الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
113- مجلس بلال بن أبي بردة مع عبد الله بن أبي إسحاق بحضرة أبو عمرو
حدثنا محمد بن الرياشي قال: حدثنا أبي عن الأصمعي قال: لاقى بلال بن أبي بردة عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي في حرف من القرآن، قال بلال:{بملكنا} ، وقال ابن أبي إسحاق:(بملكنا) ، فتراضيا بأبي عمرو، فوجه بلالٌ إليه فسأل أبو عمرو عما أراده له فعرف، فدخل وقد عرف قول بلال، فسأله بلالٌ فأجازهما وفضل قول بلال، فقال له ابن أبي إسحاق: أما قرأنا على مجاهد: ((بملكنا)) ؟ فقال له أبو عمرو: أخبرت بما عندي. فوصله بلال، فلما خرج قال لعبد الله بن أبي إسحاق: والله لو أخطأ الملوك لصوبنا خطأهم فكيف إذا أصابوا! إن منازعة الملوك تضغنهم. وكان أبو عمرو رجل زمانه علما ونبلا وصدق لهجة، غير معتدٍ به ولا متبجح عليه.
حدثنا أحمد بن محمد الأسدي وابن الرياشي عن الأصمعي قال: كان أبو عمرو بن العلاء يحسن علوماً إذا أحسن إنسانٌ فنا منها قال: من مثلي! ولا يعتد أبو عمرو بذلك، وما سمعته يتمدح قط، إلا أن إنسانا لاحاه مرة فقال له: والله يا هذا ما رأيت أحدا قط أعلم بأشعار العرب ولغاتها مني، فإن رضيت ما قلت لك وإلا فأوجدني عمن تروي.
قال الأصمعي: ولو قلت: في الشعر واللغة هذا ما خفت إثما.
حدثنا الأسدي عن الرياشي عن الأصمعي قال: سألت أبا عمرو عن ثمانية آلاف مسألة مما أحصيت عددها من أشعار العرب ولغاتها غير ما لم أحص، فكأنه قي قلوب العرب.
وحدثنا محمد بن يزيد قال:
كان عيسى بن عمر، ويونس، يرويان عن أبي عمرو بن العلاء. وقال أبو عمرو: ما ناظرني أحدٌ إلا غلبته وقطعته، إلا ابن أبي إسحاق، فإنه ناظرني في مجلس بلال بن أبي بردة في الهمز فقطعني، فجعلت إقبالي على الهمز حتى ما كنت دونه.