المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ بيان معنى الشفع والوتر - فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر - جـ ١٠

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌تكملة باب صلاة التطوع

- ‌ حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة النافلة والوتر

- ‌ حكم دعاء ختم القرآن في التراويح

- ‌ حكم أخذ الأجرة عن الإمامة في رمضان

- ‌ بيان معنى: " واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

- ‌ حكم دعاء الاستفتاح في صلاة الليل وتكراره في كل ركعتين

- ‌ مسألة في فضل صلاة الليل

- ‌ بيان كيفية صلاة التهجد وقيام الليل

- ‌ بيان وقت صلاة التهجد

- ‌ بيان النوافل المشروعة في اليوم والليلة

- ‌ بيان أن الإنسان يفعل الأصلح له من طول القيام وعدد الركعات

- ‌ مسألة في عدد ركعات صلاة الليل والجهر فيها

- ‌ حكم من يطيل السجود أثناء التهجد حتى يتعب بذلك

- ‌ حكم الوضوء لصلاة التهجد

- ‌ حكم صلاة الليل جماعة

- ‌ بيان في قيام الليل ووقته وما يقرأ فيه

- ‌ حكم الملازمة لصلاة الليل

- ‌ حكم صلاة الليل في أوله لمن يخشى النوم عنها

- ‌ بيان الثلث الأخير من الليل

- ‌ حكم تأخير صلاة الليل إلى قبيل الفجر

- ‌ بيان لبداية وقت التهجد ونهايته

- ‌ حكم من يوتر بعد صلاة العشاء مباشرة

- ‌ حكم من نوى قيام الليل ولم يقم

- ‌ حكم من صلى أربع ركعات بتسليمة واحدة

- ‌ بيان الوقت المفضل لقيام الليل

- ‌ حكم صلاة الرجل بأهل بيته في النوافل

- ‌ حكم من لم يصل قيام الليل وصلاة الضحى

- ‌ حكم الجهر في صلاة النوافل بالليل

- ‌ حكم قراءة عدد من السور القصار في قيام الليل

- ‌ حكم حمل المصحف في الصلاة لمن لم يحفظ من القرآن إلا القليل

- ‌ حكم تخصيص السور التي فيها سجدة بالقراءة في النوافل

- ‌ مسألة في فضل قيام الليل

- ‌ مسألة في بيان فضل كثرة السجود

- ‌ حكم تحديد صلاة الليل بعدد معين

- ‌ حكم تخصيص ليلة أو يوم بعبادة خاصة

- ‌ بيان الدعاء الذي يقوله المصلي في الليل

- ‌ حكم المداومة على القراءة مع المحافظة على النوافل

- ‌ حكم من يكتفي بحلقات العلم عن قيام الليل

- ‌ مسألة في الترغيب في قيام الليل

- ‌ بيان بعض الأسباب المعينة على قيام الليل

- ‌ بيان بعض الصوارف عن قيام الليل

- ‌ حكم التساهل في السنن القولية والفعلية

- ‌باب صلاة الوتر وأحكامها

- ‌ حكم صلاة الوتر وبيان أقله

- ‌ كيفية صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر وبيان وقتها وعدد ركعاتها

- ‌ بيان أفضل وقت لصلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهدين كالمغرب

- ‌ بيان معنى الشفع والوتر

- ‌ كيفية التسليم في الوتر

- ‌ كيفية صلاة الوتر في النهار لمن نام عنها

- ‌ حكم الصلاة في آخر الليل لمن أوتر في أوله

- ‌ مسألة في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة قيام الليل بعد الوتر

- ‌ حكم الوتر بثلاث ركعات بتسليمتين

- ‌ مسائل في الوتر

- ‌ حكم المداومة على إحدى عشرة ركعة كل ليلة

- ‌ حكم قراءة المعوذتين بعد سورة الإخلاص في الوتر

- ‌ حكم تكرار الوتر في ليلة واحدة

- ‌ حكم تأخير الوتر لمن علم من نفسه أنه يقوم آخر الليل

- ‌ حكم تخصيص سورة الأعلى، والكافرون والإخلاص في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر لمن جمع المغرب والعشاء جمع تقديم

