الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويسمي الدكتور لويس ما ينشره بحثًا جرئيًا! والأصل في البحث أن يتحرى الحقيقة، ويحلل الأحداث والمواقف، ويضيء جوانب كانت غامضة، بهدف نهائي هو اكتشاف الحقيقة.
أما بحث الدكتور لويس فليس كالبحوث، فهو بحث جريء، ومن ثم فهو لا يلتزم بأصول البحث، ولا يرجع إلى المراجع! بل يستند إلى مراجع تشبه تقارير المخبرين السريين التي يكتبونها عن ثائر، فيصفونه بكل رذيلة وشر، ويسندون إليه كل نقيصة وبلية. وشر البلية ما يضحك.
ويبذل الدكتور لويس عوض جهدا كبيرا في بحثه المزعوم، بينما الحقيقة أنه يرسم صورة كاريكاتيرية للأفغاني، صورة تفتقر إلى الفن، وإن كان هدفها السخرية، والتشويه، وإسقاط الاحترام.
ويبدو عبث المحاولة في الجهد الشديد الذي يبذله الدكتور لويس وهو يلوي عنق الأحداث، ويكتشف منها ما يحاول به تشويه صورة الأفغاني، فهو في البداية والنهاية إيراني غامض، يتسلل وسط الظلام مدججًا بالمؤامرات.
9-
المقالة العلمية:
"تعنى بمعالجة قضية من قضايا العلم، كأن تتحدث عن نظرية في الطب، أو في الجبر، أو الهندسة، أو الكيمياء، أو الفيزياء، أو الطبيعيات، أو تعرض ما وصلت إليه هذه العلوم، أو تعرف الناس بالمكتشفات العلمية الحديثة، وتحاول توضيح المعطيات التي ترتكز عليها الأبحاث العلمية عامة"1.
1 د. أحمد أبو حاقة: البلاغة والتحليل الأدبي، ط1، دار العلم للملايين، بيروت، مارس 1988م، ص229.
وفي المقالة العلمية سعي إلى إثبات المعارف، وزيادة معلومات الناس، وتوسيع ثقافتهم وتنمية عقولهم ومنطقهم، وتعريف لهم بما يجهلون، أو ما يعرفون فيه معرفة ناقصة.
ومن كتاب المقالة العلمية في أدبنا العربي الحديث والمعاصر: فؤاد صروف، وأحمد زكي، وعبد الحليم منتصر، وسعد شعبان، ومحمد عبد القادر الفقي.. وغيرهم.
ومن المجلات التي كانت تخصص قسمًا منها في كل عدد للمقالات العلمية المجلات الثقافية مثل: "العربي" في الكويت، و"الفيصل" و"المجلة العربية" و"القافلة" في السعودية و"الدوحة" في قطر، و"الثقافة العربية" في ليبيا، و"البحرين الثقافية" في البحرين
…
وغيرها.
ومن نماذج "المقالة العلمية" مقالة أحمد محمد كنعان: "الحَمْلُ: القدرة الإلهية المتجددة" التي نشرتها مجلة "القافلة" وهذا نصها:
الحمل.. القدرة الإلهية المتجددة
بقلم الدكتور: أحمد محمد كنعان
الحمل والولادة هما وسيلتا التكاثر وبقاء النوع، ليس عند البشر وحدهم، وإنما عند جميع أنواع الثدييات. ولا يكون الحمل إلا بعد سن البلوغ، وهو وقت ابتداء النشاط الجنسي عند الذكر والأنثى. فقد شاءت عناية الله عز وجل ألا يبدأ هذا النشاط إلا بعد نضوج البنية البدنية لكل منهما، وبعد وصولهما إلى درجة من الوعي والإدراك لمعنى الحمل والولادة، ورعاية النشء.
يصل الإنسان عادة لسن البلوغ فيما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة من العمر وهو يبكر قليلًا في البلدان الحارة، ويتأخر قليلا في البلدان الباردة،
وبصورة عامة، فإن الفتاة تبلغ قبل الفتي بحوالي سنتين.
