الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلت بن بهرام)، وسئل بعده عن الصلت؟ فقال: شيخ ثقة.
قال البخاري، وابن الجارود: فيه نظر.
(1)
(1)
العبارة هنا: (فيه نظر)، وله ـ أي البخاري ـ عبارة أخرى لها معنى آخر:(فيه حديثه نظر)، و (في إسناده نظر)، انظر الفرق بينها في كتاب:«شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل» لمصطفى السليماني (ص 312 و 378).
معنى قول الإمام البخاري في الرجل: (فيه نظر):
الراجح أنه كثيراً ما يريد بها الجرح الشديد، وليس شرطاً، وقد تُطلق أحياناً على من دونه ممن هو في دائرة الضعف، أو ممن يبحث فيه.
وفي «علل الترمذي الكبير» (2/ 969): أن البخاري قال: «حكيم بن جبير لنا فيه نظر» قال الترمذي: ولم يعزم فيه على شيء.
في «تهذيب الكمال» (18/ 265) عن الحافظ عبداللَّه بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي أنَّ البخاري قال في «التاريخ» : كلُّ مَن لم أُبيِّن فيه جُرْحَه فهو على الاحتمال، وإذا قلتُ: فيه نظر، فلا يُحتَمَل).
قلت: ولم أجده في التواريخ المطبوعة للبخاري.
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (12/ 439) في ترجمة الإمام البخاري: (مَن نظر في كلامه في الجرح والتعديل، عَلِمَ ورَعَه في الكلام في الناس، وإنصافَه فيمن يضعفه، فإنَّ أكثر ما يقول:«منكر الحديث» ، «سكتوا عنه» ، «فيه نظر» ، ونحو هذا، وقَلَّ أن يقول:
…
«فلان كذاب» ، أو «كان يضع الحديث» ، حتى إنه قال:«إذا قلتُ: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واهٍ» ، وهذا معنى قوله:«لا يحاسبني اللَّهُ أني اغتبتُ أحداً» ، وهذا ــ واللَّه ــ غاية الورع). ا. هـ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (3/ 58) في ترجمة: عثمان بن فائد: (وقلَّ أن يكون عند البخاري رجلٌ فيه نظَر إلا وهُو مُتَّهم).
وقال أيضاً (2/ 374) في ترجمة: عبداللَّه بن داوود الواسطي، قال فيه البخاري: فيه نظر، قال الذهبي:(ولا يقول هذا إلا فيمن يتَّهمه غالباً).
وقال في «الموقظة» ـ تحقيق الشيخ: أحمد شهاب ـ (ص 103): (فكثيراً ما يقول البخاري: «سكتوا عنه» ، وظاهِرُها أنهم ما تعرَّضوا له بجَرْحٍ ولا تعديل. وعلمنا
…
(معتقده / مقصدَه) بها بالاستقراء، أنها بمعنى:«تركوه» .
وكذا عادته إذا قال: «فيه نظر» ، بمعنى أنه:«مُتَّهَم» ، أو:«ليس بثقة» . فهو عنده أسوَأُ حالاً من: «الضعيف» ).
فالنصُّ الأول والثاني للذهبي يرى أنَّ هذه العبارة يطلقها البخاري غالباً على من هو متَّهم.
وأيده المعلمي في «التنكيل» (1/ 411، 425).
وتعقَّبَ الذهبيَّ الجديعُ في «تحرير علوم الحديث» (1/ 603) بأن البخاري أطلق العبارة في المجروحين على اختلاف درجاتهم: متروك متهم، ومنكر الحديث، ومجهول، وضعيف
…
وذكر أنَّ أكثر الرواة الذين أطلق عليهم البخاري هذه العبارة هُم ممن يُكتب حديثه، ويعتبر به، وفيهم جماعة كانوا قليلي الحديث، غير مشهورين به، لايصلون إلى حدِّ السقوط.
قال الزركشي في «النكت على ابن الصلاح» (3/ 1018): (وقولُ البخاري في الرجل كثيراً: «فيه نظر» قال الحافظان: المزي والذهبي: هو نظير قولنا: متروك أو مطروح). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال ابن حجر في «بذل الماعون» (ص 117) عن قول البخاري: «فيه نظر» : (وهذه عبارته فيمن يكون وسطاً).
وأفاد السخاوي في «فتح المغيث» (2/ 290) كثيراً ما يريد بها أنهم تركوا حديثه.
هذا، وقد طُبعت رسالة بعنوان:«تدقيق النظر في قول البخاري: فيه نظر» لأبي عبدالرحمن أيمن بن عبدالفتاح آل ميدان، رجَّح الباحثُ أنَّ المراد بها عدة إطلاقات تُفهم بالقرائن ولا يقطع بالتهمة والترك دائماً.
ثم طُبعت رسالة دكتوراه بعنوان: «مصطلحات الجرح والتعديل وتطورها التاريخي في التراث المطبوع للإمام البخاري مع دراسة مصطلحية لقول البخاري: فيه نظر» د. محمد أولاد عتُّو.
وذكر النتيجة في (ص 677) ومُلخَّصها: إذا قال البخاري ذلك وليس له قول آخر في الراوي فإنه يكون ضعيفاً يُردُّ حديثه، ولا يحتج به.
وللشيخ د. مسفر الدميني رحمه الله بحث منشور حول هذه الكلمة ونحوها من مصطلحات البخاري، ورجَّح أن غالب مَن أطلق عليهم هذه العبارة هم في دائرة الضعف يسيراً كان أو شديداً. هذا ما فهمته من نتيجة دراسته، مع استشكالي جمعَه لعدد من الألفاظ في مجموعة واحدة مع دقة البخاري في ألفاظه واختلاف بينها.
وثمة بحث آخر بعنوان: «من قال فيه البخاري «فيه نظر» وأقوال أهل الجرح والتعديل ـ دراسة تطبيقية في كتابه «التاريخ الكبير ـ» لأبي ذر عبد القادر بن مصطفى بن
…
عبدالرزاق المحمدي، منشور في مجلة الجامعة الإسلامية، بغداد 2009 ـ كما في المكتبة الشاملة التقنية ـ
رجَّح ما قاله الذهبي من أنه يريد به غالباً الجرح الشديد. =
قال ابن عدي بعد قول البخاري: وهو كما قال، في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه، لا يتابعه عليه أحدُ، على أنه قد روى عنه جماعة.
وقال الساجي: له أحاديث مناكير، وفيه نظر، وهو صدوق.
أشار ابن القطان الفاسي في «بيان الوهم والإيهام» (5/ 19) لمن ضعَّف جُميع التيمي، ثم حسَّنَ حديثَه الذي رواه.
وذكره ابنُ حبان أيضاً في «المجروحين» ، وقال: (كان رافضياً
…
ثم ذكر قول ابن نمير فيه: جميع مِن أكذب الناس، وكان يقول: الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع أفراخها).
وقال الذهبي في «الكاشف» : واه.
وفي «المغني» : (عن الصحابة، روى الناس حديثه، وأحسبه صادقاً، وقد رماه بعضهم بالكذب، فاللَّهُ تعالى أعلم).
= وانظر ـ أيضاً ـ: «التنكيل» للمعلمي (1/ 411، 425)، «شفاء العليل» للسليماني
…
(ص 312 ـ 313، 378)، «الرفع والتكميل» للكنوي مع تعليق أبي غدة (ص 388)،
…
«تحرير علوم الحديث» للجديع (1/ 603)، «مصطلحاتُ أئمةِ الحديثِ الخاصةُ» للمديهش (ص 30)، مقدمة تحقيق محمد عوامة لِـ «الكاشف» (1/ 128 ـ 130)،
…
«لسان المحدثين» لمحمد خلف سلامة (4/ 200 ـ 239) ـ لم أقف عليه ـ، «المدخل إلى علم الجرح والتعديل» لحازم الشربيني (ص 199 وما بعدها) وهو على جودتِه في بعض نقولِه تداخل بين العبارتين: فيه نظر، وفي حديثه نظر.
وفي «المجرد» : ليِّن.
وفي «تاريخ الإسلام» : كوفي جليل. ثم نقل أقوال المضعفين له.
وفي موضع آخر من «تاريخ الإسلام» : جميع كذَّبه غيرُ واحد.
وذكر ابن حجر في «إتحاف المهرة» (8/ 290) جُميع مع اثنين آخرين، قال عنهم جميعاً: ضعفاء يُذكرون بالرفض.
وقال ابن حجر في «التقريب» : صدوق يخطئ، ويتشيع.
تعقَّبَه د. بشارُ عواد في تعليقه على «تهذيب الكمال» ثم في «تحرير التقريب» ، فضعفه، وقد تتبع أحاديث جُميع في السنن ـ وهي ستة ـ، عند الترمذي منها ثلاثة، قال عنها: حسن غريب.
واستند على رأي البخاري، وتأييد ابن عدي وقوله بعد سبر مروياته بأنه لا يتابَع على أحاديثه.
