المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ مقالة عرض الكتب: - التحرير الأدبي

[حسين على محمد]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة الطبقة الثانية

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌القسم الأول: الكتابة الصحيحة

- ‌الفصل الأول: الكتابة قديما وحديثا

- ‌مدخل

- ‌أنواع التأليف

- ‌اللغة الموضوع، واللغة الأداة

- ‌اللغة والفكر

- ‌ترتيب عناصر كل فكرة:

- ‌نموذج للتحليل:

- ‌التحليل:

- ‌الرجولة الحقة

- ‌عناصر الموضوع:

- ‌الفصل الثاني: اللفظة

- ‌مدخل

- ‌حرف الميم

- ‌الفصل الثالث: الفقرة

- ‌الفصل الرابع: كيف تقرأ النص الأدبي

- ‌مدخل

- ‌نص القصيدة

- ‌التعريف بالشاعر:

- ‌من الصور الجمالية التي ضمنها الشابي قصيدته: التشبيه:

- ‌الموسيقا في النص

- ‌رأيٌ في النص:

- ‌المراجع:

- ‌التعليق على القراءة:

- ‌الفصل الخامس: كيف تكتب موضوعا

- ‌كيف تنشئ موضوعا جيدا

- ‌ من قواعد الكتابة:

- ‌ألف الوصل وهمزة القطع

- ‌ علامات الترقيم

- ‌ تقويم عام للأخطاء التي يقع فيها الطلاب أثناء الكتابة

- ‌أخطاء الطلاب في التحرير:

- ‌ من الأخطاء اللغوية الشائعة في وسائل الإعلام:

- ‌الفصل السادس: كيف تكتب تلخيصا

- ‌مدخل

- ‌النموذج الأول: المصادر الغربية لنقاد الحداثة

- ‌النموذج الثاني: نجيب الكيلاني في ذمة الله

- ‌الفصل السابع: كيف تكتب بحثًا

- ‌ أهمية البحوث:

- ‌ اختيار موضوع البحث:

- ‌طريقة جمع المادة العلمية

- ‌مدخل

- ‌ المصادر الأولى للبحث:

- ‌ الكتب التي عالجت الموضوع معالجة كلية:

- ‌ الكتب التي عالجت الموضوع معالجة جزئية:

- ‌ كتب التاريخ

- ‌ كتب المعارف

- ‌ تسجيل المعلومات في بطاقات

- ‌كتابة البحث

- ‌مدخل

- ‌ المقدمة:

- ‌ هيكل البحث:

- ‌ الخاتمة:

- ‌ الفهارس:

- ‌ كشاف المصادر والمراجع:

- ‌القسم الثاني: من أنواع الكتابة الموضوعية والفنية

- ‌الفصل الأول: التقرير

- ‌مدخل

- ‌تقرير عن كتاب: قصص للأشبال رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه ةسلم

- ‌الفصل الثاني: التقويم

- ‌مدخل

- ‌نموذج للتقويم

- ‌الفصل الثالث: الرسالة

- ‌تعريف الرسالة

- ‌تاريخ الرسالة:

- ‌أنواع الرسالة:

- ‌الوصايا:

- ‌ الرسائل الشخصية:

- ‌ الرسالة الرسمية "الإدارية

- ‌نماذج تطبيقية:

- ‌من نماذج الرسائل:

- ‌من نماذج الوصايا:

- ‌من نماذج الرسائل الأدبية:

- ‌من نماذج الرسالة الإدارية

- ‌الفصل الرابع: المقالة

- ‌مفهوم المقالة وتطورها

- ‌في اللغة

- ‌مفهوم المقالة عند النقاد:

- ‌البناء الفني للمقالة

- ‌ أنواع‌‌ المقالة الأدبية

- ‌ المقالة الأدبية

- ‌ المقالة الدينية

- ‌ المقالة الاجتماعية

- ‌ مقالة الوصف

- ‌ المقالة السياسية

- ‌ المقالة النقدية:

- ‌ المقالة الفلسفية

- ‌ المقالة الانطباعية

- ‌ المقالة العلمية:

- ‌ مقالة الصورة الشخصية

- ‌المقالة الصحفية وأنواعها

- ‌مدخل

- ‌ المقالة الافتتاحية:

- ‌ العمود الصحفي:

