المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها - فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - - جـ ٤

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الأحاديث الواردة في فضائلها، وفيه خمسة فصول:

- ‌الفصل الأول: منزلتها عند أبيها صلى الله عليه وسلم وفيه سبعة مباحث:

- ‌المبحث الأول:محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها، واحتفاؤه بها

- ‌معنى قول الإمام البخاري في الرجل: (فيه نظر):

- ‌ محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها

- ‌ هل فاطمة أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الأحاديثُ الدالَّةُ على اختصاصِ فاطمةَ بشئٍ من المحبَّةِ والاحتفاءِ والفضلِ إنما وردَتْ بعدَ وفاةِ أخواتِها، وتفرُّدِها عنهم، وذلك بعد…(شعبان 9 هـ)

- ‌ أحاديث موضوعة تدل على عظم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وعنايته بفاطمة رضي الله عنها، مع تضمن بعضها قدحاً في مقام النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌آلُ البيت لهم من الفضائل الصحيحة ما يغنيهم عن هذه الأكاذيب المشينة

- ‌المبحث الثاني:زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لها في بيتها رضي الله عنها

- ‌مكان بيت فاطمة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثالث:غيرة النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وأنها بضعة منه

- ‌ متى كانت الخِطْبَة من علي، والخُطبَة من النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ إشكال في قول المِسْوَر بن مَخْرَمَة رضي الله عنه: «وأنا يومئذ محتلم»، ومنه يُعلم وقت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل قوله: «فاطمة بضعة مني» في وقت حياة بعض أخواتها كزينب، وأم كلثوم رضي الله عنهن

- ‌ لماذا بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر في خُطبَة؟ وواجه عليَّاً بما يُعاب به

- ‌المبحث الرابع:دخولها وزوجها وذريتها في آل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ المراد بأهل البيت

- ‌المبحث الخامس:أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سِلْم لمَن سالمَها وزوجَها…وولدَيْها، وحَربٌ لمَن حارَبَهُم

- ‌الحديثُ تقلَّب بأيدي الشيعة الغلاة منهم ومَن دونهم، فذهب على أوجه شتَّى، لا يذهب مع طريق إلا ومعه وَهَنُه الشديد

- ‌المبحث السادس:اختياره صلى الله عليه وسلم لها الدار الآخرة

- ‌المبحث السابع:حثُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ على حُبِّ عائشةَ رضي الله عنهما

- ‌ العلاقة بين فاطمة، وعائشة رضي الله عنهما علاقة حميمية

- ‌الفصل الثاني: منزلة أبيها صلى الله عليه وسلم عندهاوفيه مبحثان:

- ‌المبحث الأول:برها بأبيها صلى الله عليه وسلم

- ‌نصرتها لأبيها صلى الله عليه وسلم

- ‌إطعامها والدها صلى الله عليه وسلم

- ‌معالجتها إياه صلى الله عليه وسلم

- ‌حزنها في مرض أبيها ووفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌برها بوالدتها خديجة رضي الله عنهما

- ‌ يُلحظ أن لفاطمةَ رضي الله عنها حضوراً في أسفار والدها صلى الله عليه وسلم ومشاهده

- ‌المبحث الثاني:حفظها لسِرِّ أبيها صلى الله عليه وسلم

- ‌ يجوز إظهار السِّرِّ إذا انتهى وقتُه، بإظهارِ اللَّهِ له، أو أظهرَهُ صاحبُه الذي أسرَّ بِهِ

- ‌الفصل الثالث: منزلتها عند الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.وفيه مبحثان:

- ‌المبحث الأول:محبة أبي بكر ورعايته لها رضي الله عنهما

- ‌(مراسيل الشعبي)

- ‌ طعن الرافضة في أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه

- ‌المسألة الأولى: المحبة بين الصحابة وآل البيت

- ‌ حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من بعض قريش جفوة على بني هاشم، بسبب الغَيرة

- ‌ومن الأمارات الكبيرة الظاهرة في تلك العلاقة الطيبة المتينة:

- ‌المسألة الثانية: طلبُ فاطمة الميراث، وغضبُها على أبي بكر، ولمَ غضبت بعد علمها بالحديث