قلت: والأقرب فيه ــ واللَّه أعلم ـ ما اختاره ابن حجر، فهو وسط بين الأقوال؛ لأن أبا حاتم على تشدده لم يضعِّفْه، والنسائي على شرطه القوي في الرجال أخرج حديثه، ونجد أن الغالبية توسطوا في حاله، حتى كلمة البخاري سبق ذكر الدراسات حولها، وأنها تأتي لمعان حسب السياق؛ فجُميع بن عمير إلى التوسط أقرب ـ والعلم عند اللَّه تعالى ـ.
ولم أجد مَن وافق ابن نمير في وصفه بالرفض، والكذب، خاصة وأنه من التابعين وقد أدرك ابنَ عمر، وعائشة رضي الله عنهم، والكذب في التابعين
قليل جداً.
ولعله اشتبه على ابن نمير وابن حبان بالرافضي: جميع بن عمر. واللَّهُ أعلم.
روى له الأربعة.
(1)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه الترمذي في «جامعه» ـ كما سبق ـ، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 48) رقم (26) من طريق أبي العباس الثقفي، وابن عبدالبر في
(1)
ينظر ترجمته في: «مسائل حرب الكرماني من كتاب النكاح إلى نهاية الكتاب» تحقيق: فايز حابس (3/ 1270)، «التاريخ الكبير» للبخاري (2/ 242)، «الثقات» للعجلي
…
(1/ 272)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (2/ 532)، «الثقات لابن حبان
…
(4/ 115)، «المجروحون» لابن حبان (1/ 258)، «الكامل» لابن عدي (2/ 166)، «تالي تلخيص المتشابه» للخطيب (2/ 607)، «تهذيب الكمال» (5/ 124)، «المغني»
…
(1/ 215)، «ميزان الاعتدال» (1/ 385)، «المجرَّد في أسماء رجال ابن ماجه» للذهبي (ص 71) رقم (468)، «تاريخ الإسلام» (3/ 23) و (2/ 361)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (3/ 238)، «تهذيب التهذيب» (2/ 111)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 180)، «تحرير تقريب التهذيب» (1/ 222)«الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين وأعادهم في الثقات، جمع ودراسة وتحليل» د. مبارك الهاجري (ص 50)
…
رقم (13).
«الاستيعاب» (4/ 1897) من طريق محمد بن إسحاق السراج.
ثلاثتهم: (الترمذي، وأبو العباس الثقفي، والسراج) عن حسين بن يزيد الكوفي الطحان.
ــ والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 403) رقم (1008) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين.
ــ والحاكم في «المستدرك» (3/ 171) رقم (4744) عن أبي بكر بن أبي دارم
(1)
، عن إبراهيم بن عبداللَّه العبسي
(2)
، وأخرجه الحاكم أيضاً
…
في «فضائل فاطمة» (ص 48) رقم (26) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غزرة، كلاهما عن مالك بن إسماعيل أبي غسَّان النهدي.
(3)
ــ والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (13/ 382)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 264) من طريق علي بن سهل بن قادم.
(4)
ــ وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 263) عن أبي المظفر بن القشيري
(5)
،
قال: حدثنا أبي الأستاذُ ...........................
…
(1)
رافضي، كذاب، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(2)
هو ابن أبي بكر بن أبي شيبة، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 130).
(3)
ثقة، متقن، صحيح الكتاب، عابد. «تقريب التهذيب» (ص 545).
(4)
الرملي، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 433).
(5)
هو عبدالمنعم بن عبدالكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، وصفه الذهبي بِـ: الشيخ الإمام المسند. «سير أعلام النبلاء» (19/ 623).
أبو القاسم
(1)
إملاء، قال: أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني
(2)
، قال: أخبرنا أبو عبداللَّه محمد بن سعيد بن حمويه النسوي
(3)
، قال: أخبرنا أبو صالح الهيثم بن خالد بن يزيد.
(4)
خمستهم: (حسين بن يزيد، وأبو نعيم، ومالك بن إسماعيل، وعلي بن سهل، والهيثم بن خالد) عن عبدالسلام بن حرب الملائي.
ــ وأخرجه الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه» (2/ 765)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 263) من طريق تليد بن سليمان أبي إدريس الكوفي.
(5)
وذكر الدارقطني في «العلل» (14/ 322) أن شريك القاضي
(1)
أبو القاسم عبدالكريم بن هوازن القشيري، الزاهد الصوفي المعروف صاحب «الرسالة» ، قال عنه الخطيب: كتبتُ عنه وكان ثقة. «تاريخ بغداد» (12/ 366)، «سير أعلام النبلاء» (18/ 227).
(2)
هو محمد بن الحسين بن داوود بن علي الحسني العلوي، ثقة. «السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي» (ص 557) رقم (164).
(3)
ترجم له السمعاني في «الأنساب» (13/ 97)، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
(4)
أبو صالح الكوفي، ورَّاق أبي نعيم، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 607).
(5)
رافضي، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 624).
وهشيم روياه عن أبي الجحاف، والشيباني.
أربعتهم: (عبدالسلام بن حرب، وتليد بن سليمان، شريك القاضي، وهشيم بن بشير) عن أبي الجحَّاف داوود بن أبي عوف.
ــ وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (7/ 448) رقم (8442)، وأبو يعلى في «مسنده» (8/ 270) رقم (4857)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 262)]، وابن عساكر أيضاً باسنادين آخرين (42/ 261، 262) من طريق ابن أبي غَنِيَّة
(1)
، عن أبي غَنيَّة.
(2)
ـ وأخرجه النسائي أيضاً في «سننه الكبرى» (7/ 448) رقم
…
(8443) من طريق عبدالعزيز بن الخطاب
(3)
، والحاكم في «فضائل فاطمة»
…
(ص 47) رقم (25) من طريق عباد بن يعقوب، كلاهما عن محمد بن إسماعيل بن رجاء الزُّبيدي.
(4)
وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 261) من طريق جعفر الأحمر.
(5)
(1)
يحيى بن عبدالملك بن أبي غَنِيَّة، صدوق له أفراد. «تقريب التهذيب» (ص 625).
(2)
عبدالملك بن حميد بن أبي غنية، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 394).
(3)
قال عنه النسائي في الإسناد: ثقة. وفي «التقريب» (ص 388): صدوق.
(4)
صدوق يتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 499).
(5)
جعفر بن زياد الأحمر، صدوق يتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 179).
وذكر الدارقطني في «العلل» (14/ 322) أن شريكَ القاضي وهُشيماً روياه عن أبي الجحاف، والشيباني.
خمستهم: (أبو غَنِيَّة، ومحمد بن إسماعيل، وجعفر الأحمر، شريك القاضي، هشيم بن بشير) عن أبي إسحاق الشيباني.
(1)
ــ وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (13/ 332) رقم (5308) عن الحسن بن عبداللَّه بن منصور البالسي
(2)
، عن الهيثم بن جميل
(3)
، عن هُشيم بن بَشير
(4)
، عن العوام بن حوشب.
(5)
ــ وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 404) رقم (1009) عن الحسين بن إسحاق التستري
(6)
، عن
(1)
سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 285).
(2)
لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجمتُه في:«تاريخ ابن يونس المصري» (2/ 61)،
…
«تاريخ دمشق» (13/ 125)، «تاريخ الإسلام» للذهبي (6/ 65)، «مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار» للعيني (1/ 199).
(3)
البغدادي، ثقة من أصحاب الحديث، وكان ترك فتغيَّر. «تقريب التهذيب» (ص 607).
(4)
ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي. «تقريب التهذيب» (ص 603).
(5)
ثقة، ثبت، فاضل. «تقريب التهذيب» (ص 463).
(6)
ثقة. «سير أعلام النبلاء» (14/ 57)، «إرشاد القاصي والداني» (ص 280) رقم
…
(399).
يحيى الحمَاني
(1)
، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6/ 3186) رقم (7322) من طريق أبي نعيم الفضل. وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 261) من طريق مِنْجَاب بن الحارث التميمي.
(2)
ثلاثتهم: (الحماني، وأبو نعيم، ومنجاب) عن شريك بن عبداللَّه النخعي
(3)
، عن الأعمش.
ــ وأخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 47) رقم (24)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 264)] من طريق أبان بن تغلب.
(4)
ــ وأخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (ص 213)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 263) من طريق كثير النوَّاء.
(5)
وذكر الدارقطني في «العلل» (14/ 322) أن صدقة بن سعيد رواه عن جميع.
(1)
يحيى بن عبدالحميد الحِمَّاني، ثقة إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. «تقريب التهذيب»
…
(ص 624).
(2)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 575).
(3)
صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. «تقريب التهذيب»
…
(ص 300).
(4)
ثقة، تُكُلِّم فيه للتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 125). وشيخ الحاكم: أبو بكر بن دارم، رافضي كذاب، كما سبق في الحديث رقم (14).
(5)
أبو إسماعيل التيمي، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 489).
سبعتهم: (أبو الجحَّاف داوود بن أبي عوف، وأبو إسحاق الشيباني، والعوام بن حوشب، والأعمش، وأبان بن تغلب، وكثير النوَّاء، وصدقة بن سعيد) عن جُميع بن عُمير، به.
