعَّفَه: أبو نعيم في رواية حيث قال: أحاديثه عامتها سقط، مقلوبة الأسانيد، وقال مرة: هالك.
وقال ابن معين في رواية: ليس بشئ، وقال الساجي في «الضعفاء» روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
(وأنكر أبوزرعة الرازي على مسلم إخراجه أحاديث أسباط بن نصر
…
واعتذر مسلم بأنه أخرج له ما وافق فيه الثقات).
(2)
قال ابن المبارك: (أصحابنا لا يرضونه).
وتوقف فيه الإمام أحمد، قال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: ما أدري، وكأنه ضعفه.
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : صدوقٌ، كثيرُ الخطأ، يُغْرِب.
(1)
لم أجده في المطبوع (ط. مكتبة الرشد).
(2)
ينظر: «تاريخ بغداد (5/ 452)، «تهذيب الكمال» (1/ 420)، «شرح العلل» لابن رجب (2/ 709)«سير أعلام النبلاء» (12/ 571)، «الروض الباسم» لابن الوزير
…
(1/ 168).
أخرج له مسلم، والأربعة، والبخاري تعليقاً.
وهذا هو الراجح، ولعل مراد ابن معين بتوثيقه أنه لا يتعمد الكذب، كما يُطلِق ذلك ويريد به هذا المعنى
(1)
، وابن حبان معروف بتساهله
(2)
رحمه الله ومن ضَعَّفه فلأجل أوهامه، وكثرة أخطائه. فالأقرب التوسط فيه
…
ـ واللَّه أعلم ـ.
(3)
ــ إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كَرِيمة السُّدِّي
(4)
، أبومحمد الكوفي القرشي مولاهم.
صَدُوقٌ يَهِمُ، ورُمِيَ بِالتَشَّيُّعِ.
(1)
ينظر ما سيأتي في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث (28).
(2)
ينظر ما سيأتي في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث (27).
(3)
ينظر في ترجمته: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 23)، ورواية الدارمي (143) ورواية ابن الجنيد (822)، «العلل ومعرفة الرجال» للإمام أحمد (2/ 95) رقم
…
(1678)، و (3/ 485) رقم (6078)، «سؤالات البرذعي لأبي زرعة» (2/ 664)، «الجرح والتعديل (2/ 332)، «الثقات» لابن حبان (6/ 85)، «تهذيب الكمال»
…
(2/ 357)، «ميزان الاعتدال» (1/ 185)، «مَن تُكلِّم فيه وهو مُوثق أو صالح الحديث» (ص 95)، «نهاية السول» (1/ 401)، «تهذيب التهذيب» (1/ 211)،
…
«تقريب التهذيب» (ص 137).
(4)
كان يقعد في سُدَّة باب الجامع بالكوفة، فسمي السُّدي، وهو السدي الكبير.
وثَّقَهُ: أحمد، والعجلي، و «شعبة، والثوري، وزائدة، ويحيى بن سعيد القطان»
(1)
، وذكره ابن شاهين، وابن حبان في «الثقات» .
وتوسَّطَ فيه قومٌ: وقال أحمد بن حنبل في رواية: مقارب، صالح الحديث. وفي رواية: مقارب، حسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجئ به أسباط عنه، فجعل يستعظمه، فقيل له: ذاك إنما يرجع إلى قول السدي، فقال: من أين وقد جعل له أسانيد، ما أدري ماذاك؟ !
وقال يحيى بن سعيد، والنسائي: لا بأس به، زاد يحيى: ما سمعت أحداً يذكره إلا بخير، وما تركه أحد، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، صدوقٌ، لا بأس به.
قال النسائي في موضعٍ: صالح.
وقال الساجي: صدوق فيه نظر.
وضعَّفَهُ: أحمد في رواية، وابن معين، والعقيلي، وقال أبوزرعة: لين، وقال أبوحاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال الطبري: لايحتج بحديثه.
واختلف قول ابن مهدي فيه: فقد ذكر الفلاس عنه تضعيف السدي، وروى أحمد بن حنبل أن ابن معين سئل عن السدي، وإبراهيم بن مهاجر، فقال: ضعيفان، فغضب ابن مهدي، غضباً شديداً، وقال: سبحان اللَّه،
(1)
كما في «جامع الترمذي» (ص 582) بعد الحديث رقم (3721).
إيش ذا! وأنكر ماقال يحيى.