- ‌ حكم الإسرار والجهر في صلاة الوتر

- ‌ حكم صلاة الوتر جماعة في غير رمضان

- ‌ حكم شهادة من لا يصلي الوتر

- ‌ مسألة في الوتر

- ‌ حكم من نسي الوتر وتذكره في اليوم الثاني

- ‌ حكم من نام عن الوتر ولم يستيقظ إلا بعد أذان الصبح

- ‌ حكم من نسي الوتر ولم يتذكر إلا بعد صلاة الظهر

- ‌ الترغيب في المواظبة على الأعمال الصالحة

- ‌ بيان معنى القنوت

- ‌ حكم القنوت في الوتر

- ‌ حكم الزيادة على دعاء القنوت في رمضان

- ‌ بيان محل القنوت

- ‌ بيان الحالات التي يشرع فيها القنوت، وحكم الزيادة فيه

- ‌ بيان الدليل على مشروعية القنوت في الوتر

- ‌ بيان حكم الإيتار بثلاث ركعات

- ‌ بيان حكم الاستمرار على القنوت في الوتر كل ليلة

- ‌ بيان محل القنوت وحكم من تركه

- ‌ بيان معنى الاعتداء في الدعاء

- ‌ مسألة في سنية القنوت في الوتر والنوازل

- ‌ حكم التأمين على دعاء القنوت المسجل أثناء صلاة الوتر

- ‌ حكم مسح الوجه بعد دعاء القنوت

- ‌ حكم قول: " اللهم إنا نسألك بعزك الذي لا يرام…" في القنوت

- ‌ بيان معنى عبارة " ولا تجعل مصيبتنا في ديننا

- ‌ حكم رفع اليدين في دعاء القنوت

- ‌ حكم من نسي القنوت في الوتر

- ‌ بيان مشروعية القنوت في الصلوات الخمس عند النوازل

- ‌ بيان حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح والوتر

- ‌ حكم المداومة على القنوت في الوتر

- ‌ حكم القنوت في صلاة الفجر وحكم الصلاة خلف من يفعله

- ‌ بيان حكم القنوت في صلاة الفجر

- ‌ حكم المداومة على القنوت في الفجر

- ‌ بيان حكم القنوت ومواطن مشروعيته مع ذكر الدليل

- ‌ بيان عدم مشروعية القنوت في الفجر إلا في النوازل

- ‌ بيان الأصح من الخلاف في مشروعية القنوت في الفجر

- ‌ بيان لمعنى بعض ألفاظ القنوت

- ‌ بيان درجة الأحاديث الواردة بمشروعية القنوت في الفجر

- ‌ حكم القنوت عند وجود النوازل

- ‌ بيان محل القنوت من الصلاة

- ‌ حكم مخالفة الجماعة بسبب مداومتهم على القنوت في الفجر

- ‌ حكم رفع الأيدي والتأمين خلف الإمام في القنوت

- ‌ حكم الصلاة خلف إمام يداوم على القنوت في الفجر

- ‌ حكم رفع المأمومين أيديهم خلف من يقنت في الفجر

- ‌ حكم إطلاق لفظ المبتدع على من يلزم القنوت في الفجر

- ‌ بيان ما يفعله الإمام إذا أصرت جماعته على القنوت في الفجر

- ‌ حكم القنوت خلف إمام يقنت في الفجر

- ‌ بيان ما ينبغي فعله في مسائل الخلاف

- ‌باب السنن الرواتب

- ‌ بيان عدد السنن الرواتب

- ‌ بيان وقت السنن الراتبة

- ‌ عدد الرواتب والتنبيه على أهميتها

- ‌ السنن الرواتب وكيفية أدائها

