المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إطعامها والدها صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - - جـ ٤

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الأحاديث الواردة في فضائلها، وفيه خمسة فصول:

- ‌الفصل الأول: منزلتها عند أبيها صلى الله عليه وسلم وفيه سبعة مباحث:

- ‌المبحث الأول:محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها، واحتفاؤه بها

- ‌معنى قول الإمام البخاري في الرجل: (فيه نظر):

- ‌ محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها

- ‌ هل فاطمة أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الأحاديثُ الدالَّةُ على اختصاصِ فاطمةَ بشئٍ من المحبَّةِ والاحتفاءِ والفضلِ إنما وردَتْ بعدَ وفاةِ أخواتِها، وتفرُّدِها عنهم، وذلك بعد…(شعبان 9 هـ)

- ‌ أحاديث موضوعة تدل على عظم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وعنايته بفاطمة رضي الله عنها، مع تضمن بعضها قدحاً في مقام النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌آلُ البيت لهم من الفضائل الصحيحة ما يغنيهم عن هذه الأكاذيب المشينة

- ‌المبحث الثاني:زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لها في بيتها رضي الله عنها

- ‌مكان بيت فاطمة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثالث:غيرة النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وأنها بضعة منه

- ‌ متى كانت الخِطْبَة من علي، والخُطبَة من النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ إشكال في قول المِسْوَر بن مَخْرَمَة رضي الله عنه: «وأنا يومئذ محتلم»، ومنه يُعلم وقت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل قوله: «فاطمة بضعة مني» في وقت حياة بعض أخواتها كزينب، وأم كلثوم رضي الله عنهن

- ‌ لماذا بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر في خُطبَة؟ وواجه عليَّاً بما يُعاب به

- ‌المبحث الرابع:دخولها وزوجها وذريتها في آل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ المراد بأهل البيت

- ‌المبحث الخامس:أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سِلْم لمَن سالمَها وزوجَها…وولدَيْها، وحَربٌ لمَن حارَبَهُم

- ‌الحديثُ تقلَّب بأيدي الشيعة الغلاة منهم ومَن دونهم، فذهب على أوجه شتَّى، لا يذهب مع طريق إلا ومعه وَهَنُه الشديد

- ‌المبحث السادس:اختياره صلى الله عليه وسلم لها الدار الآخرة

- ‌المبحث السابع:حثُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ على حُبِّ عائشةَ رضي الله عنهما

- ‌ العلاقة بين فاطمة، وعائشة رضي الله عنهما علاقة حميمية

- ‌الفصل الثاني: منزلة أبيها صلى الله عليه وسلم عندهاوفيه مبحثان:

- ‌المبحث الأول:برها بأبيها صلى الله عليه وسلم

- ‌نصرتها لأبيها صلى الله عليه وسلم

- ‌إطعامها والدها صلى الله عليه وسلم

- ‌معالجتها إياه صلى الله عليه وسلم

- ‌حزنها في مرض أبيها ووفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌برها بوالدتها خديجة رضي الله عنهما

- ‌ يُلحظ أن لفاطمةَ رضي الله عنها حضوراً في أسفار والدها صلى الله عليه وسلم ومشاهده

- ‌المبحث الثاني:حفظها لسِرِّ أبيها صلى الله عليه وسلم

- ‌ يجوز إظهار السِّرِّ إذا انتهى وقتُه، بإظهارِ اللَّهِ له، أو أظهرَهُ صاحبُه الذي أسرَّ بِهِ

- ‌الفصل الثالث: منزلتها عند الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.وفيه مبحثان:

- ‌المبحث الأول:محبة أبي بكر ورعايته لها رضي الله عنهما

- ‌(مراسيل الشعبي)

- ‌ طعن الرافضة في أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه

- ‌المسألة الأولى: المحبة بين الصحابة وآل البيت

- ‌ حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من بعض قريش جفوة على بني هاشم، بسبب الغَيرة

- ‌ومن الأمارات الكبيرة الظاهرة في تلك العلاقة الطيبة المتينة:

- ‌المسألة الثانية: طلبُ فاطمة الميراث، وغضبُها على أبي بكر، ولمَ غضبت بعد علمها بالحديث

- ‌وكان لفاطمة رضي الله عنها من أبي بكر رضي الله عنه طلبان اثنان:

- ‌ حديث لا نورث، مروي أيضاً في كتب الرافضة

- ‌المسألة الثالثة: هل وقع أبو بكر في أذية فاطمة وإغضابها، مما يُغضِبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ولِمَ امتنع من إجابتها؟وبيان تأكيد آل البيت والصحابة حُكَمَ أبي بكر رضي الله عنهم