وكذَّبَهُ: ليث بن أبي سليم، وهو مردود عليه، قال ابن حجر في
«التهذيب» : وليثٌ أشدُّ ضعفاً من السدي.
وذكر العقيلي أنه كان يتناول الشيخين.
ذكر المزي أنه روى عن أنس، وقد رأى الحسنَ بن علي بن أبي طالب، وابنَ عمر، وأبا هريرة، وأبا سعيد الخدري.
قال الذهبي في «الكاشف» : حسن الحديث. وذكر في «الميزان» أنه رُمِي بالتشيع.
وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : صَدوقٌ يَهِم، ورُمِيَ بالتشيُّع.
وهو الراجح، وهو وسطٌ بين الأقوال السابقه.
(ت 127 هـ).
(1)
(1)
. ينظر في ترجمته: «العلل ومعرفة الرجال لأحمد» رواية عبداللَّه (2/ 544) رقم
…
(3581)، و (3/ 159) رقم (4710)، ورواية المروذي وصالح والميموني (63) و
…
(97)، «الثقات» للعجلي (1/ 227)، «جامع الترمذي» بعد حديث (3721)،
…
«الجرح والتعديل» (2/ 184)، «الضعفاء» للعقيلي (1/ 102)، «الثقات» لابن حبان
…
(4/ 20)، «الكامل» لابن عدي (1/ 276)، «الثقات» لابن شاهين رقم (6)،
…
«تهذيب الكمال» (3/ 132)، «من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث» (ص 107) رقم (36)، «الكاشف» (1/ 125)، «ميزان الاعتدال» (1/ 233)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (2/ 187)، «تهذيب التهذيب» (1/ 313)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 147).
ــ صُبيح مولى أم سلمة، ويقال: مولى زيد بن أرقم.
(1)
تابعي، مجهول الحال.
روى عن: زيد بن أرقم، وأم سلمة رضي الله عنهما.
روى عنه: ابنُ ابنِه إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح، وإسماعيلُ بن
…
عبد الرحمن السدي.
قال الترمذي: ليس بمعروف.
وقال البزار: لا نعرف حدَّث عنه إلا السدي.
وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وأخرج له في «الصحيح» ، وكذا الحاكم في «المستدرك» .
ذكر مغلطاي، وابن حجر في «تهذيب التهذيب» أن البخاري قال:
…
لم يذكر سماعه من زيد.
(2)
قال ابن حجر في «التقريب» : مقبول.
أي حيث يتابع، وإلا فليِّن الحديث، ولم يُتابَع هنا.
(1)
تصحَّف في «تقريب التهذيب» إلى زيد بن أسلم، وفي مصادر ترجمته: زيد بن أرقم.
(2)
نص مغلطاي أن قوله في «التاريخ الكبير» ، ولم أجده في النسخة المطبوعة.
والراجح في حاله أنه مجهول الحال.
(1)
أخرج له الترمذي وابن ماجه حديثاً واحداً فقط، وهو الحديث محل الدراسة.
(2)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: ابن أبي شيبه في «مصنفه» ـ كما سبق ـ، وفي «مسنده»
(3)
أيضاً (1/ 355) رقم (520)، ومن طريقه: [ابن حبان في «صحيحه»
…
(15/ 433) رقم (6977)].
ــ وابن ماجه في «سننه» (ص 32)، في مقدمة سننه، باب فضل الحسن
(1)
ذكر الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 57) رقم (6028): أن ابن عدي في
…
«الكامل» (4/ 86) ترجم لصبيح ـ ليس يُعرف نسبه ـ، وهو كذَّاب خبيث، يروي عن عائشة، وعثمان بن عفان، قال الألباني: يحتمل أنه صبيح هذا الوارد في الحديث لأنه من طبقته.
(2)
ينظر: «التاريخ الكبير» (4/ 317)، «الجامع» للترمذي، بعد حديث رقم (3870)،
…
«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (4/ 449)، «البحر الزخار» للبزار (10/ 228)،
…
«الثقات» لابن حبان (4/ 382)، «أسد الغابة» (2/ 390)، «تهذيب الكمال»
…
(13/ 112)، «ميزان الاعتدال» (2/ 283)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي
…
(6/ 351)، «تهذيب التهذيب» (2/ 409)، «الإصابة في تمييز الصحابة» (3/ 327)، «تقريب التهذيب» (ص 309).
(3)
سقط من المطبوعة: شيخ ابن أبي شيبة: مالك بن إسماعيل.
والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، حديث رقم (145) عن علي بن المنذر، والحسن بن علي بن الخلال.
ــ والبزار في «البحر الزخار» (10/ 228) رقم (4320) من طريق يوسف بن موسى.
ــ وأبو جعفر النحَّاس في «الناسخ والمنسوخ»
(1)
ـ ط. العاصمة ـ
…
(2/ 281) رقم (445) من طريق الحسين بن الحكم الحِبَري.
ـ والطبراني في «المعجم الكبير» (3/ 40) رقم (2619)،
…
و (5/ 184) رقم (5030)، ومن طريقه: [المزي في «تهذيب الكمال»
…
(13/ 113)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (10/ 432)] من طريق علي بن عبدالعزيز ومحمد بن النضر الأزدي.
والطبراني ـ أيضاً ـ في «المعجم الأوسط» (5/ 182) رقم (5015)، وفي «المعجم الصغير» (2/ 53) رقم (767) من طريق محمد بن النضر الأزدي.
ــ والآجري في «الشريعة» (4/ 2053) رقم (1528) من طريق محمد بن الأشعث.
ــ وابن جُميع الصيداوي في «معجم الشيوخ» (ص 380)، ومن
(1)
سقط من المطبوعة: أسباط بن نصر، وهو شيخ مالك بن إسماعيل في هذا الحديث.
طريقه: [ابن العديم في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (6/ 2576)] من طريق أحمد بن محمد بن معاوية بن عمرو، ومحمد بن إسحاق الصغاني.
ـ والحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (3/ 161) رقم
…
(4714)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 64) رقم (60) من طريق العباس بن محمد الدوري.
ــ وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 157) من طريق الحسن بن عمرو بن محمد العنقزي الكوفي.
وأيضاً في (13/ 218) من طريق أبي بشر البصري.
و (14/ 158) من طريق علي بن عثمان النفيلي.
جميعهم: (أربعة عشر راوياً)، عن مالك بن إسماعيل أبي غسان النهدي.
ــ وأخرجه: الترمذي في «جامعه» ، (ص 598)، كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، حديث (3870)، ومن طريقه:[ابن الأثير في «أسد الغابة» (6/ 225)]، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 218) من طريق علي بن قادم.
ــ والدولابي في «الكنى والأسماء» (3/ 1167) رقم (2038) من طريق إسحاق بن سيار النصيبي، عن رجل.
ثلاثتهم: (مالك بن إسماعيل، وعلي بن قادم، والرجل المجهول شيخ إسحاق بن سيار) عن أسباط بن نصر، عن إسماعيل بن عبدالرحمن السُّدِّي، عن صُبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
ــ عند ابن أبي شيبة، والآجري، وابن جُميع: حرب لمن حاربَكُم، وسلْمٌ لمن سالَمَكُم.
وعند الباقين: سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم.
فالمدار هنا على أسباط، وفيه ضعف ـ كما سبق ـ، ومثله السُّدِّي وفيه تشيُّع، وصُبيح مجهول، فالحديث ضعيف.
وقد روي من وجه آخر:
ــ أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (3/ 40) رقم (2620)،
…
و (5/ 184) رقم (5031)، وفي «المعجم الأوسط» (7/ 197) رقم
…
(7259) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري
(1)
، عن حسين بن محمد.
(2)
ـ وأبو طاهر المخلِّص كما في «المخلصيات» (3/ 359) رقم
…
(2715)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 218)] من
(1)
ثقة، حافظ، تُكُلِّم فيه بلا حجة. «تقريب التهذيب» (ص 128).
(2)
المرُّوذي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 205).
طريق الحسن بن صالح بن أبي الأسود.
(1)
كلاهما عن سليمان بن قرم.
(2)
ــ وأخرجه: الدراقطني في «حديث أبي الطاهر الذهلي» (ص 51) رقم (154) من طريق أحمد بن محمد بن سعيد الصيرفي
(3)
، قال: حدثنا كثير بن يحيى
(4)
، قال: حدثنا أبو عوانة.
(5)
كلاهما: (سليمان بن قرم، وأبو عوانة) عن أبي الجحاف
(6)
، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن صُبيح
(7)
، عن جدِّه صُبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بيتِ فاطمة وعلي وحسن
(1)
الليثي، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وفيه كلام. انظر:«الثقات» (8/ 169)، «لسان الميزان» (3/ 58).