- ‌ بيان وقت راتبة الظهر والترغيب فيها

- ‌ حكم صلاة أربع ركعات متصلة قبل الظهر

- ‌ بيان فضل راتبة الظهر وكيفية أدائها

- ‌ حكم أداء الراتبة بعد الإقامة

- ‌ حكم صلاة الراتبة قبل الأذان

- ‌ حكم صلاة السنن الرواتب جماعة

- ‌ بيان فضل صلاة الراتبة في البيت

- ‌ حكم صلاة النافلة في المكتب

- ‌ حكم ترك بعض السنن الراتبة

- ‌ حكم راتبة الظهر قبل صلاة الجمعة

- ‌ الترغيب في النوافل الرواتب وغيرها

- ‌ بيان وقت الركعات الأربع التي قبل العصر

- ‌ حكم المداومة على أربع ركعات قبل العصر

- ‌ حكم الصلاة بعد صلاة العصر

- ‌ حكم الصلاة قبل العصر

- ‌ بيان وقت سنة المغرب

- ‌ حكم صلاة النوافل بعد سنة المغرب

- ‌ فضل صلاة سنة المغرب في البيت

- ‌ حكم الصلاة قبل المغرب

- ‌ حكم صلاة الركعتين بعد أذان المغرب

- ‌ حكم المداومة على ست ركعات بعد المغرب

- ‌ بيان وقت صلاة الرواتب لمن جمع بين المغرب والعشاء

- ‌ بيان راتبة العشاء

- ‌ حكم السنن قبل صلاة العشاء

- ‌ حكم تأخير سنة العشاء مع الوتر إلى آخر الليل

- ‌ بيان وقت صلاة ركعتي الفجر وفضل صلاتهما في البيت

- ‌ بيان وقت صلاة راتبة الفجر

- ‌ حكم القراءة في سنة الفجر

- ‌ حكم الصلاة قبل سنة الفجر بعد الأذان الثاني

- ‌ بيان ما يقرأ في ركعتي الفجر

- ‌ بيان القدر الكافي من القراءة في الصلاة

- ‌ حكم المداومة على سور مخصوصة في النوافل

- ‌ بيان أن الراتبة تكفي عن تحية المسجد

- ‌ حكم تحية المسجد لمن صلى سنة الفجر في البيت

- ‌ حكم من ترك ركعتي الفجر والوتر

- ‌ حكم من صلى ركعتين بنية سنة الفجر وتحية المسجد

- ‌ حكم صلاة ركعتي الفجر لمن تأخر عن الصلاة

- ‌ حكم الفصل بين الفجر وسنتها والترتيب بينهما

- ‌ حكم قضاء سنة الفجر إذا فاتت

- ‌ بيان الرواتب التي يسن قضاؤها

- ‌ مسألة في حكم من لم يؤد السنن الراتبة

- ‌ حكم التساهل في السنن

- ‌ بيان ما يكفي من القراءة في صلاة السنة

- ‌ حكم الفصل بين الفريضة والنافلة

- ‌ حكم قراءة التشهد في النافلة

- ‌ حكم الفصل بين الفريضة والسنن الراتبة

- ‌ حكم تغيير المصلي مكانه لصلاة النافلة

- ‌ حكم صلاة النافلة جماعة

- ‌ حكم الإقامة لصلاة النافلة

- ‌ بيان معنى اتخاذ العبادة عادة

- ‌ حكم صلاة النافلة في السفر

- ‌ حكم السنة الراتبة للمسافر إذا صلى خلف المقيم

- ‌ بيان معنى صلاة التطوع

- ‌ بيان معنى السنة الراتبة

- ‌ بيان الفرق بين صلاة الفرض وصلاة النافلة

- ‌ مسألة في الفرق بين النافلة والسنة

- ‌ حكم صلاة الفريضة في جماعتين

- ‌ حكم الشرب في صلاة النافلة