- ‌وكان لفاطمة رضي الله عنها من أبي بكر رضي الله عنه طلبان اثنان:

- ‌ حديث لا نورث، مروي أيضاً في كتب الرافضة

- ‌المسألة الثالثة: هل وقع أبو بكر في أذية فاطمة وإغضابها، مما يُغضِبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ولِمَ امتنع من إجابتها؟وبيان تأكيد آل البيت والصحابة حُكَمَ أبي بكر رضي الله عنهم

- ‌المسألة الرابعة: خُطبة فاطمة على ملأئٍ من الصحابة

- ‌المسألة الخامسة: إكرامُ أبي بكر فاطمة، وإحسانُه لها، وإعطاؤها المال الوفير

- ‌ تأثر متأخري الزيدية بالرافضة

- ‌المسألة السادسة: هل كشف أبو بكر بيت فاطمة رضي الله عنهما

- ‌ لم أجد أحداً ذكره كما ذكرَته الرافضة:لم أكبس بيت فاطمة

- ‌المسألة السابعة: صحة الجملة الواردة في الحديث المخرَّج في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: «فهجرَتْه حتى ماتت»، وإجابةٌ على شُبهَة مَن أنكرها

- ‌ مراسيل الزهري

- ‌ تعريف الهجر لغة وشرعاً:

- ‌خلاصة ما قيل في هجر فاطمة رضي الله عنها

- ‌المسألة التاسعة:هل ترضَّى أبو بكر فاطمةَ قبل وفاتها رضي الله عنهما

- ‌المسألة العاشرة:لماذا لم يخبر عليٌّ أبا بكر بوفاة فاطمة، ليصلِّي عليها

- ‌المسألة الحادية عشرة: ما قيل في بيعة علي وآل هاشم أبا بكر ــ اختصاراً ــ مما يستفاد منه في علاقة فاطمة بأبي بكر رضي الله عنهم

- ‌المسألة الثانية عشرة:موقف فاطمة رضي الله عنها من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌ لم تشارك في الحياة السياسية، ولم تحضر المجالس الشورية مع الرجال في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين، بل وبعدهم أيضاً فترة طويلة

- ‌من شروط أهل الحل والعقد: الذكورية، وليس للنساء…مدخل فيه

- ‌ما يُلقَى مُشَافَهَةً جواباً لسؤال عابر، يختلِفُ عما يُكتب تحريراً، بل يختَلِفُ عما يُشرَحُ في متن عِلمِيٍّ يجمَعُ أطرافَ ما يُلقِيه الشارِحُ

- ‌لم يَرِدْ في موروث أهلِ السنة والجماعة حديثاً وعقيدةً وتاريخاً شئٌ عن مبايعة فاطمة أبا بكر رضي الله عنهما، وموقفها من البيعة

الفصل: ‌ محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها

الدراسة الموضوعية:

في المبحث مسألتان:‌

‌ محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها

، واحتفاؤه بها.

(1)

الأولى: ورد فيها حديث أسامة: أحب أهله إليه فاطمة ـ وهو حديث حسن ـ، ومثله حديث عائشة ـ حسن لغيره ـ، وأما حديث علي في قول النبي صلى الله عليه وسلم له: فاطمة أحبُّ إليَّ منك، وأنتَ أعزُّ عليَّ منها، فضعيف.

(2)

وروي عن ابن أعبد، قال: قال لي علي رضي الله عنه: ألا أحدثك عني، وعن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكانت من أحبِّ أهله إليه .... إلخ الحديث في طلَبِ الخادم.

(1)

تَحَفَّى واحتَفَى: بالغَ في بِرِّهِ وإكرامِه والسؤال عن حاله، وأظهَرَ فيه السُّرُور والفَرَحَ، فهو حافٍ وحَفِيٌّ، كغَنِيٍّ. وحَفَا اللَّه به حَفْواً: أكْرَمَهُ. وتحفَّى إليه: بالغ في الوصية. وحفيت بفلان وتحفَّيت، إذا عنيت به. يقال: فلان به حفيٌّ إذا كان معنياً.