- ‌ مقالة الرأي:

- ‌ مقالة عرض الكتب:

- ‌ مقالة المتابعة "أو التغطية الصحفية

- ‌خصائص المقالة الأدبية

- ‌مدخل

- ‌ فرعونيون وعرب

- ‌ فلسفة القصة

- ‌ أمي

- ‌ أدب المهجر الشرقي

- ‌ نقاد الحداثة وموت القارئ

- ‌الفصل الخامس: القصة

- ‌مدخل

- ‌الفرق بين الخبر والقصة

- ‌أنواع القصة "من حيث القالب

- ‌تعريف القصة:

- ‌ الحكاية:

- ‌ الأقصوصة:

- ‌ القصة:

- ‌ الرواية:

- ‌أشكال السرد القصصي

- ‌ المقال القصصي:

- ‌المذكرات اليومية:

- ‌ المقامة:

- ‌ الرسالة:

- ‌ القصة الشعرية:

- ‌عناصر الفن القصصي

- ‌مادة العمل القصصي

- ‌ الموقف النقدي من هذه المادة:

- ‌ عناصر الفن القصصي

- ‌الاتجاهات العامة للقصة

- ‌القصة الرومانسية

- ‌ القصة الواقعية:

- ‌ القصة التاريخية:

- ‌ القصة الاجتماعية:

- ‌ القصة التحليلية النفسية:

- ‌ القصة البوليسية:

- ‌ القصة العلمية:

- ‌دراسة تطبيقية لعناصر العمل القصصي في قصة "أبو الفوارس"عنترة بن شداد

- ‌ملخص القصة

- ‌عناصر القصة:

- ‌نمودجان للقصة القصيرة

- ‌شندويل يبحث عن عروس

- ‌ حدث استثنائي في أيام الأنفوشي

- ‌الفصل السادس: المسرحية

- ‌تعريف المسرحية

- ‌مدخل

- ‌ مرحلة النشأة

- ‌ مرحلة النضج

- ‌ مرحلة الازدهار

- ‌العناصر المميزة للمسرحية

- ‌مدخل

- ‌ البناء

- ‌ الحوار:

- ‌ الصراع:

- ‌أنواع المسرحية

- ‌مدخل

- ‌ المأساة:

- ‌ الملهاة:

- ‌نماذج

- ‌تطبيق عناصر المسرحية على النص

- ‌مدخل

- ‌ الحادثة:

- ‌ الشخوص

- ‌ الفكرة:

- ‌ الزمان والمكان:

- ‌ البناء:

- ‌ الحوار:

- ‌ الصراع:

- ‌نموذجان لمسرحية الفصل الواحد

- ‌مدخل

- ‌ جابر عثرات الكرام

- ‌ بائع الوهم

- ‌العناصر المشتركة بين المسرحية والقصة

- ‌مدخل

- ‌ الحادثة:

- ‌ الشخوص:

- ‌ الفكرة:

- ‌ الزمان والمكان:

- ‌الفصل السابع: المحاضرة

- ‌مدخل

- ‌ المحاضرات الجامعية:

- ‌المحاضرات المتخصصة

- ‌محاضرات في المؤتمرات والمهرجانات المتخصصة

- ‌ محاضرات التثقيف العام:

- ‌مرحلتا المحاضرة

- ‌مرحلة الإعداد

- ‌ تقديم المحاضرة:

- ‌نموذج لمحاضرة: نحو طريقة مثلى لتحليل النص الأدبي

- ‌ الهدف من دراسة النص الأدبي:

- ‌ ما قبل تحليل النص الأدبي:

- ‌ تحليل النص:

- ‌ ما بعد تحليل النص:

- ‌المصادر والمراجع

- ‌المصادر والمراجع من الكتب

- ‌الصحف والدوريات

- ‌للمؤلف

- ‌الفهرس

الفصل: ‌ مقالة عرض الكتب:

فيمكن أن نمنع الترخيص لأي نشاط جديد لا يحمل اسما عربيًّا ولا لافتة عربية خصوصًا إذا لم يكن فرعًا لشركة أجنبية، ويمكن أيضًا ألا نجدد الترخيص إلا لمن يتخلص من لافتاته الأجنبية كليًّا، أو جزئيًّا على الأقل.