- ‌المسألة الرابعة: خُطبة فاطمة على ملأئٍ من الصحابة

- ‌المسألة الخامسة: إكرامُ أبي بكر فاطمة، وإحسانُه لها، وإعطاؤها المال الوفير

- ‌ تأثر متأخري الزيدية بالرافضة

- ‌المسألة السادسة: هل كشف أبو بكر بيت فاطمة رضي الله عنهما

- ‌ لم أجد أحداً ذكره كما ذكرَته الرافضة:لم أكبس بيت فاطمة

- ‌المسألة السابعة: صحة الجملة الواردة في الحديث المخرَّج في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: «فهجرَتْه حتى ماتت»، وإجابةٌ على شُبهَة مَن أنكرها

- ‌ مراسيل الزهري

- ‌ تعريف الهجر لغة وشرعاً:

- ‌خلاصة ما قيل في هجر فاطمة رضي الله عنها

- ‌المسألة التاسعة:هل ترضَّى أبو بكر فاطمةَ قبل وفاتها رضي الله عنهما

- ‌المسألة العاشرة:لماذا لم يخبر عليٌّ أبا بكر بوفاة فاطمة، ليصلِّي عليها

- ‌المسألة الحادية عشرة: ما قيل في بيعة علي وآل هاشم أبا بكر ــ اختصاراً ــ مما يستفاد منه في علاقة فاطمة بأبي بكر رضي الله عنهم

- ‌المسألة الثانية عشرة:موقف فاطمة رضي الله عنها من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌ لم تشارك في الحياة السياسية، ولم تحضر المجالس الشورية مع الرجال في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين، بل وبعدهم أيضاً فترة طويلة

- ‌من شروط أهل الحل والعقد: الذكورية، وليس للنساء…مدخل فيه

- ‌ما يُلقَى مُشَافَهَةً جواباً لسؤال عابر، يختلِفُ عما يُكتب تحريراً، بل يختَلِفُ عما يُشرَحُ في متن عِلمِيٍّ يجمَعُ أطرافَ ما يُلقِيه الشارِحُ

- ‌لم يَرِدْ في موروث أهلِ السنة والجماعة حديثاً وعقيدةً وتاريخاً شئٌ عن مبايعة فاطمة أبا بكر رضي الله عنهما، وموقفها من البيعة

الفصل: ‌إطعامها والدها صلى الله عليه وسلم

فاطمة ـ بعد زواجها ـ دخلت على أبيها تعوده ـ وهو مريض ـ فلما رأت ما به من الجَهد، خنقتها العبرة، حتى خرجت دمعتها

إلى آخر الحديث وهو حديث طويلٌ مَوضُوعٌ.

(1)

4.

وفي حديث أسماء بنت عميس، عن أم سلمة

وفيه زيارة فاطمة لأبيها صلى الله عليه وسلم وحديثٌ فيه ذِكرُ الرافضة، وهو ضعيف جداً.

(2)

5.

وزيارتها إياه مع إطعامه كما في حديث الكساء من رواية أم سلمة رضي الله عنهما.

(3)

‌إطعامها والدها صلى الله عليه وسلم

-:

1.

ما ورد في حديث أم سلمة رضي الله عنها في الحديث المشهور حديث الكساء، وفيه:

جاءته فاطمة غَدَيَّة ببُرْمة، قد صنعتْ له فيها عصيدة تحملها في طبق لها، حتى وضعتها بين يديه، فقال لها:«أين ابن عمك»

الحديث.

(4)

2.

أخرج: الإمام أحمد في «مسنده» (20/ 440) رقم (13223)، وفي «الزهد» (ص 35) رقم (210)، ومن طريقه: [ابن عساكر في «تاريخ

(1)

سبق تخريجه ضمن الحديث رقم (34).

(2)

سيأتي تخريجه في الباب الثالث حديث رقم (31).

(3)

سبق تخريجه ضمن الحديث برقم (85).

(4)

سبق تخريجه ضمن الحديث برقم (85).

ص: 332

دمشق» (4/ 122)] قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عمَّار أبو هاشم صاحب الزعفراني

(1)

(2)

، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ فاطمة رضي الله عنها ناولَتْ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِسرةً مِن خُبزِ شعير، فقال: «هذا أولُ طعامٍ أكلَه أبوكِ مِن

(3)

ثلاثةِ أيام».

