الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقرير عن كتاب: قصص للأشبال رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه ةسلم
…
تقرير عن كتاب: قصص للأشبال رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم: للكاتب: درويش محمد الزفتاوي
يضم الكتاب بين دفتيه عشرين ترجمة موجزة لعشرين صحابيًّا جليلًا، حاول الكاتب أن يعرضها في قالب قصصي، ليجذب انتباه الناشئة لقراءتها وفهم ما تضمنته من نماذج طيبة، وأمثلة رائعة للبطولة والكفاح، حتي يتخذوا منها القدوة الطيبة، والأسوة الحسنة، لما تمثله من أعمال جليلة أو صور حية للشجاعة والبطولة، والتضحية والعطاء، في سبيل الدين والعقيدة.
وقد حاول الكاتب أن تجيء قصصه قصيرة، ليسهل فهمها، ويستطيع الأطفال الإحاطة بها، والإلمام بكل محتوياتها: من العظات والعبر، وما تتضمنه من المبادئ والقيم الإسلامية الرائدة التي يريد الكاتب أن تصل إليهم في يسر وسهولة.
ولقد وفق الكاتب في اختياره لهذه القصص الواقعية الهادفة، وأجاد في سرده لتلك النماذج البشرية الرائعة، لبعض الشخصيات الصحابية المتفردة، التي كانت لها مواقفها البطولية الخالدة مع الدعوة الإسلامية وصاحبها صلى الله عليه وسلم، دعمًا وتأييدًا، ومساندة وتعضيدًا، حتي ارتفعت راية الحق، وصارت كلمة الله هي العليا، فشخصيات هذه القصص العشرين وأبطالها من أبطال الإسلام المعدودين، ومن أبرز رجاله المخلصين، الذين تمكن الإسلام من قلوبهم وسيطر حبه على كل حركة من حركاتهم، فوافقت أقوالُهم أفعالَهم، ولذا
خصهم الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض المميزات والعطايا النبوية التي لم يعطها غيرهم من الصحابة، فهذا يهديه عصاه، وذاك يهبه بيتًا، وثالث يعطيه سيفه، إلى آخر هذه المنح والعطايا، التي تمثل احترام الرسول لهم، وتوضح مدى تقديره لأعمالهم وبطولاتهم، وانتصاراتهم على كل المغريات، التي حاولت أن تصدهم عن منهج الحق، وتحول بينهم وبين طريق الهدى، فما حادوا، وما انحرفوا، وظلوا على ثباتهم ويقينهم حتى جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
كل هذا جميل وطيب، ويذكر للكاتب فيشكر عليه، ونشجعه على المزيد منه، ولكن هناك بعض الملاحظات والتوجيهات التي يجب أن تراعى لتصويب هذا العمل، ليأتي كاملا كما ينبغي، ومستوفيا كل عوامل الصحة والسلامة والجودة والإتقان، حتى تتحقق الفائدة المرجوة منه، ويؤتي ثماره الطيبة على أكمل وجه.
وتتمثل هذه الملاحظات في النقاط التالية:
أولًا: يتضمن هذا العمل عدة أخطاء يجب تصويبها وهي:
أ- الأخطاء الإملائية الكثيرة، ولعل الكثير منها كان من الناسخ، وقد أشرت إلى معظمها في هامش الكتاب، فلتصحح.
ب- الأخطاء الأسلوبية، وما سببته لهذا العمل من ضعف وركاكة، فأرجو الاهتمام بها، والعناية التامة بالأسلوب، وتجويده وإحكام صنعته، لتظهر هذه القصص في أسلوب أجمل وأفضل مما هي عليه الآن.
جـ- الأخطاء اللغوية وبخاصة النحْوية، وقد أشرت إلى كثير منها على هامش النص، فأرجو الالتزام بها، وتصويبها كلها.
د- عدم التزام الكاتب بعلامات الترقيم والوقف: من فواصل، واعتراض، وأدوات استفهام، وعلامات وقف، وتعجب، وغير ذلك مما يجب على الكاتب مراعاته عند الكتابة، ليفهم القارئ ما كتب بطريقة أفضل.
وقد أشرت في الهامش إلى العديد من تلك العلامات فليرجع إليها.
ثانيًا: أما من ناحية الصياغة فقد اعتمد الكاتب في قصصه على مجموعة من النقول، التي نقلها من المصادر والمراجع التي رجع إليها، وهذا لا حرج فيه، ولا مؤاخذة عليه، ولكن كان يجب على الكاتب أن يصوغ هذه المعلومات والوقائع والأحداث في أسلوب قصصي مشوق، ليؤدي وظيفته في توصيل تلك المعلومات إلى الأطفال بطريقة جذابة أكثر.
ثالثًا: سقط كثير من النصوص التي نقلها، ولعل الناسخ هو الذي وقع في ذلك: فلا بد من تكملة هذا النقص ليفهم المعنى المراد، وقد أشرت إلى عدة مواضع في الهامش حدث فيها هذا السقط.
رابعًا: وقعت بعض الأخطاء في النصوص المنقولة مما يؤثر على المعنى المراد ويغيره، فيجب على الكاتب تصويب هذه النصوص، عن طريق الرجوع إليها في مصادرها الأصلية، التي نقل عنها، حتي يتم التصحيح، وهناك إشارة في الهامش إلى هذه النصوص.
خامسًا: ذكر الكاتب أسماء بعض الصحابة الذين ترجم لهم ترجمة مطولة، وتمتد إلى عدة سطور، لاحتوائها على عشرات الأسماء، من الآباء والأجداد وفي هذا ثقل على أذهان الأطفال، ويكفي أن يذكر الاسم الذي عرف به الصحابي أو شهر به، ومن الأمثلة على ذلك الصحابي الجليل:"سعد بن الربيع بن عمرو بن مالك الخزرجي"، فكان يكفي فيه:"سعد بن الربيع"، وهكذا يجب أن
تكون بقية أسماء الصحابة في هذا العمل القصصي الخاص بالأطفال.
سادسًا: اعتمد الكاتب على النصوص المنقولة كما هي دون أدنى تدخل أو تصرف فيها، أو محاولة لصياغتها في أسلوب قصصي مشوق، يسهل على الأطفال فهم ما فيه، والتأثر به، دون أن يحتاج إلى من يشرحه له أو يفسره له من الكبار.
سابعًا: الهوامش هي الموطن الذي ينبغي أن يشار فيه إلى المراجع والآيات القرآنية والآحاديث النبوية، ولا تكتب داخل النص القصصي لئلا تشغل القارئ عن متابعته لأحداث القصة التي يطالعها، وينفعل بها.
هذه هي بعض الملاحظات التي يسهل ملاحظتها، ومراعاتها، والإفادة منها عند إعادة كتابة هذه المجموعة القصصية، ليأتي العمل الأدبي مكتملًا صحيحًا لا قصور فيه ولا نقص، فتحقق الفائدة المرجوة منه، وتصل المعلومة المراد تبليغها في يسر وسهولة إلى المطالع، سواء أكان رجلًا أم طفلًا، دون جهد وكد ذهن، والحاجة إلى التوضيح والشرح، فيؤدي الأدب وظيفته على أكمل وجه.
هذا، وبالله التوفيق، ومنه المدد والعون.
أ. د.حسن ذكري حسن مدره
كلية اللغة العربية، الرياض، قسم الأدب.