ينظر: «الزاهر في معاني كلمات الناس» للأنباري (1/ 348) رقم (276)، «تهذيب اللغة» للأزهري (5/ 167)، «مقاييس اللغة» لابن فارس (2/ 83)، «المفردات» للراغب (ص 246)، «شمس العلوم» للحِميَري (3/ 1519)، «النهاية» (1/ 409)، «القاموس المحيط» (ص 1275)، «تاج العروس» (37/ 453).

(2)

ولا حاجة إلى التكلف في تفسير معناه والفرق بين الجملتين (المحبة، والمعزة)، كما فعل الكلاباذي في «بحر الفوائد» (ص 288) في تفسير له غريب.

ص: 83

رواه أبو داوود، وغيره.

وهو حديث ضعيف، سبق تخريجه ضمن حديث رقم (56)

وثمة حديث آخر:

حديث أبي هاشم مولى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ وفاطمةَ: «أحبُّ حاضِرٍ وبَادٍ إليَّ» .

أخرجه: أبو نعيم، ومن طريقه: [ابن الأثير في «أسد الغابة»

(5/ 317)] من طريق الحسن بن حماد الحضرمي

(1)

، عن يحيى بن يعلى الأسلمي.

(2)

ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 52) حديث (35) من طريق عبيداللَّه بن موسى.

(3)

كلاهما: (يحيى بن يعلى، وعبيداللَّه بن موسى) عن حُلْو الأودي، عن أبي هاشم، عن أمِّهِ ـ وكانت خادمةَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ـ قالت: جاء رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعليٌّ وفاطمة قائمان قد أضْحَتْ عليهم الشمس، وعليه كِساء خَيْبَري، فمدَّهُ دونهما، ثم قال:«أحبُّ حاضِرٍ وبَادٍ إليَّ» .

لفظ الحاكم.

(1)

صدوق. سبقت ترجمته في الحديث رقم (33).

(2)

ضعيف، شيعي. سبقت ترجمته في الحديث رقم (33).

(3)

ثقة، كان يتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 406).

ص: 84

وعند أبي نعيم: عن أبي هاشم أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ــ مرسلاً ـ

ولفظه: (

حدثنا أبو هاشم مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: كانت أمي أمةً لرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ــ هو أعتق أبي وأمي ــ أنَّ

رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم جاء من المسجد، فوجد علياً وفاطمة رضي الله عنهما مضطجعين، وقد غشيتهما الشمسُ، فقام عند رؤوسهما، عليه كساء خيبري، فمدَّه دونهم، ثم قال:«قوما، أحبُّ بادٍ وحاضرٍ ـ ثلاث مرات ـ» .

ــ حُلْو بن السَّرِي، أبو عبدالرحمن الأوْدِي الكوفي.

ضعيف.

روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وأبي هاشم، وعروة بن عبداللَّه بن قشير الجعفي.

روى عنه: عبيداللَّه بن موسى العبدي، والحارث بن محمد الكوفي، ويحيى بن يعلى، والكوفيون.

قال البرديجي: (حلو الأودي، يروي عنه عبيداللَّه بن موسى، كوفي).

ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال:(يخطئ، ويُغربُ على قِلَّة روايته).

(1)

(1)

ينظر: «طبقات الأسماء المفردة» للبرديجي (ص 88)، «الثقات» لابن حبان (6/ 248)، «المعجم الأوسط» (2/ 366) رقم (2248)، و (7/ 374) رقم (7766)، «تهذيب الكمال» (20/ 28)، «لسان الميزان» (3/ 265).

ص: 85

فالرجل على جهالته، وقلة روايته، يخطئ ويغرب، فهو ضعيف إذن، إن لم يكن ضعيفاً جداً.

ــ أبو هاشم مولى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر في «الإصابة» (7/ 368): (أبو هاشم، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

تابعيٌّ أرسلَ حديثاً، فذكره أبو موسى في «الذيل على المعرفة» ، فأخرج من طريق أبي نعيم، أظنه في كتابه في «فضائل الصحابة» ، من طريق يحيى بن يعلى، عن أبي عبد الرحمن حلو بن السري الأودي

(1)

، حدثنا أبو هاشم مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: كانت أمِّي أمَةً لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، هو أعتق أبي وأمي، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاء إلى المسجد، فوجد عليَّاً وفاطمة مضطجعين قد غشيتهما الشمس، فقام عند رءوسهما وعليه كساء خيبري فمدَّه دونهم، ثم قال: قوما، أحبُّ بادٍ وحاضرٍ ـ ثلاث مرات ـ.

