المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ كيفية صلاة الوتر - فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر - جـ ١٠

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌تكملة باب صلاة التطوع

- ‌ حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة النافلة والوتر

- ‌ حكم دعاء ختم القرآن في التراويح

- ‌ حكم أخذ الأجرة عن الإمامة في رمضان

- ‌ بيان معنى: " واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

- ‌ حكم دعاء الاستفتاح في صلاة الليل وتكراره في كل ركعتين

- ‌ مسألة في فضل صلاة الليل

- ‌ بيان كيفية صلاة التهجد وقيام الليل

- ‌ بيان وقت صلاة التهجد

- ‌ بيان النوافل المشروعة في اليوم والليلة

- ‌ بيان أن الإنسان يفعل الأصلح له من طول القيام وعدد الركعات

- ‌ مسألة في عدد ركعات صلاة الليل والجهر فيها

- ‌ حكم من يطيل السجود أثناء التهجد حتى يتعب بذلك

- ‌ حكم الوضوء لصلاة التهجد

- ‌ حكم صلاة الليل جماعة

- ‌ بيان في قيام الليل ووقته وما يقرأ فيه

- ‌ حكم الملازمة لصلاة الليل

- ‌ حكم صلاة الليل في أوله لمن يخشى النوم عنها

- ‌ بيان الثلث الأخير من الليل

- ‌ حكم تأخير صلاة الليل إلى قبيل الفجر

- ‌ بيان لبداية وقت التهجد ونهايته

- ‌ حكم من يوتر بعد صلاة العشاء مباشرة

- ‌ حكم من نوى قيام الليل ولم يقم

- ‌ حكم من صلى أربع ركعات بتسليمة واحدة

- ‌ بيان الوقت المفضل لقيام الليل

- ‌ حكم صلاة الرجل بأهل بيته في النوافل

- ‌ حكم من لم يصل قيام الليل وصلاة الضحى

- ‌ حكم الجهر في صلاة النوافل بالليل

- ‌ حكم قراءة عدد من السور القصار في قيام الليل

- ‌ حكم حمل المصحف في الصلاة لمن لم يحفظ من القرآن إلا القليل

- ‌ حكم تخصيص السور التي فيها سجدة بالقراءة في النوافل

- ‌ مسألة في فضل قيام الليل

- ‌ مسألة في بيان فضل كثرة السجود

- ‌ حكم تحديد صلاة الليل بعدد معين

- ‌ حكم تخصيص ليلة أو يوم بعبادة خاصة

- ‌ بيان الدعاء الذي يقوله المصلي في الليل

- ‌ حكم المداومة على القراءة مع المحافظة على النوافل

- ‌ حكم من يكتفي بحلقات العلم عن قيام الليل

- ‌ مسألة في الترغيب في قيام الليل

- ‌ بيان بعض الأسباب المعينة على قيام الليل

- ‌ بيان بعض الصوارف عن قيام الليل

- ‌ حكم التساهل في السنن القولية والفعلية

- ‌باب صلاة الوتر وأحكامها

- ‌ حكم صلاة الوتر وبيان أقله

- ‌ كيفية صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر وبيان وقتها وعدد ركعاتها

- ‌ بيان أفضل وقت لصلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهدين كالمغرب

- ‌ بيان معنى الشفع والوتر

- ‌ كيفية التسليم في الوتر

- ‌ كيفية صلاة الوتر في النهار لمن نام عنها

- ‌ حكم الصلاة في آخر الليل لمن أوتر في أوله

- ‌ مسألة في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة قيام الليل بعد الوتر

- ‌ حكم الوتر بثلاث ركعات بتسليمتين

- ‌ مسائل في الوتر

- ‌ حكم المداومة على إحدى عشرة ركعة كل ليلة

- ‌ حكم قراءة المعوذتين بعد سورة الإخلاص في الوتر

- ‌ حكم تكرار الوتر في ليلة واحدة

- ‌ حكم تأخير الوتر لمن علم من نفسه أنه يقوم آخر الليل

- ‌ حكم تخصيص سورة الأعلى، والكافرون والإخلاص في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر لمن جمع المغرب والعشاء جمع تقديم

- ‌ حكم الإسرار والجهر في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر جماعة في غير رمضان

