الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جـ- خطواته:
1-
القراءة الجيدة المستوعبة للعمل المراد تقويمه، ولا تتسنى هذه القراءة الجيدة بدون قراءة العمل كاملا دون الاكتفاء ببعض أجزائه.
2-
الفهم الجيد للفن الأدبي الذي قدم من خلاله العمل المقوم "دراسة، قصة، مسرحية، قصيدة....."
3-
التنبه للفقرات الافتتاحية في المقالة، وإلى مقدمات الكتب والدراسات، حتى لا يحاسب المؤلف على شيء لم يهدف إلى تحقيقه.
نموذج للتقويم
وهذا نموذج للتقويم، يقوّم فيه الدكتور محمد علي داود كتابًا بعنوان "نحو منهج إسلامي في رواية الشعر ونقده" للدكتور مصطفي عليان.
نحو منهج إسلامي في رواية الشعر ونقده.
تأليف: د. مصطفي عليان، ط1، 464 صفحة من القطع الوسيط، دار البشير، عمان 1992.
تقويم:د. محمد علي داود
ضم البحث بعد الإهداء مقدمة وأربعة أبواب ودليلًا للمصادر والمراجع وآخر لمحتوى البحث، تناول في المقدمة مفهوم الإحسان ومتى يصيب النص الأدبي حدوده التي عددها، وأشار إلى الصلة بين الإسناد والإحسان، وفطنة الكثير.
من الرواة إليها والأخذ بها نظريا وتطبيقيا، وضم الباب الأول:"رواية الشعر وشرف المعنى" ثلاثة فصول:
الفصل الأول: بعنوان "الرسول ورواية الشعر" تناول فيه ما يتعلق بتمثل الرسول صلى الله عليه وسلم بالشعر، وطبيعة هذا الشعر، واختلاف طبيعة النبوة عن طبيعة الشعراء اختلافا جوهريا، ووضح الباحث عدم التلازم بين نفي علمه، عليه السلام، بالشعر ونفي إنشاده له، وأن التمثل بالشعر ليس فيه مساس بعصمة النبوة، ويبسط الباحث ما ورد حول هذه القضية من أقوال وآراء ويردفها بتحليل ونقد لبعضها؛ مما يؤكد تمكن الباحث من موضوع بحثه.
والفصل الثاني: بعنوان: "رواية الشعر الجاهلي في القرن الأول الهجري" عهد الصحابة والتابعين، تناول فيه الباحث الاتجاهين اللذين جرى فيهما النشاط الأدبي وأولهما: ما كان الأساس في روايته وإنشاده خلقيا ودينيا، والثاني ما تتحقق من روايته وإنشاده غايات اجتماعية ومنافع أدبية مما يحقق المنهج الذي حرص الإسلام على تحقيقه في مناحي الحياة كلها، ويورد الكثير من الشواهد وآراء العلماء موجها ومرجحا، ويخلص من ذلك إلى جواز رواية الموروث من شعر الحكم الذي يوافق الشرع والحق والفطرة النقية، ويستدل على ذلك باستشاد الرسول بعض صحابته من شعر أمية بن أبي الصلت، وبمواقف للصحابة والتابعين، وما كان يجري في مجالس بني أمية، كما فصل القول في شعر الأغراض العامة وحدود مجالاته المباحة، واستدل على ذلك بما أنشده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأهل الكوفة وبعض مسلمي الفتح ورواة أشعار الجاهلين من الإسلاميين.
والفصل الثالث: "رواة شعر صراع الكفر والإيمان": قسمه الباحث إلى عناصر أولها: القرآن الكريم ورواية شعر الصراع: تناول فيه الصراع بين الحق والباطل ودور الشعر فيه ويعدد كثيرا ممن سار في هذه المناقضات من رجال ونساء، ويوضح موقف الإسلام من رواية شعر الصراع..، وثانيها: الرسول ورواية شعر الصراع: وقد بيّن فيه الباحث رأي الرسول صلى الله عليه وسلم وحثه المسلمين على روايته شريطة أن يظل طابع المنافحة دينيا، وسماحته في هذا الجانب، ووسائله في التصدي لشعر هؤلاء المشركين من إهدار دمهم، أو النهي عن رواية بعض قصائد الصراع، وأشار إلى موقف ابن هشام من ذلك، وخلص إلى أن نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرواية عام لكل فاسد، وأن إسقاط الفحش يخرج رواية القصيدة من المحذور إلى المباح، وقد نجح البحث في عرض ومناقشة رأي النقاد ورأي الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدة الأعشى ونهيه عن روايتها، وثالثها: رواية شعر الصراع في عهد الصحابة والتابعين، وفيه بيّن الزمن الذي تداول فيه الرواة وغيرهم هذا النوع من الشعر وموقف المسلمين منه، ويستعرض رأي عمر بن الخطاب وموقفه من حسان بن ثابت وشعراء المشركين من التداول وأرجعه إلى أسبابه وخلص إلى أن ما تناوله الرواة من هذا الشعر كان بعيدا عن الدين، كما أنه لا يمس العرض وعرِّج على شعر الردة والأسباب التي أدت إلى ندرة تداوله، والمعاني التي دار حولها، وموقف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما منه.