ــ حديث أبي نعيم الفضل عن عبدالسلام: اقتصر على ذكر فاطمة، ولم يذكر علياً.
ــ حديث الهيثم بن خالد، عن عبدالسلام: دخلتُ مع عثمان على عائشة .... وفي آخره: جديراً أن يقول ما يحب.
(1)
قوله: (عثمان) وَهْم من أحد الرواة، قال ابن عساكر عقبه: الصواب مع عمتي.
وفي الرواة عن الهيثم: حمويه لم أجد فيه كلاماً، وعبدالكريم القشيري الصوفي المعروف ـ وقد سبق ذكر حالهما ـ والزيادة المذكورة في آخره:(جديراً بقول الحق)، منكرة، مخالفة لرواية الجماعة، وقد زادها أيضاً:
ـ تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، وتليد رافضي ضعيف
…
ـ كما سبق ـ.
ــ وفي حديث الزبيدي، عن أبي إسحاق الشيباني ـ عند النسائي والحاكم ـ: عن جميع بن عمير قال: دخلت مع أمِّي على عائشة، فسمعتها
(1)
كذا، وهو تصحيف فيما يظهر، ولعل العبارة: جديراً بقول الحق.
تسألها من وراء الحجاب عن علي فقالت: «تسأليني عن رجل ما أعلم أحداً كان أحبَّ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منه، ولا أحبَّ إليه مِن امرأته» .
ورواية أبي غنية عن الشيباني، نحوه، وفيها: مع أمي بدل عمتي.
وفي رواية جعفر الأحمر عن الشيباني: مع عمَّتِه.
وكذا رواية العوام بن حوشب عن جُميع ـ فيما أخرجه الطحاوي ـ: دخلت مع أمي، فقالت لها أمي.
ولم يذكر عمته.
قال ابن عساكر عقب الحديث من رواية أبي غنية عن الشيباني:
…
(أحسب أن تكون عمَّتَه وأمَّه جميعاً سألتا عائشة).
وفي رواية يحيى الحماني عن شريك عن الأعمش ـ عند الطبراني ـ: دخلت أنا وخالتي.
بينما رواية منجاب، والفضل عن شريك عن الأعمش: عن جميع، عن عمته.
قال ابن عساكر عقب رواية مِنجاب: (وجُميع سمع هذا الحديث من عائشة حين سألتها عمته عنه).
قلت: قوله (وخالتي) وهم، مخالف لرواية الباقين.
والصواب في ذلك كلِّه رواية الجماعة عن جُميع: أنه دخل مع عمَّتِه على عائشة.
أقوال العلماء:
ــ قال الترمذي عقب الحديث: (حسن غريب).
ومعنى حسن غريب عند الترمذي كما قال ابن تيمية: (فالترمذي إذا قال: حَسَنٌ غَرِيبٌ. قد يعني به أنه غَريبٌ من ذلك الطريق؛ ولكن المتنَ لَهُ شَواهِدُ صَار بِهَا مِن جملَةِ الحسَنِ).
(1)
وهنا غريب من حديث جميع بن عمير، وله شواهد ـ كما ستأتي ـ.
ــ سئل عن الحديثِ الإمامُ الدارقطني، فقال:
(يرويه الشيباني، واختُلِف عنه في لفظه:
فرواه عبدُالملك بن أبي غَنية، وجعفر الأحمر، عن الشيباني، عن جُميع؛ أنه دخل على عائشة، فقالت: ما كان أحدٌ أحبَّ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من علي، ولا امرأةٌ أحبَّ إليه من امرأته.
ورواه حسين الأشقر، واختُلِف عنه في إسناده:
فقال أحمد بن عبدة: عنه، عن هُشيم، عن أبي الجحاف، والشيباني، عن جُميع، وأتى بلفظ غير هذا، فقال: دخلت مع عمِّي على عائشة، فسمعها تقول: لقد وضع عليٌّ يدَه من النبي صلى الله عليه وسلم موضعاً ما طمعت فيه.
وقال غيره: عن الأشقر، عن شريك، مكان هشيم، بهذا اللفظ.
(1)
«مجموع الفتاوى» (18/ 24)، وانظر ما سيأتي في الباب الثالث، حديث رقم (28).
وكذلك رواه صدقة بن سعيد، عن جُميع بن عمير.
ورواه أبان بن تغلب، عن جُميع، نحو قول ابن أبي غنية، عن الشيباني.
واختلف عن الأعمش:
فرواه يحيى بن سالم، عن شريك، وصباح المديني
(1)
، عن الأعمش، عن جُميع بن عمير، مثله.
وقال يحيى الحماني: عن شريك، عن الأعمش، عن جُميع: دخلت أنا وخالتي على عائشة.
وقال زيد بن الحباب: عن شريك، عن الأعمش، عن جُميع: أن عمَّتَه سألت عائشة.
وقال مِنْجاب، وعلي بن حكيم: عن شريك، عن الأعمش، عن جُمَيع بن عمير، عن عمته، عن عائشة.
والصحيح قول من قال: عن جميع، أنه دخل على عائشة). انتهى.
(2)
ــ قال الحاكم عقب الحديث: (صحيح الإسناد، ولم يخرجاه).
تعقَّبَهُ الذهبيُّ بقولِه: (جُميع متَّهم، ولم تقل عائشة هذا أصلاً).
(3)
ونقلَ
(1)
كذا في تحقيق الدباسي في طبعتَيه، ولم أستطع تمييزه، وربما يكون مصحَّفاً.
(2)
«العلل» للدارقطني (14/ 321) رقم (3664).
(3)
«مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (3/ 1590) رقم (591).
في موضع قول الترمذي ثم قال: (جُميع كذَّبَه غير واحد).
(1)
وقال الذهبي أيضاً في «السير» : (ليس إسناده بذاك).
(2)
وقال الألباني: باطل.
(3)
والأقرب ــ واللَّه أعلم ــ أن الحديث حسن لغيره في أقل أحواله، لحال جُميع بن عمير فهو صدوق يخطئ، ويتشيع، وللحديث شواهد تأتي في هذا المبحث، وليس ثَمَّ تعارضٌ بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى الدالة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، ومن الرجال أباها. وسيأتي بيان ذلك
…
ـ إن شاء اللَّه ـ في الدراسة الموضوعية.
وللحديث شاهد موقوف من حديث بريدة رضي الله عنه:
أخرج الترمذي في «جامعه» (ص 598)، كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، حديث (3868)، والنسائي في
…
«السنن الكبرى» (7/ 449) رقم (8444)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (7/ 199) رقم (7262)، وأبو الفضل الزهري في «حديثه»
…
(1)
«تاريخ الإسلام» (2/ 361).
(2)
«سير أعلام النبلاء» (2/ 125).
(3)
«سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (3/ 253) ضمن شواهد حديث رقم
…
(1124).
(ص 388) رقم (385)، وأبو أحمد العسكري في «الصحابة» ــ كما في
…
«الأجوبة المرضية» للسخاوي (2/ 763) ــ، والحاكم في «المستدرك»
…
(3/ 168) رقم (4735) وفي «فضائل فاطمة» (ص 48) رقم (27)، وابن عبدالبر في «الاستيعاب» (4/ 1897)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 260) من طريق الأسود بن عامر الملقَّب بشاذان
(1)
، عن جعفر الأحمر
(2)
، عن عبداللَّه بن عطاء
(3)
،
عن ابن بريدة
(4)
، قال: جاء رجلٌ إلى أَبِي، فسألَه: أيُّ الناسِ كان أحبَّ إلى رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من النساء؟ فقال: «كان أحبُّ الناسِ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من
(1)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 150).
(2)
صدوق يتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 179).
(3)
الطائفي، أصله من الكوفة، قال الذهبي في «الكاشف» (3/ 155): صدوق.
…
وفي «التقريب» (ص 348): (صدوق يخطئُ ويدلِّس). وذكره في «تعريف أهل التقديس» (ص 28) رقم (16) في المرتبة الأولى، وهُم: مَنْ لم يوصف بذلك إلا نادراً. وقال عنه: (نزيل مكة، من صغار التابعين، قضيته في التدليس مشهورة، رواها شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي). تنظر القصة في: «التاريخ الكبير» للبخاري (4/ 165)،
…
و «المجروحين» لابن حبان (1/ 32)، و «الكفاية» للخطيب البغدادي ـ ط. دار ابن الجوزي ـ (2/ 208) رقم (1247).
وانظر: «معجم المدلسين» لمحمد طلعت (ص 273) رقم (83).
قلت: وقد روى هذا الحديث بالعنعنة.
(4)
عبداللَّه بن بُريدة بن الحُصيب الأسلمي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 331).
النساء فاطمة، ومِن الرجال علي».
لفظ النسائي.
قال الترمذي عقب الحديث: (قال إبراهيم بن سعيد
(1)
: يعني من أهل بيته.
هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه).
