الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و
الحديثُ تقلَّب بأيدي الشيعة الغلاة منهم ومَن دونهم، فذهب على أوجه شتَّى، لا يذهب مع طريق إلا ومعه وَهَنُه الشديد
.
لذا، لا يصح تقويته بمتابعاته، وشواهده ـ كما فعله بعض المعاصرين ـ، واللَّهُ تعالى أعلم.
* * *
الدراسة الموضوعية:
لا يصح في المبحث حَديثٌ، مع اليقين التام بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهلِ بَيته: مِن أولادِه، وأسباطِه، وأزواجِه، وبقيةِ الآل، وكذا محبته لأصحابه، والمؤمنين أجمعين، حريص عليهم، مع شفقة ورحمة، قال تعالى:
…
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (سورة التوبة، آية 128)
ويظهر لي ـ واللَّه أعلم ـ أنَّ في لفظ أحاديث المبحث نكارة:
فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لايعقد الولاء والبراء على أشخاص، وهم بشر يصيبون ويخطئون، وقد قال صلى الله عليه وسلم:«لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقَتْ؛ لقطعتُ يدها» ، فالحق والعدل في الوحي المُطهَّر، ومَن شهد له، وفي هذا الحديث إطلاق الحق ـ دوماً ـ على غير معصومين.
(1)
(1)
لايَرِدُ عليه ما جاء في الثناء على أشخاص، أو جماعات، مثل ما أخرجه: البخاري رقم
…
(17)، ومسلم رقم (128):«آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» ، ونحوها، لأنهم جماعة كثيرة، لا ينفي وقوع الخطأ من أحد منهم، وليس فيها أن الحق مع كل أحد منهم مطلقاً، وإن كانت الأمة المحمدية عامة لا تجتمع على ضلالة.
وأما حديث علي رضي الله عنه في «صحيح مسلم» رقم (78): «والذي فلق الحبَّة، وبرأ النسَمة، إنه لعَهدُ النبيِّ الأُمِيِّ صلى الله عليه وسلم إليَّ: «أنْ لا يُحبَّنِي إلا مؤمِنٌ، ولا يُبغِضَنِي إلا مُنَافِقٌ» . فهذا ليس فيه العصمة له، وإنما هو المحبة الشرعية، وقد ورد أن علياً رضي الله عنه يحبُّه اللَّهُ ورسولُه صلى الله عليه وسلم، وهو يحبُّ اللَّهَ ورسولَه، كما في حديث خيبر. أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (3009)، و (3701)، ومسلم في «صحيحه» (2406).
ومع ذلك فالمسلمون أهلُ السنة والجماعة مع فاطمة وعلي والحسن والحسين، وآل بيته، وصحابته أجمعين.
وما حصل ضد الحسين رضي الله عنه فخطأ بإجماع أهل السنة والجماعة، وما حصل بين معاوية وعلي رضي الله عنهما فاجتهاد منهما، مأجورون عليه، وأهل السنة والجماعة يرون أنَّ الحقَّ مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد رووا أحاديث كثيرة في فضائلهم وأنه مشهود له بالجنة ـ واللَّه أعلم ـ.
هذا، وقد ذكر السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغُرف» (2/ 611) رقم (345 و 346) ما يلي:
1.
عن عبيد اللَّه
(1)
وعُمر
(2)
ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن جدهما، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «مَن آذاني في عترتي فعليه لعنةُ اللَّه» . أخرجه الجعابي في «الطالبيين» .
(3)
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة، وسبق في الدراسة الموضوعية، في الباب الأول: المبحث الخامس.
(3)
نسبَه إلى أبي نعيم في «كنز العمال» (12/ 103) رقم (34197)، بلفظ: فقد آذى اللَّه.
وعبيداللَّه وعمر لم أجد لهما ترجمة.
2.
عند الديلمي في «مسنده» من حديث سعد بن طريف
(1)
، عن الأصبغ بن نُباته
(2)
، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من آذاني في أهلي؛ فقد آذى اللَّه عز وجل» . انتهى من «استجلاب ارتقاء الغُرَف» .
3.
وفي «الموضوعات» لابن الجوزي (2/ 208) رقم (763) من حديث خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «مَن آذاني وعترتي؛ لم تنله شفاعتي» .
فيه: سليمان بن أحمد بن يحيى الحمصي، وضَّاع، كما قال ابن الجوزي.
4.
عند الديلمي من حديث عطية، عن أبي سعيد مرفوعاً:«اشتد غضبُ اللَّه على من آذاني في عترتي» .
ضعيف. يُنظر: «سلسلة الأحاديث الضعيفة» للألباني (6/ 293) رقم (2777).
قال ابن تيمية رحمه الله: (وكذلك قوله: «من آذاني في عترتي» فإن إيذاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حرامٌ في عِترتِه وأمتِّه، وسُنَّتِهِ، وغير ذلك).
(3)
(1)
متروك، رافضي. «تقريب التهذيب» (ص 266).
(2)
متروك، رافضي. «تقريب التهذيب» (ص 152).
(3)
«منهاج السنة النبوية» (4/ 588).
وسبق في التمهيد: المبحث الثالث: عقيدة أهل السنة والجماعة في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر في الباب: «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وذوي الشَّرَف» للسخاوي ـ تحقيق: خالد بابطين ـ
…
(2/ 600): باب التحذير من بغضهم وعداوتهم، والتنفير عن سبِّهم ومُساءَتهم.
* * *