- ‌ بيان ما يفعله المصلي إذا ناداه أحد أبويه

- ‌ حكم انتظار طلوع الشمس في موضع آخر من المسجد غير الذي صلى فيه

- ‌ حكم الاستمرار على قراءة سورة الكافرون في النوافل

- ‌ حكم صلاة الضحى

- ‌ حكم المداومة على صلاة الضحى وبيان وقتها

- ‌ بيان تسمية صلاة الضحى بصلاة الأوابين

- ‌ بيان فضل صلاة الضحى وسنيتها

- ‌ بيان أول وقت صلاة الضحى وآخره

- ‌ بيان أفضل وقت لصلاة الضحى وعدد ركعاتها

- ‌ بيان وقت الزوال

- ‌ بيان صفة صلاة الضحى وعدد ركعاتها

- ‌ مسألة في عدد ركعات الضحى وبيان فضلها

- ‌ بيان صلاة الشروق

- ‌ حكم القراءة في صلاة الضحى

- ‌ بيان وقت صلاة الضحى بالساعة

- ‌ بيان بداية ونهاية وقت الضحى والدعاء فيها

- ‌ حكم الزيادة في صلاة الضحى على ثماني ركعات

- ‌ حكم صلاة الضحى في السفر والحضر

- ‌ بيان صلاة الأوابين

- ‌ حكم صلاة الضحى أكثر من ثماني ركعات

- ‌ حكم الجهر والإسرار في صلاة الضحى

- ‌ حكم التعود على قراءة آيات معينة في صلاة الضحى

- ‌ حكم تأخير صلاة الضحى إلى العاشرة صباحا

- ‌ حكم صلاة الضحى قبل الظهر بعشر دقائق

- ‌ حكم صلاة الضحى بعد الأذان لأول يوم الجمعة

- ‌ مسألة في جلوس المرأة في مصلاها بعد الفجر حتى تصلي الضحى

- ‌ حكم صلاة الظهر بوضوء الضحى

- ‌ حكم قضاء صلاة الضحى

- ‌ حكم صلاة النوافل في حالة الجلوس

- ‌ حكم استقبال القبلة والطهارة لسجود التلاوة

- ‌ بيان ما يقال في سجود التلاوة

- ‌ حكم سجود التلاوة

- ‌ حكم الدعاء في سجود التلاوة

- ‌ بيان ما يفعله من مر بسجدة في القرآن

- ‌ حكم سجود التلاوة في صلاة الفرض

- ‌ حكم التسليم والتكبير في سجود التلاوة

- ‌ حكم سجود التلاوة في أوقات النهي

- ‌ حكم تكرار السجود للمتعلم مع تكرار آية السجود

- ‌ حكم اشتراط الطهارة لسجود التلاوة والشكر

- ‌ حكم سجود التلاوة للحائض

- ‌ بيان سجود الشكر

- ‌ حكم صلاة الشكر

- ‌ بيان صفة سجود الشكر

- ‌ حكم الإكثار من السجود

- ‌ حكم صلاة تحية المسجد

- ‌ حكم تحية المسجد في أوقات النهي

- ‌ حكم صلاة ركعتين بنية الراتبة وتحية المسجد

- ‌ حكم صلاة أربع ركعات بتسليمة واحدة تحية للمسجد

- ‌ حكم التلفظ بالنية في تحية المسجد

- ‌ حكم تكرار تحية المسجد بتكرار دخول المسجد

- ‌ حكم الخروج إلى مسجد آخر لصلاة تحية المسجد

- ‌ بيان أن الراتبة تكفي عن تحية المسجد

الفصل: ‌ بيان معنى الشفع والوتر

48 -

‌ بيان معنى الشفع والوتر

س: تقول السائلة: ما هي صلاة الشفع والوتر؟ وكم عدد ركعات الوتر التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم؟

