المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ بيان الأصح من الخلاف في مشروعية القنوت في الفجر - فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر - جـ ١٠

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌تكملة باب صلاة التطوع

- ‌ حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة النافلة والوتر

- ‌ حكم دعاء ختم القرآن في التراويح

- ‌ حكم أخذ الأجرة عن الإمامة في رمضان

- ‌ بيان معنى: " واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

- ‌ حكم دعاء الاستفتاح في صلاة الليل وتكراره في كل ركعتين

- ‌ مسألة في فضل صلاة الليل

- ‌ بيان كيفية صلاة التهجد وقيام الليل

- ‌ بيان وقت صلاة التهجد

- ‌ بيان النوافل المشروعة في اليوم والليلة

- ‌ بيان أن الإنسان يفعل الأصلح له من طول القيام وعدد الركعات

- ‌ مسألة في عدد ركعات صلاة الليل والجهر فيها

- ‌ حكم من يطيل السجود أثناء التهجد حتى يتعب بذلك

- ‌ حكم الوضوء لصلاة التهجد

- ‌ حكم صلاة الليل جماعة

- ‌ بيان في قيام الليل ووقته وما يقرأ فيه

- ‌ حكم الملازمة لصلاة الليل

- ‌ حكم صلاة الليل في أوله لمن يخشى النوم عنها

- ‌ بيان الثلث الأخير من الليل

- ‌ حكم تأخير صلاة الليل إلى قبيل الفجر

- ‌ بيان لبداية وقت التهجد ونهايته

- ‌ حكم من يوتر بعد صلاة العشاء مباشرة

- ‌ حكم من نوى قيام الليل ولم يقم

- ‌ حكم من صلى أربع ركعات بتسليمة واحدة

- ‌ بيان الوقت المفضل لقيام الليل

- ‌ حكم صلاة الرجل بأهل بيته في النوافل

- ‌ حكم من لم يصل قيام الليل وصلاة الضحى

- ‌ حكم الجهر في صلاة النوافل بالليل

- ‌ حكم قراءة عدد من السور القصار في قيام الليل

- ‌ حكم حمل المصحف في الصلاة لمن لم يحفظ من القرآن إلا القليل

- ‌ حكم تخصيص السور التي فيها سجدة بالقراءة في النوافل

- ‌ مسألة في فضل قيام الليل

- ‌ مسألة في بيان فضل كثرة السجود

- ‌ حكم تحديد صلاة الليل بعدد معين

- ‌ حكم تخصيص ليلة أو يوم بعبادة خاصة

- ‌ بيان الدعاء الذي يقوله المصلي في الليل

- ‌ حكم المداومة على القراءة مع المحافظة على النوافل

- ‌ حكم من يكتفي بحلقات العلم عن قيام الليل

- ‌ مسألة في الترغيب في قيام الليل

- ‌ بيان بعض الأسباب المعينة على قيام الليل

- ‌ بيان بعض الصوارف عن قيام الليل

- ‌ حكم التساهل في السنن القولية والفعلية

- ‌باب صلاة الوتر وأحكامها

- ‌ حكم صلاة الوتر وبيان أقله

- ‌ كيفية صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر وبيان وقتها وعدد ركعاتها

- ‌ بيان أفضل وقت لصلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهدين كالمغرب

- ‌ بيان معنى الشفع والوتر

- ‌ كيفية التسليم في الوتر

- ‌ كيفية صلاة الوتر في النهار لمن نام عنها

- ‌ حكم الصلاة في آخر الليل لمن أوتر في أوله

- ‌ مسألة في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة قيام الليل بعد الوتر

- ‌ حكم الوتر بثلاث ركعات بتسليمتين

- ‌ مسائل في الوتر

- ‌ حكم المداومة على إحدى عشرة ركعة كل ليلة

- ‌ حكم قراءة المعوذتين بعد سورة الإخلاص في الوتر

- ‌ حكم تكرار الوتر في ليلة واحدة

- ‌ حكم تأخير الوتر لمن علم من نفسه أنه يقوم آخر الليل

- ‌ حكم تخصيص سورة الأعلى، والكافرون والإخلاص في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر لمن جمع المغرب والعشاء جمع تقديم