وأما من استقر له اسم تجاري يخاف عليه فيمكن أن يبقى على الاسم القديم مع الاسم العربي الجديد فترة من الزمن، حتى ترسخ جذور الاسم الجديد ويصبح أيضًا جزءًا من رأس المال، ولأن يتعرف وجه المدينة العربية ببطء وعلى مدى طويل أفضل من أن يبقى وجهها أجنبيًّا على طول المدى.

ص: 227

د ـ‌

‌ مقالة عرض الكتب:

تحرص الصحف والمجلات على أن تعرض للكتب الجديدة التي ترى أنها مؤثرة وتفيد القارئ؛ من خلال تعريفه بأبرز الإصدارات الجديدة. وقد يكون الكتاب الذي يعرض له سياسيًّا، أو اقتصاديا أو أدبيا، أو مذكرات كتبتها شخصية مرموقة عن فترة عملها، وما صادفها من أشياء ترى أنها جديرة بالتسجيل.. إلخ.

ويشترط في مقالة عرض الكتب ما يلي:

1-

أن تكون لغتها واضحة قريبة من الأفهام؛ لأنها تخاطب الجمهور العام، في صحيفة أو مجلة.

2-

أن يكون الكتاب الذي تَعْرِضُ له قد صدر حديثا، ومتوافرا في الأسواق، ليتمكن القارئ الذي يثيره العرض من شرائه.

ص: 227

3-

أن يكون الكتاب الذي يعرض له متميزا في بابه، كأن يسد ثغرة في مجاله، أو يقدم نظرية جديدة، أو يخالف المألوف نتيجة لأبحاث جديدة، أو قراءة متعمقة.

4-

أن يلم كاتب مقالة عرض الكتاب بأهم ما طرحه الكاتب "صاحب الكتاب".

وليس من مهمته أن ينقد الكتاب، أو أن يبين وجه الخطأ والصواب فيه، فهذه مهمة المقالة النقدية.

ومن الذين يعرضون للكتب الجديدة: أحمد فضل شبلول في جريدة "الجزيرة"، ومحمد جبريل في مجلة"حريتي"، ومحمود الورداني في "أخبار الأدب"، وعنتر مخيمر ود. محمد علي داود في مجلة "الأدب الإسلامي".

ومن نماذج هذه المقالة مقالة "محمد جبريل" في مجلة "حريتي" عن كتاب الدكتور حلمي محمد القاعود "لويس عوض: الأسطورة والحقيقة"، وهذا نصه:

لويس عوض أمام محكمة القاعود1

للأستاذ محمد جبريل

الكتاب الجديد الذي أصدره الدكتور حلمي محمد القاعود اسمه "لويس عوض: الأسطورة والحقيقة". فوجهة النظر واضحة إذن قبل أن نبدأ القراءة.

ويشير الكاتب في استهلاله إلى خطورة القضايا التي يتصدى لها في قوله: إنه كان يعي أن الدخول إلى عالم لويس عوض مسألة محفوفة بالمخاطر والمحاذير،

1 مجلة "حريتي"، العدد الصادر في 29/ 9/ 1415هـ ـ 26 من فبراير 1989م، ص56-57.

ص: 228

فقد مثل -على حد تعبيره- مركز قوة خطيرًا منذ الستينيات، حتى رحيله في التسعينيات. ورأى الناس منه قدرته على تحطيم خصومه، والتنكيل بهم، وفرض هيمنته على معظم الصحف والدوريات والأجهزة الإعلامية، ثم رأى منه الناس قدرته على رفع أنصاره وأتباعه وأشياعه إلى قمة المجد والشهرة، حتى لو لم يكونوا يستحقون، فقط يكفي أن يكون راضيًا عنهم.

وكما ترى، فإن الكتاب يبين عن الأرضية التي ناقش عليها شخصية لويس عوض وأفكاره، وإن أكدّ أنه قدم ما يعتقد من آراء، دون ميل أو هوى قد يسببه خلاف المعتقد أو تغاير الانتماء.

من الصعب أن نعرض لكل القضايا التي آثارها حلمي قاعود في كتابه، لذلك فسنحاول التركيز على بعض تلك القضايا، بما يوضح النظرة الكلية للويس عوض، كما يقدرها حلمي القاعود.