(1)

كذا: عمار أبو هاشم، عن أنس، في ط. الرسالة للمسند، وط. الميمنية (3/ 214)،

وط. المكنز (5/ 2796) رقم (13425)، وفي «إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي» لابن حجر (1/ 559) رقم (1093)، و «غاية المقصد فى زوائد المسند» للهيثمي (4/ 411) رقم (4999)، وهو كذلك في «تاريخ دمشق» وقد رواه من طريق الإمام أحمد.

(2)

عمَّار بن عُمارة، أبو هاشم الزعفراني البصري، لا بأس به. «تقريب التهذيب»

(ص 438).

(3)

قال السيوطي في «عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد» ـ ط. د. سلمان القضاة ـ

(1/ 176) رقم (144):

[حديث «هذا أَوَّلُ طَعامٍ أَكَلَهُ أَبوكِ مِنْ ثلاثةِ أَيَّام» .

قال أبو البقاء: هكذا في هذه الرواية، ودخول «مِن» لابتداء غاية الزمان جائزٌ عند الكوفيين، ومنعَه أكثر البصريين. قال: والأقوى عندي مذهبُ الكُوفيين. قال: وفي بعض الروايات «منذ ثلاث» وهذا لا خِلافَ في جوازه. انتهى.

وقال ابن مالك في «شرح التسهيل» : هذا الحديث من الأدلة على استعمال «مِنْ» لابتداء غاية الزمان.

وكذا قوله في حديث الاستسقاء: «فمُطِرنا مِنْ جُمعةٍ إلى جمعة» ، وقولِ أنس:«فلم أَزَلْ أحِبُّ الدُّبَاءَ من يومئذٍ» ، وقول عائشة:«ولم يجلسْ عندي من يومِ قيل فِيَّ ما قيل. وكُلُّها في صحيح البخاري. انتهى]. انتهى من «عقود الزبرجد» .

ــ أبو البقاء هو العكبري البغدادي (ت 616 هـ)، والنص في كتابه «إعراب ما يُشكل من ألفاظ الحديث» (ص 40) رقم (53)

ــ وابن مالك هو محمد بن عبداللَّه ابن مالك الطائي (ت 672 هـ)، والنص في كتابه

«شرح التسهيل» (3/ 132). وانظر: «الاستشهاد بالحديث في المسائل النحوية»

د. ياسر الطريقي (2/ 819) رقم (187).

ص: 333

وهذا منقطع: عمار لم يدرك أنسَ بن مالك.

قال ابن عساكر عقبه: (كذا قال، وأبو هاشم عمار بن عمارة البصري لم يسمع من أنس؛ إنما يرويه عن محمد بن عبد اللَّه، عن أنس

ثم ساقَه) وهو الآتي:

أخرجه: البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 128) ـ تعليقاً ـ،

وأبو الشيخ الأصبهاني في «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم» (4/ 144) رقم

(832) من طريق عبدالصمد، عن عمَّار أبي هاشم، عن محمد بن عبداللَّه الراسبي

(1)

، عن أنس، به.

(1)

تصحَّف في مطبوعة «أخلاق النبي» ـ ط. العاصمة ـ، وكذا في ـ ط. التوحيد ـ إلى محمد بن سيرين، وقد بيَّن الألباني أنه تصحيف كما في «السلسلة الضعيفة» (10/ 480) رقم

(4873).

ومحمد بن عبداللَّه الراسبي البصري يروي عن ابن عمر، وأنس، مجهول بمرة قاله

أبو حاتم، وقد ذكره ابن حبان في «الثقات» على عادته في توثيق المجاهيل. «الجرح والتعديل» (7/ 308) رقم (1673)، و «الثقات» (5/ 374)، «لسان الميزان»

(7/ 262 و 234).

ص: 334

ــ وأخرج: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (1/ 400)، وعنه:

[الحارث بن أبي أسامة في «مسنده»

(1)

ـ ومن طريقِ الحارثِ: ابنُ الجوزي في «التبصرة» (1/ 394)]، والبخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 128)

ـ معلقاً ـ، وعنه:[العقيلي في «الضعفاء» (3/ 1034)]، وابن أبي الدنيا في «الجوع» (ص 36) رقم (15)

(2)

، وابن الأعرابي في «معجمه» (3/ 932) رقم (1975)، والطبراني في «المعجم الكبير» (1/ 258) رقم (750)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «المختارة» (7/ 167) رقم (2597)]، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 137) رقم (201)

(3)

، والبيهقي في

«الجامع لشعب الإيمان» (13/ 55) رقم (9945)، وعبدالكريم بن هوازن القشيري في «الرسالة القشيرية» (1/ 270) من طريق هشام بن عبدالملك أبي الوليد الطيالسي.

