الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23- مجلس محمد بن سليمان الهاشمي مع الأخفش
حدثني أبو الحسين قال: حدثني سليمان بن يزيد قال: حدثني المازني قال:
غلط محمد بن سليمان يوما فقرأ على المنبر: ((إن الله وملائكتُه يصلون على النبي)) . ثم استحيا أن يرجع، ثم أرسل إلى النحويين، فقال: احتالوا لي.
فقالوا: عطفت وملائكته على موضع الله، وموضعه رفع. فأجازهم. ولم تزل قراءته حتى مات، وكره أن يرجع عنها فيقال إن الأمير لحن.
وحدثني قال: حدثني المبرد قال: حدثني المازني قال: حدثني الأخفش الكبير مثله وقال:
كان أمير البصرة يقرأ: إن الله وملائكته، بالرفع فيلحن، فمضيت إليه ناصحا له، فزبرني وتوعدني وقال: تلحنون أمراءكم؟ ثم عزل وولى محمد بن سليمان، فكأنه تلقاها من المعزول، فقلت في نفسي: هذا هاشمي ونصيحته واجبة، فجبنت أن يلقاني بما لقيني به من قبله، ثم حملت نفسي على نصيحته فصرت إليه وهو في غرفة ومعه أخوه، والغلمان على رأسه، فقلت: أيها الأمير، جئت لنصيحة. قال: قل. قلت: هذا –وأومأت إلى أخيه- فلما سمع ذلك قام أخوه وفرق الغلمان عن رأسه
وأخلاني، فقلت: أيها الأمير، أنتم بيت الشرف، وأصل الفصاحة، وتقرأ:((إن الله وملائكته)) بالرفع، وهذا غير جائز! فقال: قد نصحت ونبهت فجزيت خيرا، فانصرف مشكورا. فلما صرت في نصف الدرجة إذا الغلام يقول لي: قف مكانك. فقعدت مروعا وقلت: أحسب أن أخاه أغراه بي. فإذا بغلةٌ سفواء وغلامٌ وبدرة وتخت ثياب، وقائلٌ يقول: البغلة والغلام والمال لك، أمر به الأمير. فانصرفت مغتبطا بذلك كله.