أما المدخل لشخصية لويس عوض، فهو أنه كان ينظر إلى الآخرين. ويتعامل معهم، ويصدر أحكامه عليهم، بقدر اتساق أفكارهم وتصوراتهم مع فكره وتصوارته، ومدى اقترابهم وابتعادهم من تحقيق مصالحه وطموحاته. ذلك ما فعله حتى مع أقرب الناس إليه، سواء أكانوا من أهله أم من أصدقائه.

القاعود يرى مفتاح شخصية لويس عوض في "النرجسية" التي تكرس الأنانية والاستعلاء، وتمجيد الذات، والغطرسة، والادعاء بلا حدود. ويورد القاعود مقولة رشاد رشدي: "إن لويس عوض غالبًا ما يبدأ الكتابة بإصدار أحكام مسبقة يكون مصدرها أوهام عقله، أو متاهات في وجدانه، أو

ص: 229

أغراض له شخصية بحتة، ثم يتبع هذه الأحكام ببراهين وأدلة بعيدة عن الحقيقة كل البعد".

وارتكازا إلى تلك النرجسية، فقد كان حضور لويس عوض في حياتنا الثقافية حضورا قمعيًّا إرهابيًّا، يعتمد على إخلاء الساحة له ولأتباعه، وتفريغها من المخالفين في الرأي والتصور والاعتقاد، وافتعال المعارك الثقافية لإرهاب الآخرين تحت رايات خادعة. أما الذين احتفى بهم لويس عوض على صفحات "الأهرام"، ونشر لهم، فقد كانوا من أشياعه أو حوارييه، الذين آمنوا بفكره، وعلى الأقل لم يعارضوه، أو ارتضوا نصائحه.

أباطيل وأسمار

ولقد كان من أهم المعارك التي خاضها لويس عوض معركته مع العلامة محمود محمد شاكر، حين تصدت مجلة "الرسالة" في عهدها الثاني لأخطاء أدانت بها لويس عوض في مقالات نشرها في "الأهرام"، عن أبي العلاء المعري تحت عنوان "على هامش الغفران"، ودخل العلامة محمود محمد شاكر المعركة بثلاثة وثلاثين مقالًا، جمعها فيما بعد تحت عنوان" أباطيل وأسمار" وذكر شاكر أن لويس عوض لم يقرأ حرفًا واحدًا من شعر أبي العلاء المعري. وإن كان قد قرأ منه شيئًا، أو قرئ عليه، فإنه لم يفهم منه حرفًا واحدًا على الوجه الذي يفهم به الشعر.

الطريف، والمؤسف أن لويس عوض -كما يقول القاعود- لم يحاول الرد على الآراء بآراء مختلفة وصحيحة، لكن شن حملة لتصفية مجلات وزارة الثقافة التي تبنى بعضها مقالات التصدي لأخطائه العلمية. وقد أغلقت المجلات بالفعل فيما عدا واحدة، وسمى لويس إنجازه بمعجزة صيف 1965، وواصل

ص: 230

الرجل حملته -من بعد- فدعا إلى طرد جيوش الدخلاء، وتطهير الثقافة منهم، ورفع أسعار المطبوعات الدورية وغير الدورية التي تصدرها وزارة الثقافة، واستطاع أن يفرض هيمنته على الساحة الثقافية، وحقق من ذلك استفادة شخصية، تمثلت في نشر كتبه بهيئة الكتاب، وحصوله -مقابلا لذلك- على أعلى المكافآت.

وعندما أخذت مجلة "الشعر" التي كانت تصدرها وزارة الثقافة موقفًا من الشعر الحر، شن لويس عوض حملة جديدة، لكنه -كما يشير القاعود- أخفق فيها، وإن أكدّ الكاتب أن المسألة لم تكن خلافًا فكريا بقد ما كانت نزوعًا من لويس عوض إلى التسلط والاستبداد والسيطرة، ليقول ما يشاء، دون أن يرد عليه أحد، أو يصحح له أخطاءه، أو يظهر له خطاياه.

مراجعات

ويلاحظ الكاتب أن تراث لويس عوض في أغلبه مقالات كتبها في "الجمهورية"، "والأهرام"، و"الكاتب"، وغيرها، معظمها يدور حول مراجعات الكتب والدواوين الشعرية، ومتابعات القضايا التي تدور في الواقع الثقافي والاجتماعي، ومن استقراء كتابات لويس في النقد الأدبي يصعب على القارئ تبين فكرة متكاملة توحي بأن الرجل يملك رؤية متكاملة، أو منهجا واضحا، فهو يبدو أقرب إلى الناقد الانطباعي، لا تحليل ولا تعليل، إنما تقرير وأحكام لا ترد.