وتناول الباب الثاني: "رواية الشعر والقيم النفعية": تحدث في الفصل الأول منه عن: التأديب والتربية: فبين دور الشعر فيهما، وموقف الإسلام من ذلك، واستشهد بمواقف عمر رضي الله عنه كما أشار إلى اتضاح هذا
المنهج عند عبد الملك بن مروان وبعض خلفاء بني أمية، وبين انتشار ذلك في المجتمع الإسلامي، وعرض لكثير من هذه المرويات التي تجمع بين الجمال الخلقي والفني، كما تناول ذلك عند المفكرين والعلماء مستدلا برسالة الجاحظ إلى المعتصم التي توضح أهمية رواية الشعر وناقش رأي ابن حزم والغزالي، كما بين أنه لا تعارض بين موقف الإحسان من رواية الشعر للناشئين والاهتمام بالنسبة بين الشعر ومحصول المتأدب من القرآن الكريم والعلم النافع، ويعرض لموقف بعض الصحابة في ذلك، ويناقش الآثار الناجمة عن تغليب رواية الشعر على حفظ القرآن الكريم والعلم النافع مستعينًا بما في كتب الحديث، والكشاف، ورسائل ابن حزم وغيرها، ويشير إلى مذهب المشرق والمغرب في ذلك، ويرجح ما يراه مناسبا بالدليل والحجة القاطعة.
وفي الفصل الثاني: رواية الشواهد العلمية، تحدث الباحث عن الحاجة إلى الشعر منذ نزول القرآن الكريم وأسباب ذلك مستدلا برأي ابن عباس، كما ناقش آراء كثير من النحويين والعلماء مؤيدا ما يراه بحججه، كما ناقش رأي الفراء في اتخاذ الشعر شاهدا في توضيح المعاني المشكلة ورأيه في شعر الهجاء ومذهب الألوسي في ذلك.
وفي الفصل الثالث: "الإمتاع الأدبي": أشار الباحث إلى استمرارية الاستجابة للنزوع الفني الباحث على المتعة الأدبية في الإسلام، وما روعي في ذلك، ويعرض لرأي ابن تيمية في أثر الشعر، ويدفع الباحث التعارض بين التماس المنفعة الأدبية والفائدة العملية والعلمية، ويستعرض مرويات الصحابة وغيرهم، ويذكر من كتب التراث ما يخلص منه إلى تحديد موقف المجتمع الإسلامي في قرنه الأول من هذه القضية، ويشير إلى الاتجاهات المتشددة
والمتسامحة، ويتعرض لمحاورة نافع بين الأزرق وابن عباس حول الرأي في عمر بن أبي ربيعة. وينقضها رواية ودراية، ويذكر رأي الشافعي وما تتسم به مروياته فنًّا وموضوعا، كما تحدث عن مذهب الجاحظ في رواية الشعر وعلله فيما ذهب إليه ورأي ابن الأنباري وموقفه الرافض لرواية مجموعة أبي نواس أو حكايتها أو تدوينها لضررها المطلق، كما ذكر رأي ابن المعتز الذي يجيز رواية شعر أبي نواس وحججه في ذلك، كما أشار إلى رواية شعر الغزل ورأي الماوردي فيها.
وأما الباب الثالث: فهو بعنوان: "اتجاهات النقد في رواية القبيح"، وضم ثلاثة فصول: الأول بعنوان: "الإعراض عن رواية المفاسد": فبيّن منهج الأصمعي الذي يرى أن الجمال هو تعادل يجمع بين جمال الشكل ونقاء المضمون، مما يتسم مع تدينه وتطبيقه ذلك عمليًّا في موقفه من نقائض جرير والفرزدق، كما عرض لأراء الكثير من العلماء ومنهم الحصري القيرواني ورأيه في هجاء ابن الرومي ومذهبه في تضييق حدود رواية الرفث، وذكر رأي ابن بسام وإعراضه عن رواية الفاسد ورأيه في شعر الهجاء وعلله فيه، ويناقش الباحث رأي ابن بسام في إجازته هجو الأشراف دون السباب الذي أحدثه جرير، والموشحات الأندلسية، وعدد أسباب ذلك لديه، وبعد ذلك تحدث عن رأي ابن خلكان وتنقيته مختاراته من الفحش والمجون وإضاربه عن رواية شعر أبي نواس إلا القليل منه لأسباب رآها.