(2)
ضعيف، شيعي غالٍ، ونُسب للرفض، سبقت ترجمته في الدراسة الموضوعية في المبحث السابق.
(3)
قال الذهبي: مستور. «تاريخ الإسلام» (6/ 34)، وانظر:«تاريخ بغداد» (6/ 143).
(4)
أبو مالك، صدوق، شيعي. ينظر:«الجرح والتعديل» (7/ 158)، و «تاريخ الإسلام»
…
(5/ 904)، «لسان الميزان» (6/ 415).
(5)
الوضاح اليشكري، ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 610).
(6)
صدوق، شيعي، ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (31).
(7)
لم أجد له ترجمة، وكذا قال أيضاً الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 58) رقم
…
(6028).
وحسين، فقال:«أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم» .
لفظ المخلِّصيات: «حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم» .
قال الطبراني في «الأوسط» : (لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن
…
عبدالرحمن إلا أبو الجحاف، ولا عن أبي الجحاف إلا سليمانُ بنُ قرم، ولا عن سليمان إلا حسينُ بنُ محمد، تفرَّد به: إبراهيم بنُ سعيد).
وهذا ضعيف جداً: سليمان بن قرم ـ كما سبق ـ ضعيف غالٍ في التشيع، والصيرفي وإبراهيم بن عبدالرحمن، وجده صبيح: مجاهيل. وأبو الجحاف صدوق شيعي اختُلِف عليه في هذا الحديث ـ كما سيأتي ـ.
وقد اختُلِف على سليمان بن قَرْم، فروي عنه من وجهين:
1.
ـ كما سبق ـ عن أبي الجحاف، عن إبراهيم بن عبدالرحمن، عن جده صُبيح، عن زيد.
2.
أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 65) رقم (62) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة
(1)
، قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر القابوسي
(2)
، قال: حدثنا أبي
(3)
، قال: حدثنا سليمان بن قرم، عن أبي
(1)
هو أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم، أبو بكر الكوفي التميمي. رافضي كذَّاب، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(2)
متروك، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(3)
مقرئ معروف، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
الجحَّاف، عن إبراهيم بن عبداللَّه
(1)
بن صبيح، عن أبيه
(2)
، عن جده، قالت: أتيتُ زيد بن أرقم، فقال: ما جاء بك؟ فقلتُ: جئتُ لتُحدِّثني عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعته يقول: مرَّ عليٌّ وفاطمةُ والحسن والحسين، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم» .
فسماه: إبراهيم بن عبداللَّه، وجعل روايته عن أبيه، عن جده، وزاد في المتن.
وهذا الإسناد ظلمات بعضها فوق بعض.
هذا، وقد خُولِف سليمان بنُ قَرْم:
فأخرج المحاملي ومن طريقه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق»
…
(14/ 157) من طريق عبدالأعلى بن واصل
(3)
، عن الحسين بن الحسن العرني الأنصاري
(4)
، ......................................................
(1)
كذا في المطبوعة، والمخطوطة أيضاً (ق 4/ أ)، وفي جميع الطرق التي وردت: إبراهيم بن عبدالرحمن، عن جده.
(2)
كذا في المطبوعة، والمخطوطة أيضاً (ق 4/ أ)، ولم أجد له، ولا لابنه ترجمته.
(3)
الأسدي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 365).
(4)
كذا نسبه المزي في «تحفة الأشراف» (3/ 193)، وابن حجر في «إتحاف المهرة»
…
(7/ 195)، لم أجد له ترجمة، وقد ذكر السمعاني في «الأنساب» (9/ 281) أنه كوفي، روى عن: الحسن بن عبداللَّه العُرَني.
…
=
وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 60) رقم (6028): (لم أعرفه، وأخشى ما أخشاه أن يكون هو الحسين بن الحسن الأشقر، تحرَّف الأشقر على بعضهم إلى العُرني).
قلت: لا يظهر ذلك، وقد ذكره السمعاني في «الأنساب» ـ كما سبق ـ، وذكره الحافظان: المزي وابن حجر، ولم يشيرا إلى تصحيف اسمه.
عن علي بن هاشم بن البَريد
(1)
، عن أبيه هاشم
(2)
، عن أبي الجحاف
(3)
، عن مسلم بن صُبيح
(4)
،
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال
(5)
: حَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ الذي قُبض فيه علَى عليٍّ وفاطِمةَ والحَسَنِ والحُسَين،
(1)
صدوق يتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 437).