قال النسائي عقِبه: (عبد اللَّه بن عطاء ليس بالقوي في الحديث).
قال الحاكم: (صحيح الإسناد، ولم يخرجاه). وسكت عنه الذهبي.
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن جعفر الأحمر إلا شاذان، ولا رواه عن عبداللَّه بن عطاء إلا جعفرُ الأحمر، ومندلُ بن علي
(2)
).
(1)
الجوهري، شيخ الترمذي في الإسناد، يرويه عن شاذان.
(2)
لم أجد روايته، ويحتمل أنه حِبَّان بن علي، أخو مندل بن علي، فقد أخرج الروياني في
…
«مسنده» (1/ 79) رقم (41) من طريق أبي جعفر بن نيزك، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حِبَّان بن علي، عن عبداللَّه بن عطاء، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال:
…
(جاء قوم من خراسان فقالوا: أقِلْنَا. فقال: أما من بني فلا
…
فقالوا: أما تخبرنا عن أحب الناس كان إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: علي بن أبي طالب. قالوا: فأخبرنا عن أبغض الناس كان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: بنو أمية، وثقيف، وحنيفة).
وهذا ضعيف، لضعف حبان بن علي، وابن نيزك.
…
=
ــ أحمد بن محمد بن نَيْزَك، أبو جعفر الطوسي، صدوق في حفظه شئ. «تقريب التهذيب» (ص 122).
ــ يونس بن محمد المؤدب، ثقة ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 644).
ــ حِبَّان بن علي العنَزَي الكوفي أخو مندل، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 188).
قال ابن القيم في «المنار المنيف» ـ ط. العاصمة ـ (ص 94): (كل حديث في ذمِّ بني أُميَّةَ، فهو كذب).
وقال عنه الألباني: باطل.
(1)
وأعلَّه: بعنعنة عبداللَّه بن عطاء، وجعفر الأحمر صدوق يتشيع وهذا الحديث في فضل علي، وقال: وإنما حكمتُ على الحديث بالبطلان من حيث المعنى؛ لأنه مخالف لما ثبتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحبِّ النساء والرجال إليه كما يأتي
…
قلت: الحديث موقوف وسندُه حسن، وعبدُاللَّه بن عطاء ذكره ابن حجر في المرتبة الأولى من مراتب المدلسين ـ كما سبق ـ، وله شاهد مرفوع حسن، تقدم.
وسيأتي في الدراسة الموضوعية ـ إن شاء اللَّه ـ بيان عدم مخالفته للأحاديث الأخرى الدالة على حبه لعائشة وأبيها رضي الله عنهم.
ويظهر أن افتراض المعارضة بين هذه الأحاديث عند الألباني رحمه الله هو الذي جعله يلتمس علة للحديثَين، ويحكم ببطلانهما، أعني حديث:(جُميع عن عائشة) المرفوع، وحديث بريدة الموقوف.
(1)
«سلسلة الأحاديث الضعيفة» (3/ 253) رقم (1124).
الحكم على الحديث:
الحديث ـ محل الدراسة ـ حسن، وأقل أحواله أنه حسن لغيره؛ لحال جُميع بن عمير فهو صدوق يخطئ، ويتشيع.
76.
[3] قال الإمام النسائي رحمه الله: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجلٍ قال: سمعتُ عليَّاً على المنبر بالكوفة يقول: خطبتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاطمة، فزوَّجني فقلت: يا رسولَ اللهِ أنا أحبُّ إليك أم هي؟ فقال: «هي أحبُّ إليَّ مِنك، وأنتَ أعزُّ عليَّ منها» .
[«السنن الكبرى» للنسائي (7/ 461) رقم (8478)]
حديث ضعيف، سبق تخريجه في الحديث رقم (37) في مبحث خطبتها.
وللجزء المرفوع ـ وهو الشاهدُ هنا ـ شاهدٌ من حديث: أبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم:
1.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (7/ 343) رقم (7675) قال: حدثنا محمد بن موسى
(1)
، قال: حدثنا الحسن بن كثير
(2)
، قال: حدثنا سلمى
(1)
. أبو عبداللَّه الاصطخري، ضعيف جداً. ينظر:«لسان الميزان» (7/ 541)، «إرشاد القاصي والداني» (ص 621) رقم (1018).
(2)
يحتمل أنه من آل يحيى بن أبي كثير، وهو مجهول. «الجرح والتعديل» (3/ 34)، «لسان الميزان» (3/ 108).
بن عقبة الحنفي اليمامي
(1)
، قال: حدثنا عكرمة بن عمار
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير
(3)
، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول اللَّه، أيما أحب إليك: أنا أم فاطمة؟ قال: «فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة، إخواناً على سرر متقابلين، وأنت معي وشيعتك في الجنة» . ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {
…
إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} الحجر: 47 لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه».
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار، ولا رواه عن عكرمة إلا سلمى بن عقبة، تفرَّد به: الحسنُ بن كثير).
ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً، آفته: شيخ الطبراني، وشيخه، ومن
(1)
مجهول. لم أجد له ترجمة، ولا حديثاً غير هذا الحديث.
(2)
العجلي، أبو عمار اليمامي، صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب. «تقريب التهذيب» (ص 427).
(3)
اليمامي، ثقةٌ، ثَبْتٌ، لكنَّه يُدَلِّسُ، وَيُرسِلُ. أورده ابن حجر في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين، وهم: مَنْ احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقِلَّة تدليسه في جنب ما روى، أو كان لايدلس إلاعن ثقة.
سبقت ترجمته في الحديث رقم (30).
بعده. وفي متنه نكارة.
2.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 66) رقم (11063)، ومن طريقه: [الضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (13/ 87) رقم
…
(146)] قال: حدثنا عبدالرحمن بن خلاد الدورقي
(1)
، قال: حدثنا ملحان بن سليمان الدورقي
(2)
، قال: حدثنا عبدُاللَّه بن داود الخريبي
(3)
، قال: حدثنا الأعمش
(4)
،
عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على عَليٍّ وفاطمةَ ـ وهما يضحكان ـ، فلما رأيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم سكتا فقال لهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما» ؟ فبادرت فاطمة فقالت: بأبي أنت يا رسولَ اللَّهِ قال
(1)
أبو علي القاضي الدورقي، مجهول الحال. «إرشاد القاصي والداني» (ص 355) رقم
…
(534).
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الهمْداني، أبو عبدالرحمن الخُرَيبي، ثقة، عابد. «تقريب التهذيب» (ص 336).
(4)
قال أبو حاتم كما في «العلل» لابنه (5/ 471) رقم (2119): (إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس).
وللأئمة كلام في عدد الأحاديث التي سمعها من مجاهد، قيل: أربعة، وقيل: سبعة، وقيل: غير ذلك. انظر: «معجم المدلسين» لمحمد طلعت (ص 236).
هذا: أنا أحبُّ إلى رسولِ اللَّه منكِ، فقلتُ: بل أنا أحبُّ إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنكَ، فتبسَّمَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال:«يا بُنية، لكِ رِقَّةُ الولَد، وعليٌّ أعزُّ عليَّ مِنكِ» .
وهذا ضعيف جداً، لجهالة شيخ الطبراني، وشيخه، وخشية تدليس الأعمش.
وقد ضعَّف الحديثَ أبو إسحاق الحوينيُّ في «النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة» (2/ 158) رقم (153).
* * *
وأما احتفاؤه صلى الله عليه وسلم بها:
77.
[4] عَنْ مَسْرُوقٍ، قال: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيِنَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهُ جَمِيعَاً، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَمْشِي، لا وَاللهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ:«مَرْحَباً بِابْنَتِي» ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ .... الحديث.
الحديث في الصحيحين.
ومن الزيادات عليهما في «السنن» :
عن عائشة بنت طلحة، عنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:«مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ سَمْتَاً وَدَلَّاً وَهَدْياً بِرَسُولِ اللَّه فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» قَالَتْ: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا
…
الحديث.
سيأتي تخريجه في الباب الثالث، حديث رقم (33).
* * *
78.
[5] قال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جُحَادة، قال: حدثني حُميد الشامي، عن سُليمان المُنَبِّهِي، عن ثوبان مولى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَافرَ كانَ آخرُ عهدِه بإنسان من أهلِه فاطِمةَ، وأوَّل مَن يدخلُ علَيه إذا قدِم فاطمة.
قال: فقَدِم مِن غَزاة له فأتاها، فإذا هو بمِسْحٍ على بَابها، ورأى على الحسَن والحُسين قُلْبَيْن من فضَّة، فرجَعَ ولمْ يدخُلْ علَيها.
فلمَّا رأتْ ذلك فاطمةُ ظنَّت أنَّه لم يدخُل عليها مِن أجْلِ ما رأى، فهَتَكَتْ السِّتْرَ، ونَزعَتْ القُلْبَين مِن الصَبِيَّيْن فقطَعتْهُما، فبَكَى الصبيَّان فقسَّمَتْه بينَهُما، فانطَلَقا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهُمَا يبكيان، فأخذَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منهما، فقال:«يا ثوبان، اذهَبْ بهذا إلى بَني فلان ـ أهل بيت بالمدينة ـ، واشتَرْ لفاطمةَ قِلادةً من عَصَبٍ، وسِوَارَيْنِ من عَاج؛ فإنَّ هؤلاء أهلَ بيتي، ولا أُحِبُّ أن يأكلوا طيِّبَاتِهِم في حياتهم الدُّنيَا» .