والفصل الثاني: إسقاط الفاسد من رواية الشعر: تناول فيه الباحث منهج ابن هشام المتميز في رواية شعر السيرة ومناط الإحسان فيه، وما تميزت به مروياته، وإسقاطه الهجاء المقذع وتغييره في بعض الألفاظ في النص الشعري حيادا به عن رواية السوء، ويسوق الأمثلة، ويناقش الآراء، ويرد لمنهج ابن
هشام الذي يقوم على وعي وإحاطة وذكاء، ويوضح الباحث ما أثاره هذا الإسقاط عند البعض ويعلل عليه، ويتحدث عن منهج المبرد وبعده عن رواية المقذع والسيئ من القول تدينًا وورعًا، ويوضح منهجه من نقائض جرير والفرزدق وهجاء الأخطل الذي كان يرويه لأغراض معرفية مختلفة، ويشير إلى ما رواه المبرد من هجاء وضوابطه فيه ممثلًا ومناقشًا ويتحدث عن رأي ابن السيد البطليوسي في "لزوميات أبي العلاء"، وإحسانه في إسقاط ما يمس العقيدة وما فسد من أسلوبه، ويذكر رأي ابن بسام الذي يرى ما يراه سابقه، ويزيد فيصنع مثل ذلك مع شعراء الأندلس، كما ذكر رأيه في رواية شعر المجون بقسميه، ثم تحدث عن الشريشي الذي يسقط من مروياته المقذع من الهجاء والفاحش من المجون، ويمثل لكل ما يذكر.
والفصل الثالث: "نقد المعاني الفاسدة من الشعر المروي": تحدث فيه عن الموقف الإيجابي لابن أبي عتيق، الذي يرى ضرورة التوازن فيما يُروى بين القيم الخلقية والجمالية، والإشادة إلى ما في الشعر مما خالف الشريعة، كما تناول موقف ابن سلام الذي أنكر على امرئ القيس تصريحه بالزنا والدبيب إلى حرم الناس، وذكر موقف الباقلاني من امرئ القيس ونقده ما فيه من خروج عن العقيدة من شعر المحدثين، وبعد ذلك تحدث الباحث عن موقف النقاد من كفريات أبي نواس ومنهم المبرد، وأحمد بن أبي دؤاد وغيرهما، ونص بعضهم على التجاوزات العقدية عند المتنبي مما صدر منه في مرحلة الصبا، تبرئة لأنفسهم من تبعتها، كما فعل الواحدي في بعض مدح المتنبي، ويناقش الباحث أبياتًا يورد فيها رأي الواحدي كما يذكر رأي ابن وكيع فيها والذي يخالف فيه الواحدي، كما يذكر رأي العكبري في شعر المتنبي الذي يحمل عدوانًا على
الأنبياء وما أنكره ابن تيمية على المتنبي، كما تحدث عن موقف الرواة والنقاد من شعر أبي العلاء في صباه مما يحمل انحرافا عقديا، كما تعرض لموقف ابن بسام من شعراء الأندلس، ويستعرض الأدلة والآراء ويناقشها بما يفضي إلى رأي مقبول.
وأما الباب الرابع: فهو بعنوان: "مرويات شعرية وقيم جمالية، بدأه بتمهيد أشار فيه إلى أول من أدرك الجمال في الإلف بين اللفظ والمعنى، ومناط الشرف الذي جرى ذكره عند الأوائل وأبعاده ومعاييره، وفطانة أصحاب المنتخبات الشعرية إلى ذلك مع اختلاف أهدافهم، وتنوع هذه المرويات بين القصائد الأفراد والأبيات المفردة، ودلالتها ودورها في ترسيخ نظرية القيم الخلقية والجمالية التي هي من صميم التصوير الإسلامي، وقد ضم الباب أربعة فصول.
