الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التباغض والتهاجر، ولم يُظهروا التعادي والتشاجر، ولم يروا التبرِّي والتعدِّي، ولم يُصرِّوا على ما ابتدعَه المفتري عليهم المتعدِّي، بل كانوا رضي الله عنهم أجمعين في التناصر والتعاون والتزاور والتآزر في البر والتقوى، وإنارة سبل الهدى، وتجانب مطارح الردى
…
فهم أئمة الدين، وشموس الإسلام، ورؤوس الأعلام».
(1)
(1)
«الأنباء المستطابة في مناقب الصحابة والقرابة» لابن سيد الناس القفطي (ت 697 هـ)
…
(ص 265) بتصرف يسير.
فائدة: لا يعارض ما قيل من المتواتر القطعي: المحبة والائتلاف بين الصحب والآل، وما يعرض أحياناً من الاختلافات الطبعية بين البشر، فقد
حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من بعض قريش جفوة على بني هاشم، بسبب الغَيرة
على ما منَّ اللَّه به على بني هاشم من الفضائل، وليس هذا واقعاً من كبار الصحابة رضي الله عنهم وعلمائهم، ولم تستمرهذه الحالة، بعدما تواترت أحاديث فضائل آل البيت، ولكلٍّ من الصحابة فضله ومكانته.
أخرج: الإمام أحمد في «مسنده» (3/ 294) رقم (1772) و (1773) و (1777)
…
و (29/ 56) رقم (17515)، وابن أبي شيبة في «مسنده» (2/ 395) رقم (918) وفي «مصنفه» (17/ 180) رقم (32875)، ومن طريقه:[ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 318) رقم (439) وفي «السنة» له (2/ 632) رقم (1497)، والبيهقي في «الدلائل» (1/ 168)]، والترمذي في «جامعه» رقم (3758)، والبزار في «البحر الزخار» (6/ 131) رقم (2175)، والطبراني في «المعجم الكبير» (20/ 284) رقم
…
(672) و (673) و (674)، والحاكم في «المستدرك» (4/ 85) رقم (6961)، وغيرهم من طُرُقٍ عن يزيد بن أبي زياد، عن عبداللَّه بن الحارث، عن عبدالمطلب بن ربيعة، قال: دخل العباسُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدِّث، فإذا رأونا سكتوا، فغضبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
…
ودَرَّ عَرَقٌ بين عَينيه، ثم قال:«واللَّه، لا يدخل قلبَ امرئ إيمانٌ حتَّى يحبُّكم لله، ولقرابتي» .
ذكر البزار أنه تفرد به يزيد، قال:(يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي في الحديث، ولا بالثابت الذي يحتج به إذا انفرد بحديث عند أهل العلم بالنقل).
وصحَّحَه ابن تيمية في «اقتضاء الصراط المستقيم» (1/ 428) وذكر أن له شواهد تؤيد معناه.
وانظر لطُرُقه: «المسند المصنف المعلل» (20/ 22) رقم (9075).
قال الشيخ العلامة: محمد العثيمين في «شرح العقيدة الواسطية» (2/ 275): (وفي قول العباس: «إنَّ بعضَ قريش يجفو بني هاشم». دليلٌ على أنَّ جفَاء آل البيت كان موجودَاً منذ حياة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنَّ الحسَدَ من طبائعِ البَشَر؛ إلَّا مَنْ عصمَهُ اللَّهُ عز وجل، فكانوا يحسِدُون آل بيت الرسول عليه السلام على ما مَنَّ اللَّه به عليهم مِن قرابةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيجفُونَهم، ولا يقومُون بحقِّهم).
قلت: لكن هذا الجفاء ليس من قِبل كبار الصحابة، ولا أنه ظاهر مستمر، بل من أفراد قلائل، يتبدد مع توافر الديانة، وتواتر أحاديث فضائل آل البيت، فالأصل المحبة والوئام بين الصحابة والآل، وأما الخلافات الطبعية البشرية، فلا تخلو منها جماعة في هذه الدنيا.
قال الشوكاني (ت 1250 هـ) رحمه الله: (إنَّ كثيراً من العاطلين عن العلوم يتجارى في ثلب أعراض جماعة من أكابر خير القرون، فإذا عوتب في