ومن طريق عبداللَّه بن موسى، حدثنا حُلْو الأودي، عن أبي هاشم، عن أبيه، وكان ـ مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ـ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج غازياً

فذكر الحديث مطولاً.

(1)

في مطبوعة الإصابة ـ السابقة ـ: (الأزدي)، وط. دار هجر (13/ 73): الأودي، وعلَّق محققو (ط. هجر) بأنه ورد في النسخ (الأزدي)، والمثبت من «أسد الغابة» .

ص: 86

قال أبو موسى: فعلى هذا، فالحديث لوالد أبي هاشم، وقد جاء عن يحيى بن يعلى، فقال عن حلو، عن أبي هاشم، عن أبيه). انتهى من «الإصابة»

قلت: وهذا الاضطراب من حلو بن السري، مرةً جعله عن أبي هاشم، عن أبيه.

ومرةً: عن أبي هاشم، مرسلاً.

ومرة اختصره، ومرة أطال.

ومسألة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة لا تحتاج دليل، ولا تأمل، وإنما ورد إشكال في كونها أحب الناس إلى أبيها، أم غيرها مما ورد فيه نص.

فقد ورد أنَّ أسامةَ بنَ زيد رضي الله عنهما أحبُّ الناسِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وورَدَ أنَّ أبا بكر أحبُّ الناسِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وورد في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من ذلك:

ما أخرجه البخاري في «صحيحه» من طريق الفضيل بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبداللَّه بن عمر، عن أبيه رضي الله عنه قال: استعمل النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامة، فقالوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«قد بلغني أنكم قلتم في أسامة، وإنه أحبُّ الناس إليَّ» .

وفي كتب السنن والمسانيد زيادة رُويت بلفظين متقابلين، الأول: يستثني فاطمة، والثاني: ما استثنى فاطمة ولا غيرَها.

ص: 87

وهذه الزيادة من قول ابن عمر رضي الله عنهما:

(1)

1.

قال سالم: فما سمعت عبداللَّه بن عمر يحدِّث هذا الحديث قط إلا قال: ما حاشا فاطمة. وفي لفظ: حاشا فاطمة، وفي لفظ: واللَّهِ ما حاشا فاطمة.

2.

ورواه بعضهم بقوله: ما حاشا فاطمة ولا غيرها. وفي لفظ: ما استثنى فاطمة ولا غيرها.

(2)

(1)

وقد أكد ذلك السخاوي في «الأجوبة المرضية» (2/ 762).

(2)

أخرجه: البخاري في «صحيحه» ، حديث رقم (4468).

وأخرجه: أبو يعلى في «مسنده» (9/ 390) رقم (5518)، والبزار في «مسنده»

(12/ 270) رقم (6052) من طريق الفضيل بن سليمان أيضاً، به. وقد زادا الجملة الأولى، والراجح عدم ذكرها كما في رواية البخاري في «صحيحه» .

ــ وأخرجه: إبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ص 185) رقم (138).

ــ وأخرجه: الطيالسي في «مسنده» (3/ 354) رقم (1921)، وأحمد في «مسنده»

(9/ 518) رقم (5707) من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث، والطرسوسي في

«مسند عبداللَّه بن عمر» (ص 47) رقم (91) من طريق الأسود بن عامر، والطبراني في «المعجم الكبير» (1/ 159) رقم (372) من طريق هدبة بن خالد، والحاكم في

«المستدرك» (3/ 689) رقم (6530) من طريق عفان، وحجاج. ستتهم:(الطيالسي، وعبدالصمد، والأسود، وهدبة، وعفان، وحجاج) عن حماد بن سلمة.

ــ وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 65)، وأحمد في «مسنده» (10/ 96) رقم =

ص: 88

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (5848)، وأبو يعلى في «مسنده» (9/ 352) رقم (5462) من طريق وهيب بن خالد.

