الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس:
اختياره صلى الله عليه وسلم لها الدار الآخرة
88.
[1] عن ثوبان مولى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَافرَ كانَ آخرُ عهدِه بإنسان من أهلِه فاطِمةَ، وأوَّل مَن يدخلُ علَيه إذا قدِم فاطمة.
قال: فقَدِم مِن غَزاة له فأتاها، فإذا هو بمِسْحٍ على بَابها، ورأى على الحسَن والحُسين قُلْبَيْن من فضَّة، فرجَعَ ولمْ يدخُلْ علَيها.
فلمَّا رأت ذلك فاطمةُ ظنَّت أنَّه لم يدخُل عليها مِن أجْلِ ما رأى، فهَتَكَتْ السِّتْرَ، ونَزعَتْ القُلْبَين مِن الصَبِيَّيْن فقطَعتْهُما، فبَكَى الصبيَّان فقسَّمَتْه بينَهُما، فانطَلَقا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهُمَا يبكيان، فأخذَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منهما، فقال:«يا ثوبان، اذهَبْ بهذا إلى بَني فلان ـ أهل بيت بالمدينة ـ، واشتَر لفاطمةَ قِلادةً من عَصَبٍ، وسِوَارَيْنِ من عَاج؛ فإنَّ هؤلاء أهلَ بيتي، ولا أحِبُّ أن يأكلوا طيِّبَاتِهِم في حياتهم الدُّنيَا» .
[«المسند» للإمام أحمد (37/ 46) رقم (22363)]
الحديث ضعيف، سبق تخريجه في الحديث رقم (78).
ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم حريص على آل بيته، والمؤمنين أجمعين، بإرادة الخير لهم في الدنيا والآخرة، وكان يشق عليه ما يشق على أمته صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد عنه من أقواله وأفعاله وسيرته ما يدل على زهده في الدنيا صلى الله عليه وسلم، وبخصوص ابنته فاطمة، فقد سبق في حديث رقم (56) طلبها من والدها خادماً، وأنه أرشدها وزوجها إلى الذِّكر الذي هو خير لهما من خادم.
وكذلك حثَّها على قيام الليل ـ وقد سبق في حديث رقم (80) ـ.
وسيأتي في مبحث تعليمها وإرشادها ما يدل على حثها على العمل للآخرة.
وقد استجابة لذلك وغيره رضي الله عنها، فنالت المكانة العالية:«سيدة نساء أهل الجنة» .
* * *