(2)
الكوفي، ثقة، شيعي، ورُمي بالغلو في التشيُّع. سبقت ترجمته في الحديث رقم (12).
(3)
صدوق، شيعي، ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (31).
(4)
أبو الضُّحى الكوفي، ثقة، فاضل. «تقريب التهذيب» (ص 559)، وقد سمع من زيد، قاله: الإمام مسلم في «الكنى والأسماء» ـ ط. الفاروق ـ (1/ 278) رقم (1722).
فائدة: قال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 60): (ومسلم بن صبيح؛ ثقة من رجال الشيخين، ولكني أخشى أن يكون وهماً، أو قلباً متعمداً ممن دونه؛ فإنهم كلهم معروفون بالتشيع؛ إلا الحسين بن الحسن العرني؛ فإني لم أعرفه، وأخشى ما أخشاه أن يكون هو الحسين ابن الحسن الأشقر المتقدم في رواية «أوسط الطبراني»؛ تحرف «الأشقر» على بعضهم إلى «العرني»! ). قلت: سبق أعلاه التعليق باستبعاد ما خشيه الألباني.
(5)
ذكر هذا الطريق المزي في «تحفة الأشراف» (3/ 193) قال: (رواه الحسين بن الحسن العُرَنيُّ ، عن عليِّ بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن أبي الحجَّاف ، عن مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم).
وقال: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم.
ــ وهذا ضعيف جداً، العُرني مجهول، وأبو الجحاف اختُلِف عليه، والحديث من هذا الوجه لم يخرجه إلا المحاملي.
وخُولف سليمان بن قرم أيضاً:
خالَفه تَلِيد بن سليمان، فرواه عن أبي الجحَّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، فجعله من حديث أبي هريرة ـ وقد سبق تخريجه ـ في الحديث الأول من هذا المبحث.
ومخالفة ثالثة:
أخرجها: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 29) رقم (16) عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن الحراني ـ وهو ابن عقدة ـ
(1)
، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي
(2)
، .......................................
(1)
ضعيف، شيعي، ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث (9).
(2)
يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي، من رجال الدارقطني، والحاكم، والمستغفري في
…
«فضائل القرآن» .
وقد ذكره ابن منده في «فتح الباب في الكنى والألقاب» (ص 43) رقم (168).
ولم أجده عند غيره، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً إلا قول الزيلعي والعراقي فقد ذكر في «نصب الراية» (1/ 349) حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أمَّني جبرئيل عند الكعبة فجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم» . انتهى. وقال: (وهذا حديث منكر، بل موضوع، ويعقوب بن يوسف الضبي ليس بمشهور، وقد فتَّشت عليه في عدة كتب من الجرح والتعديل، فلم أرَ له ذكراً أصلاً، ويحتمل أن يكون هذا الحديث مما عملته يداه
…
).
وانظر: «تخريج أحاديث إحياء علوم الدين» ـ ط. دار العاصمة ـ (1/ 392).
قال: حدثنا نصر بن مزاحم.
(1)
ــ والطبراني في «المعجم الأوسط» (8/ 111) رقم (8127)، والدراقطني في «المؤتلف والمختلف» (4/ 2121)، والخطيب البغدادي في
…
«المتفق والمفترق» (3/ 1421) حديث رقم (805) من طريق موسى بن هارون
(2)
، قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب الرواجني الكوفي
…
ـ يُعرف بابن الميِّتة ـ
(3)
.
كلاهما: عن عبداللَّه بن مسلم الملائي
(4)
، قال: حدثني داوود بن
…
(1)
رافضي جلد. سبقت ترجمته في الحديث رقم (50).
(2)
هو الحمَّال، ثقة، حافظ، كبير. «تقريب التهذيب» (ص 583).
(3)
روى عن: موسى بن أبي حبيب، وعبداللَّه بن مسلم الملائي، وروى عنه: موسى بن هارون بن عبداللَّه، وغير واحد من الكوفيين. لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ينظر: «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (4/ 2121)، و «الإكمال» لابن ماكولا
…
(7/ 228)، «توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين (8/ 276)، «تبصير المشتبه» لابن حجر (4/ 1321).
(4)
ترجم له الخطيب في «المتفق والمفترق» (3/ 1421)، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وذكر العلامة الألباني في «الضعيفة» (10/ 647) أنه لم يجد له ترجمة.