- ‌ حكم شهادة من لا يصلي الوتر

- ‌ مسألة في الوتر

- ‌ حكم من نسي الوتر وتذكره في اليوم الثاني

- ‌ حكم من نام عن الوتر ولم يستيقظ إلا بعد أذان الصبح

- ‌ حكم من نسي الوتر ولم يتذكر إلا بعد صلاة الظهر

- ‌ الترغيب في المواظبة على الأعمال الصالحة

- ‌ بيان معنى القنوت

- ‌ حكم القنوت في الوتر

- ‌ حكم الزيادة على دعاء القنوت في رمضان

- ‌ بيان محل القنوت

- ‌ بيان الحالات التي يشرع فيها القنوت، وحكم الزيادة فيه

- ‌ بيان الدليل على مشروعية القنوت في الوتر

- ‌ بيان حكم الإيتار بثلاث ركعات

- ‌ بيان حكم الاستمرار على القنوت في الوتر كل ليلة

- ‌ بيان محل القنوت وحكم من تركه

- ‌ بيان معنى الاعتداء في الدعاء

- ‌ مسألة في سنية القنوت في الوتر والنوازل

- ‌ حكم التأمين على دعاء القنوت المسجل أثناء صلاة الوتر

- ‌ حكم مسح الوجه بعد دعاء القنوت

- ‌ حكم قول: " اللهم إنا نسألك بعزك الذي لا يرام…" في القنوت

- ‌ بيان معنى عبارة " ولا تجعل مصيبتنا في ديننا

- ‌ حكم رفع اليدين في دعاء القنوت

- ‌ حكم من نسي القنوت في الوتر

- ‌ بيان مشروعية القنوت في الصلوات الخمس عند النوازل

- ‌ بيان حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح والوتر

- ‌ حكم المداومة على القنوت في الوتر

- ‌ حكم القنوت في صلاة الفجر وحكم الصلاة خلف من يفعله

- ‌ بيان حكم القنوت في صلاة الفجر

- ‌ حكم المداومة على القنوت في الفجر

- ‌ بيان حكم القنوت ومواطن مشروعيته مع ذكر الدليل

- ‌ بيان عدم مشروعية القنوت في الفجر إلا في النوازل

- ‌ بيان الأصح من الخلاف في مشروعية القنوت في الفجر

- ‌ بيان لمعنى بعض ألفاظ القنوت

- ‌ بيان درجة الأحاديث الواردة بمشروعية القنوت في الفجر

- ‌ حكم القنوت عند وجود النوازل

- ‌ بيان محل القنوت من الصلاة

- ‌ حكم مخالفة الجماعة بسبب مداومتهم على القنوت في الفجر

- ‌ حكم رفع الأيدي والتأمين خلف الإمام في القنوت

- ‌ حكم الصلاة خلف إمام يداوم على القنوت في الفجر

- ‌ حكم رفع المأمومين أيديهم خلف من يقنت في الفجر

- ‌ حكم إطلاق لفظ المبتدع على من يلزم القنوت في الفجر

- ‌ بيان ما يفعله الإمام إذا أصرت جماعته على القنوت في الفجر

- ‌ حكم القنوت خلف إمام يقنت في الفجر

- ‌ بيان ما ينبغي فعله في مسائل الخلاف

- ‌باب السنن الرواتب

- ‌ بيان عدد السنن الرواتب

- ‌ بيان وقت السنن الراتبة

- ‌ عدد الرواتب والتنبيه على أهميتها

- ‌ السنن الرواتب وكيفية أدائها

- ‌ بيان وقت راتبة الظهر والترغيب فيها

- ‌ حكم صلاة أربع ركعات متصلة قبل الظهر

- ‌ بيان فضل راتبة الظهر وكيفية أدائها

- ‌ حكم أداء الراتبة بعد الإقامة

- ‌ حكم صلاة الراتبة قبل الأذان

- ‌ حكم صلاة السنن الرواتب جماعة

- ‌ بيان فضل صلاة الراتبة في البيت

- ‌ حكم صلاة النافلة في المكتب

- ‌ حكم ترك بعض السنن الراتبة

- ‌ حكم راتبة الظهر قبل صلاة الجمعة

- ‌ الترغيب في النوافل الرواتب وغيرها

- ‌ بيان وقت الركعات الأربع التي قبل العصر

- ‌ حكم المداومة على أربع ركعات قبل العصر

- ‌ حكم الصلاة بعد صلاة العصر

- ‌ حكم الصلاة قبل العصر

- ‌ بيان وقت سنة المغرب

- ‌ حكم صلاة النوافل بعد سنة المغرب

- ‌ فضل صلاة سنة المغرب في البيت

- ‌ حكم الصلاة قبل المغرب

- ‌ حكم صلاة الركعتين بعد أذان المغرب

- ‌ حكم المداومة على ست ركعات بعد المغرب

- ‌ بيان وقت صلاة الرواتب لمن جمع بين المغرب والعشاء

- ‌ بيان راتبة العشاء

- ‌ حكم السنن قبل صلاة العشاء

- ‌ حكم تأخير سنة العشاء مع الوتر إلى آخر الليل

- ‌ بيان وقت صلاة ركعتي الفجر وفضل صلاتهما في البيت

- ‌ بيان وقت صلاة راتبة الفجر