- ‌ حكم الإسرار والجهر في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر جماعة في غير رمضان

- ‌ حكم شهادة من لا يصلي الوتر

- ‌ مسألة في الوتر

- ‌ حكم من نسي الوتر وتذكره في اليوم الثاني

- ‌ حكم من نام عن الوتر ولم يستيقظ إلا بعد أذان الصبح

- ‌ حكم من نسي الوتر ولم يتذكر إلا بعد صلاة الظهر

- ‌ الترغيب في المواظبة على الأعمال الصالحة

- ‌ بيان معنى القنوت

- ‌ حكم القنوت في الوتر

- ‌ حكم الزيادة على دعاء القنوت في رمضان

- ‌ بيان محل القنوت

- ‌ بيان الحالات التي يشرع فيها القنوت، وحكم الزيادة فيه

- ‌ بيان الدليل على مشروعية القنوت في الوتر

- ‌ بيان حكم الإيتار بثلاث ركعات

- ‌ بيان حكم الاستمرار على القنوت في الوتر كل ليلة

- ‌ بيان محل القنوت وحكم من تركه

- ‌ بيان معنى الاعتداء في الدعاء

- ‌ مسألة في سنية القنوت في الوتر والنوازل

- ‌ حكم التأمين على دعاء القنوت المسجل أثناء صلاة الوتر

- ‌ حكم مسح الوجه بعد دعاء القنوت

- ‌ حكم قول: " اللهم إنا نسألك بعزك الذي لا يرام…" في القنوت

- ‌ بيان معنى عبارة " ولا تجعل مصيبتنا في ديننا

- ‌ حكم رفع اليدين في دعاء القنوت

- ‌ حكم من نسي القنوت في الوتر

- ‌ بيان مشروعية القنوت في الصلوات الخمس عند النوازل

- ‌ بيان حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح والوتر

- ‌ حكم المداومة على القنوت في الوتر

- ‌ حكم القنوت في صلاة الفجر وحكم الصلاة خلف من يفعله

- ‌ بيان حكم القنوت في صلاة الفجر

- ‌ حكم المداومة على القنوت في الفجر

- ‌ بيان حكم القنوت ومواطن مشروعيته مع ذكر الدليل

- ‌ بيان عدم مشروعية القنوت في الفجر إلا في النوازل

- ‌ بيان الأصح من الخلاف في مشروعية القنوت في الفجر

- ‌ بيان لمعنى بعض ألفاظ القنوت

- ‌ بيان درجة الأحاديث الواردة بمشروعية القنوت في الفجر

- ‌ حكم القنوت عند وجود النوازل

- ‌ بيان محل القنوت من الصلاة

- ‌ حكم مخالفة الجماعة بسبب مداومتهم على القنوت في الفجر

- ‌ حكم رفع الأيدي والتأمين خلف الإمام في القنوت

- ‌ حكم الصلاة خلف إمام يداوم على القنوت في الفجر

- ‌ حكم رفع المأمومين أيديهم خلف من يقنت في الفجر

- ‌ حكم إطلاق لفظ المبتدع على من يلزم القنوت في الفجر

- ‌ بيان ما يفعله الإمام إذا أصرت جماعته على القنوت في الفجر

- ‌ حكم القنوت خلف إمام يقنت في الفجر

- ‌ بيان ما ينبغي فعله في مسائل الخلاف

- ‌باب السنن الرواتب

- ‌ بيان عدد السنن الرواتب

- ‌ بيان وقت السنن الراتبة

- ‌ عدد الرواتب والتنبيه على أهميتها

- ‌ السنن الرواتب وكيفية أدائها

- ‌ بيان وقت راتبة الظهر والترغيب فيها

- ‌ حكم صلاة أربع ركعات متصلة قبل الظهر

- ‌ بيان فضل راتبة الظهر وكيفية أدائها

