الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذلك قول فاطمة رضي الله عنها لأبيها مرتين: بأبي أنت وأمي! فإنه ممجوج مرفوض؛ كما هو ظاهر لا يحتاج إلى بيان.
ونحوه قولها بعد أنْ حمِدَت اللَّهَ: وصلَّيتُ على نبيه). انتهى من
…
«الضعيفة» .
(1)
والحديث السابق فيما يتعلق بإطعام فاطمة أباها صلى الله عليه وسلم، وأما ما يتعلق بزهد النبي صلى الله عليه وسلم وما أصابه من الجوع، ففيه أحاديث كثيرة.
(2)
معالجتها إياه صلى الله عليه وسلم
-:
1.
ما فعلته رضي الله عنها بأبيها في غزوة أُحُد ـ كما سبق في الحديث رقم
…
(92) ـ، وقد قامت بذلك مع هول المصيبة، وشدة الواقعة، وما أشيع
…
ـ
(1)
والحديث في كتب الرافضة: «المناقب» (3/ 117)، «بحار الأنوار» (43/ 68)،
…
و «العوالم» (11/ 84)، و «ناسخ التواريخ» (1/ 29 و 393)، و «الثاقب في المناقب» للطوسي (ص 295)، ذُكر ذلك في «مسند فاطمة الزهراء» للتويسركاني (ص 95) بتعليق محققه.
(2)
انظرها في: «الشمائل» للترمذي، باب ما جاء في عيش رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث (349) وما بعده، «الجوع» لابن أبي الدنيا، و «تاريخ الإسلام» (1/ 763)، «البداية والنهاية» (8/ 502)، و «سبل الهدى والرشاد» للصالحي (7/ 94)، وغيرها.
حينئذ ـ من موت النبي صلى الله عليه وسلم، والأنظار تتجه إلى موضعه، وقد علاه الجهد، وسال الدم على وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم،
(1)
ومع ذلك تنفرد فاطمة من بين الناس كلِّهم في هذا الجمع الكبير؛ لتغسل الدم، ثم تعالج استمراره بحرق الحصير ووضعه على الجرح، وهذا يدل على برها، كما يدل على قوتها وصبرها، وحذقها وشجاعتها رضي الله عنها.
(2)
(1)
قال ابن حجر في «فتح الباري» (7/ 372): ( .. ومجموع ما ذُكر في الأخبار: أنه شُج وجهه، وكُسِرت ربَاعِيته، وجرحت وجنتُه، وشفته السفلى من باطنها، وهي منسكبة من ضربة ابن قمئة، وجُحِشَتْ ركبتُه.
وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال:«ضُرِبَ وَجْهُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومئذ بالسيف سبعين ضربةً وقاه اللَّهُ شرَّها كلَّها» .
وهذا مرسلٌ قوي، ويحتمل أن يكون أراد بالسبعين حقيقتها أو المبالغة في الكثرة).
(2)
قال ابن حجر في «فتح الباري» (7/ 373): (قوله: «فلما رأت فاطمة» هي بنتُ
…
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأوضح سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، فيما أخرجه الطبراني من طريقه: سبب مجيء فاطمة إلى أُحُد، ولفظه: لما كان يوم أُحد، وانصرف المشركون، خرج النساء إلى الصحابة يعينونهم، فكانت فاطمة فيمَنْ خرج، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم اعتَنَقَتْهُ، وجعلت تغسل جراحاته بالماء، فيزداد الدم؛ فلما رأت ذلك أخذَتْ شيئاً من حصير فأحرقته بالنار، وكمدته به حتى لصق بالجرح؛ فاستمسك الدم .. ).
2.
أخرج: ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (ص 152) رقم
…
(193)، وابن عدي في «الكامل» (6/ 64) من طريق كثير بن سُلَيم
(1)
، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كانت فاطمة عليها السلام تَرقِي أباها صلى الله عليه وسلم إذا وجدت تكسُّراً في عِطْفه أو فَترةً
(2)
: بسم اللَّه، وباللَّه، أذهِب البأس ربَّ الناس، واشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغَادر سقَمَاً، يا أرحم الراحمين.
وكانت تنفخُ ولا تَتْفل).
لم يذكر ابن عدي متن الحديث بل ذكر طَرَفَه. وقد أورده ضمن ما استُنكِر من حديث كثير بن سُلَيم، ثم قال:(وعامة ما يُروَى عن كثير بن سُليم، عن أنس، هو هذا الذي ذكرتُ، ولم يبق له إلا الشئ اليسير؛ وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة).