ـ وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 65)، والطبراني في «المعجم الكبير»

(12/ 298) رقم (13171) من طريق عبدالعزيز بن المختار.

ــ والنسائي في «السنن الكبرى» (7/ 323) رقم (8129) من طريق محمد بن فليح.

ــ والنسائي أيضاً في «السنن الكبرى» (7/ 324) رقم (8130)، وأبو عوانة في

«مستخرجه» ـ ط. الجامعة الإسلامية ـ (18/ 546) رقم (10688) من طريق زهير بن محمد التميمي.

سبعتهم: (الفضيل بن سليمان، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، ووهيب بن خالد، وعبدالعزيز بن المختار، ومحمد بن فُليح، وزهير بن محمد) عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبداللَّه بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما.

تابع موسى بنَ عقبة في الرواية عن سالم: عمرُ بنُ حمزة، أخرجها: مسلم في «صحيحه» رقم (2426).

وتابع سالماً في الرواية عن أبيه: عبدُاللَّه بنُ دينار في «الصحيحين» ـ كما سيأتي بعد قليل ـ.

تنبيه: جاء عند الطرسوسي: «نافع» بدل «سالم» ، قال السخاوي في «الأجوبة المرضية» (2/ 762):(لكن وقع في النسخة عن نافع بدل عن سالم، وهو غلط).

ــ رواية البخاري من حديث الفضيل، وحديث محمد بن فليح، والطبراني من حديث حماد بن سلمة، والحاكم من حديث حماد بن سلمة، ومسلم من حديث عمر بن حمزة عن سالم: ليس عندهم الزيادة من كلام ابن عمر.

ــ رواية حماد بن سلمة، مختصرة، وفيها الزيادة الثانية ــ إلا عند الطبراني ــ.

ــ في رواية ابن طهمان، ووهيب، وعبدالعزيز بن المختار، وزهير: الزيادة الأولى. =

ص: 89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ــ حديث محمد بن فليح، وزهير، وابن طهمان: زيادة كلهم في قوله: أحب الناس كلهم.

وحديث محمد بن فليح فيه التبعيض: لَمِنْ أحب الناس إليَّ.

فالراجح رواية الجماعة، وهي الزيادة الأولى الدالة على استثناء فاطمة رضي الله عنها.

ولفظ سالم: (ما سمعت عبداللَّه يحديث بهذا الحديث قط إلا قال .. )، يدل على أن والده رضي الله عنه حدَّث بالحديث أكثر من مرة، فتصح الرواية من دون الزيادة ــ وهي في البخاري ـ.

ورواها البعض وذكر بأنه لم يستثن أحداً.

وتصح الزيادة ـ أيضاً ـ باستثناء فاطمة، فابنُ عمر حدَّث به مراراً.

وبناء على هذا، فلا تعارض بين هذه الروايات، كل حدَّث بما سمع.

وثمَّةَ وجه: وهو اعتبار «ما» زائدة، فيكون الحديث باستثناء فاطمة رضي الله عنها، قال ابن هشام (ت 671 هـ) رحمه الله في «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» ـ تحقيق وشرح

د. عبداللطيف الخطيب ـ (2/ 249): [«حاشا» على ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تكون فِعلاً متعدِّياً متصرِّفاً، تقول: حاشيتُه بمعنى: استثنَيتُه. ومنه الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: «أسامة أحبُّ الناسِ إليَّ ما حاشَى فاطمة» . «ما» : نافية، والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام لم يستثن فاطمة. وتوهَّمَ ابنُ مالك أنها «ما» المصدرية، و «حاشا» الاستثنائية، بناءً على أنه من كلامه عليه الصلاة والسلام، فاستدَلَّ بِهِ على أنه قد يقال: قام القوم ما حاشا زيداً. كما قال:

رأيتُ الناس ما حاشا قريشاً

وإنَّا نحن أفضلُهُم فعالاً

ويَردُّهُ أن في «معجم الطبراني» : «ماحاشى فاطمةَ، ولا غيرَها» .