لقد انتقد أحمد شوقي وعزيز أباظة -على سبيل المثال- بسبب عدم إدراكهما -في تقديره- للفارق بين الشعر المسرحي والمسرح الشعري. وأهمل دورهما كرائدين للمسرح الشعري، وانتقد نازك الملائكة لتصورها لشعر التفعيلة،

ص: 231

واتهمها أنها من شعراء اليمين المتطور الذكي، الذين يحاولون منع ظهور الجديد بتبني شعاراته. كذلك فقد حاول لويس عوض أن يفسر العديد من الأعمال بما يرضي توجهه الديني؛ مثل رواية "الطريق" لنجيب محفوظ، وبعض قصائد صلاح عبد الصبور، ثم ينصب عبد الصبور أميرًا للشعراء خلفًا لشوقي، "لقد أثبت صلاح نهائيا، وبما لا يدع مجالا للشك أن عمود الشعر الجديد قد أقيم، وأن أنقاض ذلك المعبد الأثير الذي انهار بموت شوقي قد أزيلت، وارتفع مكانها البناء الجديد".

ويلاحظ القاعود أن لويس عوض يسرف في استخدام أفعل التفضيل، وهو ما يمثل خطورة كبيرة؛ لأنه يغلق الطريق على الأجيال التالية، وقد ينتقص الإنجازات السابقة. ويرتبط بالأحكام العامة لدي لويس عوض "أنه ليس في جيل الستينيات غير الأديبين محمد يوسف القعيد وجمال الغيطاني". وهو قول فيه الكثير من الخطأ ومجافاة الصواب، لأن في هذا الجيل -والقول للقاعود- من هو أفضل منهما وأكثر أهمية، ومع ذلك فقد هاجم لويس هذين الأديبين -تحديدًا- فيما بعد لأسباب شخصية.

أما آراء لويس عوض في اللغة، فهي تذهب إلى أن التمسك باللغة العربية من بواعث تأخرنا الاجتماعي، وزعم أن للمصريين لغتهم الشعبية الخاصة التي اصطنعوا منها أدبًا شعبيًّا لا بأس به، وتلك اللغة الشعبية المزعومة لدى لويس عوض هي اللهجة العامية التي تختلف -في زعم لويس- عن العربية الحقة في ألف بائها، ونحوها وصرفها، وصيغ ألفاظها، وعروضها.

أما لويس عوض المترجم، فإن أسلوبه في الترجمة -كما يقول القاعود- لا

ص: 232

يختلف كثيرًا عن أسلوبه العربي الذي يكتب به، ضعيف تركيبيًّا، بعيد عن صياغة البيان العربي، مليء بالأخطاء اللغوية، بل إن ترجماته -أحيانًا- لا تطابق النصوص التي ترجمها!

ترجمة ذاتية

ويعد حلمي القاعود الرواية الوحيدة التي كتبها لويس عوض "العنقاء""أو تاريخ حسن مفتاح" ترجمة ذاتية لمؤلفها: ثمة كثير من التشابه بين الشخصيات والأحداث والزمان والمكان، مع الاختلافات التي تفرضها طبيعة العمل الروائي، إنها وثيقة مهمة تفضح دموية الشيوعيين المصريين، ووسائلهم الخادعة لتحقيق أهدافهم، لكنها -في الوقت نفسه- تثير التعاطف معهم، وتسوِّغ إجرامهم الدامي، أما البناء الروائي فهو مجرد ذكريات، حاول لويس عوض أن يربطها ليصوغ منها رواية حول الشيوعية والشيوعيين في مصر. لذلك فإن الكاتب يعدها مجرد تجربة زاعقة بآراء لويس عوض وأفكاره أكثر منها رواية حافلة بالتعبير الفني والأدبي، ولم تضف إلى فن الرواية جديدًا.

أما لويس عوض شاعرًا، فإن حصاده الشعري يكاد يخلو من العاطفة الحقيقية، وينبض بالعقلانية غير المنطقية التي تدور في إطار ديني مليء بهواجس الإلحاد، والتطاول على الذات الإلهية، مع خيالات جنسية فجة وقبيحة.