- ‌ حكم أداء الراتبة بعد الإقامة

- ‌ حكم صلاة الراتبة قبل الأذان

- ‌ حكم صلاة السنن الرواتب جماعة

- ‌ بيان فضل صلاة الراتبة في البيت

- ‌ حكم صلاة النافلة في المكتب

- ‌ حكم ترك بعض السنن الراتبة

- ‌ حكم راتبة الظهر قبل صلاة الجمعة

- ‌ الترغيب في النوافل الرواتب وغيرها

- ‌ بيان وقت الركعات الأربع التي قبل العصر

- ‌ حكم المداومة على أربع ركعات قبل العصر

- ‌ حكم الصلاة بعد صلاة العصر

- ‌ حكم الصلاة قبل العصر

- ‌ بيان وقت سنة المغرب

- ‌ حكم صلاة النوافل بعد سنة المغرب

- ‌ فضل صلاة سنة المغرب في البيت

- ‌ حكم الصلاة قبل المغرب

- ‌ حكم صلاة الركعتين بعد أذان المغرب

- ‌ حكم المداومة على ست ركعات بعد المغرب

- ‌ بيان وقت صلاة الرواتب لمن جمع بين المغرب والعشاء

- ‌ بيان راتبة العشاء

- ‌ حكم السنن قبل صلاة العشاء

- ‌ حكم تأخير سنة العشاء مع الوتر إلى آخر الليل

- ‌ بيان وقت صلاة ركعتي الفجر وفضل صلاتهما في البيت

- ‌ بيان وقت صلاة راتبة الفجر

- ‌ حكم القراءة في سنة الفجر

- ‌ حكم الصلاة قبل سنة الفجر بعد الأذان الثاني

- ‌ بيان ما يقرأ في ركعتي الفجر

- ‌ بيان القدر الكافي من القراءة في الصلاة

- ‌ حكم المداومة على سور مخصوصة في النوافل

- ‌ بيان أن الراتبة تكفي عن تحية المسجد

- ‌ حكم تحية المسجد لمن صلى سنة الفجر في البيت

- ‌ حكم من ترك ركعتي الفجر والوتر

- ‌ حكم من صلى ركعتين بنية سنة الفجر وتحية المسجد

- ‌ حكم صلاة ركعتي الفجر لمن تأخر عن الصلاة

- ‌ حكم الفصل بين الفجر وسنتها والترتيب بينهما

- ‌ حكم قضاء سنة الفجر إذا فاتت

- ‌ بيان الرواتب التي يسن قضاؤها

- ‌ مسألة في حكم من لم يؤد السنن الراتبة

- ‌ حكم التساهل في السنن

- ‌ بيان ما يكفي من القراءة في صلاة السنة

- ‌ حكم الفصل بين الفريضة والنافلة

- ‌ حكم قراءة التشهد في النافلة

- ‌ حكم الفصل بين الفريضة والسنن الراتبة

- ‌ حكم تغيير المصلي مكانه لصلاة النافلة

- ‌ حكم صلاة النافلة جماعة

- ‌ حكم الإقامة لصلاة النافلة

- ‌ بيان معنى اتخاذ العبادة عادة

- ‌ حكم صلاة النافلة في السفر

- ‌ حكم السنة الراتبة للمسافر إذا صلى خلف المقيم

- ‌ بيان معنى صلاة التطوع

- ‌ بيان معنى السنة الراتبة

- ‌ بيان الفرق بين صلاة الفرض وصلاة النافلة

- ‌ مسألة في الفرق بين النافلة والسنة

- ‌ حكم صلاة الفريضة في جماعتين

- ‌ حكم الشرب في صلاة النافلة

- ‌ بيان ما يفعله المصلي إذا ناداه أحد أبويه

- ‌ حكم انتظار طلوع الشمس في موضع آخر من المسجد غير الذي صلى فيه

- ‌ حكم الاستمرار على قراءة سورة الكافرون في النوافل

- ‌ حكم صلاة الضحى

- ‌ حكم المداومة على صلاة الضحى وبيان وقتها

- ‌ بيان تسمية صلاة الضحى بصلاة الأوابين

- ‌ بيان فضل صلاة الضحى وسنيتها