ودليل تَصرُّفِهِ قولُه:

ولا أرى فاعلا في الناس يُشبِهُهُ

ولا أُحَاشِي مِن الأقوامِ من أحَد =

ص: 90

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتوهَّمَ المبرِّد أنَّ هذه مضارِعُ «حاشا» التي يُستثنى بها، وإنما تِلكَ حَرفٌ أو فِعلٌ جامِدٌ؛ لِتضَمُّنِهِ معنى الحرف.

الثاني: أن تكون تنزيهية نحو «حاش لله» وهي عند المبرد، وابن جني ....

الثالث: أن تكون للاستثناء ..... إلخ]. انتهى المراد نقله من «مغني اللبيب» .

علَّق محقق «مغني اللبيب» على قول ابن هشام: (والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام لم يستثنِ فاطمة) قال: (ذهب فيها المصنف هذا المذهب بناءً على أنَّ «ما حاشى فاطمة» من كلام راوي الحديث، وليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، وأنَّ الحديث ينتهي عند قوله:«إليَّ» .

يريد الراوي أنْ يبيِّنَ أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم لم يستثنِ أحداً من أهل بيته، لا فاطمة، ولا غيرها؛ وعلى هذا تكون «ما» نافية، و «حاشى» فعل، و «فاطمة» مفعول به، والفاعل يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد أثبتُّ ألف «حاشى» ياءً؛ لأنها رابعة في فعل متصرِّف). انتهى كلام المحقق

د. عبداللطيف الخطيب.

وانظر في المسألة النحوية مع هذا الشاهد: «التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل» لأبي حيان (8/ 326)، «توضيح المقاصد» للمرادي (2/ 688)، «تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد» لناظر الجيش (5/ 2210)، «التصريح بمضمون التوضيح» للأزهري (2/ 594)، «حاشية الصبان على شرح الأشموني» (2/ 167)، وغيرها.

قلت: وبناء على جميع ما سبق: لو لم يرد الاستثناء، فإن الحديث:«أسامة أحب الناس إليَّ» محمول على التبعيض: «من أحب الناس إليَّ» ، كما في رواية محمد بن فليح. ويدل لذلك أيضاً:

ما أخرجه البخاري في «صحيحه» حديث رقم (4469)، ومسلم في «صحيحه» حديث رقم (2426)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 65)، وأحمد في «مسنده» =

ص: 91

ومن ذلك ما ورد مِن أن أحبَّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، ومن الرجال أبو بكر رضي الله عنهما

فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أيُّ الناسِ أحبُّ إليك؟ قال:

«عائشة» . قلتُ: مِن الرجال؟ قال: «أبوها» . قلت: ثم مَن؟ قال: «عُمر» ، فعدَّ رجالاً، فسكتُّ مخافةَ أن يجعلني في آخرهم.

(1)

ووردت محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه كما في الحديث التالي:

= (10/ 129) رقم (5888) من حديث عبداللَّه بن دينار، عن عبداللَّه بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ بعثاً، وأمَّرَ عليهم أسامةَ بنَ زيد، فطعن الناسُ في إمارته، فقام رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:«إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم اللَّه إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحبِّ الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده» . لفظ البخاري.

فورد عندهم جميعاً: لمن أحبِّ الناس إليَّ.

فلا يعارض إذن حديث أنَّ أحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم فاطمة.

وقد أورد الألباني الحديث في «السلسلة الصحيحة» (2/ 370) رقم (745) من طريق حماد بن سلمة، عن موسى بن عقبة، ولم يعلق على الزيادة.

(1)

أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (4358)، و (3662)، ومسلم في «صحيحه» رقم (2384).

ص: 92

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «

إن أمَنَّ الناس عليَّ في صُحبتِه ومالِه أبو بكر، ولو كنتُ متخذاً خليلاً مِن أمتي لاتَّخَذْتُ أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقَيَنَّ في المسجد بابٌ إلا سُدَّ، إلا بابَ أبي بكر».

(1)

وورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما نحوه.

(2)

وورد الجزء الثاني من حديث عبداللَّه بن مسعود رضي الله عنه

(3)

وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوردت في أول المبحث.