وله حديث عند البزار في «البحر الزخار» (5/ 206) رقم (1807) تفرَّد به. والطبراني في «المعجم الكبير» (10/ 136) رقم (10228).
أبي عوف أبي الجحاف، عن عطية العوفي
(1)
، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما دخل عليٌّ بفاطمة جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحاً إلى بابها فيقول: «أنا حرب لمن حاربتم، وسِلمٌ لمن سالمتم» . هذا لفظ ابن شاهين.
ولفظ الباقين، أنه يقول: (
…
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، الصلاةَ رحمكم اللَّه، إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). ولم يذكروا الشاهد: أنا حرب لمن حاربكم .. إلخ.
وقد أخرجه: ابن مردويه في «تفسيره» ـ كما في «الدر المنثور» للسيوطي (12/ 43) ـ وذكر اللفظين جميعاً.
قال الطبراني عقب الحديث: (لم يرو هذا الحديث عن عبد اللَّه بن مسلم الملائي، إلا إبراهيم بن حبيب).
وهذا ضعيف جداً، لضعف رجاله كلهم، عدا موسى الحمَّال.
وفيه نكارة: ما الرابطة بين هذا القول: أنا حرب
…
، وبين كونه أول زواج فاطمة! !
(1)
ضعيف، شيعي، مدلِّس. سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
ويُلحظ مما سبق: أنه اختُلف على أبي الجحَّاف من خمسة أوجه، وحالُه ــ كما سبق صدوق شيعي ــ لا تَقبَل الاختلاف:
1.
أبو الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة ـ وهو حديث ضعيف سبق برقم (86).
2.
أبو الجحاف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح، عن جده، عن زيد بن أرقم. وهو ضعيف: إبراهيم، وجده: مجهولان.
3.
أبو الجحاف، عن إبراهيم بن عبداللَّه بن صبيح، عن أبيه، عن جده، قالت: أتيتُ زيد بن أرقم. كذا سمَّاه: إبراهيم بن عبداللَّه، يرويه عن أبيه، عن جده.
4.
أبو الجحاف، عن مسلم بن صبيح، عن زيد بن أرقم. وهو ضعيف؛ لأن في إسناده الحسين العرني وهو مجهول.
5.
أبو الجحاف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد. وهو ضعيف كما سبق.
وخُولف هنا أبو الجحاف في حديث مسلم بن صُبيح، عن زيد:
فأخرج الطبراني في «المعجم الأوسط» (3/ 179) رقم (2854) من طريق حسين بن الحسن الأشقر
(1)
، .....................................
(1)
ضعيف، سبقت ترجمته في الحديث رقم (34).
عن عبيد اللَّه بن موسى
(1)
، عن أبي مَضَاء ـ وكان رجل صدق ـ
(2)
، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صُبيح مولى أم سلمة
(3)
، عن جدِّه صبيح قال: كنتُ بباب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين، فجلسوا ناحية، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلينا، فقال:«إنكم على خير» ، وعليه كساء خيبري، فجلَّلَهم به، وقال:«أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم» .
قال الطبراني عقبه: (لا يُروى هذا الحديث عن صُبيح مولى أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به حسين الأشقر.
وقد رواه السدي: عن صُبيح، عن زيد بن أرقم).
وهذا ضعيف جداً: الأشقر ضعيف، وأبو مَضَاء كثير المناكير، وإبراهيم وجده مجهولان.
وفيه مخالفة الثقات الذين رووا حديث الكساء
(4)
، فإنهم لم يذكروا هذه الجملة، وهي الشاهد في هذا الحديث: أنا حرب لمن .... إلخ.
(1)
العبسي، ثقة، شيعي. سبقت ترجمته في الحديث رقم (55).
(2)
رجاء بن عبد الرحيم، أبو المضاء الهروي القرشي. قال الحاكم: كان كثير المناكير. «لسان الميزان» (3/ 466).
(3)
سبق قبل قليل.
(4)
سبق تخريجه في المبحث الرابع من هذا الفصل.
وبناء على هذا الحديث الذي دلَّ ظاهره على صُحبة صُبيح، أورده ابن الأثير في الصحابة «أسد الغابة» (2/ 390)، وكذا ابن حجر في «الإصابة» (3/ 327).
قال ابن الأثير عقب الحديث: (لا يُروى هذا الحديث عن صُبيح إلا بهذا الإسناد.
وقد رواه السدي، عن صبيح، عن زيد بن أرقم. أخرجه أبو موسى).