يبقى من لويس عوض المبدع: الكاتب المسرحي. وقد صدر له "الراهب" و"محاكمة إيزيس". فضلًا عن كتاب "المحاورت الجديدة" الذي يعتمد على الحوار بين العديد من الشخصيات التي ترتدي أقنعة. أما "الراهب" فهي

ص: 233

تحمل رفضًا لمبدأ الوحدة العربية، وقد كتبها لويس عوض أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، وعمومًا، فقد أخفقت المسرحية في تقديم عمل فني له قيمة كبيرة، بسبب نظرة مؤلفها الضيقة، وأما "محاكمة إيزيس" -كما يرى القاعود- فهي تعالج قضايا عديدة، لم تستطع أن تبلورها في مقدمات ونتائج. إنها أقرب إلى الخواطر والمشاعر منها إلى البناء المسرحي الحقيقي، وبالنسبة لكتاب "المحاورات الجديدة"، فإنه يحفل بالهجاء -وليس الرد العلمي- على مقالات مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" في فترة الستينيات، والتي كشفت قصوره العلمي.

مواقف سياسية

أما لويس عوض سياسيًّا، فإن آراءه وتصرفاته تنفي ما أعلنه من أنه لا يكتب في السياسة، ومواقفه محكومة بروحه الطائفية المتعصبة التي تتناقض مع روح المسيحية السمحة فضلًا عن روح العلم والقيم الإنسانية. إنه لم يكن منصفًا في أيٍّ من مواقفه السياسية. برغم الدعاوى العريضة التي تحدث فيها عن الحرية والديمقراطية والإنسانية والعلمانية أيضًا!

ويناقش القاعود لويس عوض في مواقفه من العديد من المفكرين العرب. يفندها أو يعارضها، فلويس عوض يرد منجزات "ابن خلدون" إلى الفكر الغربي، بدلًا من أن يرد منجزات الفكر الغربي إلى "ابن خلدون" ومن سبقه من علماء المسلمين. وبالنسبة لرفاعة الطهطاوي، فإن لويس عوض يسلبه شرف الإبداع والريادة، حين يرد إنجازاته إلى السادة الفرنسيين، ثم يلوي أفكار رفاعة وآراءه ليشوهه. ويحمله ما لا يحتمل، ويوجه لويس إلى شخصية "جمال الدين الأفغاني" طعنات قاسية، فيتحول في قلمه إلى أفّاك غامض، وعميل رخيص للاستعمار الإنجليزي، وفي المقابل، فإن لويس عوض يسبغ صفات الوطنية

ص: 234

على المعلم "يعقوب" الذي خان وطنه، ثم آثر الرحيل مع القوات الفرنسية المسيحية، خوفًا من انتقام الوطنيين المصريين.

أما آخر فصول الكتاب، فإن الكتاب يناقش في كتابات لويس عوض في الإسلام والعروبة، والتي تتلخص في الإصرار على استبعاد الإسلام من الواقع والحياة العملية، وهو -في آرائه- يغالط ولا يطرح القضايا طرحًا علميًّا. ولا يتقصى الأسباب الحقيقية للمشكلة.. أية مشكلة!..

والكتاب -في مجمله- يفجر الكثير من القضايا المهمة التي أثق أنها ستعيد طرح كتابات لويس عوض على الساحة الثقافية، ما لها وما عليها، وجوانب الصواب والخطأ فيها.

ومن الملاحظ على هذه المقالة ما يلي:

1-

أنها تتناول كتابًا قد ظهر حديثًا.

2-

أن الكتاب -الذي تتناوله المقالة- يعيد النظر في ناقد شهير، برؤية علمية، وأن مؤلف الكتاب أستاذ جامعي، لم تخدعه شهرة "لويس عوض" فأعاد النظر في قراءة كتبه، ودرس مواقفه النقدية.

3-

إن كاتب المقالة وضع عناوين فرعية بخط أسود كبير ليشوق القارئ إلى مطالعة مقالته، وهذه هي العناوين التي نشرت في الصفحتين اللتين نشرت المقالة فيهما:

أ- لويس عوض نرجسي.. يكرِّسُ الأنانية والاستعلاء، والادعاء بلا حدود.

ص: 235