- ‌ بيان أول وقت صلاة الضحى وآخره

- ‌ بيان أفضل وقت لصلاة الضحى وعدد ركعاتها

- ‌ بيان وقت الزوال

- ‌ بيان صفة صلاة الضحى وعدد ركعاتها

- ‌ مسألة في عدد ركعات الضحى وبيان فضلها

- ‌ بيان صلاة الشروق

- ‌ حكم القراءة في صلاة الضحى

- ‌ بيان وقت صلاة الضحى بالساعة

- ‌ بيان بداية ونهاية وقت الضحى والدعاء فيها

- ‌ حكم الزيادة في صلاة الضحى على ثماني ركعات

- ‌ حكم صلاة الضحى في السفر والحضر

- ‌ بيان صلاة الأوابين

- ‌ حكم صلاة الضحى أكثر من ثماني ركعات

- ‌ حكم الجهر والإسرار في صلاة الضحى

- ‌ حكم التعود على قراءة آيات معينة في صلاة الضحى

- ‌ حكم تأخير صلاة الضحى إلى العاشرة صباحا

- ‌ حكم صلاة الضحى قبل الظهر بعشر دقائق

- ‌ حكم صلاة الضحى بعد الأذان لأول يوم الجمعة

- ‌ مسألة في جلوس المرأة في مصلاها بعد الفجر حتى تصلي الضحى

- ‌ حكم صلاة الظهر بوضوء الضحى

- ‌ حكم قضاء صلاة الضحى

- ‌ حكم صلاة النوافل في حالة الجلوس

- ‌ حكم استقبال القبلة والطهارة لسجود التلاوة

- ‌ بيان ما يقال في سجود التلاوة

- ‌ حكم سجود التلاوة

- ‌ حكم الدعاء في سجود التلاوة

- ‌ بيان ما يفعله من مر بسجدة في القرآن

- ‌ حكم سجود التلاوة في صلاة الفرض

- ‌ حكم التسليم والتكبير في سجود التلاوة

- ‌ حكم سجود التلاوة في أوقات النهي

- ‌ حكم تكرار السجود للمتعلم مع تكرار آية السجود

- ‌ حكم اشتراط الطهارة لسجود التلاوة والشكر

- ‌ حكم سجود التلاوة للحائض

- ‌ بيان سجود الشكر

- ‌ حكم صلاة الشكر

- ‌ بيان صفة سجود الشكر

- ‌ حكم الإكثار من السجود

- ‌ حكم صلاة تحية المسجد

- ‌ حكم تحية المسجد في أوقات النهي

- ‌ حكم صلاة ركعتين بنية الراتبة وتحية المسجد

- ‌ حكم صلاة أربع ركعات بتسليمة واحدة تحية للمسجد

- ‌ حكم التلفظ بالنية في تحية المسجد

- ‌ حكم تكرار تحية المسجد بتكرار دخول المسجد

- ‌ حكم الخروج إلى مسجد آخر لصلاة تحية المسجد

- ‌ بيان أن الراتبة تكفي عن تحية المسجد

الفصل: ‌ بيان الأصح من الخلاف في مشروعية القنوت في الفجر

عليهم بعد الركوع، يقول:«اللهم قاتل الكفرة والمشركين (1)» اللهم زلزلهم، اللهم انصرنا عليهم. وما أشبه ذلك، أما ما يفعله بعض الناس من القنوت دائما في الفجر هذا غير مستحب بل ينبغي تركه، ثبت في السنن عن سعد بن طارق الأشجعي رضي الله عنه أنه قال لأبيه:«يا أبت، إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي رضي الله عنهم، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني، محدث (2)» هذا يدل على أنه محدث، وأن السنة تركه وإن ذهب إليه بعض العلماء، واستدلوا بأحاديث ضعيفة في ذلك، والصواب أنه لا يفعل، وأن السنة تركه، هذا هو الصواب، وهذا هو السنة، وهذا هو الراجح من أقوال العلماء.

