الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27- مجلس أحمد بن عبيد مع جماعة من أهل العلم
حدثني أبو علي قال: حدثني أبو محمد القاسم بن محمد الأنباري قال:
لما أراد المتوكل أن يأمر باتخاذ المؤدبين للمنتصر والمعتز جعل ذلك إلى إيتاخ، فأمر إيتاخ كاتبه أن يتولى ذلك، فبعث إلى الطوال والأحمر وابن قادم وأحمد بن عبيد بن ناصح وغيرهم من الأدباء، فأحضرهم مجلسه، فجاء أحمد بن عبيد فقعد في آخر الناس، فقال له من قرب منه: لو ارتفعت؟ فقال: حيث انتهى بي المجلس. فلما اجتمعوا قال لهما الكاتب: لو تذاكرتم وقفنا على موضعكم من العلم فاخترنا. فألقوا بيتا لابن غلفاء:
ذريني إنما خطئي وصوبي
…
علي وإن ما أنفقت مال
فقالوا: ارتفع ((مال)) بما، إذ كانت في موضع الذي. ثم سكتوا فقال لهم أحمد بن عبيد [من آخر الناس] : هذا إعراب فما المعنى؟ فأحجم القوم فقيل له: فما المعنى عندك؟ قال: أراد ما لومك إياي وإنما أنفقت مالا ولم أنفق عرضا، فالمال لا يلام على إنفاقه. فجاءه
خادم من صدر المجلس فأخذ بيده حتى تخطى به إلى أعلى موضع وقال له: ليس هذا موضعك. فقال: لأن أكون في مجلس أرفع منه إلى فوقه أحب إلي من أن أكون في مجلس أحط عنه. ثم اختير وآخر معه.
ومثل هذا قصة الفراء: قال أبو العباس:
قال الفراء: ذكرت للقعود مع المعتصم حيث نشأ، ولزمت نحوا من شهرين، فلما عزم على ذلك جاء رجلٌ يقال له أبو إياد، فطلب القعود معه، فسئل لينظر ما مقداره في العربية، فقيل له: كيف تقول يا زيد أقبل؟ فقال: يا زيد أقبل. قيل: فما هذه الضمة؟ فقال: الواو التي في قوله وأقبل. فارتضي وأقعد مع المعتصم فاستغنى، وأزلت أنا.
وكان يعجب بهذا ويتعجب منه ويقول: الدنيا لا تأتي على استحقاق.