- ‌ حكم القراءة في سنة الفجر

- ‌ حكم الصلاة قبل سنة الفجر بعد الأذان الثاني

- ‌ بيان ما يقرأ في ركعتي الفجر

- ‌ بيان القدر الكافي من القراءة في الصلاة

- ‌ حكم المداومة على سور مخصوصة في النوافل

- ‌ بيان أن الراتبة تكفي عن تحية المسجد

- ‌ حكم تحية المسجد لمن صلى سنة الفجر في البيت

- ‌ حكم من ترك ركعتي الفجر والوتر

- ‌ حكم من صلى ركعتين بنية سنة الفجر وتحية المسجد

- ‌ حكم صلاة ركعتي الفجر لمن تأخر عن الصلاة

- ‌ حكم الفصل بين الفجر وسنتها والترتيب بينهما

- ‌ حكم قضاء سنة الفجر إذا فاتت

- ‌ بيان الرواتب التي يسن قضاؤها

- ‌ مسألة في حكم من لم يؤد السنن الراتبة

- ‌ حكم التساهل في السنن

- ‌ بيان ما يكفي من القراءة في صلاة السنة

- ‌ حكم الفصل بين الفريضة والنافلة

- ‌ حكم قراءة التشهد في النافلة

- ‌ حكم الفصل بين الفريضة والسنن الراتبة

- ‌ حكم تغيير المصلي مكانه لصلاة النافلة

- ‌ حكم صلاة النافلة جماعة

- ‌ حكم الإقامة لصلاة النافلة

- ‌ بيان معنى اتخاذ العبادة عادة

- ‌ حكم صلاة النافلة في السفر

- ‌ حكم السنة الراتبة للمسافر إذا صلى خلف المقيم

- ‌ بيان معنى صلاة التطوع

- ‌ بيان معنى السنة الراتبة

- ‌ بيان الفرق بين صلاة الفرض وصلاة النافلة

- ‌ مسألة في الفرق بين النافلة والسنة

- ‌ حكم صلاة الفريضة في جماعتين

- ‌ حكم الشرب في صلاة النافلة

- ‌ بيان ما يفعله المصلي إذا ناداه أحد أبويه

- ‌ حكم انتظار طلوع الشمس في موضع آخر من المسجد غير الذي صلى فيه

- ‌ حكم الاستمرار على قراءة سورة الكافرون في النوافل

- ‌ حكم صلاة الضحى

- ‌ حكم المداومة على صلاة الضحى وبيان وقتها

- ‌ بيان تسمية صلاة الضحى بصلاة الأوابين

- ‌ بيان فضل صلاة الضحى وسنيتها

- ‌ بيان أول وقت صلاة الضحى وآخره

- ‌ بيان أفضل وقت لصلاة الضحى وعدد ركعاتها

- ‌ بيان وقت الزوال

- ‌ بيان صفة صلاة الضحى وعدد ركعاتها

- ‌ مسألة في عدد ركعات الضحى وبيان فضلها

- ‌ بيان صلاة الشروق

- ‌ حكم القراءة في صلاة الضحى

- ‌ بيان وقت صلاة الضحى بالساعة

- ‌ بيان بداية ونهاية وقت الضحى والدعاء فيها

- ‌ حكم الزيادة في صلاة الضحى على ثماني ركعات

- ‌ حكم صلاة الضحى في السفر والحضر

- ‌ بيان صلاة الأوابين

- ‌ حكم صلاة الضحى أكثر من ثماني ركعات

- ‌ حكم الجهر والإسرار في صلاة الضحى

- ‌ حكم التعود على قراءة آيات معينة في صلاة الضحى

- ‌ حكم تأخير صلاة الضحى إلى العاشرة صباحا

- ‌ حكم صلاة الضحى قبل الظهر بعشر دقائق

- ‌ حكم صلاة الضحى بعد الأذان لأول يوم الجمعة

- ‌ مسألة في جلوس المرأة في مصلاها بعد الفجر حتى تصلي الضحى

- ‌ حكم صلاة الظهر بوضوء الضحى

- ‌ حكم قضاء صلاة الضحى

- ‌ حكم صلاة النوافل في حالة الجلوس

- ‌ حكم استقبال القبلة والطهارة لسجود التلاوة

- ‌ بيان ما يقال في سجود التلاوة

- ‌ حكم سجود التلاوة

- ‌ حكم الدعاء في سجود التلاوة

- ‌ بيان ما يفعله من مر بسجدة في القرآن

- ‌ حكم سجود التلاوة في صلاة الفرض

- ‌ حكم التسليم والتكبير في سجود التلاوة

- ‌ حكم سجود التلاوة في أوقات النهي

- ‌ حكم تكرار السجود للمتعلم مع تكرار آية السجود

- ‌ حكم اشتراط الطهارة لسجود التلاوة والشكر

- ‌ حكم سجود التلاوة للحائض

- ‌ بيان سجود الشكر

- ‌ حكم صلاة الشكر

- ‌ بيان صفة سجود الشكر

- ‌ حكم الإكثار من السجود

- ‌ حكم صلاة تحية المسجد

- ‌ حكم تحية المسجد في أوقات النهي

- ‌ حكم صلاة ركعتين بنية الراتبة وتحية المسجد

- ‌ حكم صلاة أربع ركعات بتسليمة واحدة تحية للمسجد

- ‌ حكم التلفظ بالنية في تحية المسجد

- ‌ حكم تكرار تحية المسجد بتكرار دخول المسجد

