الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9- مجلس الأصمعي مع أبي عمرو الشيباني
حدثني أبو جعفر عن أبيه أبي محمد عبد الله بن مسلم قال: حدثني غير واحدٍ، منهم أحمد بن سعيد اللحياني، عن أبي عبيد. وحدثني أبو الحسن قال: حدثني محمد بن يزيد المبرد قال: حدثني أبو محمد التوزي عن أبي عمرو الشيباني، قال:
كنا بالرقة، فأنشد الأصمعي:
عننا باطلا وظلما كما تعنز
…
عن حجرة الربيض الظباء
فقال له: سبحان الله! ((تعتر)) من العتيرة. فقال الأصمعي: ((تعنز)) أي تطعن بعنزة. فقلت له: لو نفخت في شبور اليهودي وصحت إلى التناد ما كان إلا ((تعتر)) ، ولا ترويه بعد اليوم إلا ((تعتر)) .
قال أبو العباس محمد بن يزيد: قال التوزي قال لي أبو عمرو:
فقال: والله لا أعود بعدها إلى ((تعنز)) . والشعر للحارث بن حلزة.
وحدثنا أبو عبد الله اليزيدي قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثني أحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي قال:
جاءني الأصمعي وأبو عمروٍ عند أبي، فأنشد الأصمعي:
((كما تعنز عن حجرة)) ، فقال أبو عمرو:((تعتر)) ، فقال الأصمعي: هذا مأخوذ من العنزة والاعتناز. فقال أبو عمرو: ليس تروي بعد وقتك هذا إلا ((تعتر)) .
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم: العتر: الذبح. والعتيرة: الذبيحة. والحجرة: الحظيرة تتخذ للغنم. والربيض: جماعة الغنم. وكان الرجل من العرب ينذر نذرا على شائه إذا بلغت مائة، أن يذبح عن كل عشرة منها شاة في رجب، وكان تسمى تلك الذبائح الرجبية، وهي العتائر. وكان الرجل منهم ربما بخل بشائه فيصيد ظباء فيذبحها عن غنمه في رجب ليوفي نذره، فقال: أنتم تأخذوننا بذنوب غيرنا، كما ذبح أولئك الظباء عن غنمهم. ومثله:
إذا اصطادوا بغاناً شيطوه
…
فكان وفاء شائهم القروع
ويروى: ((فكان وقاء شائهم القروع)) .