[«المسند» للإمام أحمد (37/ 46) رقم (22363)]
دراسة الإسناد:
ــ عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم.
ثقة.
(1)
ــ عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم.
ثقة، ثبت، رُمي بالقدر، ولم يثبت عنه.
(2)
ــ محمد بن جُحَادة الأودي، ويقال: الإيامي، الكوفي.
ثقة.
(3)
ــ حُميد بن أبي حميد الشامي.
مجهول.
روى عن: سليمان المنبهي، ومحمود بن الربيع، وأبي عمرو الشيباني.
روى عنه: سالم المرادي، وصالح بن صالح بن حي، وغيلان بن جامع، ومحمد بن جحادة.
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث، حديث رقم (22).
(2)
قاله في «تقريب التهذيب» (ص 399)، وقال الذهبي في «الكاشف» (3/ 336):
…
(مقرئ فصيح مفوَّه، ثبت صالحٌ لكنه قدري). وانظر: «تهذيب الكمال» (18/ 478).
(3)
«تهذيب الكمال» (24/ 575)، «تهذيب التهذيب» (9/ 92)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 502).
قال الإمام أحمد، وابن معين: لا أعرفه.
قال الدرامي: سألتُ ابن معين عن حُميد الشَّامي كيف حديثه الذي روى حديث ثوبان عن سليمان المنبهي؟ فقال: ما أعرفهما.
قال ابن عدي: إنما أُنكر عليه هذا الحديث ــ يعني حديثه هذا عن سليمان المنبهي ـ، ولم أعلم له غيره.
قال الذهبي في «الكاشف» : ليس بحجة.
وفي «المغني» : روى عنه ابن جحادة خبراً منكراً في ذكر فاطمة، لا يُعرف، وليَّنَه بعضهم.
قال ابن حجر: مجهول.
(1)
ــ سليمان المُنَبِّهِي
(2)
أو المَنْبِهي
(3)
. يقال: اسم أبيه: عبداللَّه.
(1)
ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (4/ 36)، «تاريخ ابن معين» رواية الدرامي
…
(ص 95) رقم (269)، ورواية الدقاق (ص 59) رقم (151)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (3/ 232)، «الكامل» لابن عدي (2/ 270)، «المتفق والمفترق» للخطيب (1/ 732)، «تهذيب الكمال» (7/ 412)، «الكاشف» (2/ 328) رقم
…
(1265)، «المغني في الضعفاء» (1/ 296)، «تقريب التهذيب» (ص 218).
(2)
في «التقريب» : (بنون، ثم موحدة مكسورة). وضبطه محقق «التقريب» : عوَّامة بالتشكيل كما في أعلاه، بضم الميم. وقال عوامة أيضاً في تحقيقه لـ «الكاشف»
…
(2/ 537): (وضبطُ المُنَبِّهي هكذا من قلم المصنِّف في الأصل، ونسخة السبط). يعني حاشية سبط ابن العَجَمِي على الكاشف.
(3)
ضبطه الخزرجي في «الخلاصة» (ص 155): بفتح الميم وإسكان النون. واعتمده محقق «تهذيب الكمال» (12/ 111).
مجهول.
روى عن: ثوبان مولى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
روى عنه: حُميد الشامي.
ذكره ابن حبان في «الثقات» .
ترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، وسكتا عنه.
قال الدرامي: سألتُ ابن معين عن حُميد الشَّامي كيف حديثه الذي روى حديث ثوبان عن سليمان المنبهي؟ فقال: ما أعرفهما.
قال ابن حجر في «التقريب» : مجهول.
(1)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» ـ كما سبق ـ عن عبدالصمد بن عبدالوارث.
ــ ومسدد في «مسنده» ــ كما في «جامع الآثار» لابن ناصر الدين
…
(3/ 506) ــ، وعن مسدد:[أبو داوود في «سننه» (ص 459)، كتاب الترجل، باب ما جاء في الانتفاع بالعاج، حديث (4213)]، ومن طريق أبي
(1)
ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدرامي (ص 95) رقم (269)، «التاريخ الكبير» للبخاري (4/ 36)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (4/ 152)، «الثقات» لابن حبان (4/ 304)، «تهذيب الكمال» (12/ 111)، «تهذيب التهذيب» (4/ 231)،
…
«تقريب التهذيب» (ص 289).
داوود: [البيهقي في «السنن الكبرى» (1/ 26)]، وحماد بن إسحاق في
…
«تركة النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 57)، وابن عدي في «الكامل»
…
(2/ 270)، ومن طريقه:[البيهقي في «السنن الكبرى» (1/ 26)]، والمزي في «تهذيب الكمال» (7/ 413) من طريق مسدد.
ــ وابن ماجه في «التفسير»
(1)
ـ كما في «تهذيب الكمال» (7/ 414) ـ، والخطيب البغدادي في «المتفق والمفترق» (1/ 732) رقم (440)، والمزي أيضاً في «تهذيب الكمال» (12/ 112) من طريق أزهر بن مروان الرقاشي.
ــ وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 359) رقم (2948)، وفي «الأوائل» (ص 92) رقم (116) من طريق أبي الربيع سليمان بن داوود.
ــ وابن عدي في «الكامل» (2/ 270)، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «التحقيق في مسائل الخلاف» (1/ 92) رقم (82)، وفي «العلل المتناهية» (2/ 315) رقم (1336)] من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل.
ـ والروياني في «مسنده» (1/ 428) رقم (655)، والبيهقي في
…
«شعب الإيمان» (7/ 454) رقم (5271) من طريق عبيداللَّه القواريري.
ــ والطبراني في «المعجم الكبير» (2/ 103) رقم (1453) من طريق
(1)
من الكتب المفقودة.
أبي معمر عبدِاللَّه المقعد، ومحمدِ بن عبداللَّه الرقاشي.
والثعلبي في «الكشف والبيان» (9/ 13) من طريق أبي معمر المقعد.
ــ والخطيب البغدادي في «المتفق والمفترق» (1/ 732) رقم (440) من طريق أبي معمر المقعد، وزيد بن الحباب.
تسعتهم: (عبدالصمد بن عبدالوارث، ومسدد، وأزهر بن مروان،
…
وأبو الربيع سليمان بن داوود، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعبيداللَّه القواريري، ومحمد الرقاشي، وأبو معمر المقعد، وزيد بن الحباب) عن عبدالوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن حميد الشامي، عن سليمان المنبهي، عن ثوبان رضي الله عنه، به.
ــ في رواية أبي الربيع سليمان بن داوود، اقتصر على طرفه الأول
…
ـ وهو الشاهد ـ.
أقوال العلماء:
قال ابن عدي في «الكامل» (2/ 271): (وحميد الشامي هذا، إنما أُنكِر عليه هذا الحديث، وهو حديثُه، ولم أعلم له غيره).
وقال الدارقطني في «أطراف الغرائب والأفراد» (2/ 335) رقم (1531): (تفرد به عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، عن حميد الشامي، سليمان المنبهي، عن ثوبان).
أورده ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/ 315) رقم (1336)، وقال: لا يصح.
وكذا ضعفه في «التنقيح في مسائل الخلاف» (1/ 92) رقم (82)
(1)
وحكم عليه الذهبي بالنكارة، في:«تاريخ الإسلام» (3/ 229)،
…
و «المغني في الضعفاء» (1/ 296).
وله شاهد من حديث: ابن عمر، وابن عباس، وأبي ثعلبة الخشني رضي الله عنهم، ومرسل عبدالله بن بريدة.
1.
حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
أخرجه: حماد بن إسحاق في «تركة النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 55)، وابن خزيمة ــ في كتاب الحج كما في «إتحاف المهرة» لابن حجر (9/ 7) رقم (10254) ــ، وابن حبان في «صحيحه» (2/ 470) رقم (696)، وابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 15) رقم (3)، واللالكائي في «شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة» (8/ 1510) رقم (2745)، وأبو نعيم في «فضائل الخلفاء» ـ ط. دار البخاري ـ (ص 123) رقم (138)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 664) رقم (1798)، و (3/ 169) رقم (4740)،
(1)
وانظر: «تنقيح التحقيق» لابن عبدالهادي (1/ 121) رقم (110).
وفي «فضائل فاطمة» (ص 38) رقم (3)، والحنَّائي في فوائده كما في
…
«الحنائيات» (1/ 673) رقم (119) من طريق أبي عوانة.
وأخرجه: حماد بن إسحاق في «تركة النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 55)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 359) رقم (2949) وفي
…
«الأوائل» (ص 87) رقم (98)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 169) رقم
…
(4739)، وفي «فضائل فاطمة»
(1)
(ص 37) رقم (2) من طريق يحيى بن إسماعيل الواسطي، عن محمد بن فضيل بن غزوان.