تبدأ قصة الحمل بالتقاء نطفة الرجل ببويضة المرأة. ويحصل هذا الالتقاء عادة في النصف الأخير من بوق الرحم. علمًا بأن للمرأة مبيضين، يقذف كل منهما بويضة واحدة كل شهرين، أي أن المرأة تنتج بويضة واحدة كل شهر وهذه تنقذف من المبيض في منتصف الدورة الشهرية التي تستغرق وسطيًّا ثمانية وعشرين يومًا ويرافق نضوجها وانقذافها تبدلات عميقة في بطانة الرحم، فإذا لم تلقح في غضون يوم أو يومين من انقذافها ماتت وتحللت، وتبع ذلك في نهاية الدورة الشهرية نزيف من الرحم، هو الذي ندعوه بـ"الطمث".
إذا لحقت نطفة الرجل بيضة المرأة بدأت البيضة الملقحة من فورها بالتكاثر قبل أن تصل إلى الرحم، فإذا وصلت الرحم علقت بسقفه، ولهذا تسمى العلقة، وتستمر خلايا هذه العلقة بالانقسام والتكاثر سريعًا، فتصبح في غضون أيام قليلة أشبه بقطعة اللحم الممضوغ، ولهذا تسمى المضغة، وابتداء من الأسبوع الرابع تبدأ أعضاء الجنين تأخذ أشكالها المعروفة، ليكتمل تشكيلها في نهاية الأسبوع الثاني عشر.
يستغرق حمل المرأة في الغالب أربعين أسبوعًا، تحسب من أول يوم من أيام آخر طمث رأته المرأة قبل الحمل. على سبيل المثال: لو أن المرأة رأت آخر طمث لها في اليوم الأول من شهر "كانون الثاني" فإن ولادتها ستكون حوالي نهاية شهر "أيلول" في نفس العام، ويمكن التأكد من حصول الحمل بعد أقل من أسبوعين من بدء الحمل، وذلك بفحص البول أو اللعاب أو بعض الاختبارات الهرمونية الخاصة. وفيما يتعلق بسلامة الجنين فقد لاحظ العلماء أن حالات الوضع التي تحدث ما بين الأسبوع التاسع والثلاثين والأسبوع الحادي والأربعين تتمتع بأحسن نسبة سلامة للجنين وتتعرض حياة الجنين للخطر إذ ما بكرت
الولادة عن سبعة وثلاثين أسبوعًا، أو تأخرت عن اثنين وأربعين.
يبلغ وزن الجنين عند الولادة ثلاثة كيلو جرامات وربع الكيلو جرام وسطيًّا. علمًا بأنه بدأ من النطفة والبيضة اللتين لا يزيد وزنهما عن جزء واحد من ألف مليون جزء من الجرام، وهذا معناه أن وزن الجنين يتضاعف أكثر من ثلاثة ألاف مليون مرة ما بين مرحلة النطفة ومرحلة الولادة ويحصل هذا التضاعف المذهل في غضون تسعة شهور فقط.
ومع أن الجنين قد بدأ من خليتين، فإن عدد خلاياه حين الولادة يجاوز مائتي ألف مليون خلية، وأما طوله الذي كان في البداية يقاس بالميكرونات ببضعة أجزاء من مليون جزء من المتر، فإن طوله عند الولادة يصل إلى خمسين سنتيمترًا أي أن طوله يتضاعف أكثر من مائة ألف مرة، ولو تخيلنا أن الإنسان الذي يبلغ طوله مائة وسبعين سنتيمترًا قد استطال بنفس النسبة التي يستطيل فيها الجنين خلال فترة الحمل، لبلغ طول ذلك الإنسان مائة وسبعين كيلو مترًا.
وأما الرحم الذي لا يزيد وزنه قبل الحمل عن خمسين جرامًا ولا يزيد طوله على عشرة سنتيمترات، ولا يتسع قبل الحمل لأكثر من خمسة جرامات هو وزن الجنين إضافة إلى المشيمة التي يبلغ وزنها نصف كيلو جرام، يضاف إليهما السائل الأمنيوسي الذي يبلغ وزنه كيلو جرام، أي سعة الرحم تتضاعف ألف مرة عما كانت قبل الحمل.
