الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: اللفظة
مدخل
…
الفصل الثاني: اللفظة
أ- الألفاظ وسماتها:
1-
الألفاظ رموز لمدلولاتٍ خارجة عن الأشياء ذاتها.
2-
عدد الألفاظ في اللغة قليل بالنسبة للتجارب الإنسانية عند الأمة، لهذا استخدمت اللفظة لأكثر من دلالة "لاحظ لفظتي "قرن" و"العين" في كتاب "ما اتفق لفظه واختلف معناه" لأبي العميثل الأعرابي"1.
3-
برغم تعدد دلالات اللفظة الواحدة فإننا نستطيع أن نعرف المراد من اللفظة من خلال السياق والتراكيب.
4-
الألفاظ لا تستخدم فرادى بل في سياق جمل.
ب- كيف يكون الكاتب دقيقًا في اختيار ألفاظه؟
يكون الكاتب دقيقًا في اختيار ألفاظه إذا استطاع:
1-
التمييز بين المترادفات2.
2-
استخدام اللفظة في سياقها المناسب.
3-
البعد عن استخدام الألفاظ ذات الدلالات العامة.
جـ-كيف يتحرى الكاتب الكلمة الصحيحة؟
يتحري الكاتب الكلمة الصحيحة:
1 بأن تكون عربية أو معرَّبة.
1 انظر كتابنا هذا، ص26، 27.
2 انظر كتاب رضوان والفريح "التحرير العربي"، ص23 وما بعدها.
2-
أن تكون صحيحة الاشتقاق.
3-
ألا تكون اللفظة دخيلة "أجنبية"، أو عامية.
د- كيف يستخدم الكاتب اللفظة في سياقها المناسب؟
هناك كلمات متشابهة، لكن على الكاتب أن يختار اللفظة المناسبة للتعبير الذي يريد أن يؤديه، وهذان مثلان من المتشابهات.
1-
الصباحة في الوجه، الوضاءة في البشرة، الجمال في الأنف، الحلاوة في العينين، الملاحة في الفم، الظرف في اللسان، الرشاقة في القد، اللباقة في الشمائل "وكلها بمعنى جميل".
2-
وجه دميم، خلق شتيم، كلمة عوراء، فعلة شنعاء، أمر شنيع، خطب فظيع" وكلها بمعنى قبيح"1.
هـ- كيف ينمي الكاتب ثروته اللفظية؟
الثروة اللظفية هي مخزون الإنسان من الألفاظ، وكل إنسان له معجم عام، وهو الألفاظ التي يستطيع أن يفهمها مكتوبة أو مسموعة، وهي مختزنة في ذاكرته، وتبدأ في التكوين منذ سني حياته الأولى عن طريق والديه ثم المجتمع، وله أيضًا معجم خاص وهو ما يستخدمه ذلك الإنسان فعلًا في حديثه وكتاباته وهو يمثل ثلث المعجم العام تقريبًا2، ولزيادة هذا المعجم:
1-
عليه أن يحب المعرفة، فإذا أحب المعرفة أحب القراءة، ثم تعود عليها.
1 انظر التحرير العربي، مرجع سابق، ص27.
2 انظر المرجع السابق، ص44، وانظر هذا الكتاب، ص28، 29.
2-
عليه أن يقرأ في كل فروع المعرفة وليس في تخصصه فحسب، فقراءاته في العلوم والآداب والفنون المختلفة ستعرفه على ألفاظ جديدة لم يكن يعرفها من قبل.
3-
عليه أن يقرأ في المعاجم المختلفة "معاجم الألفاظ، ومعاجم المعاني، والموسوعات المتخصصة".
و الظاء والضاد:
مسألة الفرق بين الضاد والظاء من المسائل التي شغلت القدماء بسبب صعوبة النطق بهما على من دخل الإسلام من الأمم المختلفة، بل وعلى بعض القبائل العربية كذلك. قال الصاحب بن عباد وهو من أوائل المؤلفين في هذا الباب:
"إذا كانا حرفين قد اعتاص معرفتهما على عامة الكُتَّاب، لتقارب أجناسهما في المسامع والتباس حقيقة كتابتهما". وقال بن الجزري:" والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقل من يحسنه، فمنهم من يخرجه ظاء، ومنهم من يمزجه بالذال"1.
والضاد حرف مجهور، وهو أحد الحروف المستعلية، وهو للعرب خاصة، ولا يوجد في كلام العجم إلا في القليل، أما الظاء فهو حرف مجهور وهو عربي،
1 انظر مقدمة كتاب"الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" لجمال الدين محمد بن مالك، تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت 1404هـ 1984م، ص5.
خص به لسان العرب لا يشركهم فيه أحد من سائر الأمم، ومن ثم أطلقت "لغة الضاد" على اللغة العربية1.
ويخلط الكتاب والطلاب كثيرًا بين هذين الحرفين في كتابتهم، ومن ثم فعليهم الرجوع إلى المعاجم، أو الكتب التي تناولت الفروق بين الضاد والظاء، ومنها:
1-
كتاب الفرق بين الضاد والظاء، للصاحب بن عباد، حققه الشيخ محمد حسن آل ياسين، ونشره ببغداد عام 1958م.
2-
كتاب الضاد والظاء، لأبي الفرج محمد بن عبيد الله بن سهيل النحوي، نشره الدكتور عبد الحسين الفتلي، في مجلة المورد م8ع2، بغداد 1979م.
3-
منظومة في الفرق بين الظاء والضاد، لأبي نصر محمد بن أحمد بن الحسين الفروخي، ونشرها الدكتور داود الجلبي، في مجلة "لغة العرب"، جـ6، سنة 1929م.
4-
زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء، لأبي البركات الأنباري، نشره الدكتور رمضان عبد التواب، ببيروت 1971م.
ونقدم هنا ما ذكره جمال الدين محمد بن مالك في كتابه "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" تحت عنوان:
1 المرجع السابق، ص5، 6