كلاهما: (أبو عوانة الوضاح، ومحمد بن فضيل) عن العلاء بن المسيَّب
(2)
، عن إبراهيم بن قعيس
(3)
، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
(1)
بوَّبَ عليه بقوله: (ذكر فضيلة أخرى للزهراء فاطمة بنت محمد، والبيان أنَّ
…
رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان لايسافر ولا يرجع من سفره إلا ابتدأ بها قبل كافة الناس).
(2)
ثقة، ربما وهم. «تقريب التهذيب» (ص 465).
(3)
ويقال: إبراهيم قُعيس، لأنه قعيس لقبه. وهو ضعيف، صاحب غرائب. ضعفه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال الحاكم:(حدَّثَ بأحاديث يسيرة، ما فيها حديثٌ إلا وقد وهِم في إسناده ومتنه). انظر: «الجرح والتعديل» (2/ 151)، «الثقات» لابن حبان (6/ 21)، «سؤالات السجزي للحاكم» (ص 59) رقم (190)، «لسان الميزان»
…
(1/ 336)، «زوائد رجال صحيح ابن حبان» د. يحيى الشهري (1/ 215)، «المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة» للمنصوري (1/ 231) رقم (1).
كان إذا خرج في غزاة، كان آخر عهده بفاطمة، وإذا قدم من غزاة كان أول عهده بفاطمة رضي الله عنها، فإنه خرج لغزو تبوك ومعه علي رضي الله عنه فقامت فاطمة فبسطت في بيتها بساطاً، وعلقت على بابها ستراً، وصبَغَت مِقنعتها
(1)
بزعفران، فلما قدم أبوها صلى الله عليه وسلم ورأى ما أحدَثَتْ؛ رجعَ فجلس في المسجد، فأرسلَتْ إلى بلال فقالت: يا بلال، اذهب إلى أبي فسَلْهُ ما يردُّه عن بَابي، فأتاه فسألَه فقال صلى الله عليه وسلم:«إني رأيتُها أحدثَتْ ثَمَّ شيئاً» ، فأخبرها فهتكَتْ السِّتْر، ورفعت البساط، وألقَتْ ما عليها، ولَبِسَتْ أطمارَها.
(2)
لفظ ابن حبان، ومنهم من رواه مختصراً ـ مثل ابن أبي عاصم، واللالكائي، والحاكم من طريق يحيى بن إسماعيل ــ.
وجاء عند إسحاق بن حماد، والحاكم ـ من طريق أبي عوانة ـ وابن شاهين، والحنائي في آخره قال لها صلى الله عليه وسلم: كذا كوني، فداك أبي وأمي.
وهذا حديث ضعيف منكر، لأمور:
1.
ضَعفُ إبراهيم بن قيس.
2.
تفرُّدُه عن نافع، وهو حافظٌ مكثر، فأين أصحابُه الثقات عن هذا
(1)
المِقنع والمِقنعة، بكسر ميمهما: ما تقنع به المرأة رأسها. «القاموس المحيط» (ص 757).
(2)
جمع طِمْر، وهو: الثوب الخلق، أو الكساء البالي من غير الصوف. «القاموس المحيط»
…
(ص 431).
الحديث.
(1)
3.
مخالفةُ رِوَايَةِ الثقةِ: فُضيلِ بنِ غزوان، كما في «صحيح البخاري» حديث رقم (2613) عن أبي جعفر محمد بن جعفر، عن ابن فضيل، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيتَ فاطمة، فلم يدخل عليها،
(2)
وجاء عليٌّ، فذكرَتْ له ذلك، فذكرَهُ
…
(1)
فقد أعلَّ الإمام أحمد حديثاً رواه العلاء بن المسيب، عن إبراهيم قعيس، عن نافع، عن ابن عمر، حديث: «سيكون أمراء من بعدي
…
». بقوله: (لا أعرفه، ولكن العلاء بن المسيب يحدث عنه هذا الحديث، ولا نعرف هذا الحديث؛ لم يروه أصحاب نافع. قال: ولا أعرف إبراهيم قعيس، ولا أدري من هو). «المنتخب من علل الخلال» (1/ 170) رقم (90).
(2)
قال ابن حجر في «فتح الباري» (5/ 229): (قال المهلب وغيره: كرِه النبي صلى الله عليه وسلم لابنته ما كَرِهَ لنفسه من تعجيل الطيبات في الدنيا، لا أنَّ ستر الباب حرام، وهو نظير قوله لها لما سألته خادماً: ألا أدلُّكِ على خيرٍ من ذلك، فعلَّمَهَا الذِّكْرَ عند النوم).
وقال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (2/ 427) بعد إيراده هذا الحديث وأمثاله، قال: (وهذا إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله امتثالاً لما أمره اللَّهُ به؛ أن لا يمُدَّ عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا، فكان يتباعد عنها بكل وجه، ولهذا قال:«مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة، ثم راح وتركها» . فكان حالُه كلُّه في مأكله ومشربه ولباسه ومساكنه حالَ مسافر، يقنع في مدة سفره بمثل زاد الراكب من الدنيا، ولا يلتفت إلى فضولها الملهية الشاغلة عن الآخرة، وخصوصاً في حال عباداته ومناجاته لله، ووقوفه بين يديه واشتغاله بذكره، فإن ذلك كان هو قرة عينه. فكان يحذر من تلمُّحِ شيءٍ من متاع الحياة الدنيا وزينتها الفانية في تلك الحال؛ فإنه يكدر ذلك الصفاء، فلذلك كان تباعدُه عنه غايةَ المباعدة.
وهذا هو المعنى المشار إليه بقوله: «فإنه لا يزال تصاويره تعرض في صلاتي» ).
للنبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إني رأيتُ على بابِها ستراً مُوشياً
(1)
»
(2)
، فقال:«ما لي وللدنيا» .
فأتاها عليٌّ، فذكر ذلك لها، فقالت: ليأمرني فيه بما شاء، قال:«تُرسِلْ به إلى فلان، أهلِ بيت بهم حاجة» .
وجاء مطوَّلاً في «سنن أبي داوود» و «المسند» ، وغيرهما، وفيه زيادة وهي محلُّ الشاهد هنا، وهي قوله: (فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل، قال: وقلَّما كان يَدخُلُ إلا بَدأَ بِها
…
).
أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» (19/ 96) رقم (35515)، وعنه: [عبد بن حميد في «مسنده» ـ كما في «المنتخب» ـ ط. العدوي
(3)
ـ
(1)
الثوب أوشِيه وَشْياً إذا خطَّطته بألوان شتى فهو مُوشِي، وكل ما نُسج على لونين فصاعدا فهو مُوشي. قاله في «تفسير غريب ما في الصحيحين» (ص 199).
وفي «تهذيب اللغة» للأزهري (11/ 304): (الوشى في اللون خلط لون بلون، وكذلك في الكلام، يقال وشيت الثوب أشِيه وَشْيَة. وانظر: «المخصص» (1/ 382).
(2)
فائدة: أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» (19/ 96) رقم (35516) بإسناد ضعيف عن الحسن البصري وسئل عن الستر فقال: (قِرَام أعرابي، ثمنه أربعة الدراهم، كانت تنشره في مؤخر البيت).
(3)
تصحفت الجملة عنده إلى: (وقلما كان دخل إلا بإذنها)، وهي كذلك في ط. السامرائي
…
(ص 251) رقم (784).
(2/ 30) رقم (782)]، وأحمد في «مسنده» (8/ 351) رقم (4727)، وأبو داوود في «سننه» رقم (4149)، وابن حبان في «صحيحه» (14/ 266) رقم (6353)، كلهم من طريق ابن نمير، عن ابن فضيل، به.
وانظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني (7/ 391) رقم
…
(3140).
4.
ذِكْرَهُ زوائد منكرة، منها: أنَّ علياً مع النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك، والمعروف أنه خلَّفَه، ولم يخرج معه،
(1)
وألفاظ أخرى كما سيأتي:
قال ابن خزيمة عقب الحديث: (أنا بريء من عهدة هذا الخبر؛ لأن فيه لفظة تدل على أنه غير ثابت وهي قوله: «ومعه علي» وعليٌّ لم يشهد غزوة تبوك).
قال الذهبي في تلخيصه للمستدرك: فيه إبراهيم بن قعيس وهو ضعيف.
وضعَّفَه الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 573) رقم (6269) وبيَّن أوجه مخالفةِ إبراهيمُ قُعيس لفُضيل بن غزوان.
(1)
لما في «صحيح البخاري» رقم (4416)، و «صحيح مسلم» رقم (2404) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: خلَّف رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال: يا رسولَ اللَّهِ تُخلِّفُني في النساء والصبيان؟ فقال:
…
«أما ترضى أن تكون مِنِّي بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنه لا نبي بعدي» .
2.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» (9/ 478) رقم (17947).