(1)

ذكر العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» ـ ط. دار ابن حزم ـ (ص 967) أن الحارث بن أبي أسامة أخرجه في «مسنده» بسند ضعيف.

(2)

تصحَّف فيه: عمَّار بن عمارة، إلى عثمان بن عمار.

(3)

وفيه: محمد بن مسلم بن عبيداللَّه، بدل محمد بن عبداللَّه، ولعله تصحيف.

ص: 335

وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (4/ 122) من طريق محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه.

كلاهما: (الطيالسي، ومحمد بن عقيل) عن أبي هاشم عمَّار بن عمارة صاحب الزعفران، عن محمد بن عبداللَّه الراسبي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ فاطمة عليها السلام جاءت بكِسرة خُبْزٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«ما هذه الكسرة يا فاطمة» ؟ قالت: قُرصٌ خبَزتُه، فَلَمْ تَطِبْ نفْسِي حتَّى أتيتُكَ بهذهِ الكِسْرَةِ، فقال:«أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام» . لفظ ابن سعد.

وهذا حديث ضعيف، علَّته محمد بن عبداللَّه الراوي عن أنس، مجهول.

والراوي عنه: عمار، لا بأس به ـ كما تقدم ـ، لكنه رواه مرةً عن محمد بن عبداللَّه، ومرةً عن أنس.

وقال العقيلي عقب الحديث: (وقد رُوي نحو هذا بإسناد أصلح من هذا، وبخلاف لفظه).

وقد ضعَّف الحديثَ العراقيُّ في «المغني عن حمل الأسفار» ـ ط. ابن حزم ـ (ص 967)، والألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (10/ 480) رقم

(4873) وأعلَّه بجهالة محمد بن عبداللَّه الراسبي البصري.

ص: 336

ــ وروي من وجه آخر:

أخرجه: عُبيد الفرَضي في «فوائده» ــ كما في «فوائد منتقاة من رواية الشيخين أبي الحسن أحمد بن الصلت، وأبي أحمد عبيد الفرضي» (ص 659) رقم (32) ــ عن عبدالصمد، عن أحمد بن محمد بن حميد المقرئ أبي جعفر السقطي

(1)

، عن إسحاق بن بشر الكاهلي

(2)

، عن كثير بن سُلَيم

(3)

،

عن أبي الزناد البصري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخل رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة، فقدَّمت إليه وسط رغيف يابس، فجعل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يكدِمه ويقول:«يا فاطمة، إنه لأول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام» .

وهذا موضوع، آفته إسحاق، وهو وضَّاع، وتلميذه وشيخه ضعيفان.

(1)

ضعيف. «لسان الميزان» (1/ 600).

(2)

وضَّاع. «تاريخ الإسلام» (5/ 530)، «الكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث»

(ص 63) رقم (119)، «لسان الميزان» (2/ 46).

(3)

تصحفت في المطبوعة إلى ثابت بن سليم، والمعروف في ترجمة إسحاق أنه يروي عن كثير بن سليم وهو الضبِّي البصري المدائني أبو سلمة، ويقال أيضاً: أبو هشام، ضعَّفَه: ابن المديني، وابن معين، وأبو داوود، وأبو زرعة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

وقال ابن حجر: ضعيف.

ينظر: «الكامل» لابن عدي (6/ 63)، «تهذيب الكمال» (24/ 118)، «ميزان الاعتدال» (3/ 400)، «تقريب التهذيب» (ص 489).

ص: 337

وروي من حديث علي رضي الله عنه، وأنه في يوم الخندق:

قال المحِبُّ الطبري (ت 694 هـ) في «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» (ص 93): ذكرُ بِرِّهَا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم: عن علي رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة بكسرة من خبز فرفعتها إليه، فقال:«ما هذه يا فاطمة» ؟ قالت: من قرص اختَبَزْتُهُ لابنِي، جئتُكَ منه بهذه الكِسْرة.

فقال: «يا بُنَيَّة، أمَا إنَّها لأولُ طعامٍ دخَلَ فَمَ أبيك مُنذُ ثلاث» .

خرَّجَهُ: الإمام علي بن موسى الرضا). انتهى.

قلت: لم أجده مسنداً بهذا السياق ـ من حديث علي، وذكر الخندق ـ، ولا في شئ من كتب السُّنَّة النبوية، والتاريخ.

3.

حديث آخر: أخرج أبو يعلى الموصلي في «مسنده الكبير»

(1)

قال: حدثنا سهل بن زنْجَلة

(2)

، قال: .............................................