(1) أخرجه أحمد في مسند المكيين، من حديث عبد الله الزرقي ويقال: عبيد بن رفاعة الزرقي رضي الله عنه، برقم (15066)، والنسائي في السنن الكبرى، باب الاستغفار، برقم (10445)(6/ 156).

(2)

أخرجه أحمد في مسند المكيين، من حديث طارق بن أشيم الأشجعي والد أبي مالك، برقم (15449)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت، برقم (402)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب ترك القنوت، برقم (1080)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، برقم (1241).

ص: 247

95 -

‌ بيان الأصح من الخلاف في مشروعية القنوت في الفجر

س: المستمع: ع. ع. يسأل ويقول: هل القنوت فرض علينا أثناء

ص: 247

الركعة الثانية في صلاة الفجر أم لا؟ لأنني رأيت إمام مسجدنا يأتي به في كل صلاة فريضة (1)؟

ج: فيه خلاف بين العلماء، بعض أهل العلم رآه مسنونا في الفجر كل يوم، والأصح أنه ليس بمستحب إلا عند النوازل مثل الحرب بين المسلمين وبين عدوهم، يقنت الإمام في الفجر وغيره من الصلوات يدعو على العدو، ويدعو للمسلمين بالنصر والتأييد يسمى قنوت النوازل، أما قنوت الصبح دائما فالصواب أنه غير مشروع، لكن بعض العلماء رآه مشروعا دائما، فإذا صليت مع الإمام الذي يقنت فلا بأس، تقنت معه والحمد لله. الأمر فيه شبهة قال فيه بعض أهل العلم فالأمر في هذا واسع لكن نصيحتي لكل إمام يقنت أن يدع ذلك؛ لأنه لا يشرع إلا عند النوازل لما ثبت في الحديث أن سعد بن طارق قال لأبيه طارق بن الأشيم رضي الله عنه:«يا أبت، إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني، محدث (2)» هذا الصحابي الجليل أخبر الناس بأن الخلفاء

(1) السؤال العشرون من الشريط رقم (272).

(2)

أخرجه أحمد في مسند المكيين، من حديث طارق بن أشيم الأشجعي والد أبي مالك، برقم (15449)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت، برقم (402)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب ترك القنوت، برقم (1080)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، برقم (1241).

ص: 248

الراشدين ما كانوا يفعلونه، وما كان النبي يفعله صلى الله عليه وسلم.

ص: 249

س: عند الإمام مالك القنوت في صلاة الصبح في الركعة الثانية، وعند الإمام أحمد بن حنبل القنوت في صلاة العشاء في الوتر، فما دليل كل واحد منهما؟ وشكرا (1)

ج: القنوت مشروع في الليل ليس في العشاء، بل بعد العشاء إلى آخر الليل، هذا مشروع عند الجميع، عند جميع أهل العلم سنة، الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، ويشرع فيه القنوت من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه قال:«علمني الرسول صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر (2)» هذا المشروع الوتر عند الجميع، أما القنوت فلست أدري عنه الآن هل هو محل إجماع أو محل خلاف، لكنه سنة بلا شك وإن لم يكن فيه إجماع، وسنة لحديث الحسن رضي الله عنه في قنوت الوتر في الليل، أما القنوت الذي يفعله بعض أهل العلم في الصباح كالشافعية والمالكية فهو على الصحيح غير مشروع إلا في النوازل، إذا حدث نازلة بالمسلمين مثل العدو حاصر البلد يقنتون في

(1) السؤال السابع عشر من الشريط رقم (33).