وابن الأعرابي في «القُبَل والمعانقة والمصافحة» (ص 47، 70) رقم
…
(20) و (40) من طريق زيد بن إسماعيل الصائغ.
كلاهما: (أبو بكر ابن أبي شيبة
(1)
، وزيد بن إسماعيل الصائغ
(2)
) عن زيد بن الحُبَاب.
ــ وأبو علي البزاز ـ كما في «الثامن من أجزائه ـ مخطوط
(3)
» رقم (14) من طريق يحيى بن جعفر
(4)
، عن علي بن الحسن بن شقيق.
ــ وابن أبي الدنيا في «العيال» (1/ 390) رقم (225)، وابن الأعرابي في «القُبَل والمعانقة والمصافحة» (ص 47) رقم (21) من طريق يحيى بن واضح أبي تميلة.
(1)
ثقة، حافظ، صاحب تصانيف. «تقريب التهذيب» (ص 354).
(2)
قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال ابن حبان: كان مستقيم الحديث. ينظر: «الجرح والتعديل» (3/ 557)، «الثقات» لابن حبان (8/ 252)، «تاريخ بغداد»
…
(9/ 455)، «تاريخ الإسلام» (6/ 546).
(3)
مخطوط في «المكتبة الشاملة التقنية» .
(4)
ابن أعين الأزدي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 620).
ثلاثتهم: (زيد بن الحباب
(1)
، وعلي بن الحسن بن شقيق
(2)
، ويحيى بن واضح أبوتميلة
(3)
) عن حسين بن واقد
(4)
، عن يزيد النحوي
(5)
، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدِم من مغازيه قبَّل فاطمة.
هكذا رواه مرسلاً. وروي من وجه موصولاً:
ــ أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (4/ 352) رقم (2466)، ومن طريقه:[ابن الأثير في «أسد الغابة» (6/ 224)]، والطبراني في «المعجم الأوسط» (4/ 248) رقم (4105)، والحاكم في «فضائل فاطمة»
…
(ص 47) رقم (23) من طريق أسود بن حفص المروزي.
ــ وأبو الحسن السري ـ خال ولد السني ـ في كتابه «السُّنَّة» ــ كما في
…
«جامع الآثار» لابن ناصر الدين (3/ 506) ــ وأبو طاهر المخلِّص كما في
…
«المخلصيات» (2/ 387) رقم (1817) من طريق أبي سعيد أحمد
(6)
بن
(1)
قال الذهبي: لم يكن به بأس، قد يهم. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ في حديث الثوري. «الكاشف» (2/ 442)، «تقريب التهذيب» (ص 257).
(2)
ثقة، حافظ. «تقريب التهذيب» (ص 430).
(3)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 629).
(4)
صدوق، سبقت ترجمته في الحديث رقم (33).
(5)
ثقة، عابد. «تقريب التهذيب» (ص 632).
(6)
تصحف في مطبوعة: «جامع السير» إلى: محمد بن محمد بن يحيى بن سعيد. وفي
…
«المخلصيات» : أبي سعيد بن يحيى بن سعيد القطان.
محمد بن يحيى بن سعيد القطان
(1)
، عن زيد بن الحباب.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 99) رقم (130) من طريق إبراهيم بن هلال
(2)
، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق.
ثلاثتهم: (أسود بن حفص
(3)
، وزيد بن الحباب، وعلي بن الحسن بن شقيق) عن حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفَر قبَّلَ ابنتَه فاطمة» .
لفظ حديث الأسود بن حفص، وعلي بن الحسن بن شقيق:«سفر» ، وحديث زيد بن الحباب:«مغازيه» .
قال الطبراني عقب الحديث: (لم يرو هذا الحديث عن يزيد النحوي إلا الحسين بن واقد، ولا عن الحسين إلا أسود بن حفص، وزيد بن الحباب).
الراجح في الاختلاف على حديث زيد بن الحباب: الرواية المرسلة، لأن رواتها اثنان أحدهما الثقة ابن أبي شيبة، وقد تابعهما في الرواية المرسلة: اثنان
(1)
صدوق. كما في: «الكاشف» (2/ 34)، «تقريب التهذيب» (ص 122).
(2)
ابن عمرو، أبو إسحاق الهاشمي المروزي، لم أجد فيه كلاماً لأهل العلم. (ت 289 هـ). «فتح الباب في الكنى والألقاب» لابن منده (ص 42) رقم (155)، و «الأنساب» للسمعاني (2/ 357)، «توضيح المشتبه» (1/ 648).
(3)
ضعيف. قال ابن حبان: كان يخطئ. «الثقات» (8/ 130)، «لسان الميزان»
…
(2/ 189).
من الثقات: علي بن الحسن، وأبو تميلة.
وأما راوي الموصول عن زيد، فهو: أحمد بن محمد، وهو صدوق.
والراجح في الاختلاف على حسين بن واقد: الرواية المرسلة، رواية الجماعة وفيهم ثقات، بينما الرواية الموصولة رواها عن حسين: زيد بن الحباب ـ صدوق يخطئ ـ، وأسود بن حفص: ضعيف، وأما رواية علي بن الحسن بن شقيق ـ الموصولة ـ فرواها عنه إبراهيم بن هلال ـ لم أجد فيه كلاماً ـ وقد خالف يحيى بنَ جعفر ـ ثقة ـ فرواه عن علي بن الحسن بن شقيق موصولاً.
فالراجح الرواية الأولى المرسلة.
3.
حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه:
أخرجه: ابن خزيمة في «الحج» ـ كما في «إتحاف المهرة» (14/ 42) رقم (17411)، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 225) رقم (595،
…
و 596)، وفي «مسند الشاميين» (1/ 299) رقم (523)، والعقيلي في
…
«الضعفاء» ـ تحقيق د. حمدي السلفي ـ (3/ 1056) رقم (1386)
(1)
، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (40/ 536)]، وابن الأعرابي في «القُبَل والمعانقة والمصافحة» (ص 46) رقم (19)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (2/ 30)، و (6/ 123)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 664)
(1)
وفي تحقيق د. مازن السرساوي (4/ 449).
رقم (1797)، و (3/ 169) رقم (4737)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (40/ 230، و 537) من طرق عن يزيد بن سنان أبي فروة الرهاوي، عن عقبة بن يريم الدمشقي
(1)
،
عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم إذا قدِمَ من سفَر بدأ بالمسجد، فصلَّى فيه
(1)
كذا عند البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 436) فإنه قال: (في صحةِ خَبرِه نظَر). وأورد هذا النصَّ العقيليُّ في «الضعفاء» (3/ 1056) ثم أعقبه بهذا الحديث، مما يدل على أنَّ الحديثَ الذي أراده البخاري هو الحديث محل الدراسة. وممن أورده بهذا الاسم:
…
«عقبة بن يريم» : ابنُ الأعرابي في «القُبَل» ، وابنُ عساكر في الموضع الثاني.
وكذا في «المستدرك» في الموضع الثاني ـ ط. التأصيل (5/ 380) رقم (4798)،
…
وط. الميمان (6/ 199) رقم (4790)، وعلَّق محقق ط. الميمان بقوله:(كذا في النسخ، وفي «صحيح ابن خزيمة»: عروة بن رويم كما في «الإتحاف»).
وهي كذلك في النسخة التي لخصها الذهبي كما في «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (3/ 1602) رقم (594).
وجاء عند ابن خزيمة، والطبراني، وأبي نعيم، ومطبوعة «المستدرك» ـ ط. العلمية ـ في الموضعين، وفي الموضع الأول من ط. التأصيل (2/ 571) رقم (1820)، وط. الميمان
…
(2/ 456) رقم (1817)، وابن عساكر في الموضع الأول: عروة بن رويم.
والصواب ـ واللَّه أعلم ـ: عقبة بن يريم، لِذكر البخاري ومَن ذُكِر معه.
ويظهر أن هذا الاختلاف من أبي فروة، وهو ضعيف ـ كما سبق ـ.
ــ عروة بن رُوَيم اللخمي، صدوق يرسل كثيراً. «تقريب التهذيب» (ص 420). ويُقال بأن روايته عن أبي ثعلبة مرسلة. «تهذيب الكمال» (20/ 9).
ركعتين، ثم يثَنِّي بفاطمة، ثم يأتي أزواجه، فقَدِم مِن سفَر فصلَّى في المسجد ركعتين، ثم أتى فاطمة فتلَقَّتْه على باب البيت، فجعلَتْ تلثُم فاه وعينَيه وتبكي، فقال:«ما يبكيكِ» ؟ فقالت: أراكَ شعثاً
(1)
نصباً، قد اخلَولَقَتْ
(2)
ثيابك، فقال لها:
«لا تبكي، فإن اللَّه قد بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيتٌ ولا مدَرٌ
(3)
ولاحَجرٌ ولا وبَرٌ
(4)
ولا شَعر إلا أدخله اللَّهُ به، عِزَّاً أو ذُلاً حتى يبلغَ حيثُ بلغَ الليل».