(1)

ليس في «المسند» المطبوع فإنه المسند الصغير برواية ابن حمدان الحيري، وهو في «المسند الكبير» ــ غير مطبوع ـ.

وتقدم الكلام في الفرق بين المسنَدَين عند الحديث رقم (48).

هذا، وقد ذكر الحديثَ بإسناده ومتنه من «مسند أبي يعلى»: ابنُ كثير في «البداية والنهاية» (8/ 646)، وفي «تفسيره» (2/ 36)، وابنُ حجر في «المطالب العالية» (16/ 178)

ولم أجده عند غير أبي يعلى، ولم يعزه السيوطي في «الدر المنثور» (3/ 524) إلا لأبي يعلى.

(2)

ابن أبي الصُّغْدي الرازي، أبو عمرو الخياط الأشتر الحافظ، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 291).

ص: 338

حدثنا عبداللَّه بن صالح

(1)

، قال: حدثني ابن لهيعة

(2)

، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أقام أياماً لم يطعم طعاماً، حتَّى شق ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يصب عند واحدة منهن شيئاً، فأتى فاطمة فقال:«يا بنية هل عندك شيء آكله، فإني جائع» ؟

فقالت: لا واللَّه، بأبي أنت وأمي.

فلما خرج من عندها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثت إليها جارةٌ لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جَفْنَةٍ لها، وغطَّت عليها، وقالت: واللَّه لأُوثِرَنَّ بهذا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم على نفسي ومَن عندي؛ وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسناً أو حُسيناً إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت له: بأبي أنت وأمي، قد

أتى اللَّهُ بشيء، فخبَّأته لكَ.

قال: «هَلُمِّي يا بنية» . فكشفَت عن الجفنة، فإذا هي مملوءةٌ خُبزاً ولحماً، فلما نظرت إليها بُهِتَتْ، وعَرَفَتْ أنها بركةٌ من اللَّهِ، فحمِدَتْ اللَّهَ وصَلَّتْ على نبيه صلى الله عليه وسلم، وقدَّمَتْهُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما رآه

حمِدَ اللَّه وقال: «مِن أينَ لكِ هذا يا بُنَيَّة» ؟ قالت: يا أبَةِ، هُو من عندِاللَّه،

(1)

عبداللَّه بن صالح بن محمد الجهني، أبو صالح المصري، كاتب الليث، صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. «تقريب التهذيب» (ص 342).

(2)

الراجح أنه ضعيف، وانظر:«تحرير تقريب التهذيب» (2/ 258).

ص: 339

إنَّ اللَّهَ يرزق مَن يشاءُ بغيرِ حِسَاب.

فحمِدَ اللَّهَ وقال: «الحمدُ للهِ الذي جعلكِ يا بُنَيَّةُ شبيهةَ سيدةِ نِسَاءِ بني إسرائيل، فإنَّها كانت إذا رزقَهَا اللَّهُ شيئَاً فسُئِلَتْ عنه، قالت: هُوَ مِنْ عندِاللَّه، إنَّ اللَّهَ يرزُقُ مَنْ يشاءُ بغيرِ حِسَاب» .

فبعثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى علي، ثم أكلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وعليٌّ وفاطمةُ وحسنٌ وحُسينٌ، وجميعُ أزواج رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهلِ بيتِهِ جميعَاً حتَّى شبِعُوا.

قالت: وبقيَتْ الجَفْنَةُ كمَا هِيَ، فأوسَعَتُ ببقيَّتِها على جميعِ جيرانِي، وجعلَ اللَّهُ فيها بركةً وخيراً كثيراً».

وهذا ضعيف، لضعف عبداللَّه بن صالح وشيخه ابن لهيعة، وتفردهم في الحديث، مع نكارة في متنه، كما سيأتي بيانه في كلام الألباني.

ــ قال ابنُ كثير في «البداية والنهاية» (8/ 646): (وهذا حديث غريب أيضاً إسناداً ومتناً).

وقد ضعَّفَه الألبانيُّ في «السلسة الضعيفة» (11/ 593) رقم

(5359) وأعلَّه بعبدِاللَّه بن صالح وشيخِه ابنِ لهيعة، ونكارةِ متنه، حيث قال: (ثم إنَّ الحديث ـ مع ضعف إسناده ـ؛ ففي متنه نكارة في نقدي؛ مثل قوله: «فإني جائع» ؛ لأنه غير معروف مثله عنه صلى الله عليه وسلم فيما أذكر!

ص: 340