هذا، وقد ظنَّ بعضُ العلماء أن بين هذه الأحاديث تعارض، فضعف بحديثِ الصحيحين في محبة النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، غيرَه من الأحاديث الدالة على كون فاطمة أو علي أو أسامة أحب إليه، ولا تعارض بين هذه الأحاديث.

وقد أورد عدداً منها الطحاوي رحمه الله

(4)

وجمع بينها بما مفاده:

(1)

أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (466)، و (3904)، و (3654)، ومسلم في

«صحيحه» رقم (2382). وانظر شرحه وبيان الخُلَّة وأنها أرفع رتبة من المحبة، وقيل: غير ذلك في: «فتح الباري» (7/ 23).

(2)

أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (467)، و (3656)، و (6738).

(3)

أخرجه: مسلم في «صحيحه» (2383).

(4)

في «مشكل الآثار» (13/ 323 ـ 334).

ص: 93

اختلاف حال السائل ومراده، وذكر أن لكل واحدٍ من الرسولِ صلى الله عليه وسلم محبة وفَضلٌ.

وأحسنُ منه عرضاً وجمعاً السخاويُّ

(1)

فقد ذكر رحمه الله الأحاديث في حب أسامة بن زيد، ووالده، وعائشة، وأبي بكر، وفاطمة، وعلي، وحبِّه للأنصار، ثم قال: (فهذه أحاديث مفتقرة للجمع بينها على تقدير ثبوتها.

فأقول: أما أسامة، فيمكن أن يقال: إن الأحبية في حقِّه وحقِّ أبيه بالنسبة لجهة مخصوصة كالموالي مثلاً، لكونهما منهم، أو تكون الأحبية بالنسبة لمن طعن في إمارته ردَّاً لهم وزجرَاً، أو أحبُّ إليه في التوجه فيما نُدِبَ إليه خاصة، ولا ينافيه أحبية غيره المطلقة، كما قد قيل: إنه لا يلزم من كون أن يكون

(2)

أفضل من أبي بكر ونحو ذلك، وحينئذٍ فيكون حُبُّ أبي بكر على عمومه، وحُبُّ غيره مخصوصَاً، كما يمكن أن يقال في حقِّ علي بالنسبة إلى بقية الأقارب.

وأما قوله في زيد، فلعله قاله تواضعَاً.

(1)

في «الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية» (2/ 761 ـ 766) رقم (198).

(2)

كذا في المطبوعة، ولعل في العبارة سقطاً، يُحتمل: لا يلزم من كون فلان أحب إليه أن يكون أفضل من أبي بكر.

ص: 94

وقول مَن قال: أحبية أبي بكر ثبتت من قوله صلى الله عليه وسلم، وأحبية علي من قول عائشة الذي أقرَّه صلى الله عليه وسلم، والقولُ مُقدَّمٌ، ليس بمرضي، إذْ ليس في القصة التصريح بالتقرير، والنعمان حاكي كلامهما، يحتمل أن يكون مع أبي بكر ظاهر الباب، فلم يطلعه هل أقرها صلى الله عليه وسلم أم لا؟ ويحتمل أن يكون داخل الباب، وإذا كان كذلك فلا يعارض الصحيح، بل حديث عبد اللَّه بن شقيق دلَّ على أنه صلى الله عليه وسلم لم يقرها، فإنه كما تقدم لما سألها عن أي أصحاب رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر.

وقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار معناه: أنتم بمجموعكم أحبُّ إليَّ من مجموع غيركم

(1)

، فلما

(2)

قوله في أبي بكر وغيره على بابه.

رُوِي في الأنصار بلفظ: «مِن أحبِّ الناسِ إليَّ» بالتبعيض، كما في حديث أسامة حيث رُوي بالتبعيض وبدونه.

ويُجمَع بين حديثي فاطمة وعائشة باختلاف جهتي المحبة. واللَّه الموفق).

(3)

(1)

قال ابن حجر في «فتح الباري» لابن حجر (7/ 114): (أي مجموعكم أحب إلي من مجموع غيركم، فلا يعارض قوله في الحديث الماضي في جواب من أحب الناس إليك قال: أبو بكر .. الحديث).

(2)

كذا في المطبوعة، ولعلها: فأصبح قوله في أبي بكر ..

(3)

«الأجوبة المرضية» (2/ 765 ـ 766).

