الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33- مجلس أبي مسحل عبد الوهاب بن حريش مع الأصمعي
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: حدثني أبو مسحلٍ قال:
كنت بعسكر الحسن بن سهل وأنا مع الحسن، فمر بنا الأصمعي ونحن نتذاكر التصريف، فقال: من هذا الذي يدخل في صناعتنا؟ فقلت له: ليس هذا من صناعتك. فقال لي: سبحان الله! فقلت له: كيف تقول في قوله:
وصالياتٍ ككما يؤثفين
…
من أويت؟ قال: فمر، فنعيت عليه ما فعل عطاءٌ الملط بأبيه، وذلك أنه جمع جماعة في نصف النهار ومضى بهم إلى بستان من بساتين البصرة فيه قريب، ويقولون: إنه كان أهبان: يحفظ النخل، فلما وقفوا عليه ضربه عطاءٌ الملط برجله فانتبه وكان نائما، فشتمه، وكانت إلى جنبه معزى ترعى، فقلت:
أثار الملط أمر أبيك حتى
…
أضاء لكل ذي بصر إضايه
بإشهاد القسامةِ إذا توافت
…
عليه القمل تقصع في الفلايه
فقال له عطاء الملط هذا
…
أبو ذياكم القمل العبايه
فإن هو عنه حدثكم فقولوا
…
كذبت وفض فوك على وشايه
-وشاية: فعالة من وشى يشي، أي وشيت ففض فوك-
أعن راعٍ تحدث أهل علم
…
على المعزى يطوف بكل ثايه
الثاية الزرب: الموضع الذي تكون فيه الغنم-
فإنك والراوية عن قريبٍ
…
كخارئة تحدث عن خرايه
قال أبو بكر: قال الفراء: إذا بنيت مثل أبوك من هويت قلت هايك، وأصله هويك تعرب الكلمة من موضعين، من الواو ومن الياء، فالواو إذا كانت حرف الإعراب وما قبلها متحرك لا تلحقها الحركة فأسكنتها وأبدلت منها ألفا فقلت: هايك وأعربت الياء لأن ما قبلها ساكن.
ومن أويت مثل أخوك آيك.
وإن بنيت مثل أخوك من صورٍ قلت هذا صيرك تبدل من الواو ياء كما أبدلتها من أدلٍ وأحقٍ، وتسكنها لأن ما قبلها متحرك.
وإن بنيتها من قوي قلت هذا قيك، ومررت بقيك، ورأيت قيك.