(1)
كثير بن سُليم وهو الضبِّي البصري المدائني أبو سلمة، ويقال أيضاً: أبو هشام، ضعيف. سبقت ترجمته قبل قليل.
(2)
في مطبوعة «المرض والكفارات» بتحقيق: عبدالوكيل الندوي: (إذا وجدَتْ كثيراً في عطفه أو قبره) كذا! ! وليس له معنى.
ولم أجدها، ولا كلمة غيرها في الطبعة الأخرى: ط. السعدني.
والمثبت هنا من «كشف الخفاء» للعجلوني (1/ 107) رقم (306) وعزاه لابن أبي الدنيا.
خدمتها له صلى الله عليه وسلم:
من ذلك موقفها في غزوة أحد، فقد رُوِي أنها أخذت سيف النبي صلى الله عليه وسلم لِغَسْلِه:
أخرج الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (3/ 27) رقم
…
(4310)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (2/ 299) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عباس
(1)
، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: لما رجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أُحُدٍ أعطى فاطمةَ ابنتَه سيفه فقال: «يا بُنية اغسِلي عن هذا الدم» .
فأعطاها عليٌّ سَيفَه، فقال: وهذا فاغسلي عنه دمَهُ، فواللَّه لقد صدقَنِي اليومَ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«لئن كنتَ صدَقْتَ اليومَ، لقَدْ صدَقَ معَكَ القتالَ اليومَ سهلُ بنُ حنيف، وسِماك بنُ خَرَشَه أبو دجانة» .
قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين ناول فاطمة عليها السلام السيف:
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
…
فلستُ بِرِعْدِيد ولا بلئيم
لَعمْري لقد أعذرتُ في نصْرِ أحمَد
…
ومرضاةِ ربٍّ بالعبادِ رحيم
(1)
الهاشمي، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 204).
وهذا ضعيف، لضعف حسين بن عبداللَّه.
ولم أجد الحديثَ: إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم ابنتَه فاطمة سيفَه لِغَسْلِه، لم أجده عند غيره، وأما بقية الحديث، فقد رُوي من طرق أخرى:
أخرج: ابن أبي شيبة في «مصنفه» (17/ 352) رقم (33178)،
…
و (20/ 358) رقم (37935)، وسعيد بن منصور في «سننه» (2/ 355) رقم (2851) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: جاء عليٌّ بسيفه، فقال: خذيه حميداً .... الحديث.
وفي لفظ سعيد: جاء علي بسيفه يوم أُحُد مخضَّباً بالدماء ــ وفاطمةُ تغسل الدمَ عن وَجْهِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ــ، فقال: خذيه حميداً .. إلخ
وهذا مرسل.
وقد خالفَ ابنَ أبي شيبة، وسعيدَ بنَ منصور: مِنْجَابُ بنُ الحارث فرواه موصولاً.
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (7/ 104) رقم (6507)،
…
و (11/ 251) رقم (11644)، والحاكم في «المستدرك على الصحيحين»
…
(3/ 26) رقم (4309)، وعنه:[البيهقي في «دلائل النبوة» (3/ 283)] من طريق مِنْجاب بن الحارث
(1)
، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
(1)
التميمي الكوفي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 575).
دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل عليٌّ عَلَى فاطمة يوم أُحُد، فقال: خُذِي هذا السيف غير ذميم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لئن كنتَ أحسنت القتال، لقد أحسنَه سهل بن حنيف، وأبو دجانة سماك بن خرشة» . لفظ الطبراني.
وفي لفظ الحاكم: أنَّ سيفَ علي قد انحنى، وقال: هاكِ السيف حميداً، فإنها قد شفتني
…
وأضاف اثنين آخرين: «وعاصم بن ثابت الأفلح، والحارث بن الصمة» .
قال الحاكم عقبه: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه ، وله شاهد صحيح في المغازي).
والوجه الأول: المرسل أصح، لرواية ثقتين: ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور.
وقد روي من وجه آخر مرسلاً أيضاً:
أخرج: ابن أبي شيبة في «مصنفه» (20/ 358) رقم (37934) حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا موسى بن عُبيدة
(1)
، قال: أخبرني محمد بن كعب القرظي: أن علياً لقيَ فاطمةَ يوم أحد، فقال: خذي السيف غير مذموم.
(1)
الربذي، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 581).