ج: الشفع معناه ركعتان، تسمى الركعتان بالشفع، والوتر واحدة، والسنة الإيتار بواحدة، أو ثلاث أو خمس أو سبع، أو تسع أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، أو أكثر من ذلك، لكن الأفضل إحدى عشرة، هذا هو الأفضل؛ لأن هذا في الغالب هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، كان في الغالب يواظب على إحدى عشرة ركعة، عليه الصلاة والسلام، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع أو بسبع، أو بأقل من ذلك، لكن كان غالب إيتاره صلى الله عليه وسلم أنه يوتر بإحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، عليه الصلاة والسلام، هذا هو الأفضل، وإذا أوتر الإنسان بثلاث أو بخمس، أو بسبع أو بتسع، هذا كله طيب، والوتر نافلة، ليس بفرض على الصحيح، الذي عليه جمهور أهل العلم أنه سنة وليس بواجب، فتهجد الليل وأقله واحدة بركعة بعد العشاء بعد راتبة العشاء، هذا أقله، وإن أوتر بثلاث أفضل، وبخمس

ص: 140

أفضل، وبسبع أفضل، وهكذا، ولكن إذا بلغ إحدى عشرة فهو أفضل، وإن زاد فأوتر بثلاث عشرة، أو بخمس عشرة أو بسبع عشرة فلا بأس، الأمر واسع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صلاة الليل، قال:«صلاة الليل مثنى مثنى (1)» ولم يحدد عددا، ثم قال:«فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى (2)» هذا يدلنا على أن الوتر يكون ركعة في آخر الصلاة، سواء كان في أول الليل أو وسط الليل أو آخر الليل، يوتر بواحدة، وليس له حد محدود، فإذا أوتر بعشرين ركعة مع الوتر، كما في التراويح المنقول عن عمر رضي الله عنه وأرضاه، أو أتى بثلاث عشرة، أو بإحدى عشرة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في إيتاره في صلاة الليل، أو أوتر بتسع أو بسبع أو بخمس أو ثلاث، كل هذا لا بأس به وأقله واحدة في أول الليل، أو آخره.

(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد، برقم (472)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى، برقم (749).

(2)

أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد، برقم (472)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى، برقم (749).

ص: 141

س: يقول السائل: إذا صليت الراتبة ثم صليت الشفع، وقمت ولم أجلس للتشهد، وأتيت بالوتر بعدها فهل ذلك جائز، أم لا؟ (1)

(1) السؤال الثالث والعشرون من الشريط رقم (25).

ص: 141

ج: كأنه يريد أنه صلى الشفع والوتر جميعا، سرد الثلاث، إذا صلى الإنسان راتبة العشاء، ثم صلى ثلاثا جميعا، سردها سردا ولم يجلس فلا بأس، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، بعض الأحيان أوتر بثلاث، لم يسلم إلا في آخرهن عليه الصلاة والسلام هذا نوع من السنة، ولا حرج في ذلك، لكن يكره أن يجلس في الثانية، ثم يتشهد ثم يقوم من دون سلام كالمغرب، هذا يكره بل إما أن يسلم بثنتين، وهذا أفضل، ثم يأتي بواحدة مفردة، هذا هو الأفضل، والأكثر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإن سردها من دون جلوس في الثانية سردها سردا، ثم سلم في الثالثة فلا بأس في ذلك، قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الأحاديث الصحيحة الكثيرة فيها أنه كان يسلم من الثنتين ثم يقوم ويأتي بركعة الوتر وحدها، هذا هو الأفضل، وهذا هو الأغلب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان ناويا الجلوس في الثنتين، ثم سها وقام فليرجع ويجلس، ويكمل ويسجد للسهو، ثم يأتي بواحدة وحدها؛ لأن الرسول صلى الله عليه

