الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36- مجلس أبي عمرو بن العلاء مع عمرو بن عبيد
حدثني القاضي قال: حدثني أبو أحمد البربري قال:
حدثنا سوار بن عبد الله قال: حدثنا عبد الملك بن قريب قال:
جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء فقال: يا أبا عمرو، أيخلف الله وعده؟ قال: لا. قال: أفرأيت من وعده الله على عمل عقابا أيخلف وعده فيه؟ فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت أبا عثمان، إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تعد عارا ولا خلفا، والله جل وعز إذا وعد وفي، وإذا أوعد ثم لم يفعل كان ذلك كرما وتفضلا، وإنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله. قال: فأوجدني هذا في كلام العرب. قال: نعم، أما سمعت قول الأول:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي
…
ولا أختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته
…
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وتكلم في هذه الآية: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حقاً قالوا نعم} فقيل: كيف خرج القول من الفريقين بلفظٍ واحد، وهو وعدٌ ووعيد؟
فقال: لأن العرب تقول وعدته خيرا ووعدته شرا، فإذا أسقطوا ذكر الخير والشر قيل في الخير: وعدت، وفي الشر: أوعدت.
وحدثني قال: قال أبو العباس الوراق حدثنا روح بن عبد المؤمن قال: حدثنا العريان بن أبي سفيان، ابن أخي أبي عمرو بن العلاء، أن أبا عمرو اسمه زبان بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن.
وقال محمد بن الفرج المقرئ، حدثني محمد بن الفرج الدقيقي قال: حدثنا الأصمعي قال: سألت أبا عمرو بن العلاء: ما اسمك؟ فقال: زبان.
وقال أبو أحمد البربري: حدثنا طابع عن الأصمعي قال:
قلت لأبي عمرو بن العلاء: ما اسمك! فقال: أبو عمرو.
قال أبو أحمد: توفى أبو عمرو وله ست وثمانون سنة، ومات سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال شباب: توفى سنة سبع وخمسين ومائة، توفى بالكوفة.
قال وكيع: قرأت على قبره: ((هذا قبر أبي عمرو بن العلاء مولى بني حنيفة)) .