لفظ الطبراني، والباقون بنحوه، ومنهم مَن اختصره، وليس عند العُقيلي ذِكرٌ لفاطمة.
وهذا ضعيف، فيه:
ــ يزيد بن سنان، أبو فروة الرهاوي، ضعيف.
(5)
(1)
الشَّعث أَن يغبر الشَّعْر وينتتف لبعد عَهده بالتعهد من الْمشْط والدهن. «الفائق»
…
(3/ 28)، «تاج العروس» (5/ 279).
(2)
الثوب الخلق: البالي. «المخصص» لابن سيدة (1/ 398)، «تاج العروس»
…
(25/ 255).
(3)
بيوت المدر: بيوت القرى والأمصار. وتطلق ويراد بها البلدة. «النهاية» (4/ 309)،
…
«مجمع بحار الأنوار» (4/ 554)
(4)
أهل البوادي، وهو من وبر الإبل؛ لأن بيوتهم يتخذونها منه. «النهاية» (5/ 145).
(5)
«تقريب التهذيب» (ص 632).
ــ عقبة بن يريم، مجهول.
(1)
أقوال العلماء في حديث أبي ثعلبة:
قال أبو نعيم في «حلية الأولياء» (6/ 123): (غريب من حديث عروة، تفرد به عنه أبو فروة).
قال الحاكم في «المستدرك» (1/ 664) رقم (1797): (هذا حديث رواته مجمع عليهم بأنهم ثقات، إلا أبا فروة يزيد بن سنان. وله شاهد من حديث إبراهيم بن قعيس).
وقال في الموضع الثاني (3/ 169) رقم (4737): (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه).
تعقبه الذهبي بقوله: (يزيد بن سنان هو الرهاوي ضعَّفه أحمد وغيره، وعقبة بن يريم نَكِرَةٌ لا يُعرف).
(2)
وضعَّفَه الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (9/ 246) رقم (4244).
(1)
«الضعفاء» للعقيلي (3/ 1056)، «الثقات» لابن حبان (5/ 228)، «الكامل» لابن عدي (5/ 280)، وط. الرشد (8/ 309) وعند ابن عدي وهْمٌ في الترجمة نبَّه عليه ابنُ عساكر في «تاريخ دمشق» (40/ 538)، «لسان الميزان» (5/ 457).
(2)
وانظر: «مختصر تلخيص الذهبي» لابن الملقن (3/ 1602) رقم (594).
1.
مرسل عبداللَّه بن بُريدة.
أخرجه: نعيم بن حماد في «زوائده على الزهد لابن المبارك» (1/ 417) رقم (1183) من طريق الحسين بن الحسن المروزي
(1)
، عن الهيثم بن جَميل
(2)
، عن محمد بن سلَيم أبي هلال الراسبي
(3)
، عن عبد اللَّه بن بُريدة، قال: قَدِم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن سفَر، فبدأ بفاطمة فرآها قد أحدَثَتْ في البيت ستراً، وزوائدَ في يديها، فلما رأى ذلك رجع ولم يدخل، ثم جلس فجعل ينكت في الأرض يقول:«ما لي وللدنيا، ما لي وللدنيا» .
فرأتْ فاطمةُ أنه إنما رجع من أجل ذلك الستر، فأخذت الستر والزوائد، فأرسلَتْ بهما مع بلال، وقالت له: اذهَبْ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقُل له: قد تصدَّقَتْ به، فضَعْهُ حيثُ شئتَ، فأتى به بلالُ
…
النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: قالت فاطمة: تصدقتُ به، فضَعْهُ حيث شِئتَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«قد فَعَلَتْ بأبي وأمي، قد فعَلَتْ بأبي وأمي، اذهَبْ فبِعْهُ» .
(1)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 203).
(2)
البغدادي، ثقة، وكان ترك فتغير. «تقريب التهذيب» (ص 607).
(3)
صدوق فيه لين. «تقريب التهذيب» (ص 511)، وفي تحرير التقريب» (3/ 250): ضَعيفٌ يُعتَبر به.
الحديث ضعيف لإرساله، ومع ذلك تفرد به الراسبي ـ وهو صدوق فيه لين
(1)
ـ، وقد تفرَّد فيه بزيادات، لا تُقبَل مِن مثله.
الحكم على الحديث:
حديث ثوبان ـ الحديث محل الدراسة ـ، حديث ضعيف منكر، وشواهده ضعيفة وبعضها منكرة.
غريب الحديث:
ــ (بمِسْحٍ على بَابها): المِسْح بكسر الميم وفتحها: ثوب من الشعر غليظ. جمعه: مسوح.
وهو البَلاس جمعه بُلُس، قال أبو عبيدة:(ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس المسح: تسميه العرب البلاس، بالباء المشبع، وأهل المدينة يسمون المسح بلاسا، وهو فارسي معرَّب).
(2)
ــ (القُلْبَين): مفردها: قُلْب وهو السِّوار.
وقُلْب فضة من الأسورة: ما كان قلداً واحداً، ويقولون: سِوار قُلْب.
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 511).
(2)
ينظر: «تهذيب اللغة» (12/ 306)، «لسان العرب» (6/ 30)، «تاج العروس»
…
(7/ 122) و (15/ 462).
وقيل: قُلْب الفضة: سِوار غير مَلوي.
(1)
ــ (قِلادة من عَصْب): قال أبو موسى المديني عن العصْب: (قال الخطابى في «شرح كتاب أبي داوود» : إن لم تكن الثياب اليمانية فلا أدرى ما هي؛ وما أرى أن القلادة تكون منها، لم يفسر بأكثر من ذلك.
ويحتمل عندي أن الرواية إنما هو العصَب ـ بفتح الصاد ـ: وهو أطناب مفاصل الحيوانات وهي شيء مدور، فيحتمل أنهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز، فإذا يبس، يتخذون منه القلائد، وإذا جاز وأمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة وغيرها الأسورة جاز، وأمكن أن يتخذ من عصب أشباهها خرز تنظم منها قلائد.
ثم ذكر لي بعضُ أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون يتخذ منها الخرز يكون أبيض، ويتخذ منها غير الخرز أيضاً من نصاب السكين وغيره، ويكون أبيض). انتهى كلام أبي موسى.
وذكر ابن الجوزي: (أن العصب من برود اليمن، قال الليث: وسُمي عصباً، لأن غزله يُعصب أي يُلوى ويفتل ثم يصبغ، ولا يُجمع يقال: برد
(1)
ينظر: «الدلائل في غريب الحديث» (3/ 1150)، «النهاية» (4/ 98)، «تاج العروس» (4/ 71).
عصب، وبرود عصب؛ لأنه مضاف إلى الفعل).
(1)
ــ (سِوَارين من عَاج): قال الأزهري: (لم يُرد بالعاج مَا يُخْرط من أَنْيَاب الفِيَلة؛ لِأَن أنيابها مَيْتَةٌ، وَإِنَّمَا العاج الذُّبْلُ وَهُوَ ظهر السُّلَحْفاة البحرية.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَسَك من الذَّبْل وَمن العاج كهيئة السوار تَجْعَلهُ الْمَرْأَة فِي يَديهَا فَذَاك المَسَك. قَالَ: والذَّبْلُ. الْقُرُون فَإِذا كَانَ من عاج فَهُوَ مَسَك وعاج ووَقْفٌ، فَإِذا كَانَ مِن ذَبْلٍ فَهُوَ مَسَكٌ لَا غير).
قال الخطابي: (قال الأصمعي: العاج: الذبْل وهو يقال عظم ظهر السلحفاة البحرية، فأما العاج الذي تعرفه العامة فهو عظم أنياب الفيلة، وهو ميتة لا يجوز استعماله).
قال ابن الجوزي في «التحقيق» : (المراد بالعاج: خشب الذَبْل، قال ابن قتيبة
(2)
: ليس العاج ههنا الذي تعرفه العامة، وتخرطه من العظم والنَاب، ذلك ميتة منهيٌ عنه، فكيف يتخذ لها منه سواراً؟ ! إنَّما العاج: الذَبْلُ، والعاجة: الذَبْلَةُ. قال ذلك الأصمعيُ).
(1)
ينظر: «معالم السنن» للخطابي (4/ 212)، «المجموع المغيث» لأبي موسى المديني
…
(2/ 458)، «غريب الحديث» لابن الجوزي (2/ 100)، «النهاية» (3/ 245).
(2)
لم أجده في «غريب الحديث» .
وقال ابن الأثير: (العاج: الذبل. وقيل: شيء يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية. فأما العاج الذي هو عظم الفيل فنجس عند الشافعي، وطاهر عند أبي حنيفة).
(1)
* * *
(1)
ينظر: «تهذيب اللغة» (3/ 33)، «معالم السنن» للخطابي (4/ 212)، «المجموع المغيث» لأبي موسى المديني (2/ 458)، «التحقيق في مسائل الخلاف» لابن الجوزي
…
(1/ 92)، «تنقيح التحقيق» لابن عبد الهادي (1/ 121)، «النهاية» (3/ 316)،
…
«تاج العروس» (6/ 125).