- ‌ حكم الخروج إلى مسجد آخر لصلاة تحية المسجد

- ‌ بيان أن الراتبة تكفي عن تحية المسجد

الفصل: ‌ كيفية صلاة الوتر

عليه وسلم يصلي إحدى عشرة في الغالب، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وربما صلى سبعا، وربما صلى تسعا، وربما صلى خمسا، وربما صلى ثلاثا، عليه الصلاة والسلام، وربما صلى أكثر، صلى ثلاث عشرة، هكذا المسلم يصلي ما يسر الله له، من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، فإن لم يصل إلا واحدة فقط أجزأه ذلك، والحمد لله.

ص: 122

44 -

‌ كيفية صلاة الوتر

س: الأخت: س. أ. ع، من الأردن، تقول: كيف نصلي صلاة الوتر؟ جزاكم الله خيرا. (1)

ج: صلاة الوتر سنة، سنها الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا، كان يوتر من الليل عليه الصلاة والسلام، وأرشد الناس إلى ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام:«صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى (2)» متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: «الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر

(1) السؤال السابع من الشريط رقم (276).

(2)

أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد، برقم (472)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى، برقم (749).

ص: 122

بواحدة فليفعل (1)» وكان صلى الله عليه وسلم يوتر كل ليلة، والغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة، يسلم في كل ثنتين ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بأقل من ذلك، فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل والإيتار، في أول الليل أو في وسطه أو في آخره، والأفضل في آخر الليل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من خاف ألا يقوم من أخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل (2)» رواه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام:«ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له (3)» متفق على صحته، وهذا النزول يليق بالله سبحانه وتعالى، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، كالاستواء والضحك والرضا والغضب،

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب كم الوتر؟ برقم (1422)، والنسائي في المجتبى في كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب رضي الله عنه، برقم (1712)، واللفظ له.

(2)

أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، برقم (755).

(3)

أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل، برقم (1145)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، برقم (758).

ص: 123

كلها صفات تليق بالله، لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، يجب أن تمر كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، كما قال سبحانه:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1) وقال عز وجل: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (2) فليس نزوله كنزولنا، وليس غضبة كغضبنا، وليس ضحكه كضحكنا، وليس سمعه كأسماعنا، وهكذا بقية الصفات، له الكمال المطلق سبحانه وتعالى في كل شيء، وقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (3) فالإيتار في آخر الليل أفضل، ولو بواحدة، لكن إذا أوتر بثلاث أو بخمس، أو بأكثر فهو أفضل، يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، وإن أوتر في أول الليل قبل أن ينام فلا بأس، إن كان يخشى ألا يقوم، أو في وسط الليل، كله حسن، لكن الأفضل من ذلك آخر الليل في الثلث الأخير، هذا هو الأفضل.