ص: 95

وقال ابن حجر رحمه الله: (ويمكن الجمع باختلاف جهة المحبة، فيكون في حق أبي بكر على عمومه، بخلاف علي).

(1)

وفي «إتحاف السائل» المنسوب للمناوي أن فاطمة أحب الناس إليه مطلقاً.

(2)

وذكر ـ أيضاً ـ جمعاً مفاده أن أحب الناس إليه عائشة، أي من نسائه الموجودات حينئذ، فلا تدخل خديجة ولا فاطمة. ومن الرجال أبوها أي من الرجال من غير أهل بيته.

(3)

والظاهر ـ واللَّه أعلم ـ أن الاختلاف باختلاف جهة المحبة، فكون علي بن أبي طالب أحب الرجال إليه أي من آل بيته، وعائشة من زوجاته، وفاطمة من النساء مطلقاً، ومحبتها جواباً لمن سأل بعد وفاة بنات النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظهر ـ كما سيأتي بعد قليل ـ.

(1)

«فتح الباري» لابن حجر (7/ 27).

(2)

«إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب» المنسوب للمناوي (ص 19 ـ 20).

فائدة: ذكر الكتَّاني (ت 1345 هـ) في «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» (ص 195) رقم (234) عن العزيزي في «شرح الجامع» قوله بأن مجموع الأحاديث الدالة على أن فاطمة أحب أهله إليه، أفادت التواتر المعنوي.

قلت: دعوى التواتر فيها نظر.

(3)

«التنوير شرح الجامع الصغير» للمناوي (1/ 388) رقم (203).

ص: 96

ومن الأدلة على محبتها مطلقاً: حديث عمر رضي الله عنه: يافاطمة، واللَّه ما رأيتُ أحداً أحبَّ إلى رسولِ اللَّه منكِ

الحديث.

(1)

ومحبة أسامة بن زيد من بين الموالي، ويحمل قوله: أحب الناس على التبعيض أي من أحب الناس، كما في الرواية الأخرى، ولاشك أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب ابنته فاطمة أكثر من رجل آخر، أسامة وغيره.

ومحبته للأنصار من بين القبائل، ومحبته لأبي بكر من بين الرجال مطلقاً.

ولكلٍّ محبةٌ تناسب مكانته، وتناسب العلاقة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد يقال بأن الأفضلية الثابتة لأبي بكر رضي الله عنه لاتدل على أنه أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلا تلازم بين الفضل والمحبة، لكن يشكل عليه حديث:«لو كنتُ متخذاً خليلاً مِن أمتي لاتَّخَذْتُ أبا بكر .. »

(2)

فالخلة أعلى درجات المحبة.

(3)

(1)

سيأتي ـ إن شاء اللَّه ـ في الفصل الثالث، المبحث الثاني: محبة عمر رضي الله عنه لها.

(2)

سبق تخريجه (ص 93).

(3)

قال ابن الأثير في «النهاية» (2/ 72): (الخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله: أي في باطنه. والخليل: الصديق، فعيل بمعنى مفاعل، وقد يكون بمعنى مفعول، وإنما قال ذلك لأن خلته كانت مقصورة على حبِّ اللَّه تعالى، فليس فيها لغيره متسع ولا شركة من محاب الدنيا والآخرة. وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد، فإن الطباع غالبة، وإنما يخص اللَّه بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه .. ).

قال ابن القيم في «الداء والدواء» ـ ط. المجمع ـ (1/ 444): (الخلَّة، وهي تتضمَّنُ كمال المحبة ونهايتَها، بحيث لا يبقى في قلب المُحبِّ سعة لغير محبوبه، وهي مَنصِبٌ لا يقبل المشاركة بوجهٍ ما، وهذا المنصب خَلَصَ للخليلين صلوات اللَّه وسلامه عليهما: إبراهيم ومحمد

).

وانظر: «العبودية» لابن تيمية (ص 111)، و «مجموع الفتاوى ابن تيمية» (10/ 67، 203)، و «روضة المحبين» لابن القيم ـ ط. المجمع ـ (ص 76)، وفيه الفرق بين المحبة والخلة.

ص: 97