الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6- مجلس عبد الملك بن قريب مع كيسان
حدثني أبو الحسن قال: حدثني أبو العباس ثعلب قال: قرأ بعض أصحاب الأصمعي عليه شعر النابغة الجعدي حتى انتهى إلى قوله:
إنك أنت المحزون في أثر الحي
…
فإن تنو نيهم تقم
فقال الأصمعي: معناه فإن تنو نيهم تقم صدور الإبل، تظعن نحوهم، كما قال الآخر:
أقم لها صدورها يابسبس
فقال له كيسان: كذبت، أما إنك سمعت من أبي عمرو بن العلاء، لكن نسيت، إنما أراد أنهم قد نووا فراقك فذهبوا وتركوك، فإن تنو لهم مثل ما نووا فيك من القطيعة تقم في دارك ومكانك، ولا ترحل عنهم ولا تطلبهم، كما قال الآخر:
إذا اختلجت عنك النوى ذا مودة
…
قربن بقطاع من البين ذي شعب
أذاقتك مر العيش أو مت حسرة
…
كما مات مسقى الضياح على ألب
ألب يألب، ولاب يلوب واحد. يقول: إذا باعدت بيني وبين من
أحب قربن –يعني إبلي- قربت إلى منزلي ووطني، ومياهي، ولم أتبع من فارقني، لأني صبور على الفراق جلدٌ متعود لذلك.
فقطاع يعني نفسه هو القطاع، لأني أقطع من قطعني. وأذاقتك، يعني من تحب، وهي التي فارقتها، فأنت وإن كنت كذا وعلى هذا الحال فأنت صبورٌ، قوي على القطع. وكما قال الراعي:
وإلفٍ صبرت النفس عنه وقد رأى
…
غداة فراق الحي ألا تلاقيا
وقد قادني الجيران حينا وقدتهم
…
وفارقت حتى ما تحن جماليا