الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20- مجلس الأثرم علي بن المغيرة مع يعقوب
قال أبو العباس أحمد بن يحيى: كنا عند الأثرم صاحب الأصمعي وهو يمل شعر الراعي، فلما وضع الشيخ الكتاب من يده واستتم المجلس قال يعقوب: لابد من أن أسأله عن أبيات الراعي. قلت له: لا تفعل، فلعله لا يحضره جوابٌ فتكون قد هجنته على رؤوس الملأ. فقال: لابد من ذلك.
ثم وثب فقال: ما تقول في بيت الراعي:
وأفضن بعد كظومهن بجرة
…
من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا
قال: فتلجلج الشيخ، وتنحنح ولم يجب بشيء. فقال له: فما تقول في بيته:
كدخان مرتجلٍ بأعلى تلعة
…
غرثان ضرم عرفجا مبلولا
قال: فعاد الشيخ إلى تلك الصورة، ورأينا في وجهه الكراهية والإنكار.
ومر شيء من الأمثال فقال الأثرم: ((مثقل استعان بدفيه)) ، فقال يعقوب: هذا تصحيف: إنما هو ((بذقنه)) . فقال الأثرم: إنه يريد الرياسة بسرعة. ودخل بيته. ومعنى المثل أن البعير إذا حمل عليه فأثقله الحمل مد عنقه واعتمد على ذقنه، فلا يكون له في ذلك راحة. فيقال للرجل إذا تكلف أمرا أو ينزل به أمر يغلظ عليه فيضعف فيه، فيستعين عليه بمن هو أضعف منه وأعجز.