تناول الفصل الأول: "مرويات أولي الأمر والسيادة": كعمر بن الخطاب في روايته قصيدة لبيد بن ربيعة، ومناط الإحسان في روايتها، ويناقش ما جاء في ذلك من آراء مما جعل الباحث يقف على أهم جوانب الشخصية الإسلامية عند لبيد متخذًا من المحور النفسي والفكري في أجزاء القصيدة مدخلا إلى ذلك، كما عرض لطلب عبد الملك بن مروان إنشاد قصيدة ذي الأصبع العدواني لما جمعت من قيم خلقية وكونية وجمالية، ويبين مضامين القصيدة وما فيها من جوانب بوأتها هذه المنزلة، كما عرض لطلب الرشيد من يروي له قصيدة الأسود بن يعفر النهشلي مما رواه "الأغاني" بسنده، ويتناول القصيدة بما يكشف عن جوانبها الفنية وما فيها من دلالات تكشف عن مناط الجودة، كما يربط بين إيقاعها والإحساس النفسي، كما يكشف عن خصاص مرويات ذوي السيادة.
والفصل الثاني: "مرويات اللغويين ورواة الشعر": تحدث فيه عن مرويات
اللغويين وما تميز به من دقة واحتياط وجمعها لمقاييسهم التي يراعى فيها الزمان والمكان والجانب الفني، ويورد أمثلة لمروياتهم، ومنها نونية المثقب العبدي التي استجادها أبو عمرو بن العلاء، والتي تحدث عن مضامينها وتميزها وما فيها من رؤية فكرية ونفسية، مما يكشف عن خلق الشاعر، ويناقش ابن قتيبة الذي يرى أن مقولة أبي العلاء خاصة بالأبيات التي ورد بعدها التعليق مما وافقه فيه ابن طباطبا، وينقض الباحث هذا الرأي معللا لما ذهب إليه وموضحا اتساق الوصف مع خلق المثقب وفكره، كما تحدث عن إعجاب الراوية البصري يونس بن حبيب برائية عدي بن زيد، ويعلق عليها بما يبرز ما فيها من جودة، ويذكر نموذجا غزليا من مختارات الأصمعي يجد فيه جمالا وإحسانا بما حوى من جوانب تكشف عن عفاف المحب وتصون المحبوب؛ مما يدل على اتجاه الأصمعي الخلقي في الانتخاب والرواية، كما ذكر عن بعض اختيارات المبرد من شعر المولدين وما تضم من جوانب خلقية وتربوية وعلمية وسلوكية كعينية محمود الوراق وغيرها، ثم عرض لرواة الشعر في الكوفة بما يظهر لديهم من مرويات الإحسان التي لم تكن قصرًا على أهل اللغة من البصريين.
والفصل الثالث: "مرويات الأدباء والنقاد"، تحدث فيه عن مرويات الجاحظ، وما تتسم به من صلاحية للرواية والمذاكرة والإنشاء والتناول، كما تأتلف فيها الصورة الفنية بالمضمون الحسن، وساق جملة من مروياته، وأشار إلى ما أطلقه عليها من ألقاب، ثم يعرج على الإحسان في مرويات ابن طباطبا ومنهجه في الانتخاب مما يتفق مع الاتجاه الجمالي الشامل، ويحدد مختارات ابن طباطبا التي دارت بين شعري الجاهلية والإسلام، وما استحسنه، والأغراض التي ظهرت في مروياته وأسباب ذلك، وذكر جملة من النماذج التي تفرز ما ذهب إليه من شعر زهير والقطامي ونهشل المازني وغيرهم، كما تحدث عن
اختياراته لمراثي من شعر الفرزدق وعلله للمختار منها، كما انتقل إلى ذكر مرويات أبي هلال العسكري مما تحقق فيها الإحسان وما تتميز به من جمعها لمعاني المروءة والعلم بسلوك الصواب واجتناب الخطأ، ولذا عد في قصيدة أبي محجن الثقفي معيار التقويم الإنساني خلقًا وخلالا مما هو جماع العقل والمروءة، ويناقش الباحث رأي أبي هلال وما تتسم مروياته التي أوردها الباحث مع جمع الإحسان في المبنى والمعنى.