وقال ابن حجر: (صُبيح شيخ السُّدِّي، وصفُوه بأنه مولى زيد بن أرقم، وأنه تابعي، فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة
(1)
فهما اثنان، وكلام أبي حامد يقتضي أنهما واحد).
استغرب الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 60) رقم (6028) إيراد ابن حجر لصُبيح في «الإصابة» تبعاً لمن قبله؛ بناءً على هذا الحديث، ثم أورد قولَ ابن حجر السابق، ورجَّح أنهما واحد.
هذا، وقد رُوي الحديث من وجه آخر:
أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 65) رقم (63).
ـ وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 218) قال: أخبرنا
(1)
هي منكرة ـ كما سبق ـ.
أبو القاسم زاهر بن طاهر
(1)
، قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ.
(2)
كلاهما: (الحاكم، وأبو سعد المقرئ) عن أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي بالكوفة
(3)
، قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر اللخمي
(4)
، قال: حدثنا أبي
(5)
، قال: حدثني عمِّي الحسين بن سعيد بن أبي
(6)
الجهم
(7)
، عن أبيه
(8)
، عن أبان بن تغلب
(9)
، ..........................................
(1)
ضعيف، ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث (29).
(2)
النيسابوري الشاماتي، المعروف بابن أبي شمس، مقرئ مشهور، ثقة. (ت 454 هـ)«سير أعلام النبلاء» (18/ 122).
(3)
هو أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم، أبو بكر الكوفي التميمي. رافضي كذَّاب، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(4)
متروك، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(5)
مقرئ معروف، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(6)
سقطت كلمة: «أبي» من مطبوعة «تاريخ دمشق» .
(7)
ابن قابوس، لم أجد له ترجمة.
(8)
لم أجد له ترجمة. وقد وجدت له عشرة أحاديث وآثار، تسعة منها برواية المنذر بن محمد بن المنذر، عن والده، عن عمه الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، عن والده، عن أبان بن تغلب ـ وأبان ثقة شيعي جلْد، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(9)
سقط من مطبوعة «تاريخ دمشق» ، وأبان، ثقة شيعي، سبقت ترجمته في الحديث رقم
…
(14).
عن أبي إسحاق
(1)
، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: إني لَعِنْدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذْ مَرَّ عليٌّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، فقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أنا حربٌ لمن حاربهَم، سِلْمٌ لمن سَالمهم» . لفظ ابن عساكر.
ولفظ الحاكم: إني لعند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنا، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، فقال
…
الحديث.
وهذا ضعيف جداً، فيه: ضعيف، ورافضي كذاب، ومتروك، ومجهول الحال، واثنان لم أجد لهما ترجمة! ! فهو ظلمات بعضها فوق بعض.
وله وجه آخر:
أخرجه: أبو الشيخ الأصبهاني في «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم»
…
(2/ 147) رقم (278)، عن عيسى بن محمد الوسقندي.
(2)
ــ وابن جُميع الصيداوي في «معجم الشيوخ» (ص 132)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 143)] قال: حدثنا محمد بن عمار بن محمد بن عاصم بن مطيع، أبو جعفر العجلي
(3)
بالكوفة.
(1)
السبيعي، ثقة، ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (1).
(2)
الرازي، ثقة. «تاريخ الإسلام» (7/ 343).
(3)
لم أجد له ترجمة.
كلاهما: عن محمد بن عبيد بن أبي هارون المقرئ
(1)
، قال: حدثنا عمر بن خالد أبو حفص الأعشى
(2)
،
عن إسماعيل بن أبي خالد
(3)
، عن محمد بن سُوقَة
(4)
، عن مَن أخبرَه، عن أمِّ سلمة رضي الله عنها، قالت: كان النبيُّ
(1)
كذا عند ابن جُميع، وعند أبي الشيخ: محمد بن عبيد النوَّاء الكوفي، ولعلَّ النواء تصحيف.
ومحمد بن عبيد بن أبي هارون، أبو جعفر المقرئ الكوفي، لا بأس به. «سؤالات الحاكم للدارقطني» (ص 106) رقم (227).
وعند أبي أحمد الحاكم في «الأسماء والكنى» (3/ 76) رقم (1352) أن الراوي عن أبي حفص الأعشى هو: محمد بن عبيد بن محمد المحاربي. وذكر مثله ابن عبدالبر في
…
«الاستغناء» ـ ط. العاصمة ـ (3/ 66) رقم (1536).
ومحمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي النحَّاس الكوفي، قال عنه في «التقريب»
…
(ص 525): صدوق.
(2)
الكوفي، كذا «عُمَر» وفي «التقريب» وغيره: عَمرو بن خالد، وقال عنه: منكر الحديث.
…
«تقريب التهذيب» (ص 451). وهو من رجال الشيعة كما في «معجم الخوئي»
…
(3/ 102) أفاده: د. بشار عواد في تحقيقه لِـ «تهذيب الكمال» (21/ 608).
وقد تردد الحاكم بأنه عمر بن سليمان، ينظر:«الأسماء والكنى» لأبي أحمد الحاكم
…
(3/ 76) رقم (1352)، و «الاستغناء» لابن عبدالبر ـ ط. العاصمة ـ (3/ 66)
…
رقم (1536).
(3)
يحتمل أنه الأحمسي البجلي، ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 146). وهو من طبقة محمد بن سوقة، ولم أجد له رواية عنه!
(4)
أبو بكر الغنَوي الكوفي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 513).
- صلى الله عليه وسلم عندنا منكسَاً رأسَه، فعَمِلَتْ له فاطمةُ خزِيرَة، فجاءت ومعها حسن وحسين رضي الله عنهم، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:«أين زوجك، اذهبي فادعيه» .
فجاءت به، فأكلوا، فأخذ كساءً فأدارَه عليهم، فأمسك طرَفَه بيده اليسرى، ثم رفع اليمنى إلى السماء وقال:«اللَّهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، اللَّهم أذهب عنهم الرجس وطهِّرْهم تطهيراً، أنا حرْب لمن حاربتُم، سلْم لمن سالمتم، عدوٌّ لمن عاداكم» . هذا لفظ ابن جُميع.
ولفظ أبي الشيخ مختصراً: (قالت: أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كساءً له فدكياً، فأداره عليهم، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي وحامتي). وليس فيه الشاهد: أنا حرب لمن حاربتم
…
إلخ.
وهذا الحديث منكر ضعيف جداً، ، محمد بن مطيع خالف الثقة، فأتى بالزيادة في آخره، وهذه الزيادة مخالفة أيضاً لرواية الجماعة من اثني عشر طريقاً عن أم سلمة رضي الله عنها في حديث الكساء ـ وقد سبق بيانه في المبحث السابق ـ لم يذكر أحدٌ منهم هذه الزيادة.
وفيه الأعشى منكر الحديث، وفيه أيضاً جهالة الراوي عن أم سلمة، فالحديث ظلمات بعضها فوق بعض.
أقوال العلماء في الحديث محل الدراسة:
قال الترمذي عقب الحديث: (هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، وصُبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف).
وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا زيد بن أرقم، ولا نعلم له طريقاً عن زيد إلا هذا الطريق؛ وصبيح مولى أم سلمة لا نعلم حدَّث عنه إلا السدي).
وضعفه الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 57) رقم (6028)، وعابَ على بعض المعاصرين تحسينه؛ لطرقه.
وبيَّن الألباني أنه قد حسَّن الحديث ـ في أول أمره ـ في «صحيح الجامع» ، و «الروض النضير» ، ثم تراجع عنه لما في هذا الموضع، ونقلَ الحديث من:«صحيح الجامع الصغير» إلى: «ضعيف الجامع الصغير» .
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف، ومتابعاته ساقطة، وشاهده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ضعيف ـ وهو الحديث السابق برقم (86)، وقد ورد من حديث أبي سعيد الخدري، وهو منكر ضعيف جداً ـ سبق ذكره في ثنايا التخريج.
(1)
(1)
. يُروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم خيم خيمة، وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال:«معشر المسلمين، أنا سِلْم لمن سالم أهل الخيمة، حَرْبٌ لمن حاربهم، وَلِيٌّ لمن وَالَاهم، لا يحبُّهم إلا سعيدُ الجدِّ، طيِّبُ المَولِد، ولا يُبغِضُهُم إلا شَقِيُّ الجَدِّ، رَدِيءُ الوِلَادَة» .
ذكره المحبُّ الطبري في «الرياض النضرة في مناقب العشرة» ـ ط. دار الكتب العلمية ـ
…
(3/ 154)، وعبدالملك العصامي في «سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي»
…
(3/ 44)، ولم أجِدْ له إسناداً، ولا ذِكْرَاً لِمَن أخرَجَهُ.