ص: 142

وسلم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى (1)» فإذا كان ما نوى سرد الثلاث فإنه إذا قام يجلس ويتشهد، ويكمل تشهده ويدعو دعاءه، ويسجد سجدتين للسهو، ثم يسلم ثم يقوم ويأتي بواحدة التي هي الوتر، أما إذا نوى الثلاث يسردها سردا فلا حرج عليه، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم «أنه سرد ثلاثا جميعا، وسرد خمسا جميعا، لم يجلس إلا في آخرها، صلى الله عليه وسلم، وثبت عنه أنه سرد سبعا جميعا، وجلس في السادسة، وتشهد ثم قام ولم يسلم، ثم أتى بالسابعة وتشهد وسلم، وثبت أنه سرد تسعا جميعا وجلس في الثامنة وتشهد، ولم يسلم ثم قام وأتى بالتاسعة (2)» ، هذا كله ثابت من فعله صلى الله عليه وسلم لكن الأفضل والأغلب والأكثر من فعله صلى الله عليه وسلم هو أنه يسلم من كل ثنتين، كما قال عليه الصلاة والسلام:«صلاة الليل مثنى مثنى (3)» ، قالت عائشة رضي الله عنها: «كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة عليه

(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد، برقم (472)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى، برقم (749).

(2)

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، باب من أوتر بثلاث موصولة به، برقم (1009)(3/ 31)، والحاكم في المستدرك، في كتاب الوتر، برقم (1140)(1/ 447).

(3)

صحيح البخاري الجمعة (993)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (749)، سنن الترمذي الجمعة (597)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1694)، سنن أبي داود الصلاة (1326)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1322)، مسند أحمد (2/ 155)، موطأ مالك النداء للصلاة (269)، سنن الدارمي الصلاة (1458).

ص: 143

الصلاة والسلام (1)» هذا هو الأفضل والأكثر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن من سرد ثلاثا ولم يجلس إلا في الثالثة، أو خمسا ولم يجلس إلا في الخامسة فلا حرج عليه؛ لأن الرسول فعل هذا في بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام، وهكذا لو سرد سبعا وجلس في السادسة، وتشهد ولم يسلم ثم قام للسابعة، أو سرد تسعا وجلس في الثامنة، وتشهد ولم يسلم، ثم قام للتاسعة، فهذا أيضا لا بأس به، كل هذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا حرج في ذلك.

(1) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب ما جاء في الوتر، برقم (994)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (736).

ص: 144

س: هل تجوز صلاة الشفع والوتر مع بعض بدون فرق بينهما، كصلاة المغرب مثلا؟ (1)

ج: يكره أن تصلى كصلاة المغرب؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك ولكن يصلي ثنتين ثم يسلم، ثم يصلى الوتر واحدة، هذا هو الأفضل، بتسليمتين، يصلي ثنتين أو أكثر ثم يوتر بواحدة، وإن صلى ثلاثا جميعا سردها سردا، ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس

(1) السؤال التاسع والعشرون من الشريط رقم (219).

ص: 144

بذلك، فعله النبي صلى الله عليه وسلم يسرد الثلاث سردا، لا يجلس في الثانية كالمغرب، لا، ولكن يسرد الثلاث سردا، ثم يجلس في الأخيرة ويقرأ التحيات، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو ما يسر الله، ثم يسلم، هذا لا بأس به، ولكن الأفضل أن يسلم من الثنتين، ثم يقوم ويأتي بواحدة وحدها، هذا هو الأفضل، وإن أوتر بخمس أو بسبع أو بأكثر من ذلك، يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، هكذا كان النبي يفعل في الغالب، كان يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وكان في الغالب يصلي إحدى عشرة، وربما صلى ثلاث عشرة، عليه الصلاة والسلام، وربما صلى ثلاثا جميعا، سردها سردا حتى يجلس في آخرها، وربما صلى خمسا جميعا، يسردها حتى يجلس في آخرها، كل هذا لا بأس به.

ص: 145

س: إذا صليت فريضة صلاة العشاء والسنة الراتبة هل أصلي الوتر قبل صلاة قيام الليل، أم بعد صلاة قيام الليل؟ (1)

ج: الوتر يكون هو الأخير بعد قيام الليل، والنبي صلى الله عليه وسلم

(1) السؤال الخامس من الشريط رقم (203).

ص: 145