(2)

أخرجه أحمد في مسند أهل البيت من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، برقم (1720)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، برقم (1425)، والترمذي أبواب الوتر، باب ما جاء في القنوت في الوتر، برقم (464)، والنسائي في المجتبى في كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، برقم (1745)، وابن ماجه في كتاب الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر، برقم (1178).

ص: 249

الفجر وفي غير الفجر بالدعاء عليه، أما القنوت الدائم في الفجر فهذا غير مشروع على الصحيح، وقد احتج من قال بشرعيته بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال:«أما في الصبح فما زال يقنت حتى فارق الدنيا (1)» لكنه حديث ضعيف.

وجاءت الأحاديث تفسره أنه يقنت - يعني في النوازل خاصة - وأن من قال: إنه لا يشرع في الصبح حجته أظهر، وهو ما رواه أحمد والنسائي وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن سعد بن طارق: قلت لأبي طارق بن أشيم: «يا أبتاه، إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، هل كانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني، محدث (2)» فهذا الحديث يدل على أنه محدث، وأنه لا ينبغي في الصبح إلا في النوازل أما كونه يفعل دائما فالصواب أنه محدث ولا يشرع، والذين قالوا بشرعيته لعله خفي عليهم هذا الحديث، ما بلغهم هذا الحديث حديث سعد بن طارق ولو بلغهم لقالوا به لكن لعله لم يبلغهم أو بلغهم وتأولوه على غير ظاهره،

(1) أخرجه أحمد في مسند المكثرين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، برقم (12246).

(2)

أخرجه أحمد في مسند المكيين، من حديث طارق بن أشيم الأشجعي والد أبي مالك، برقم (15449)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت، برقم (402)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب ترك القنوت، برقم (1080)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، برقم (1241).

ص: 250

فالحاصل أن الصواب والأرجح أن القنوت يكون في الوتر في الليل، وفي النوازل في الفجر وغيرها، أما الاستمرار بالقنوت في صلاة الفجر، فهذا الصواب تركه، وأنه ليس بمشروع؛ لحديث طارق بن أشيم هذا الذي سمعته، والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما قام عليه الدليل، ولكن لو صلى الإنسان خلف واحد من هؤلاء فلا بأس، يتابعه في ذلك؛ لأنه له شبهة في هذا الشيء فلا حرج إذا صلى مع واحد يقنت في الفجر وتابعه لا حرج في ذلك، لكن ينصح من يفعل ذلك بأن الأفضل والأولى والأرجح ترك ذلك؛ لأن طارقا ذكر أن هذا محدث ليس من عادة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عادة أصحابه خلفائه الراشدين، وما كان كذلك فالواجب تركه، إلا إذا وجد سبب لذلك مما تقدم من النوازل.

ص: 251

س: كثر الجدال في أمور الدعاء في الركعة الثانية من صلاة الصبح بعد الوقوف من الركوع، فهل يصح جهرا، وهل يصح في جماعة؟ مع أني أسمع الدعاء جهرا عندما تنقل صلاة الفجر في بعض الإذاعات، ويختمون دعاءهم بقولهم: بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وبسر الفاتحة. وضحوا ذلك لنا جزاكم الله خيرا (1)

(1) السؤال الثالث عشر من الشريط رقم (136).