والفصل الرابع والأخير في البحث بعنوان: "مرويات الفقهاء والمحدثين": بين فيه ارتباط مرويات هؤلاء بالغاية الخلقية التي لا تخلو من ومضات الذوق والفن ورفعة الصنعة وقوة الدلالة ويذكر اتجاهها الذي يتوقف عند رواية شعر المحدثين، ومن مروياتهم التي ذكرناها: قصيدة أبي الحسن علي بن زريق البغدادي "لا تعذليه فإن العذل يولعه.." وقد تناول أجزاء القصيدة شرحًا وتعليقا وكشف عما فيها من فكر وفن وخلق، ووضح بناءها النامي في وحدات فكرية ونفسية متوافقة الأجزاء والمعاني، كما ذكر مقولة ابن حزم التي تبين مكانة القصيدة عنده، ويتعرض للأساس الذي بنى عليه أهل الحديث مروياتهم فيستعرض لبعض مختاراتهم الشعرية، ومنها "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام محمد بن حبان البستي وغيرهما، ويعرض لما ذكر من هذه المختارات بالتحليل مشيرا إلى ما فيها من جوانب توضح مناط الاستحسان عند ابن حبان وما تحقق فيها من معيار الجمال الإسلامي في الخلق وقبول العقل له، وما يتسم به أسلوبها، وما جمعت من جمال، ومعللا لما ذهب إليه، ويوضح ما يرفع من قيمة مرويات ابن حبان الجمالية من اعتماده فيها على نصوص بعض مشهوري الشعراء في التحليل للأفكار الوعظية، وموافقة ابن حبان في بعض مختارات أذواق السابقين كأبي تمام، وإردافه الأبيات المروية المقيدة بالأخبار المروية مما
يوضح العلة المرادة في التوجيه. ونصه على الحسن والجمال في بعض النصوص والأبيات السائرة قصدا للاستعانة بها على إيجاز فكرته أو توضيح مقصده، ويختم الفصل مشيرا إلى أن مرويات المحدثين تتفاوت في قيمتها الجمالية، كما أن فيها ما يطلب المعنى الخلقي الصائب ولو كان في شعر بعيد عن الجمال التعبيري، أو هابط إلى التقريرية الواضحة.
ومما لاحظت من أخطاء -أظنها مطبعية- لا تؤثر في قيمة البحث، وهي نادرة، ففي ص66 خطأ في ضبط آخر كلمة في أول بيت في الصفحة، وفي ص78 خطأ في آخر كلمة في الشطر الأول من البيت الأخير، وفي ص424 خطأ في البيت الثالث سقط بعد كلمة "ربي" أدى إلى كسر الوزن وأظن الناقص "لكن"، وفي ص426 كلمة " تأميله" لعلها تأملية.
ولقد استطاع الباحث أن يقدم صورة واضحة عن المنهج الإسلامي في العصور الإسلامية الأولى في رواية الشعر ونقده، ساعده على ذلك سعة الاطلاع، والوقوف على أبعاد القضية التي يكتب فيها، وأخذه النفس بالجد في التناول، والقدرة الواضحة في المناقشة والاستنتاج في صفاء لغة، ونصاعة بيان، ودقة اختيار الشواهد، والإفاضة في مناقشتها؛ مما أدى إلى ظهور شخصيته العلمية. والبحث يعالج قضية من القضايا الهامة في مجال الأدب الإسلامي ونقده، وبه جهد كبير، وقد نجح الباحث في تخطيط البحث، وفي عرض قضاياه، والاستشهاد والتحليل، مما يسم البحث بالأصالة والجدة في بابه، كما التزم فيه الباحث بالمنهج العلمي الدقيق.
والتقدير العام للبحث "جيد جدًّا".
ومن الملاحظ على هذا التقويم ما يلي:
1-
أنه أعطى القارئ صورة أمينة عن الكتاب الذي يقومه، من خلال تلخيص دقيق لمحتوياته استغرق عدة صفحات.
2-
أبرز الجهد الواضح الذي بذله المؤلف في التدليل لقضية "نحو منهج إسلامي في رواية الشعر ونقده" من خلال تتبعه لرواية الشعر ونقده في العصور الإسلامية الأولى.
3-
حمل لنا رأي المقوِّم في الجهد العلمي لمؤلف الكتاب بقوله: "استطاع الباحث أن يقدم صورة واضحة عن المنهج الإسلامي في العصور الإسلامية الأولى في رواية الشعر ونقده، ساعده على ذلك سعة الاطلاع، والوقوف على أبعاد القضية التي يكتب فيها، وأخذه النفس بالجد في التناول، والقدرة الواضحة على المناقشة والاستنتاج في صفاء لغة.
4-
ساعدنا -نحن القراء- على تكوين رأي شخصي عن العمل المقوم بإعطائنا فكرة عن الكتاب، وتقديم نماذج كافية للتمثيل والتوضيح، وبتقديره للعمل المقوَّم بأنه "جيدٌ جدًّا"