(1) سورة الشورى الآية 11

(2)

سورة الإخلاص الآية 4

(3)

سورة الشورى الآية 11

ص: 124

س: كيف هي صلاة الوتر؟ وكم تشهد فيه؟ وهل فيه قنوت؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا. (1)

(1) السؤال الثامن من الشريط رقم (142).

ص: 124

ج: الوتر سنة مؤكدة، وأقله واحدة بعد سنة العشاء، ومن زاد عليها فهو أفضل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر من الليل، وكان وتره متنوعا عليه الصلاة والسلام، ربما أوتر بثلاث، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بإحدى عشرة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وهذا أكثر ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام، ولكنه لم يحد بهذا حدا، فمن أحب أن يوتر بأكثر من ذلك فلا بأس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى (1)» فلم يحد حدا، ولهذا ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه صلى عشرين ركعة بالوتر، وأمر أبيا رضي الله عنه أن يؤم الناس بذلك في بعض الرمضانات، وفي بعضها أمره أن يصلي بإحدى عشرة، الأمر في هذا واسع؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم صلوا هذا وهذا؛ صلوا ثلاثا وعشرين، وصلوا إحدى عشرة، كل ذلك حسن، وكله سنة وليس فيه تحديد، ولكنه إذا أوتر الإنسان بوتر النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة أو ثلاث عشرة كان هذا أفضل، وإن نقص فلا بأس، وإن زاد فلا بأس، والأفضل أن المؤمن وهكذا المؤمنة، إذا كثر العدد خفف من القراءة، والركوع والسجود حتى لا يشق على نفسه، وعلى

(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد، برقم (472)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى، برقم (749).

ص: 125

الناس، وإذا قلل الركعات استحب له أن يطيل في القراءة، وفي الركوع وفي السجود، كفعله عليه الصلاة والسلام، والأمر في هذا واسع والحمد لله، وليس فيه تشديد، وإذا أوتر بثلاث بتسليمتين، وأتى بواحدة فهذا أقل الكمال وأدنى الكمال، وإن أتى بخمس أو بسبع أو بأكثر فذلك أفضل، يسلم من كل ثنتين، هذا هو الأفضل، ثم يختم صلاته بواحدة، ويقنت فيها، هذا هو الأفضل، يقنت بعد الركوع، بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما:«اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت (1)» إلى آخره، والأفضل رفع اليدين في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رفع يديه في القنوت، في قنوت النوازل، وقنوت الوتر مثل ذلك، ولأن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة، ومن لم يرفع فلا بأس، ومن لم يقنت فلا بأس، كل هذا مستحب، إن قنت فهو أفضل، وإن رفع يديه فهو أفضل، ومن ترك

(1) أخرجه أحمد في مسند أهل البيت من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، برقم (1720)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، برقم (1425)، والترمذي أبواب الوتر، باب ما جاء في القنوت في الوتر، برقم (464)، والنسائي في المجتبى في كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، برقم (1745)، وابن ماجه في كتاب الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر، برقم (1178).

ص: 126

ذلك فلا حرج عليه، والوتر كله سنة، وليس بواجب، هذا هو الحق الذي عليه جمهور أهل العلم، وإذا تيسر أن يكون آخر الليل فهو أفضل؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«من خاف ألا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل (1)» رواه مسلم في صحيحة، فدل ذلك على أن الوتر في آخر الليل أفضل لمن استطاع ذلك، أما من عجز فإنه يوتر في أول الليل، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة، وأبا الدرداء رضي الله عنهما بالإيتار أول الليل لأنهما كانا يدرسان الحديث، ويشق عليهما القيام في آخر الليل، فناسبا أن يوترا في أول الليل، والخلاصة أن من كان يستطيع آخر الليل فهو أفضل، ومن خاف ألا يقوم من آخر الليل فإيتاره أول الليل أفضل، أما النبي فكان يوتر أول الليل، وأوتر أوسط الليل، ثم استقر وتره في آخر الليل، عليه الصلاة والسلام حتى لحق بربه.

(1) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، برقم (755).

ص: 127

س: ما هو عدد التشهد في الوتر والقنوت؟ (1)

(1) السؤال الثامن من الشريط رقم (142).

ص: 127