وأقل مادة للحمل الذي يمكن للجنين أن يعيش بعدها هي ستة شهور، وأما أطول مدة للحمل فلا تزيد في الغالب على شهر واحد بعد موعده؛ لأن المشيمة التي تغذي الجنين تأخذ بالتنكس والتحلل ولا تعود قادرة على تأمين متطلبات الجنين بعد هذه المدة. وأما الأخبار التي تروى عن نساء حملن أطول من هذه المدة، وبخاصة منها الأخبار التي تروى عن نساء استمر حملهن
سنوات، فهي أخبار عارية عن الصحة!
وليس الأمر كذلك بين الثدييات الأخرى غير الإنسان، فإن من الثدييات ما تحمل لفترات طويلة، ولعل أطول فترة حمل قاطبة هي فترة حمل أنثى الفيل الآسيوي التي تبلغ وسطيًّا عشرين شهرًا وقد تصل إلى خمسة وعشرين شهرًا.
وأما أقصر فترة حمل سجلت عند الإنسان حتى الآن فهي مادة حمل الطفلة "أرنستين هدجنس" التي ولدت في الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل وذلك في سان ديغو، كاليفورنيا في الثامن من شباط 1983م.
وأما بين الثدييات فإن حمل حيوان الأوبوسوم الأمريكي الذي يسمى أيضًا "أوبوسوم فرجيينا" تعد أقصى مدة حمل على الإطلاق إذ لا تتعدى اثني عشر يومًا أو ثلاثة عشر يومًا وقد لا تزيد على ثمانية أيام فقط.
وتكون المرأة عادة قادرة على الحمل منذ سن البلوغ، حتى سن اليأس الذي يبدأ وسطيًّا عند بلوغ سن الخامسة والأربعين من العمر، وأنسب السنوات لحمل المرأة عندما يكون عمرها ما بين العشرين والخامسة والثلاثين؛ لأن الحمل الذي يحصل في هذا العمر يتمتع بأقل نسبة وفيات للأجنة خلال الشهرين الأخيرين من الحمل وأقل نسبة وفيات بين المواليد كذلك خلال الأسبوع الأول بعد الولادة.
وربما كان أكبر عمر مسجل وموثق رسميًّا لامرأة حملت بعد المدة المعتادة لسن اليأس هو عمر المرأة "روث كستلر" المولودة عام 1899م في بورتلاند، أوريغون في الولايات المتحدة، فهناك شهادة ميلاد أعطيت لها عند ولادتها ابنتها سوزان في 18 تشرين الأول 1956م، وكان عمر هذه المرأة آنذاك سبعًا وخمسين سنة وثلاثة أشهر وتسعة أيام! ومع هذا فقد شكك بعض أقرباء هذه المرأة بعد حين بصحة عمرها!!
وقد أجريت الأيام الأخيرة تجارب عملية على بعض النساء فحملن بعد سن اليأس، وذلك بفضل التقدم العلمي الكبير الذي حصل بعد نجاح عمليات طفل الأنابيب وزرع المبايض، وغيرها من الوسائل الحديثة.
ونذكر أن الجماع قد لا يؤدي إلى الحمل، وأن نسبة الجماع المخصب قليلة جدًّا، بل نادرة، إذا ما قورنت بعدد مرات الجماع التي تجري بين الزوجين، حتى وإن لم يعمدا إلى أية وسيلة من وسائل منع الحمل.
ومن جهة أخرى، فليس كل حمل ينتهي إلى تمام مدته، فقد بينت الإحصاءات أن نحو 78% من حالات الحمل تجهض تلقائيا دون سبب ظاهر، وأن نحو 5% من حالات الحمل تسقط دون أن تعلم المرأة أنها كانت حاملا. وفي هذا شاهد على قدرة الله عز وجل الذي يدبر، ويقدر، فيسمح لجنين أن يبصر النور، ويحجب النور عن آخر، فسبحانه حين يمنح، وسبحانه حين يمنع، وسبحانه في كل حال.