ص: 251

ج: هذا يسمى القنوت بعد الركوع في الركعة الثانية من الفجر اختلف فيه العلماء، فمنهم من قال: إنه يستحب هذا القنوت. ورأوه سنة مستمرة، وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه سنة في حق المسلمين إذا وقعت نازلة، إذا نزل بالمسلمين نازلة كمحاصرة عدو للمسلمين أو نزول بلاء بالمسلمين فيدعو الإمام ويقنت ويؤمن عليه المأمومون. وقال بعضهم: هذا يختص بولي الأمر بالإمام الأكبر السلطان هو الذي يفعل ذلك، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في النوازل فإنه صلى الله عليه وسلم دعا على أحياء من العرب ثم ترك ذلك، وفعله مرات كثيرة عليه الصلاة والسلام في النوازل لا دائما، وهذا هو الصواب أنه يفعل في النوازل لا دائما؛ لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت ودعا على أحياء من العرب من حديث ابن عمر، من حديث البراء بن عازب ومن حديث أبي هريرة وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم أخبروا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت يدعو على أحياء من العرب، ومنهم الذين قتلوا القراء السبعين، دعا عليهم شهرا عليه الصلاة والسلام، ودعا على جماعة من قريش قبل الفتح، فهذا جائز بل مستحب إذا وجدت أسبابه.

أما القنوت الدائم في صلاة الفجر بعد الركوع الثاني كما استحبه بعض أهل العلم فهذا ليس بجيد، والصواب أنه لا يستحب في الفجر

ص: 252

ولا في غيرها بصفة دائمة، إنما يفعل للنوازل، إذا كان هناك نازلة تضر المسلمين قنت الإمام، أما اتخاذ القنوت في صلاة الفجر بعد الركوع الثاني سنة دائمة فهذا قول بعض أهل العلم من الشافعية رحمهم الله، وجماعة معهم، ولكنه قول مرجوح الصواب أنه لا يستحب لأنه ثبت من حديث سعد بن طارق بن أشيم الأشجعي قال:«قلت لأبي: يا أبت، إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني، محدث (1)» فهذا يدل على أنه ليس معروفا في عهده صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين في غير النوازل ولهذا قال هذا الصحابي الجليل: إنه محدث؛ يعني الاستمرار عليه والقنوت من دون أسباب، هذا هو الراجح وهو الأقوى دليلا، لكن لو صليت خلف إمام يقنت فلا حرج؛ لأن ذلك له قول وله شبهة قد جاء في بعض أحاديث ضعيفة فلو صليت خلفه فلا حرج عليك، ولو قنت معه وأمنت معه لا حرج لأنه قنوت له شبهة قال فيه بعض أهل العلم، فالأمر فيه واسع، لكن السنة والأفضل ترك ذلك.

(1) أخرجه أحمد في مسند المكيين، من حديث طارق بن أشيم الأشجعي والد أبي مالك، برقم (15449)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت، برقم (402)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب ترك القنوت، برقم (1080)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، برقم (1241).

ص: 253

س: وجهونا إلى القنوت في صلاة الفجر، وكيف يكون ومتى؟ جزاكم الله خيرا (1)

ج: الصواب أن القنوت غير مشروع في صلاة الفجر ولا في غيرها إلا بسبب، أما ما يفعله بعض الناس من القنوت الدائم في الفجر فهو قول بعض العلماء، ولكنه قول مرجوح لعدم الدليل عليه، وإنما يشرع القنوت إذا كان بسبب، يسمى قنوت النوازل، فإذا كان هناك سبب مثل تعدي بعض الكفار على بعض المسلمين، فيقنت بالدعوة للمسلمين بالنصر والتأييد والدعاء على الكافرين بالخذلان والهزيمة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم من دعوته على قريش ودعوته على الذين قتلوا القراء، والمقصود أن القنوت للنوازل أمر مشروع إذا اعتدي على المسلمين فيقنت المسلمون ضد العدو فيدعون للمسلمين بالنصر والتأييد والعاقبة الحميدة.

(1) السؤال الثامن عشر من الشريط رقم (291).

ص: 254

س: هذا السائل من محافظة حضرموت يقول: سماحة الشيخ، بالنسبة لدعاء القنوت في صلاة الفجر وهو الدعاء المعروف: اللهم اهدنا فيمن هديت

إلى آخره. هل ورد عن النبي صلى الله

ص: 254